Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الإثنين 04 نوفمبر 2024 12:38 مساءً - بتوقيت القدس

عشية "الثلاثاء الكبير".. ما السيناريوهات المتوقعة في حال فوز أيٍّ من الغريمَين؟

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. حسين الديك: السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي لن تشهد تغيرات جذرية في القضايا الكبرى

د. حسن أيوب: هاريس لديها فرص حقيقية لحسم ولايات عدة وحظوظها بالفوز أكثر.. وطريق ترمب نحو البيت الأبيض مليء بالعقبات

د. دلال عريقات: حال فوز ترمب قد تعود "صفقة القرن" بأسلوب براغماتي يركز على الاستثمار على حساب الحقوق الفلسطينية السياسية

محمد هواش: هاريس تتبنى خطاباً داعماً لوقف الحرب بالمنطقة لكن سياسات "الدولة العميقة" بالعادة تَحُول دون تنفيذه بالكامل 

د. قصي حامد: تأثيرات عميقة لنتائج الانتخابات فالديمقراطيون يميلون لضبط الصراعات والجمهوريون يدعمون سياسات إسرائيل دون تقييد


 يترقب العالم الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها يوم غد الثلاثاء، والتي يتنافس فيها المرشح الجمهوري دونالد ترمب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، لكن المرشحَين، وإن احتدم التنافس بينهما، متفقان على دعم إسرائيل، واتخاذ موقف أعمى من القضية الفلسطينية، في سياسة ثابتة من الإدارات الأمريكية المتعاقبة.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، التي يطلق عليها ولايات "الجدار الأزرق"، يعتمد حسم الأصوات فيها على مدى قدرة هاريس أو ترمب على اختراق ذلك الجدار.


ويؤكدون أن السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي تبقى ثابتة، بغض النظر عمن يفوز في الانتخابات، ومع ذلك تختلف الأساليب؛ فقد يميل الديمقراطيون إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية في غزة، فيما يمكن أن يؤدي فوز الجمهوريين إلى دعم مباشر لسياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف، وربما تسريع خطط الضم في الضفة الغربية.


مسار الانتخابات يتحدد عبر الولايات المتأرجحة الرئيسية


يوضح الكاتب والمحلل السياسي والمختص في الشأن الأمريكي د. حسين الديك المشهد الانتخابي الأمريكي الراهن، مبيناً أن مسار الانتخابات يتحدد عبر الولايات المتأرجحة الرئيسية، التي تشكل محوراً حاسماً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. 


ويركز الديك بشكل خاص على ولايات ما يسمى "الجدار الأزرق"، وهي: ميشيغان، وبنسلفانيا، وويسكونسن، والتي غالباً ما تميل إلى الديمقراطيين، لكنها صوتت لدونالد ترمب في 2016، ما أضفى عليها طابعاً غير ثابت وأهميّة كبيرة في السباق الانتخابي. 


ويتناول الديك ثلاثة سيناريوهات متوقعة قد تحسم السباق الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية: السيناريو الأول يشير إلى "سقوط الجدار الأزرق" بالكامل، في حال حصل ترمب على أصوات هذه الولايات الثلاث مجدداً، وهو ما من شأنه أن يضمن له الفوز بالرئاسة. 


أما السيناريو الثاني بحسب الديك، فيتمثل في "اختراق جزئي" للجدار الأزرق، بحيث ينجح ترمب في استمالة واحدة أو اثنتين من هذه الولايات، ما قد يمنحه تفوقاً كافياً للوصول إلى البيت الأبيض، فيما السيناريو الثالث يتوقع "صمود الجدار الأزرق"، بحيث تبقى الولايات الثلاث ضمن معسكر الديمقراطيين، وهذا يعني فوز كامالا هاريس، بالرغم من أن هذا السيناريو يبدو الأضعف بسبب تحديات يواجهها الحزب الديمقراطي، لاسيما في ولايات تقليدية تُحسب على الجمهوريين، مثل أريزونا وجورجيا.


