Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 02 أكتوبر 2024 10:24 صباحًا - بتوقيت القدس

اجتياح إسرائيل جنوب لبنان.. "استطلاع بالقوة" لتحقيق الأهداف المضمرة

رام الله - خاص ب"القدس"-



اللواء واصف عريقات: ملامح الاجتياح البري للبنان تحددها أهداف الجيش الإسرائيلي التي "لا تزال غامضة" 

د. أحمد رفيق عوض: إسرائيل قد تسعى في نهاية المطاف لتسوية مع حزب الله لضمان عودة مستوطني الشمال

محمد مناصرة: شهية إسرائيل للقتل قد تدفعها إلى إبادة القرى اللبنانية أو جعلها غير قابلة للحياة على أقل تقدير 

بسام زكارنة: استهداف واضح للفلسطينيين في مخيمات لبنان وهناك حالة استنفار للفصائل لتقديم المساعدات

هاني أبو السباع: إسرائيل تسعى لتغيير الواقع في جنوب لبنان وحزب الله يخوض المعركة البرية بحافز قوي للثأر

عماد موسى: العمليات البرية الحالية "استطلاع بالقوة" وإسرائيل تهدف لتحقيق مشروع أكبر للسيطرة على المنطقة



في ظل التوتر المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله، بات الاجتياح البري الإسرائيلي للجنوب اللبناني يثير تساؤلات حول تحقيقه أهدافه، على الرغم من عدم وضوح الأهداف المعلنة لإسرائيل، لكنها تسعى إلى إضعاف حزب الله أو حتى تفكيكه بالكامل، وهو ما يثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق ذلك.

ويُشكك كتاب ومحللون وسياسيون وخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، في قدرة إسرائيل على تحقيق هذه الأهداف، خاصة في ظل خبرات حزب الله العسكرية وتحصيناته في جنوب لبنان، كما أن إسرائيل قد تواجه حرب استنزاف طويلة، الأمر الذي سيعرضها لخسائر كبيرة ويعقد تنفيذ خططها.

وبينما تتركز الأنظار على الجنوب اللبناني، فإن الكتاب والمحللين يحذرون من أن إسرائيل قد تسعى إلى تدمير القرى والبنى التحتية هناك، مكررة سيناريوهات سابقة من التهجير والتدمير.


غموض حول الأهداف الحقيقية للاجتياح البري


يرى الخبير العسكري والأمني الاستراتيجي اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات أن ملامح الاجتياح البري الإسرائيلي تعتمد بشكل كبير على ما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه من أهداف في المستقبل، بالرغم من أن أهداف الجيش الإسرائيلي من الاجتياح البري للبنان لا تزال غامضة.

ويلفت عريقات إلى أنه إذا كان هدف إسرائيل، كما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو "تغيير وجه الشرق الأوسط لخمسين سنة مقبلة"، فإن ذلك يعني أن الاجتياح سيجري دون أي حدود أو ضوابط واضحة، وقد يتسم بتوسع عدواني غير محدود، أما إذا كان الهدف الرئيسي هو فصل الجبهات وضمان عودة المستوطنين إلى المناطق الشمالية وتأمين انسحاب حزب الله من الحدود، فقد يكون الاجتياح محدوداً في نطاقه. 

ويشير عريقات إلى أنه في حال كان الهدف، كما أعلنه وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، هو تفكيك حزب الله بشكل كامل، فإن إسرائيل ستحتاج إلى فترة زمنية أطول بكثير لتحقيق هذا الهدف.

ويلفت إلى أن هناك غموضاً كبيراً حول الأهداف الحقيقية للاجتياح البري، إذ لم يكشف الجيش الإسرائيلي بشكل واضح عن خططه وأهدافه النهائية. 

ومع ذلك، فإن عريقات يعتقد أن إسرائيل لن تتراجع عن هذا مسار الاجتياح البري، خاصة في ظل سيطرة جنون العظمة على نتنياهو، الذي يبدو مصمماً على تنفيذ رؤيته بأي ثمن. 


