Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الإثنين 23 ديسمبر 2024 8:26 صباحًا - بتوقيت القدس

ضربات الحوثيين لعمق إسرائيل.. رسائل تحذير إيرانية "فرط صوتية”

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. أحمد رفيق عوض: الصواريخ الفرط صوتية تحمل رسائل واضحة للتحذير من مغبة استهداف المنشآت النووية الإيرانية

أكرم عطا الله:   هجمات الحوثيين عكست وجود أزمة حقيقية في الاستراتيجية الإسرائيلية للتعامل مع التهديدات البعيدة

أنطوان شلحت: نقطة تحول في الصراع الذي يتجاوز حدود المواجهة الإقليمية التقليدية وإخفاق إسرائيلي في ردع الحوثيين

 د. تمارا حداد: إيران تستخدم الحوثيين ورقة رئيسية لتحسين شروط التفاوض مع أمريكا لا سيما مع اقتراب تسلم ترمب الحكم

نبهان خريشة: الجبهة اليمنية "معضلة" تعيق رؤية نتنياهو لتحقيق "النصر المطلق" خاصة بعد ما يدعيه من إنجازات في لبنان وغزة

 

على وقع التحولات الإقليمية، شن الحوثيون هجوماً صاروخياً فرط صوتي أول من أمس السبت، استهدف العمق الإسرائيلي، ما من شأنه أن يضع إسرائيل أمام خيارات صعبة للرد في العمق اليمني، خاصة أن تلك الصواريخ الفرط صوتية ينظر إليها بمثابة رسالة تهديد إيرانية استباقية لاسرائيل لثنيها عن محاولات استهداف منشآتها النووية.


ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون ومختصون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذه الهجمات من قبل الحوثيين كجزء من تصعيد إيراني غير مباشر ضد إسرائيل، خاصة أن الهجوم الأخير تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتقدمة، وفتح الباب أمام تساؤلات حول خيارات الرد الإسرائيلي ومدى تأثيره على توازن القوى الإقليمي.


ويشيرون إلى أن إسرائيل تواجه تحدياً استراتيجياً جديداً يتمثل في مواجهة تهديد بعيد المدى، يرتبط بشكل مباشر بالسياسات الإيرانية، حيث تتراوح خيارات الرد المطروحة أمام تل أبيب بين تكثيف الضربات الجوية ضد الحوثيين، أو التعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أو إنهاء الحرب على قطاع غزة لإنهاء الهجمات الحوثية، أو حتى التفاوض السياسي مع إيران للوصول إلى تسوية أوسع تشمل ملفات حساسة مثل البرنامج النووي الإيراني، ومع ذلك فإن البعد الجغرافي والتضاريس الوعرة لليمن يمثلان عائقاً أمام إسرائيل لتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة وفعّالة.


ويعتقد الكتاب والمحللون والمختصون أن استمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل قد يأتي كرسائل إيرانية تهدف إلى تحسين شروط طهران التفاوضية مع الولايات المتحدة، لا سيما مع اقتراب دخول إدارة أمريكية جديدة.

 

إسرائيل بقيادة نتنياهو أمام خيارات متعددة في الرد

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي د.أحمد رفيق عوض أن إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو أمام خيارات متعددة في ردها على الهجمات التي يشنها الحوثيون والتي كان آخرها السبت بصاروخ فرط صوتي، مشيراً إلى أن تلك الخيارات تتفاوت من حيث الفاعلية والتأثير الاستراتيجي.


ويوضح عوض أن أحد الخيارات المتاحة لإسرائيل هو الاستمرار في قصف مواقع الحوثيين باستخدام الطائرات الإسرائيلية، وعلى الرغم من صعوبة هذا الخيار وعدم ضمانه نتائج حاسمة، فإنه يظل مطروحاً على الطاولة، كما أن إسرائيل قد تجد صعوبة في تحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة من خلال هذه الهجمات الجوية، ولكنها قد تسعى لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين.


ويشير عوض إلى  الخيار الثاني وهو أن إسرائيل قد تعتمد على التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لتكثيف الضربات الجوية على مواقع الحوثيين، وبالفعل، كانت هناك ضربات أمريكية استهدفت الحوثيين، مما يظهر دور التحالف في دعم إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية.