ويتحدث الديك عن ولاية أريزونا، التي تعد تقليدياً ولاية حمراء موالية للجمهوريين، والتي صوتت في عام 2020 لصالح الرئيس الحالي جو بايدن بفارق ضئيل، حيث لعبت سيندي ماكين، أرملة السناتور الجمهوري البارز جون ماكين، دوراً محورياً في الحشد ضد ترمب حينما نقلت وصيته بأن لا يشارك ترمب في جنازته، ما ساعد بايدن على تحقيق هذا الفارق، إلا أن الديك يرى أن الوضع هذا العام سيكون مغايراً، متوقعاً أن تستعيد أريزونا هويتها الجمهورية، وتدعم ترمب بأصواتها الـ11.


أما جورجيا، فيوضح الديك أنها ولاية جنوبية محافظة تميل إلى القيم التقليدية والجمهوريين، على الرغم من تصويتها لصالح بايدن في 2020، إلا أن توجهاتها السياسية والثقافية تجعل من المحتمل عودتها لتدعم ترمب هذا العام. 


وبالنسبة لولاية نورث كارولاينا، يشير الديك إلى أنها ولاية جمهورية صوتت للديمقراطيين فقط في 2008 لصالح باراك أوباما، لكنها الآن تبدو أقرب لتأييد ترمب، لتضيف بذلك 16 صوتاً في المجمع الانتخابي لصالحه.


تلك السيناريوهات وفق الديك، تتعلق بشكل كبير بمدى تماسك الولايات المحسوبة على الحزب الديمقراطي أو قدرتها على استقطاب أصوات إضافية، لكن الديك يميل إلى الاعتقاد بأن السباق الأساسي في الحسم سيكون في "ولايات الجدار الأزرق"، مشيراً إلى أن فوز ترمب في واحدة من هذه الولايات قد يعني حسم السباق لصالحه.


العلاقات مع إسرائيل استراتيجية للولايات المتحدة


وحول التأثيرات المتوقعة لهذه الانتخابات على القضية الفلسطينية والسياسات الأمريكية الخارجية، يشير الديك إلى أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تُعد من أهم العلاقات الاستراتيجية للولايات المتحدة، كونها علاقة ذات طابع مؤسسي مستقر، وعابرة للأحزاب السياسية والإدارات. 


ويرى الديك أنه سواء نجح ترمب أو هاريس، فإن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لن تشهد تغيرات جذرية في القضايا الكبرى، وإن كانت هناك بعض الفوارق في التوجهات التكتيكية بين المرشحين.


ويفسر الديك بأن فوز كامالا هاريس قد يعزز من إمكانية الدفع بحلول سياسية ومبادرات دولية لوقف الحرب في قطاع غزة، فيما يتوقع أن يؤدي فوز ترمب إلى استمرار حدة التوترات في غزة والضفة ولبنان، مما يعزز من طموحات اليمين الإسرائيلي المتطرف في تحقيق أهدافه السياسية سواء المعلنة أو غير المعلنة. 


ويستند الديك إلى تقارير إعلامية أمريكية تفيد بوجود توافق ضمني بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتيح للأخير موافقة أمريكية على ضم مناطق "ج" من الضفة الغربية لإسرائيل، كما فعل ترمب سابقاً حين اعترف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.


أما بالنسبة لسياسة الإدارة الأمريكية المقبلة تجاه الملفات الدولية المعقدة، فيوضح الديك أن هناك ثلاثة ملفات رئيسية على طاولة الإدارة الجديدة؛ أولها الملف الأوكراني، حيث تلعب أوكرانيا دور رأس الحربة للولايات المتحدة ضد روسيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي. 


أما الملف الثاني بحسب الديك، فهو الصراع العربي-الإسرائيلي، حيث تُعد إسرائيل الدولة الوظيفية التي تدعم المصالح الأمريكية والإمبريالية في الشرق الأوسط، بتعاون من دول إقليمية تسير في فلك السياسة الأمريكية وتربطها علاقات جيدة بإسرائيل. 


ويشير إلى الملف الثالث الذي يتعلق بجنوب شرق آسيا، وتحديداً قضية تايوان، حيث تُعد الأخيرة رأس الحربة في مواجهة التمدد الصيني، وتدعمها منظومة من الدول الحليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية.


وفي حال نجاح ترمب بالسباق الانتخابي الرئاسي، يتوقع الديك أن تركز الإدارة بشكل أكبر على القضايا الداخلية بدلاً من الخارجية، ما قد يؤدي إلى استقرار نسبي في الأوضاع الدولية. 