استمرار الحرب وتوسيع رقعة القتال


ويعتبر عريقات أن هذا الأمر يزيد من احتمالية استمرار الحرب وتوسيع رقعة القتال، ما سيسفر عن المزيد من القتل والتهجير للقرى والبلدات اللبنانية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية في لبنان.

وفي المقابل، يعتقد عريقات أن الحرب البرية لن تكون خالية من التحديات بالنسبة للجيش الإسرائيلي، الذي سيتعرض لحرب استنزاف قد تتسبب في تكبده خسائر كبيرة. 

ويلفت عريقات إلى أن الجنود الإسرائيليين سيجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع مقاتلي حزب الله، ما سيزيد من صعوبة تحقيق أهدافهم. 

وفي ما يتعلق بأن الاجتياح البري يعمل على تغيير مسار الحرب، يؤكد عريقات أن ذلك يعتمد بشكل كبير على صمود المقاومة اللبنانية وقدراتها القتالية، التي ستحدد اتجاه الاعتداءات الإسرائيلية وتوجهاتها في لبنان.

عريقات يشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي على الصمود أمام المقاومة اللبنانية وتحقيق أهدافه، مشيراً إلى أن الهدف الإسرائيلي بفصل الجبهات وإبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية يبدو صعب المنال. 

ويلفت عريقات إلى أن الجيش الإسرائيلي سيضطر في النهاية إلى الانسحاب، مشيراً إلى شواهد تاريخية تثبت ذلك. 

ويوضح عريقات أن الوضع في لبنان يختلف تماماً عن الحالة الفلسطينية، خاصة في الطبيعة الجغرافية الصعبة وتخدم المدافعين عنها، إضافة إلى طرق الامداد والتزويد  والاتصال والتواصل والعمق الاستراتيجي، ما يمنح المقاومة اللبنانية ميزة تكتيكية كبيرة.

وفي هذا السياق، يشير عريقات إلى أن حزب الله والمقاومة اللبنانية قد اكتسبا خبرة طويلة من خلال سنوات طويلة من المواجهات مع إسرائيل، ولديهما قدرات بشرية ومخزون عسكري كبير. 

ويستشهد عريقات بقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود لمدة عام كامل حتى الآن، معتبراً أن المقاومة اللبنانية تمتلك إمكانيات أكبر تؤهلها للصمود لفترة أطول وإيقاع خسائر أكبر في صفوف الجيش الإسرائيلي نظراً للإمكانيات المتوفرة لديها.


نطاق الاجتياح سيتحدد وفق التطورات الميدانية


يرى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن نطاق الاجتياح البري الإسرائيلي الذي أعلن عنه الجيش الإسرائيلي مؤخراً سيتحدد وفق تطورات الميدان العسكري، مستشهداً بتجارب سابقة، مثل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وحرب 2006 حينما تراجع الجيش الإسرائيلي على وقع ضربات المقاومة.

ويشير عوض إلى أن الاجتياح الإسرائيلي البري سيواجه مقاومة، الأمر الذي قد يدفع إسرائيل إلى الدخول في مفاوضات للخروج من المأزق أو الانزلاق في مستنقع لبنان. 

لكن عوض يلفت الى أنه في حال عدم وجود مقاومة قوية، فقد تتمكن إسرائيل من التوغل حتى قلب بيروت، إلا أنه يؤكد أن تصريحات إسرائيل حول اجتياح محدود في جنوب لبنان قد تكون مجرد وسيلة لطمأنة الرأي العام الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، ولتهدئة المخاوف الداخلية الإسرائيلية.


إقامة منطقة عازلة على الحدود مع لبنان


وفي هذا السياق، يوضح عوض أن ما تريده إسرائيل فعلياً هو إقامة منطقة عازلة على الحدود الشمالية مع لبنان تبعد فيها مقاتلي حزب الله لعدة كيلومترات، وربما حتى ما وراء نهر الليطاني، لكنه شكك في قدرة إسرائيل على تحقيق هذا الهدف. 

