أقلام وأراء
الإثنين 30 سبتمبر 2024 9:51 صباحًا - بتوقيت القدس
رحيل حسن نصر الله
على نفس الطريق الذي رحل بسببه وسلكه الشهداء: ياسر عرفات، أحمد ياسين، أبو علي مصطفى، فتحي الشقاقي، وإسماعيل هنية، والعشرات من رفاقهم وأمثالهم من قيادات فصائل المقاومة، ومن قبله قضى عباس الموسوي أمين عام حزب الله، في عملية اغتيال يوم 16 شباط/ فبراير 1992، بواسطة قصف طائرات مروحية إسرائيلية، تربصت لموكبه في طريق عودته إلى بيروت من حفل ذكرى استشهاد رفيقه الشيخ راغب حرب، فأطلقت على سيارته الصواريخ الحرارية الحارقة، فقُتل وزوجته سهام الموسوي وولدهما حسين.
خلف الشهيد عباس الموسوي، الشيخ حسن نصر الله عام 1992 في موقع الأمين العام للحزب، بهدف مواصلة الطريق حتى يوم اغتياله بقصف إسرائيلي عبر صواريخ تخترق التحصينات يوم الجمعة 27 أيلول سبتمبر 2024، وهو المولود في قرية اليازورية في جنوب لبنان يوم 31-8-1960.
إذن الشهيد حسن نصر الله لم يكن الأمين الأول الذي فقد حياته ثمن انحيازه ودعمه وتضامنه مع شعب فلسطين، مع شعب غزة، مع المقاومة الفلسطينية، بل سبقه من اختار هذا الطريق، طريق مواجهة المستعمرة والتصدي لها، بصرف النظر عن هويته الوطنية ومن أي بلد كان، ومن سار على هذا الطريق واختار الانحياز لقضية شعب فلسطين لإزالة الظلم والاحتلال، دفع حياته مقابل هذا الانحياز الوطني القومي الديني الإنساني في مواجهة مخططات المستعمرة وبرامجها التوسعية الاحتلالية، التي استهدفت فلسطين أولاً ومن بعدها لبنان، وكل أثر وموقع وتراث عربي إسلامي مسيحي، لفرض هيمنة المستعمرة وتسلطها على حقوق العرب والمسلمين والمسيحيين في فلسطين والقدس وبيت لحم والناصرة، لتمتد إلى الجولان السوري وجنوب لبنان، على الطريق الإحلالي المنهجي التدريجي، عسكرياً وسياسياً ونفوذاً، لتكون المستعمرة هي القوة المنفردة المهيمنة المسيطرة على أرضنا ومقدساتنا وكرامتنا، وتمنع حقنا في التطور والتقدم والمستقبل المستقر القائم على الحرية والاستقلال لعالمنا ووطننا العربي.
استشهاد حسن نصر الله، خسارة لحزبه وشعبه، مثلما هو خسارة لفلسطين ومسيرتها ومقاومتها، كرافعة مندمجة في قضيتها، رافعاً شعار وسلوك الدعم والإسناد لشعبها في غزة الصمود والمقاومة التي تعرضت لأقسى ملحمة، مجزرة، مأساة، غير مسبوقة بحجمها وخسائرها ودمار معالمها وجعلها غير صالحة للحياة، والعيش الطبيعي، بعد تدمير بناها التحتية من مدارس وأبنية وشوارع ومساجد وكنائس، حصيلة زلزال صنعته القذائف والصواريخ الثقيلة، بقصد متعمد.
ما فعلته المستعمرة، عبر القصف واستمرار الاغتيالات، وتدمير الأحياء وقتل المدنيين في محاولة ثني الشعب اللبناني عن دعمه وإسناده لشعب فلسطين، نقلت اهتماماته التضامنية، إلى فعل المشاركة، حيث بات لبنان مستهدفاً، وجعل شعب لبنان ودفعه وسيدفعه عبر مقاومته، إلى فعل المشاركة العملية الملموسة في مواجهة فعل المستعمرة والتصدي لها.
نجاح المستعمرة في اغتيال حسن نصر الله، شكل حلقة إضافية من حلقات القتل للقيادات، في مواجهة من يقف ضدها، وهو خيار سيتواصل ليس بسبب المغامرة وكره الحياة، بل لأن هؤلاء اختاروا أن يكونوا مع شعبهم، نحو ممارسة حق تقرير المصير، وفي رفض الظلم وسلب الحقوق، وهو ما تمثله المستعمرة وتفعله ضد شعب فلسطين العربي، وضد من يقف معه.
طريق الحرية نهاياته مظفرة، مهما واجه السائرون فيه من عقبات وتعقيدات وعرقلة وتضحيات، وخلاصته الانتصار، كما حصل مع كل الشعوب التي ناضلت، ونالت حريتها واستقلالها.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
الاحتلال يخلي المستشفى الإندونيسي ويقصف المستشفيين الآخرين شمالي غزة
الأكثر قراءة
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة "إف-18" واستهداف مدمرة
السماح بنشر تفاصيل محاولة إنقاذ فاشلة لأسيرة في غزة
وقف إطلاق النار في غزة "أقرب من أي وقت مضى"
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 302)
شارك برأيك
رحيل حسن نصر الله