الفارق في التعامل مع النووي الإيراني


لكن على الصعيد النووي الإيراني، فإن الديك يوضح أن سياسة ترمب المتشددة قد تعود إلى الساحة، ما قد يؤدي إلى تصعيد في العلاقات مع طهران. 


وعلى النقيض، إذا فازت هاريس، فإن الديك يعتقد أن الصراع سيظل قائماً، لكن ستكون هناك جهود محتملة للتهدئة في قطاع غزة، دون أن تقدم حلولًا جذرية للنزاع في الشرق الأوسط.


وباختصار، يرى الديك أن الفارق بين إدارة ترمب وهاريس بشأن القضية الفلسطينية والإقليم الشرق أوسطي لا يكمن في الأهداف الاستراتيجية، بقدر ما يكمن في طريقة التعامل مع التفاصيل التكتيكية التي قد تحدد مسار التصعيد أو التهدئة في الفترة المقبلة.



"الجيل زد" يعزز فرص هاريس


يتوقع الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشأن الأميركي، د. حسن أيوب، أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة قد تنتهي بفوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بناءً على حظوظها في عدة ولايات حاسمة، بالرغم من أنه لا يوجد أحد يتوقع فوز أي من المرشحَين الاثنين بشكل جازم.


ويرى أيوب أن لدى هاريس فرصاً حقيقية لحسم ولايات مثل: ميشيغن، وويسكونسين، وبنسلفانيا، إضافة للدائرة الثانية في نبراسكا، ما قد يوفر لها قاعدة انتخابية بحدود 276 صوتاً في المجمع الانتخابي، وهو العدد الكافي للفوز. 


ويعتبر أيوب أن هذا الدعم قد يُعزى إلى قاعدة مناصرة متنوعة تشمل النساء وجيل الشباب المعروف بـ"الجيل زد"، فضلاً عن دعم المجتمعات السوداء، الأمر الذي قد يُحدث فرقاً في الولايات الأمريكية المحورية.


أما بالنسبة للمرشح الجمهوري دونالد ترمب، فيرى أيوب أن طريقه نحو العودة إلى البيت الأبيض مليء بالعقبات، إذ يتطلب منه الفوز في ولايات مثل جورجيا وكارولاينا الشمالية، ما يجعل مساره الانتخابي أكثر تعقيداً من مسار هاريس، ومع أن المنافسة تبدو شديدة الحماسة، فإن أيوب يميل إلى توقع فوز هاريس في نهاية المطاف.


نظام انتخابي فريد وغريب


وبشأن النظام الانتخابي الأمريكي، يصفه أيوب بأنه "فريد وغريب"؛ إذ يعتمد على المجمع الانتخابي، وهو هيئة من نخبة السياسيين، وهذا لا يمثل بالضرورة التصويت الشعبي.


ويوضح أيوب أن هذا النظام الفيدرالي يمنح كل ولاية الحرية في وضع قواعدها الخاصة للتصويت، ما يضيف طبقة من التعقيد، فيما يؤكد أيوب دور المال السياسي كعامل مؤثر في زيادة فرص هاريس، حيث يُعَدّ الدعم المالي حاسماً في الحملات الانتخابية الكبرى.


وبالنسبة لموقف الرئيس الأمريكي المقبل تجاه القضية الفلسطينية، يعتقد أيوب أن فوز ترمب سيعني دعماً أكبر لإسرائيل، وربما تعزيز خطواتها نحو سياسات أكثر تصعيدية، بما في ذلك دفعها نحو تنفيذ خطط الضم في الضفة الغربية وخوض حروب على كافة الجبهات. 


ويشير أيوب إلى أن فترة رئاسة ترمب السابقة تميزت باندفاع نحو تبني سياسات متشددة، ما دفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات كبيرة في مسار الضم وتجاه القضية الفلسطينية بشكل عام.


أما في حال فوز هاريس، وبالرغم من أن تعاطفها النسبي مع الفلسطينيين قد يُمثل نقطة إيجابية، فإن أيوب يرى أنها ستكون مُقيّدة بتوجهات الحزب الديمقراطي وأولوياته واستراتيجياته. 