ويتطرق عوض إلى الخيار الثالث وهو أن تكون هناك تسوية إسرائيلية مع الفلسطينيين قد تكون خطوة جوهرية لإنهاء الهجمات الحوثية، حيث إن الحوثيين أعلنوا صراحة أن هجماتهم ستتواصل طالما استمرت الحرب على غزة، ما يجعل وقف هذه الحرب وتسوية الأوضاع في القطاع خياراً منطقياً إذا رغبت إسرائيل في خفض التوترات مع الحوثيين وحلفائهم.


أما الخيار الرابع بحسب عوض، فهو أنه يمكن لإسرائيل أن تسعى لتسوية سياسية أو حتى عسكرية مع إيران تشمل القضايا الخلافية، مثل البرنامج النووي الإيراني والنفوذ الإقليمي، ومثل هذه التسوية قد تؤدي إلى تهدئة الأوضاع مع الحوثيين، الذين يعتبرون أحد أهم حلفاء إيران في المنطقة.


في هذه الأثناء، يشير عوض إلى أن الهجمات الحوثية، خاصة الصواريخ الفرط صوتية تحمل رسائل واضحة من إيران إلى إسرائيل والغرب، حيث أن الهجمات بالصواريخ الباليستية، التي فشلت منظومات الدفاع الإسرائيلية في التصدي لها، تعكس تطور الصواريخ الإيرانية، والتي أصبحت تشكل سلاحاً استراتيجياً قادراً على تجاوز المنظومات الدفاعية التقليدية. 


ويعتقد عوض أن هذه الرسائل تشمل تحذيراً لإسرائيل من مغبة استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وتأكيداً على قدرة إيران وحلفائها على الرد بقوة.


ويشدد د. عوض على صعوبة نشوب حرب شاملة بين إسرائيل واليمن بسبب البعد الجغرافي الكبير، حيث تفصل أكثر من 2000 كيلومتر بين الطرفين. 


وبالرغم من ذلك، يشير عوض إلى أن المواجهات المحدودة بين الطرفين قد تستمر في المستقبل، خاصة إذا لم تصل إسرائيل إلى تسوية مع الفلسطينيين أو الإيرانيين.


ويؤكد عوض أن الحوثيين يمثلون حليفاً قوياً لإيران، نظراً لقدرتهم على إطلاق صواريخ باليستية والسيطرة على ممرات مائية حيوية مثل باب المندب، الذي تمر منه نحو خمس التجارة العالمية، وهذا التحالف الإيراني-الحوثي ليس هشاً كما قد يُظن، بل يمثل تحدياً استراتيجياً كبيراً لإسرائيل والتحالف الغربي.


ويعتقد عوض أن استمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل مرهون باستمرار الحرب في غزة، ويظل التوصل إلى تسويات سياسية إقليمية الخيار الأجدى لتهدئة الأوضاع وإنهاء التوترات.

 

الصواريخ الفرط صوتية.. تحدٍّ جديد ومعقد

 

 يرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن إسرائيل تواجه تحدياً جديداً ومعقداً يتمثل في الصواريخ الفرط صوتية التي أطلقها الحوثيون من اليمن، وبالرغم من أن منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية "حيتس"، التي تُعد من أبرز إنجازات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية قد أظهرت فعالية كبيرة ضد تهديدات أخرى، فإنها عجزت عن التصدي لهذه الصواريخ المتطورة، مما يعكس أزمة حقيقية في الاستراتيجية الإسرائيلية للتعامل مع التهديدات البعيدة.


ويؤكد عطا الله أن التهديد الحوثي يضع إسرائيل أمام تحدٍ جديد قد يستمر لفترة طويلة، خاصة أن جذوره الإقليمية مرتبطة بإيران.


ويشير عطا الله إلى أن إسرائيل حققت نجاحات ملموسة في مواجهتها على جبهات غزة ولبنان وسوريا، لكن اليمن، على الرغم من بُعده الجغرافي وعدم وجود حدود مشتركة مع إسرائيل، يبرز الآن كتهديد جديد، خاصة بعد إطلاق الحوثيين صواريخ أثبتت قدرتها على تجاوز الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، وهذا التطور يضع إسرائيل أمام معادلة مختلفة تتطلب إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية والأمنية.


