Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 16 أكتوبر 2024 10:07 صباحًا - بتوقيت القدس

من هو عدوّ الإسرائيلي الباطش؟



العدوان الصهيوني المباشر على فلسطين اليوم (2024م)، والمتواصل عبر عشرات السنين- لمن شاء أن يفهم أولاً يفهم فهذا شأنه- هو موجّه بكامل الوضوح وبرسائله المباشرة وغير المباشرة إلى نحر الأمة العربية أولًا، ومن ورائها الإسلامية عبر ذبحها وانتزاع قلبها النابض أي فلسطين ودوسه تحت أقدام الفيلة والحمير والذئاب. 


وإن كنت ممّن لم يفهم بعد أن الجبروت والطغيان و(حملة التأديب) والتوحش والغزو الصهيوني- الأمريكي يستهدفك أنت كفرد وعقلك وروحك، وشعب وشعوب ومجمل الأمة العربية ومن ورائها الإسلامية، ثم العالم الحر فهذا شأنك، وشأنكم، ولك أن تظل نائمًا بالعسل.


لكن، ليكن بمعلومك أن فلسطين هي مجال وأمثولة الدمار والإبادة المركّز والنموذج! والأمة هي مجال الرسالة الأوسع حيث العمل على تدمير كل عوامل تآزرها وقيمها السامية وتجمعها، وحيث وجوب استنزاف موارد الأمة (ومنها البشرية بتجهيلها واستنزافها باللهو والتفاهات، وكل قيم الانحطاط التي يتم تزيينها وقوننتها)، وإدامة تفتتها (كما هو حاصل وسيحصل جغرافياً ووطنياً وفكرياً، وباستهداف كل معاني التقارب والوحدوية وبما يضر بالدين العظيم ويشوهه يوميًا، وبتحقير اللغة العربية الجبارة، وكل المشتركات)، وانحشارها تحت مظلة أهداف الاستخراب (الاستعمار) الأمريكي-الصهيوني الذي لم يكفّ منذ زرع الكيان على عزل الأمة عن كل مكونات النهوض.


إن المتفكر والمتأمل من عقلاء الأمة يعلم أن فكرة التعظيم والصدمة والرعب الأمريكية، ثم الصهيونية أو المشتركة اليوم- ضد فلسطين ولبنان بشكل مباشر، والتي تلت فكرة الإبهار والانبهار وتحصيل الإعجاب (المَرَضِي) بالغربي، وحصرية عقله وإنجازاته ومخترعاته! قد ولّدت عبر الزمن حالة الخنوع والاستتباع الطوعي، والتسليم، ثم الانخراط ضمن مساحة نظر الصهيوني بالمنطقة.


لقد طغى في وعي أمة العرب والمسلمين أننا لسنا بمقدار قوة ونهضوية (وعظمة) الغرب أو أمريكا أو هي وإسرائيلها! فهم الأعظم والأقوى بكل المجالات! ونحن مجرد مستهلكين مستقبلين فقط! وليس كذلك فقط بل مستهلكين (نهِمِين) لا نكتفي قط، أو كما قال أحد الخانعين العرب "هم يصنعون، ونحن نشترى ما يصنعون بفلوسنا!؟" في فكر عدمي غبي لا مثيل له.


تخوض أمريكا وإسرائيلها اليوم حربًا نفسية (وعسكرية إبادية) عظمى تتلخص فكرتها بتصوير المحتل الصهيوني (بالدعم الأمريكي المطلق، والغربي الآخر)، وكأنه غير قابل للكسر أولًا، وأنه مفروض عليكم استيعابه ككيان "شرق أوسطي".


 وثالثا، ليس فقط استيعابه وهضمه، وإنما قبوله (جبرًا او طواعية) ووضعه تاجًا على الرأس لأنه هو المهيمن عليكم.

ورابعًا، فإنه كما استسلمتم للعدوان الغربي الاستهلاكي-الاستخرابي-الاستعماري فمن باب أولى أن تطوّعوا أنفسكم لقبول الابن المدلل لهذا الاستخراب الغربي- الأمريكي أي لليد الباطشة الصهيونية المهيمنة بالمنطقة، وألا ينتظركم كما يحصل اليوم في فلسطين ولبنان، أو قبلذاك ما حصل مع العراق وسوريا وليبيا والسودان والصومال...إلخ.


يتعاون مع اليد الباطشة الصهيونية المباشرة عدد من الحكومات أو الحكام الرعاديد (جمع رعديد أي جبان) وعدد من وسائط الإعلام الكبيرة الكاذبة والمضللة، تلك الواضحة شديدة الوضوح ومنذ اللحظة الأولى التي أفردت فيها للوجوه الصهيونية المغبرّة المعنية أن تظهر على الشاشات العربية، وبرعاية رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق "شمعون بيرز" الذئب الذي بارك ذلك علنًا، وبافتتاحه لأحدي الفضائيات المدلسّة. 


ثم لاحقًا ما حصل من تساوق عدد من الفضائيات سواء بقصد أو بلا قصد مع هذا المعطى، أي استقبال والاحتفاء بالمتوحشين من القادة الإسرائيليين الفاشيين على شاشات الفضائيات العربية.


تتقاتل جماهير العرب بالشرق والغرب ما بين مشاهدة (وأسْر عقلها طواعية دون تفكر) هذه الفضائية واضحة الولاء للاستخرابي والتنظير لها أو معاداتها، أو مشاهدة تلك الذكية الخبيثة المتحايلة التي هي أيضًا موالية للاستخرابي الأمريكي-الصهيوني، لا سيما أن القواعد العسكرية الأمريكية مترامية الأطراف تدوس أراضي هذه الفضائية وتلك معًا، والفضائيتان أو الفضائيات هذه كلها تصب في طاحونة الأمريكي-الصهيوني مهما بدت لك مختلفة!