وعلى الرغم من ذلك، قد تسعى إدارة هاريس، وفق أيوب، إلى اتباع سياسة متوازنة إلى حد ما، مع بعض الحذر في اتخاذ خطوات تصعيدية، لا سيما في ظل أجواء دولية مضطربة وملفات ساخنة أُخرى تحتاج إلى اهتمام الإدارة الأمريكية. 


ويرى أيوب أن أي تحرك جاد بشأن القضية الفلسطينية سيكون مقيداً بالملفات الدولية الملحة الأُخرى، خاصة مع الأوضاع العالمية المتوترة.


ويوضح أيوب أن هناك ترقباً عالمياً يتابع الانتخابات الأمريكية بقلق، خشية عودة ترمب وسياسته، إذ إن ترمب أظهر توجهات متهورة في العديد من القضايا الاستراتيجية، وأتبع قراراته بسهولة واندفاع غير مسبوقين في تاريخ الرئاسة الأمريكية. 


ويؤكد أن هذه السمات النرجسية التي تميز ترمب تجعل من عودته مصدر قلق عالمي، إذ إن العودة إلى سياساته المتهورة قد تُشعل التوترات في الشرق الأوسط مجدداً.


وبالرغم من الوضع الانتخابي المتقلب، يتوقع أيوب أن الإدارة الحالية قد تحاول التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قبل تنصيب الرئيس الجديد، وأن ثمة تحركات أمريكية متوقعة لتحقيق استقرار نسبي في المنطقة.


صراع محتدم


تشير د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع في الجامعة العربية الأمريكية، إلى أن نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقارب واضح بين المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب، حيث يتوقع لهذا السباق أن يكون محتدماً للغاية. 


ومع ذلك، تعتقد عريقات أن الإدارة الأمريكية المقبلة، سواء أكانت بقيادة هاريس أو ترمب، لن تُظهر تغييراً حقيقياً في مسار سياستها تجاه الفلسطينيين، مرجحةً استمرار النهج التقليدي الذي يميل لدعم إسرائيل، بغض النظر عن حقوق الفلسطينيين ومطالبهم العادلة المستندة إلى حقوق الإنسان والقانون الدولي.


وتقدم عريقات رؤيةً متشائمة حيال مستقبل السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، لافتة إلى ما وعدت به إدارة بايدن وهاريس من قبل، خاصة في ما يتعلق بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، غير أن هذه الوعود بقيت حبراً على ورق، ولم تُتَرجَم على أرض الواقع بأي خطوات عملية، حتى في ما يتعلق بتطوير البنية التحتية للاتصالات في فلسطين عبر خدمات الجيل الرابع (4G)!


وتستخلص عريقات من هذا الواقع أن الديمقراطيين، بقيادة بايدن، قدموا دعماً غير مشروط لإسرائيل، ولم يتخذوا أي إجراءات فاعلة للضغط على الحكومة الإسرائيلية، ما ترك أثراً سلبياً على رصيدهم بين الشرائح التي ترفض مواقف الإدارة الحالية تجاه غزة.


دعم إدارة الصراع عوضاً عن إيجاد حلول جذرية له


من الناحية التاريخية، تشير عريقات إلى أن السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية لم تشهد تغيرات جذرية بين الإدارات المختلفة، فالأطراف المتعاقبة تبنّت سياسات مشابهة، تدعم إدارة الصراع عوضاً عن إيجاد حلول جذرية له. 


وعلى الرغم من تطورات مهمة مثل الحرب في غزة، ترى عريقات أن الإدارة المقبلة قد تستمر في دعم حل الدولتين، لكن بشروط تركز على إعادة الحياة لعملية السلام عبر مشاريع تنموية وإنسانية، ما يساهم في تهدئة الوضع ولكن ليس بحل دائم وعادل.


وترى عريقات أن الإدارة المقبلة قد تستمر في تبني مقاربة تتضمن مشاريع لتحسين الظروف المعيشية وإعادة البناء والازدهار، لكنها في الوقت ذاته لن تتطرق بشكل جاد إلى معالجة جذور الصراع، في سيناريو مشابه لتجربة التسعينيات. 


وتلفت عريقات إلى أن هذه الجهود قد تشمل جولات دبلوماسية ومؤتمرات سلام، لكن دون المساس بعمق الوضع الاستيطاني على الأرض، بل ستكون عملية السلام هذه بمثابة إدارةٍ للأزمة عوضاً عن حلها، حيث سيتم التركيز على "الازدهار الاقتصادي" وتحسين الظروف الإنسانية للفلسطينيين بدلاً من إحقاق حقوقهم السياسية.