ويعتقد عطا الله أن هناك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه خيارات للتعامل مع هذا التهديد، فإما تكثيف الضربات الجوية ضد الحوثيين بهدف إنهاكهم أو دفعهم إلى الاستسلام، أو ربما تسعى إسرائيل لتجييش دول مثل الولايات المتحدة وحلفائها لضرب الحوثيين بفعالية أكبر، او استهداف إيران، باعتبارها الراعي الأساسي للحوثيين، وقد يكون خياراً استراتيجياً لإنهاء التهديد من جذوره، حيث يرى نتنياهو أن "الرأس المحرك" هو إيران لا تزال قادرة على التأثير في جميع حلفائها، بما في ذلك الحوثيين.


ويشير عطا الله إلى أن الهجمات الحوثية قد تحمل رسائل إيرانية تهدف لتأكيد قوة محور المقاومة وصلابته، وقدرته على التشويش على الخطط العسكرية الإسرائيلية.


وفي ما يتعلق بإمكانية نشوب مواجهة بين إسرائيل واليمن، يرى عطا الله أن البعد الجغرافي يجعل أي حرب مباشرة صعبة التنفيذ، حيث إن هذه المواجهة ستبقى في إطار "الحرب عن بُعد"، وتعتمد على الهجمات الجوية والصاروخية دون القدرة على استخدام القوات البرية أو الدبابات، ما يجعلها حرباً محدودة التأثير.

 

نقطة تحوّل.. وهدف إسرائيلي بعيد المدى

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن إطلاق الحوثيين صاروخاً على منطقة غوش دان في تل أبيب، السبت، دون أن تتمكن المنظومة الدفاعية الإسرائيلية من اعتراضه، يشكل نقطة تحول في الصراع الذي يتجاوز حدود المواجهة الإقليمية التقليدية. 


ويوضح شلحت أن هذا التطور يبرز إخفاق إسرائيل في فرض سياسة الردع ضد الحوثيين، بالرغم من الضربات الجوية المتكررة التي شنتها على مواقع بنى تحتية في صنعاء والحديدة.


ويشير شلحت إلى أن استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والمسيرات واستهداف السفن المارة عبر باب المندب وميناء إيلات، يعكس فشل إسرائيل في إيقاف هذا التهديد. 


ويرى شلحت أن هذا الوضع يدفع المؤسسات الأمنية والسياسية الإسرائيلية للاعتراف بعدم جدوى التكتيكات الحالية، ما يزيد الضغوط لإيجاد حلول أكثر فعالية.


ويعتقد شلحت أن السيناريو الأكثر ترجيحاً للرد الإسرائيلي على تلك الهجمات يتمثل في استمرار التعاون الإسرائيلي مع الولايات المتحدة وبريطانيا، بما يتماشى مع الرغبة الإسرائيلية في القضاء على البنية التحتية للحوثيين.


ويشير شلحت إلى أن هناك هدفًا بعيد المدى تسعى إسرائيل لتحقيقه، يتمثل في إسقاط حكم الحوثيين في اليمن. 


ومع ذلك، يظل هذا الهدف، بحسب شلحت، مرهونًا بمدى استعداد الولايات المتحدة للالتزام بتنفيذه، خاصة في ظل الحاجة لدعم أمريكي واضح لتنفيذ أي عملية واسعة النطاق.


تسعى إسرائيل إلى استثمار الملف الحوثي كوسيلة للضغط على الإدارة الأمريكية بحسب شلحت، مشيراً إلى أن إسرائيل تروج لتهديد الحوثيين كخطر يتجاوز حدود الصراع الإسرائيلي، ويشمل الممرات البحرية الدولية في البحر الأحمر، ومن خلال هذه الرواية، تأمل إسرائيل في الحصول على دعم أمريكي ودولي لعملية عسكرية تهدف إلى تقليص قدرات الحوثيين، أو حتى الإطاحة بنظامهم.