ناهيك عن الطوفان الإعلامي- الدعائي- النفسي- العقلي وعبر الكلمة والصورة والمرئيات القبيحة الهابطة، والمثبطة للعزائم والمتّجهة نحو تجميل الرذائل وتحقير الفضائل بالملايين (أنظر ما يتم تداولة في تُكتُك ومرئيات فيسبوك وانستغرام وغيره من مواقع مرعبة) التي تطرق سمعك وبصرك لتنفصل جسديًا وعقليًا ونفسيًا عن مجمل أمتك وعقائدك، وعن قيمك الحضارية العربية-الإسلامية بالاسهامات المسيحية المشرقية الثمينة، ولتكون عدوًا لأبناء حضارتك الواحدة ولغتك العظيمة الجامعة، ما بين العرب والامازيغ والكورد العظام، وهكذا تفقد كل عوامل الجمال والعطاء والحزم والالتقاء والتنوع الرائع، كي لا تكون منتميًا حتى لنفسك! لأنك عدت لا تعرف ذاتك!؟


ومن هنا جاءت الحرب النفسية الصهيو-أمريكية لهدف تدمير الثقة بالأمة العربية، وأعلامها الكبار وقدرتها على التجدد والنهوض، وبالقضية العربية الفلسطينية، وبقدرة العربي والفلسطيني على النهوض بكل أسباب القوة من تقانية (تكنولوجية) واقتصادية وعلمية وفكرية منفتحة مستنيرة، ومن زراعية وصناعية وعسكرية وثقافية وإعلامية... وفي الحرب الدبلوماسية والسياسية وحرب الرواية كل متكامل. وحيث وجب استخدام هذه الوسائل أو تلك ضمن الفهم الواعي والعقل السِراطي (الاستراتيجي) الذي يراكم عوامل البناء بالايمان والمثابرة والصبر والديمومة.


إن حالة التشرذم التي نجحت أمريكا والإسرائيلي بجعلها حالة عامة (ومقبولة، ومرحّب بها!) في المنطقة العربية ثم الاسلامية، هي التي موضعت وسيّدت الإسرائيلي المحتل والمهيمن على مجمل الدائرة العربية ومن منتصفها، أي في فلسطين، وهي بذلك استطاعت أن تحقق الغَلَبة بالاتجاهات المختلفة، وتمددت بالنفوذ العلمي والتقاني والعقلي-النفسي والأمني والعسكري. 

من هنا تأتي أهمية تدميرهم لعوامل وحدوية العرب بكل أشكالها، وتفتيت بلادهم ثم أسر حكامهم بل وشعوبهم للعقلية الانبهارية الاستهلاكية النهمة ما يعني الوصول بهم لحالة الاسترخاء والاستسلام أو القنوط، فتصبح الذِلّة للمُهيمن دعوة مستجابة وسعيٌ حثيث.

لدى الأمة من العوامل النهضوية الكبرى ما لايقل عما  لدى الغرب، أو الصين او روسيا أو البرازيل أو غيرها من الأمم، وربما أكثر، وهي بها ككل تستطيع وستكون، لأن إرادة الإنسان والشعب والأمة أقوى من كل مدافع الحرب العسكرية أو النفسية- العقلية، ولكن "وأعدوا" و"أبشروا".

دلالات

شارك برأيك

من هو عدوّ الإسرائيلي الباطش؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 2 شهر

الجواب امريكا وبريطانيا ومعظم زعماء العرب هم الذين جعلوا هذا البطش الاسرائيلي الذي سيزول بعون الله وهمة المسلمين المخلصين

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تواصل العبث بالشرق الأوسط

حديث القدس

سوريا:نهاية حكم أم نهاية دولة!

د. ناجي صادق شراب

عهد جديد لسوريا

حمادة فراعنة

سوريا على مفترق الطرق.. أسئلة تطرحها التحولات الجارية

مروان اميل طوباسي

جرعات طبيعية للتعافي من الضغوطات النفسية

د. غسان عبدالله

الفرد الفلسطيني جوهر السلم الأهلي وأساسه

صبا جبر

هل نضجت ظروف صفقة التبادل؟

حديث القدس

سقوط السردية الإسرائيلية في غزة

عقل صلاح

حكومة وفاق حتى لا توافق المنظمة على ما هو أسوأ

هاني المصري

عظم الله أجركم في حزب البعث العربي الاشتراكي

حمدي فراج

هروب الأسد في يوم الأحد

بهاء رحال

عهد جديد لسوريا

حمادة فراعنة

نكبتان بينهما انتفاضتان

جمال زقوت

سوريا الجديدة : الجمهورية السورية الاتحادية

كريستين حنا نصر

البقعة السوداء

بقلم : أسيل الزغير

سقوط النظام السوري لحظة فارقة فهل يهدد شبح الفوضى مستقبل البلاد؟

حديث القدس

سوريا الجديدة.. التاريخ والدور والقدر

د. أحمد رفيق عوض

عهد جديد لسوريا

حمادة فراعنة

سوريا العشق نحو الحرية والديمقراطية

بكر أبو بكر

بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي

راسم عبيدات

أسعار العملات

الأربعاء 11 ديسمبر 2024 9:42 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.06

شراء 5.05

يورو / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.78

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 212)