ومع الحديث عن السيناريوهات المتوقعة حال فوز ترمب، تلفت عريقات إلى إمكانية عودة "صفقة القرن" بأسلوب براغماتي، يتضمن التركيز على الاستثمار والازدهار على حساب الحقوق السياسية للفلسطينيين. 

وترى عريقات أن الإدارة المقبلة قد تدفع نحو اتفاقية تطبيع كبرى مع السعودية، يكون ثمنها وقف الصراع في غزة والاعتراف بشكلٍ ما بدولة فلسطينية، ولكن دون أن يعني ذلك سيادة حقيقية على الأرض، بل ربما سيعزز ذلك الوضع القائم الذي يمنح إسرائيل اليد العليا في صياغة مستقبل المنطقة بما يخدم مصالحها.


من ناحية أخرى، تعتقد عريقات أن إدارة بايدن، التي تعاني من ضغوط متزايدة من التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، قد تتخذ موقفاً أقل حدة في دعمها لإسرائيل حال فوز هاريس، نظراً لتنامي الأصوات الداعية لاحترام حقوق الإنسان، خاصة مع ما شهده قطاع غزة من تصعيد. 


وتشير عريقات إلى أن هذه الضغوط قد تدفع الإدارة المقبلة لتبني سياسات تهدف إلى إدارة الصراع وليس حله، من خلال الضغط على إسرائيل لتخفيف التوترات في الشرق الأوسط، وليس لإنهاء الاحتلال أو تحقيق السلام الشامل.


وبخصوص السياسة الخارجية الأمريكية على نطاق أوسع، تتوقع عريقات أن الإدارة المقبلة ستواجه تحديات كبيرة تشمل العلاقات مع الصين، التي يتوقع أن يظل التنافس الاقتصادي معها قائماً، والعلاقات مع روسيا، والملف النووي الإيراني. 


وترى عريقات أنه من المحتمل أن تقوم الإدارة الجديدة بتكثيف الضغوط على إيران لمنعها من تطوير سلاح نووي، وقد تتيح الأجواء الإقليمية بعد تصاعد الصراع مع غزة وحزب الله مزيداً من التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل لاستهداف إيران، بما يخدم الأهداف الاستراتيجية لكلا الطرفين في المنطقة.


وتؤكد عريقات أن الإدارة الأمريكية المقبلة ستظل، بغض النظر عن انتمائها السياسي، حريصة على دعم إسرائيل في إطار توجهات توازن بين مصالحها في الشرق الأوسط وبين الضغوط الداخلية والخارجية، بما قد يسهم في استدامة الوضع الراهن دون تقديم حلول جذرية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.


تقارب شديد بين المرشحَين الرئيسيَّين


يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش أن السباق الانتخابي الأمريكي الحالي يتميز بتقارب شديد بين المرشحين الرئيسيين، حيث تمتلك المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فرصًا متساوية مع المرشح الجمهوري دونالد ترمب.


ويشير هواش إلى أن الولايات المتأرجحة تشهد انقساماً بين دعمها لهاريس وترمب، ما يُصعِّب التنبؤ بالنتائج حتى صباح يوم الأربعاء المقبل، أو ربما حتى إعادة الفرز إذا تساوت الأصوات. 


ويلفت هواش إلى ثوابت السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، حيث يُجمِع كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري على دعم إسرائيل وفق استراتيجية متطابقة بين واشنطن وتل أبيب، وهي سياسة تتبناها كل الإدارات الأمريكية، بالرغم من اختلاف الرؤساء.


ويؤكد هواش أن هاريس تتبنى خطاباً داعماً لوقف الحرب في منطقة الشرق الأوسط، لكن سياسات "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة عادةً ما تحول دون تنفيذ هذا الشعار بالكامل. 


وفي المقابل، يرى هواش أن سياسات ترمب كانت واضحة منذ إطلاقه "صفقة القرن" قبل سنوات حينما كان رئيساً للولايات المتحدة، والتي اعتبرت بمثابة منح إسرائيل "كل شيء" مقابل وعود غير ملزمة للفلسطينيين.