ويربط شلحت الهجمات الحوثية ضد إسرائيل بالتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، ويرى أن هذه الهجمات تمثل رسائل مباشرة من طهران، تشير إلى أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية لن يمر دون ردود فعل واسعة تشمل الحوثيين. 


ويوضح شلحت أن تزويد إيران للحوثيين بتقنيات عسكرية متقدمة، مثل الصواريخ الباليستية والمسيرات، يهدف إلى إظهار ضعف منظومة الدفاع الإسرائيلية واستهداف مواقع استراتيجية، بما في ذلك ميناء إيلات.

ويرى شلحت أن قرار شن حرب إسرائيلية على اليمن لا يقع ضمن صلاحيات إسرائيل وحدها، بل يعتمد على موافقة الولايات المتحدة. 


ويوضح شلحت أن إسرائيل قد تفكر في عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين، لكنها لن تقدم على ذلك إلا بضوء أخضر أمريكي. 


ويشير شلحت إلى أن قرب دخول إدارة أمريكية جديدة، أكثر ودية تجاه إسرائيل، قد يوفر الظروف المناسبة لتنفيذ هذا السيناريو إذا استمر التهديد الحوثي.


ويرى شلحت أن مستقبل الحرب مع الحوثيين يعتمد بشكل كبير على التوافق الأمريكي الإسرائيلي، وعلى قدرة إسرائيل في الاستفادة من تغيرات الإدارة الأمريكية المقبلة، وفي حال استمرار التهديد الحوثي، قد تسعى إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية بالتعاون مع شركائها الدوليين، تستهدف البنية التحتية للحوثيين، في محاولة لتغيير موازين القوى في المنطقة، ومع ذلك، يظل سؤال نجاح هذه الجهود مفتوحًا على التطورات الإقليمية والدولية.

 

الورقة الأخيرة كذراع استراتيجية لإيران في البحر الأحمر

 

توضح الكاتبة والباحثة السياسية د. تمارا حداد أن الحوثيين، أو ما يُعرفون بـ"أنصار الله"، يمثلون الورقة الأخيرة كذراع استراتيجية لإيران في منطقة البحر الأحمر. 


وتشير حداد إلى أن طهران تقدّم للحوثيين دعماً مالياً وعسكرياً ولوجستياً واستخبارياً، بما يشمل الصواريخ البالستية والصواريخ الفرط صوتية ذات المنشأ الإيراني، بالرغم مما يروّج له في الإعلام اليمني بأنها صناعة محلية.


وتلفت حداد إلى أن الحوثيين يستفيدون من المعلومات الاستخبارية التي تقدمها إيران بالتعاون مع روسيا، بما يشمل خطوط مرور السفن في البحر الأحمر، ما يتيح لهم استهداف السفن الملاحية بشكل دقيق. 


وتشير حداد إلى أن ما يقوم به الحوثيون أدى إلى أزمة اقتصادية في المنطقة، تضررت منها شركات بحرية عالمية حتى الشركات الصينية.


وترى د. حداد أن إيران تستخدم الحوثيين كإحدى أوراقها الرئيسية لتحسين شروط التفاوض مع الولايات المتحدة، لا سيما مع اقتراب تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سدة الحكم في يناير 2025. 


وتشير حداد إلى أن طهران تسعى إلى تحقيق مكاسب في أي اتفاق نووي جديد أو تقليص العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، كما تهدف إيران إلى تحسين موقفها التفاوضي من خلال إبقاء المنطقة في حالة توتر أمني، عبر دعم الفصائل الموالية لها في العراق واليمن.


وتلفت حداد إلى أن الحوثيين يُعلنون دعمهم لقطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي، إلا أن هذا الدعم لم يُحدث أي تغيير يُذكر في مسار الحرب أو وقفها، وبدلاً من ذلك، تستخدم إيران الحوثيين كرسالة تهديدية ضد إسرائيل والمجتمع الدولي، مؤكدةً استمرارهم كذراع قوي لطهران في المنطقة.


وفي ما يتعلق بالرد الإسرائيلي على الهجمات الحوثية، توضح د. حداد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس عدة خيارات. 