ويتوقع عوض أن تتجاوز أهداف إسرائيل إقامة المنطقة العازلة، وأن تسعى إلى تدمير وتهجير سكان الجنوب اللبناني، وخاصة المخيمات الفلسطينية، للضغط على الحكومة اللبنانية وحزب الله.

ويشير عوض إلى أن إسرائيل لا تواجه ضغوطاً دولية تُذكر، مما يجعلها تشعر بحرية في ما تقوم به في لبنان، ولكن عوض يحذر من أن الأمور قد تتدهور إلى حرب شاملة، مشككاً في قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها من الاجتياح البري. 

ويوضح عوض أن إسرائيل، منذ عام 2000 وحتى الآن، لم تتمكن من تحقيق أهدافها في مواجهة حزب الله، الذي يتمتع باستعدادات دينية تدفعه إلى توريط إسرائيل في حرب استنزاف طويلة.

ويؤكد عوض أن الجيش الإسرائيلي قد يتكبد خسائر فادحة في هذه الحرب، ما قد يدفع الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى الضغط على حكومتها للانسحاب من لبنان، خاصة وأنه لا توجد مصلحة تكتيكية واضحة لاحتلاله. 

ويلفت عوض إلى أن إسرائيل قد تسعى في نهاية المطاف إلى تسوية مع حزب الله لوقف الهجمات وضمان عودة سكان مستوطنات الشمال، وإذا كان بإمكانها تحقيق ذلك عبر المفاوضات، فلن تتردد في ذلك، لتجنب الدخول في حرب قد لا تحقق أهدافها المنشودة.

وعلى الجانب الآخر، يرى عوض أن حزب الله، بالرغم من الضربات الكبيرة التي تلقاها مؤخراً، يحتاج إلى فترة للتعافي، إلا أنه يبقى مستعداً لخوض حرب طويلة الأمد. 

ويؤكد عوض أن الحزب يتمتع بخبرات وكوادر عسكرية مدربة، ويحظى بدعم إيراني مستمر لاعتبارات عدة ولا يمكن لإيران أن تتخلى عنه. 

ومع مرور الوقت، وتزايد أمد الحرب، فإن عوض يتوقع أن تتصاعد قدرات حزب الله، وأن يستعيد قوته وعافيته بشكل تدريجي، ما سيزيد من صعوبة تحقيق الإسرائيلية، وأنها ستتورط بحرب استنزاف لا محالة.


إجراءات إسرائيلية غير متوقعة


يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد موسى مناصرة أن الاجتياح الإسرائيلي الحالي سيتركز بشكل رئيسي على جنوب لبنان، محذراً من مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى إبادة القرى اللبنانية هناك، على غرار ما حدث في نكبة عام 1948، إذ لجأت العصابات الصهيونية الى تدمير ومحو القرى والبلدات الفلسطينية على جانبي الطريق الواصل بين يافا والقدس.

ويشير مناصرة إلى أن إسرائيل قد تتخذ إجراءات غير متوقعة، مشيراً إلى "شهية الإسرائيليين للقتل والإجرام" والتي قد تدفعهم إلى تدمير ومحو القرى اللبنانية في الجنوب أو جعلها غير قابلة للحياة على أقل تقدير.

ويرجح مناصرة أن إسرائيل سوف تستهدف الطرق الواصلة بين لبنان وسوريا في محاولة لقطع الإمدادات عن حزب الله. 

ويعتقد مناصرة أن إسرائيل تستمد قوتها العدوانية من شعور بالنشوة والانتصار، خاصة بعد اغتيالها عدداً كبير من قيادات الصف الأول والثاني في حزب الله، الأمر الذي أحدث إرباكاً في صفوف الحزب ولم يتمكن من معالجته حتى الآن، اضافة لشعور إسرائيل بالقوة بسبب معرفتها بدعم أمريكا اللامحدود معها.

ويرى مناصرة أن إسرائيل، وبالرغم من قدرتها على إضعاف حزب الله، لن تتمكن من القضاء عليه بالكامل، حيث أن القضاء على الأحزاب المحصنة بالعقائدية مثل حزب الله يعتبر مهمة صعبة للغاية. 