 

ويشير هواش إلى أن ترمب يُظهر حرصاً على توسيع مصالح إسرائيل في المنطقة، ويشترط أن يتم وقف الحرب بما يتوافق مع مصالح إسرائيل الأمنية والسياسية.


وفي ما يتعلق بالمفاوضات حول الحرب على قطاع غزة، يوضح هواش أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس حول قضايا المحتجزين الإسرائيليين لا تزال مستمرة، لكنه يعتقد أن استمرار الحرب من عدمه أو إبرام اتفاق مرتبط برؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 


نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب على غزة


ويشير هواش إلى أن نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب ما لم يستطع من خلال ذلك تعزيز وضعه السياسي وتحقيق مكاسب داخلية، لاسيما تلك المرتبطة بفرص تشكيل حكومة أخرى، لكن رغم ذلك فإن القرار النهائي بشأن وقف الحرب وإبرام اتفاق يعتمد على ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية على نتنياهو.


ويشدد هواش على أنه حتى الآن لم تُمارَس ضغوط حقيقية من جانب واشنطن على نتنياهو لوقف هذه الحرب.


ويستعرض هواش موقف ترمب من قضايا السياسة الدولية، خاصةً الحرب في أوكرانيا، التي يرى ترمب أن على الولايات المتحدة الابتعاد عنها، ما قد يترك أوروبا أمام تحديات كبيرة في مواجهة الضغوط الروسية. 


ويعتقد هواش أن إجراءات ترمب تزيد من تعقيد علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع دول العالم، إذ يسعى للتخلي عن الالتزامات الأميركية في أوروبا ويؤيد وقف الحرب في أوكرانيا، بما قد يثقل كاهل السياسة الدولية بأزمات جديدة.


ويرى هواش أيضاً أن ترمب يحمل نظرة متشككة تجاه الأمم المتحدة، التي يعتبرها مؤسسة "فاسدة"، بالرغم من ضعفها الواضح أصلا في معالجة الملفات الخارجية. 


ويشير هواش إلى أن عودة ترمب للرئاسة قد تؤدي إلى فرض سياسات اقتصادية مشددة، بما في ذلك زيادة الضرائب على الدول الحليفة، لتعزيز النفوذ الأمريكي الاقتصادي والسياسي عالمياً، وهي خطوات يرى هواش أنها من شأنها أن تعقد علاقات الولايات المتحدة مع المجتمع الدولي وتخلق مشكلات عميقة في ملفات متعددة.


نتائج الانتخابات قد تكون حاسمة بالنسبة لعدد من الملفات


يرى د. قصي حامد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، أن نتائج الانتخابات الأمريكية قد تكون حاسمة بالنسبة لعدد من الملفات السياسية الأمنية، مثل القضية الفلسطينية بشكل عام والحرب على قطاع غزة بشكل خاص، إضافة إلى علاقات إسرائيل بالمنطقة وبعض الملفات الدولية.


ويشير حامد إلى أن مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية متشابك ومعقد نتيجة تقارب فرص المرشحين وعدم حسم بعض الولايات المتأرجحة، وتظل فرص المرشحين متقاربة.


ويؤكد حامد أن المجمع الانتخابي في النهاية هو من يحسم مستقبل الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية، وتظل الاستطلاعات مؤشراً حول المشهد الانتخابي المحتدم.


تحول تكتيكي تحمله هاريس مقابل تصعيد شعبوي لترمب


من زاوية أخرى، يشير حامد إلى أنه في حال فوز كامالا هاريس، فمن المرجح أن تشهد السياسة الأمريكية تغيراً في أسلوب إدارة الملفات الإقليمية، فقد تسعى إلى سياسة الحد من التوترات في عدد من الملفات في الشرق الأوسط، ما قد يتضمن ممارسة ضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، واحتواء التصعيد مع حزب الله وإيران.


ويوضح حامد أن الدافع وراء هذا التوجه لهاريس هو الضغط المتزايد من داخل الحزب الديمقراطي، خاصة من التيارات التقدمية والليبرالية التي تطالب الإدارة الأمريكية بالضغط على اسرائيل في قضايا وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة والأزمة الإنسانية فيه. 