الخيار الأول وفق حداد، يتمثل في تنفيذ ضربات مباشرة على الحوثيين، إلا أن هذا الخيار يواجه تحديات كبيرة بسبب البعد الجغرافي بين إسرائيل واليمن. وتشير حداد إلى أن الخيار الثاني، الذي قد يكون أكثر واقعية، هو استخدام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا لتوجيه ضربات قوية للجبهة الحوثية، بما يضمن تقليص قدراتها بشكل كبير.


أما الخيار الثالث، وفقًا لحداد، فيشمل استخدام إسرائيل لمواقع قريبة من البحر الأحمر، مثل بعض القواعد العسكرية في إريتريا أو مناطق أخرى من أجل استهداف قواعد تموضع الحوثيين. 


وتؤكد حداد أن إسرائيل تعمل حالياً على حشد دعم استخباري ولوجستي من التحالف الإقليمي والدولي لضمان تحقيق ضربات دقيقة.


وترى حداد أن الهجمات الحوثية على إسرائيل باستخدام الصواريخ الفرط صوتية تُعد رسالة إيرانية مباشرة، وهذه الرسالة تهدف إلى تأكيد قدرة إيران على استهداف العمق الإسرائيلي عبر أذرعها الإقليمية، ما يضع إسرائيل أمام تحديات أمنية واقتصادية متزايدة. 


وتشير حداد إلى أن الحوثيين، عبر سيطرتهم على منطقة باب المندب، يشكلون تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية، مستفيدين من التضاريس الجبلية في اليمن التي تتيح لهم التخفي ونقل الأسلحة بسهولة.


وتطرقت حداد إلى أن إسرائيل تسعى، بالتعاون مع الولايات المتحدة، إلى إنهاء كافة أذرع إيران في المنطقة كجزء من خطتها لإعادة هيكلة الشرق الأوسط. 


وتوضح حداد أن هذه الخطة تشمل القضاء على الحوثيين عبر ضربات عسكرية مباشرة وتمويل جماعات مسلحة معارضة لهم، على غرار ما حدث في سوريا، كما تتضمن الخطة إشعال حرب أهلية في اليمن بهدف إضعاف الحوثيين داخلياً.


وترى حداد أن إسرائيل لن تتوقف عند حدود التصعيد الحالي، بل تسعى لتحقيق نصر شامل، ليس فقط في غزة، بل على مستوى المنطقة ككل. 


وتؤكد حداد أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو إنهاء المشروع النووي الإيراني والقضاء على أذرع طهران، بما في ذلك الحوثيون، من أجل تعزيز نفوذها الإقليمي وتطويع الأطراف المتبقية لقبول شروطها.


وتشير حداد إلى أن إسرائيل تعتبر القضاء على الحوثيين خطوة محورية ضمن خطتها لإنهاء "الهلال الشيعي" المدعوم من إيران، ما يمهد الطريق لإعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع مصالحها. 


وتؤكد حداد أن استمرار الهجمات الحوثية سيزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، لكنه في الوقت ذاته يمنح إسرائيل فرصة لحشد تحالفات دولية واسعة لمواجهة التهديد الإيراني.


وتشدد حداد على أن المواجهة في اليمن ستظل مفتوحة على جميع السيناريوهات، بما في ذلك تدخلات دولية مكثفة، وخلق بيئة سياسية وأمنية جديدة تُسهم في إعادة ترتيب أولويات المنطقة بما يخدم الأطراف القوية على الساحة الدولية والإقليمية.

 

سيناريوهان للرد واستبعاد المواجهة المباشرة

 

يشير الكاتب المختص الصحفي نبهان خريشة إلى أن الحدث الاستثنائي بإطلاق الحوثيين صاروخاً فرط صوتي من اليمن باتجاه تل أبيب، متجاوزاً الدفاعات الجوية الإسرائيلية، محدثاً أضراراً مادية وإصابات دفع أصواتاً في إسرائيل للمطالبة بشن هجوم واسع على الحوثيين في اليمن لإزالة تهديدهم. 


ويلفت خريشة إلى أن تنفيذ هذا السيناريو أكثر تعقيداً مقارنة بعمليات إسرائيل ضد حزب الله في لبنان أو حماس في غزة، وذلك لعدة اعتبارات جغرافية وعسكرية.