لكن مناصرة يوضح أن حزب الله لا يواجه فقط إسرائيل، بل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، والمسيحية الصهيونية العالمية، وحلف شمال الأطلسي، ما يزيد من تعقيد الصعوبات التي تواجهه.


حزب الله يواجه تحديات متعددة


ويوضح مناصرة أن حزب الله يواجه تحديات متعددة، منها مواجهته لعدو مدعوم بتكنولوجيا وأسلحة متطورة، إضافة إلى وجود خلافات داخل المجتمع اللبناني، فضلاً عن بعض المشكلات التنظيمية داخل الحزب نفسه. 

ويعتبر مناصرة أن قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها من الاجتياح البري تعتمد على طبيعة هذه الأهداف، خاصة الأهداف غير المعلنة التي قد تشمل تصفية حزب الله في جنوب لبنان، وهو ما سيتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.

ويشير مناصرة إلى أن حزب الله يمر بمرحلة صعبة للغاية في ظل مواجهته لعدو متفوق تكنولوجيا وعسكرياً، لافتاً إلى أن امتلاك الحزب الصواريخ ليس كافياً بالمواجهة في الحروب. 

ومع ذلك، يؤكد مناصرة أن إرادة حزب الله ستظهر بطولات وبسالة في القتال، رغم الفارق الكبير في القوة بين الجانبين، لكن تبقى التحديات قائمة نتيجة فارق التقدم بالقوة.

ويلفت مناصرة إلى أن إسرائيل ماضية في إضعاف حزب الله وإلحاق الوهن به، وهو الهدف الذي قد تسعى لتحقيقه من خلال هذا الاجتياح.


أوضاع الفلسطينيين في مخيمات لبنان أكثر صعوبة


يوضح عضو المجلس الثوري لحركة فتح بسام زكارنة أن أوضاع الفلسطينيين في مخيمات لبنان أكثر صعوبة نتيجة غياب الحماية الكاملة، وسط تصاعد المخاوف على حياتهم، حيث إن سكان المخيمات يعيشون في بيوت متلاصقة، ما يجعلهم عرضة لمخاطر كبيرة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي. 

ويعرب زكارنة عن أمله في تأمين احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، خاصة أولئك الذين نزحوا من مناطقهم جراء القصف المكثف.

ويرى زكارنة أن هناك استهدافاً واضحاً للفلسطينيين في لبنان، حيث تعرضت قيادات بارزة من الفصائل الفلسطينية، مثل: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة حماس وحركة فتح، لهجمات مباشرة أوقعت شهداء ومصابين، حيث إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف جميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء.

وعن الاجتياح البري الإسرائيلي، يؤكد زكارنة أن هذا الهجوم يستهدف بشكل مباشر المدنيين العزل، الذين يفتقرون إلى وسائل الحماية، داعياً لتدخل دولي عاجل لحماية المدنيين.

وفي ما يتعلق بالإجراءات الفلسطينية الرسمية والفصائلية، يوضح زكارنة أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليمات مباشرة للهلال الأحمر الفلسطيني، والمستشفيات والمراكز الطبية والمؤسسات الفلسطينية، بفتح أبوابها لاستقبال جميع المتضررين. 

ويلفت زكارنة إلى أن هناك استنفاراً كاملاً من قبل حركة فتح والفصائل الفلسطينية في لبنان لتقديم المساعدة اللازمة في ظل هذه الظروف الصعبة.


التشكيك بقدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها


وفي تقييمه للاجتياح البري، يشكك زكارنة في قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها، مؤكداً أن حزب الله يمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة تفوق ما كان عليه في حرب 2006، وأن الجيش الإسرائيلي سيواجه خسائر فادحة إذا استمر في محاولاته التوغل في لبنان، مشيراً إلى أن الوضع في لبنان يختلف عن غزة، حيث إن حزب الله يمثل قوة عسكرية ضخمة.