ويعتقد حامد أن هذا الضغط قد يدفع هاريس إلى تبني سياسة أكثر حدة مع إسرائيل -دون التخلي عن دعمها السياسي والعسكري لها والحفاظ على التزامات الولايات المتحدة التقليدية تجاه أمن اسرائيل وتفوقها العسكري- وهو الأمر الذي يعني تحولاً تكتيكياً عن سياسة جو بايدن في التعامل مع الحرب على قطاع غزة، والضغط على إسرائيل لإبداء المرونة في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.


أما في حالة عودة ترمب إلى الرئاسة، فيرى حامد أن ذلك سيعني عودة للنهج الشعبوي التصعيدي الذي اتبعه في ولايته السابقة، والذي ركز بشكل كبير على توسيع دائرة التطبيع العربي-الإسرائيلي، وتقديم دعم مطلق لإسرائيل دون تحفظات. 


ترمب الخيار المفضل لنتنياهو


ويشير حامد إلى أن ترمب هو الخيار المفضل لنتنياهو لتحقيق مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤية تضمن تفوق إسرائيل العسكري والاقتصادي، فترمب اتخذ في ولايته السابقة خطوات غير مسبوقة، من بينها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة، ناهيك عن تجميد المساعدات للسلطة الفلسطينية ووقف تمويل الأونروا، إضافة إلى انحيازه التام لمواقف الحكومة الإسرائيلية، فيما يرى حامد أن هذه السياسة قد تتوسع في حال فوز ترمب مجدداً.


ويعتقد حامد أن عودة ترمب تعني، من جهة، استئناف المضي بتطبيق "صفقة القرن" التي تتساوق مع رغبات الحكومة الإسرائيلية بإلغاء الكيانية السياسية للشعب الفلسطيني وتتجاهل الطموحات الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة، ومن جهة أُخرى الضغط لتحقيق مزيد من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية على أسس اقتصادية أمنية تستثني إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية كشرط لعلاقات طبيعية مع اسرائيل.


ملفا أوكرانيا وإيران والنفوذ الاقتصادي الصيني


وحول تأثير الرئيس الأمريكي المقبل على ملفات السياسة الخارجية الأُخرى، يتوقع حامد أن تتعامل الإدارة المقبلة (هاريس أو ترمب) مع الأزمة الأوكرانية بصيغة مختلفة عن إدارة بايدن؛ ومن المرجح أن تتراجع حربها مع روسيا من أولويات الادارة الأمريكية، فيما تبقى المنافسة الاقتصادية مع الصين على رأس اولويات الادارة الأمريكية المقبلة، حيث قد تسعى الولايات المتحدة إلى عرقلة تقدم الصين في المجالات الاقتصادية عبر فرض سياسات تقيد النفوذ الصيني في الأسواق العالمية.


أما بشأن الملف الإيراني، فيعتقد حامد أن الاستراتيجية الأمريكية قد تستمر في الضغوطات الاقتصادية والدبلوماسية على طهران بهدف تأخير قدرتها على امتلاك سلاح نووي، وإذا فاز ترمب، فقد يتجه بالتوافق مع نتنياهو نحو اتخاذ إجراءات أكثر تصعيداً، بما في ذلك شن ضربات محتملة على ايران.


ويرى حامد أن التوترات مع إيرانية ستتصاعد بشكل خاص بعد نجاح إسرائيل بتوجيه ضربات قوية لحزب الله وحركة حماس واغتيال عدد من قياداتهما، ما يجعل الفرصة سانحة لتبني الرئيس الأمريكي المقبل سياسات تتماشى مع الرغبة الإسرائيلية في تحييد قدرات إيران العسكرية.


ويرى حامد أن نتائج الانتخابات الأمريكية ستحمل تأثيرات عميقة على المنطقة، سواء تم انتخاب هاريس أو ترمب، فعلى الرغم من التباين بين رؤى الحزبين الديمقراطي والجمهوري تجاه إسرائيل، فإن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل سيظل ثابتاً، لكن الأسلوب يختلف، إذ يميل الديمقراطيون إلى ضبط الصراعات، فيما يميل الجمهوريون بقيادة ترمب إلى سياسة الانحياز الكامل لدعم السياسات الإسرائيلية دون تقييد


دلالات

شارك برأيك

عشية "الثلاثاء الكبير".. ما السيناريوهات المتوقعة في حال فوز أيٍّ من الغريمَين؟

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 291)