Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الجمعة 01 نوفمبر 2024 4:52 مساءً - بتوقيت القدس

الإرث المدمر للرئيس الأميركي جو بايدن في غزة وفي لبنان

واشنطن – سعيد عريقات

بعد أقل من أربعة أيام ، تنعقد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومعها تنتهي عمليا رئاسة جو بايدن ، الرئيس الأميركي السادس والأربعين (46)، بغض النظر عن من هو الفائز، إن كانت المرشحة الديمقراطية، كاملا هاريس، أو الجمهوري، دونالد ترامب، علما بأن بايدن لن يترك البيت الأبيض كرئيس أميركي، إلا يوم 20 كانون الثاني 2025.


وبحسب الخبراء، أصبحت الولايات المتحدة وعدة أجزاء من بقية العالم في وضع أسوأ بكثير مما كانت عليه عندما تولى منصبه (يوم 20/1/2021). وفي حين يُشاد بالرئيس بايدن بشكل متكرر من قبل أعضاء مؤسسة السياسة الخارجية باعتباره زعيمًا ناجحًا في السياسة الخارجية، فقد تميزت فترة ولايته في الغالب بتعميق تورط الولايات المتحدة في الصراعات الخارجية التي لا تظهر أي علامات على الانتهاء في أي وقت قريب.


يقول دانييل لاريسون، كاتب العمود في مجلة "الحكم المسؤول " في تعليق له في المجلة، "لم تخدم السياسات الأميركية في عهد بايدن إلا في تأجيج الصراعات المزعزعة للاستقرار، ولم يُظهر الرئيس (بايدن)  أي ميل لإنهاء أي من الحروب التي تدعمها واشنطن حاليًا".


ويضيف لاريسون "لقد أظهرت رئاسة بايدن للعالم مدى انتشار الفساد في السياسة الخارجية الأميركية، ولن تنسى معظم الدول الأخرى على المدى المنظور ما أحدثته "القيادة" الأميركية المستعادة، خاصة وأن بايدن ترشح على وعد بإنهاء حروب أميركا الأبدية، ولكن بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، أمضى معظم فترة رئاسته في بذل قصارى جهده لإشراك الولايات المتحدة في صراعات لم تكن فيها مصالح أميركية حيوية على المحك".


ويعتقد الخبراء أن خطر الصراع بين القوى العظمى في عهد بايدن، قد ارتفع بشكل ملحوظ، حيث سعى (بايدن) إلى إتباع سياسة احتواء الصين والتنافس التي لا تستطيع الولايات المتحدة تحملها، في حين هبطت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مستويات منخفضة جديدة بشأن أوكرانيا. وفي الشرق الأوسط، مكّن بايدن حملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 13 عشر شهرا ، ودعم غزوها للبنان، ودعم هجماتها على إيران. كما ساعد إسرائيل في زرع الفوضى في جميع أنحاء المنطقة، وألزم الولايات المتحدة بحرب جديدة مفتوحة وغير قانونية في اليمن.


ويعتقد الذين يدققون بسلوك بايدن أن التعلق الأيديولوجي الشديد للرئيس بإسرائيل إلى إتباع سياسة لا يمكن الدفاع عنها من الدعم غير المشروط الذي غذّى، ويغذي مذبحة المدنيين في غزة ، وخلق واحدة من أسوأ المجاعات التي صنعها الإنسان في العصر الحديث. وكان نفور الرئيس من المشاركة الدبلوماسية الجادة يعني أن الولايات المتحدة واصلت الحروب الاقتصادية الكارثية ضد إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية التي شنها ترامب. كما ضمن رفض بايدن إعادة الدخول في الاتفاق النووي مع إيران عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات مع طهران.


يقول لاريسون : "يبدو واضحا الآن، أن جهود الإدارة لتأمين وقف إطلاق النار في غزة ، كانت بمثابة تمرين لإنقاذ ماء الوجه، وذر الرماد في العيون، حتى تتمكن الولايات المتحدة من الادعاء بأنها تفعل شيئًا لإنهاء الحرب بينما استمرت في تسليح حكومة نتنياهو حتى فمها. كما أن الولايات المتحدة لم تتظاهر حتى بالاهتمام بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وعلى كل جبهة تقريبًا، كان رد إدارة بايدن هو المزيد من العسكرة. لقد جعلت إدارة بايدن الولايات المتحدة قريبة من الصراع المباشر مع إيران بفضل دعم واشنطن لإسرائيل. لا يزال من الممكن أن تكون الولايات المتحدة وإيران في حالة حرب في الأشهر القليلة المقبلة".


ويضيف لاريسون : "سيكون من السيئ بما فيه الكفاية الدخول في حرب غير ضرورية لدعم حليف، ولكن القيام بذلك عندما يقوم العميل (التابع) أيضًا بقتل المدنيين وتجويعهم أمر لا يغتفر. إن دعم الولايات المتحدة للحروب في غزة ولبنان كارثة إستراتيجية وأخلاقية، ولا ينبغي ترك بايدن يفلت من العقاب لوضع الولايات المتحدة في هذا الموقف".


وبحسب المتابعين، فإنه حتى لو تجنبت الولايات المتحدة وإيران الحرب مرة أخرى، فإن هذا مقياس لمدى خطورة سياسة الإدارة التي كانت قريبة من احتمال اندلاع حرب مع إيران إلى هذا الحد.


ويقول لاريسون : "كما أن واشنطن لا تتحمل أي مسؤولية حقيقية عن الفظائع والجرائم التي ارتكبها قادتنا وفق كل السجلات. ومن المشكوك فيه أن يواجه المسؤولون في إدارة بايدن عواقب قانونية أو شخصية لدورهم في هذه الفظائع. وبغض النظر عن ذلك، يتعين على الأميركيين وغيرهم أن يتذكروا أن بايدن وإدارته كانا متواطئين عن طيب خاطر في المجاعة الجماعية والإبادة الجماعية. ولا ينبغي لنا أن ننسى تواطؤهما أبدا، وهم يستحقون كل العار الذي يقدمه العالم لهم".


يقر المحللون الإستراتيجيون إن نتيجة قرارات بايدن هي أن سياسة الولايات المتحدة  الخارجية العسكرية بالفعل أصبحت أسوأ مما كانت عليه من قبل. فقد استهلكت جهود الإدارة الدبلوماسية المحدودة هوس الرئيس بإعطاء المملكة العربية السعودية ضمانة أمنية على سبيل المثال، مقابل التطبيع مع إسرائيل. وبحسب هؤلاء، فقد ألحق بايدن أضرارا جسيمة بسمعة ومصالح الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يتذكره الناس باعتباره أحد أسوأ رئيسين في السياسة الخارجية في الخمسين عاما الماضية إلى جانب جورج دبليو بوش (الابن). وإن إرث بايدن في السياسة الخارجية يتلخص في تأجيج نيران الحرب وتدمير أرواح الأبرياء.

دلالات

شارك برأيك

الإرث المدمر للرئيس الأميركي جو بايدن في غزة وفي لبنان

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)