ويوضح خريشة أن المسافة مع اليمن تزيد عن 1500 كيلومتر، فضلاً عن التضاريس اليمنية المتنوعة والمساحة الواسعة، ما يجعل أي عملية عسكرية إسرائيلية مباشرة معقدة وصعبة التنفيذ مقارنة بلبنان أو قطاع غزة. 


ويشدد خريشة على أن أي رد إسرائيلي على الحوثيين سيتطلب رسم صورة استخبارية دقيقة لليمن، تشمل مواقع الصواريخ، ومصانع التكنولوجيا العسكرية، ومراكز قيادة الحوثيين، في حال قررت إسرائيل تنفيذ عمليات تتجاوز الضربات الجوية المحدودة التي استهدفت مناطق مثل صنعاء والحديدة سابقًا.


تعتبر القيادة الإسرائيلية، وفق خريشة، أن الصواريخ الحوثية التي أصابت تل أبيب بدقة واستطاعت تجاوز الدفاعات الجوية تشكل ضغطاً كبيراً على المؤسسة الأمنية والسياسية. 


ويصف خريشة الجبهة اليمنية بأنها "معضلة" تعيق رؤية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتحقيق "النصر المطلق" لإسرائيل، خاصة بعد ما تدعيه من إنجازات على الجبهات الأخرى مثل جنوب لبنان وغزة.


ويرى خريشة أن هناك سيناريوهين محتملين لرد إسرائيل على التهديد الحوثي، أحدهما هجمات جوية متتالية حيث يمكن أن تشن إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية كرد على الهجمات الحوثية.


أما الخيار الثاني، فهو بحسب خريشة، اللجوء إلى تحالف إقليمي دولي، إذ تسعى إسرائيل لتشكيل تحالف يشمل الولايات المتحدة، ودولاً أوروبية، ودولًا عربية مثل السعودية والإمارات، اللتين لا تزالان في حالة حرب مع الحوثيين، لكن خيار المواجهة المباشرة مع اليمن مستبعد حالياً بسبب التحديات اللوجستية والجغرافية.


ويعتقد خريشة أن إيران قد ترى الهجمات الإسرائيلية على اليمن جزءاً من تدريبات عسكرية إسرائيلية لتحضير هجوم على مفاعلاتها النووية، حيث إن المسافة بين إسرائيل واليمن تقارب المسافة بينها وبين إيران، وتحتاج الطائرات الإسرائيلية للتزود بالوقود في الجو والمناورة عبر مساحات واسعة، وهي ذات التحديات التي ستواجهها إسرائيل في حال قررت ضرب إيران.


ويشير خريشة إلى أن إيران، التي فقدت ساحتي المواجهة المباشرة مع إسرائيل في سوريا ولبنان، تعتبر الحوثيين ذراعاً مهماً في "محور المقاومة"، ولهذا زودت الحوثيين بتكنولوجيا عسكرية متقدمة تشمل صواريخ فرط صوتية ومسيرات قادرة على ضرب أهداف في البحر الأبيض المتوسط، في محاولة لردع إسرائيل ومنعها من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.


ويشير خريشة إلى أن إسرائيل تعتبر أنه لا يمكنها التعايش مع تهديد الحوثيين على المدى الطويل، خاصة بعد ما تعده "انتصارات" حققتها في لبنان وغزة، وإجبارها إيران على الانكفاء، إلا أن تنفيذ عملية عسكرية ضد الحوثيين يتطلب معلومات استخبارية دقيقة واستعداداً لوجستياً كبيراً. 


ولهذا، يستبعد خريشة أن تشن إسرائيل حرباً منفردة على اليمن، مرجحاً أن تسعى لتشكيل تحالف دولي وإقليمي يضم أمريكا ودولاً أوروبية إلى جانب السعودية والإمارات، لضمان تحقيق أهدافها وتقليص المخاطر.

دلالات

شارك برأيك

ضربات الحوثيين لعمق إسرائيل.. رسائل تحذير إيرانية "فرط صوتية”

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي ساعة واحدة

حوثي يساوي الف سييسي

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 287)