ويرى زكارنة أن الحكومة الإسرائيلية فشلت في تحقيق أهدافها في غزة، ويعتقد أنها ستفشل أيضاً في لبنان، لافتاً إلى أن الهدف الحقيقي لإسرائيل لا يتجاوز ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين.

ويشير زكارنة إلى أن القتل والتهجير هما الغاية غير المعلنة للحكومة الإسرائيلية، أما الأهداف الأخرى التي تسعى إسرائيل لتحقيقها، فهي خارج قدراتها في ظل ما تكبده المقاومة اللبنانية والفلسطينية لجيش الاحتلال الإسرائيلي من خسائر مستمرة.


 محاولات إسرائيلية لتغيير الواقع في جنوب لبنان 


يعتقد الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي هاني أبو السباع إلى أن عملية "نظام جديد" التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي في لبنان، والتي تشمل دخولاً برياً محدوداً بعمق يتراوح بين خمسة إلى سبعة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، تهدف بشكل أساسي إلى إعادة الإسرائيليين إلى مستوطنات الشمال بسلام، وإبعاد قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، لكن هذا الاجتياح قد يتوسع ليشمل مناطق أعمق داخل لبنان.

ويوضح أبو السباع أن الاجتياح البري الإسرائيلي قد بدأ بالفعل بعمليات لقوات الكوماندوز الإسرائيلي، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي السيطرة على عتاد حربي كان معداً للاستخدام داخل أحد أنفاق حزب الله المتقدمة. 

ويلفت أبو السباع إلى أن الاجتياح لا يقتصر فقط على العمليات العسكرية، بل يرافقه حملة إعلامية ضخمة تهدف إلى التأثير على نفسية الحاضنة الشعبية لحزب الله، وتتضمن هذه الحملة إسقاط منشورات من الجو، وإرسال رسائل مباشرة إلى السكان في محاولة لإضعاف دعمهم للحزب.

ويرى أبو السباع أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الحرب البرية إلى تغيير الواقع في جنوب لبنان وإبعاد مدى الصواريخ التي يمتلكها حزب الله.

ومع ذلك، يعتقد أبو السباع أن إسرائيل تحمل أهدافاً أبعد من ذلك، إذ تسعى إلى إيجاد واجهة سياسية تحكم لبنان تكون مستعدة للتطبيع معها، وتعتقد إسرائيل أن هزيمة حزب الله يمكن أن تسهم في خلق هذا المناخ.

ولكن، يشير أبو السباع إلى أن حزب الله لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الهجوم، حيث كثف من إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي، بما في ذلك قصف تل أبيب الكبرى بصواريخ بالستية، وهو الهجوم الأكبر منذ بداية الحرب، وهذا التصعيد أربك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي كانت قد زعمت أنها دمرت قدرات حزب الله خلال الغارات الجوية المكثفة.


حزب الله يسعى إلى منع إسرائيل من تحقيق "صورة النصر"


ويرى أبو السباع أن حزب الله يسعى من خلال هذا التصدي إلى منع إسرائيل من تحقيق "صورة النصر" التي تسعى إليها في الذكرى الأولى لحرب السابع من أكتوبر.

ويشير أبو السباع إلى أن إسرائيل، التي انسحبت من جنوب لبنان عام 2006 بإغلاق بوابة فاطمة الحدودية وخروج آخر جندي من الجنوب، لن تتمكن من تحقيق نصر حاسم في هذه الحرب بعد 18 عاماً من ترك الأرض لمقاتلي حزب الله.

ويوضح أبو السباع أن مقاتلي حزب الله اكتسبوا خبرة واسعة في الحروب البرية، مستفيدين من مشاركتهم الفعالة في الأزمة السورية إلى جانب النظام ضد المعارضة، حيث لعبوا دوراً رئيسياً في دحر المعارضة، وعلى مدار أكثر من عقدين، استطاع حزب الله تعزيز قدراته العسكرية كماً ونوعاً، مما يجعله اليوم واثقاً من قدرته على إيقاع خسائر كبيرة في صفوف القوات الإسرائيلية في أي مواجهة برية.

ويؤكد أبو السباع أن حزب الله يخوض هذه المعركة البرية بحافز قوي للثأر بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، ما سيؤدي إلى زيادة شراسة مقاتليه في الميدان، ويجعلهم أكثر تصميماً على إيقاع خسائر فادحة في صفوف القوات الإسرائيلية.


الاجتياح البري للبنان سيأخذ طابعاً شاملاً


يرى الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى أن الاجتياح البري الإسرائيلي للبنان سيأخذ طابعاً شاملاً، وإن جاءت التصريحات بأنه عملية عسكرية برية محدودة مركزة، فحسب التجارب السابقة أعلنت إسرائيل عام 1982عن عملية عسكرية لا تتجاوز الليطاني، فاجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان وحاصر أرئيل شارون بيروت 88 يوماً تمخض عنه خروج منظمة التحرير من لبنان بشكل نهائي، بعد الاحتلال وإلحاق الأضرار بالقوة المهاجمة.

ويشير موسى إلى أن العمليات البرية الحالية هي عبارة عن جمع معلومات يُطلق عليه "الاستطلاع بالقوة"، وهذا الأسلوب يهدف إلى تحديد عدد أفراد المقاومة، ونوع أسلحتهم، ومواقعهم، وبعد جمع هذه المعلومات، سيتدخل سلاح الجو الإسرائيلي لتدمير مواقع إطلاق النار وتنظيف المنطقة، مما يفسح المجال أمام دخول الدبابات إلى ما وصفه موسى بـ"أرض محروقة"، ليتوسع الاجتياح البري تدريجياً مع مرور الوقت.

ويرى موسى أن نجاح هذا الاجتياح الإسرائيلي البري يتوقف على قدرة المقاومة اللبنانية في التصدي للاحتلال، والاحتفاظ بالأرض، وإجبار القوات الإسرائيلية على التراجع. 


المسار قد يتغير عند اعتراف إسرائيل بعدم قدرتها على تحقيق أهدافها


ويلفت موسى إلى أن المسار قد يتغير عندما تعترف القوات المهاجمة بعدم قدرتها على تحقيق الأهداف المنشودة، وهنا تبدأ الدبلوماسية بالتحرك عبر طرح مبادرات تسعى إلى تحقيق الأهداف التي فشلت القوة العسكرية في تحقيقها.

ويعتقد موسى أن إسرائيل تسعى من خلال هذا الاجتياح البري إلى تحقيق مشروع أكبر للسيطرة على المنطقة، معتبراً أن حرب الإبادة الجارية على قطاع غزة، بدعم غربي وأمريكي، هي رسالة واضحة إلى شعوب ودول المنطقة، وتهدف هذه الرسالة إلى إظهار أن الدول التي تنصاع لإسرائيل قد تنجو من الحرب والدمار، بينما من يرفض التعاون سيواجه التدمير، التهجير، والإبادة. 

ومع ذلك، يشدد موسى على أن نجاح هذه المخططات يعتمد على عزيمة المقاومة وقدرتها على الصمود والتضحية.

ويلفت موسى إلى أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بشكل مطلق بنتائج هذه الحرب، إلا أن هذه المواجهة تختلف عن جميع الحروب الإسرائيلية- العربية السابقة، فهي حرب ضد قوة عقائدية تقاتل بثقافة حسينية، وتستند إلى أسطورة كربلاء، حيث لا مجال للتراجع. 

ويوضح موسى أن حكومة إسرائيل مسكونة بأفكار التوسع العسكري، وتسعى إلى إلغاء جميع الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة مع الأردن، ومصر، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا الواقع نحو التوسع والسيطرة يفرض على حزب الله ومحور المقاومة خوض حرب وجود لا رجعة عنها.

دلالات

شارك برأيك

اجتياح إسرائيل جنوب لبنان.. "استطلاع بالقوة" لتحقيق الأهداف المضمرة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)