عربي ودولي
الإثنين 30 سبتمبر 2024 8:10 صباحًا - بتوقيت القدس
السيناريوهات المتوقعة للمواجهة.. هل تذهب إسرائيل إلى حرب برية مزهوة باغتيال نصر الله؟
رام الله- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم:
البروفيسور صالح عبد الجواد: إسرائيل قامت فعلاً بتوسيع المواجهة وإن لم تحصل على مطالبها أو بعضها فسنكون أمام تصعيد كمي ونوعي
د. خلود العبيدي: ليس من مصلحة إسرائيل القيام بمغامرة جديدة قد تخسر فيها المكاسب التي حققتها بعد تصفية قيادات حزب الله
د. محمد نجيب بو طالب: من المستبعد أن تلجأ إسرائيل لسيناريو الحرب البرية خاصة في ظل تفوقها الجوي ومرارة تجربتها في الجنوب اللبناني
هاني الجمل: اغتيال حسن نصر الله قد يكون مقدمة لعملية عسكرية واسعة النطاق تبدأ بإعلان هجوم بري إسرائيلي محدود
أسامة الشريف: إسرائيل تسعى لتدمير البيئة الحاضنة للمقاومة وإشعال فتنة طائفية قد تدفع لبنان نحو حرب أهلية ثانية
مهند أوغلو: التصعيد مرجح للزيادة وإيران لا تسعى للانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل،بل تحقيق أهدافها عبر أذرعها
د. عبد الله نعمة: حزب الله تُرك وحيداً في مواجهة مصيره وما يجري جزء من الترتيبات الجارية بين إيران وأمريكا بشأن الاتفاق النووي
في ظل تصاعد الهجمات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على لبنان، بعد سلسلة تفجيرات وعمليات قصف عنيفة استهدفت قيادات وكوادر حزب الله، بدءاً بتفجيرات أجهزة البيجر ثم أجهزة الاتصال اللاسلكي، وما نتج عن ذلك من اغتيال عدد من قيادات الصف العسكري الأول في الحزب، وما تلا ذلك من اغتيال السيد حسن نصر الله والعديد من القياديين في الحزب، تطفو عدد من الأسئلة عن السيناريوهات المقبلة، وبشكل خاص إمكانية أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية برية واسعة النطاق في الجنوب اللبناني، وكيف سيرد حزب الله، وما شكل المواجهة المقبلة، وهل ستتدخل إيران أم أنها تركت حزب الله يواجه مصيره وحيداً.
وفي هذا السياق، يرى محللون وأكاديميون تحدثوا لـ"ے" أن إسرائيل قامت بالفعل بتوسيع المواجهة مع حزب الله، وهي بالفعل قد تلجأ إلى عملية عسكرية برية، ورجح بعضهم أن تكون محدودة، فيما رأى آخرون أن كل الخيارات مفتوحة أمام إسرائيل المدعومة أمريكياً وغربياً، والمنتشية بـ”الانتصار” الذي حققته في جبهة لبنان، سيما أنه يبدو أن إيران تفضل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وبرنامجها النووي على الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
أي عملية عسكرية برية هي تصعيد للمواجهة
يرى المؤرخ وأستاذ العلوم السياسية البروفيسور صالح عبد الجواد أن أي عملية عسكرية برية هي تصعيد للمواجهة.
وقال لـ"ے": "علينا ألا ننسى أن إسرائيل قامت فعلاً بتوسيع المواجهة منذ عدة أسابيع من خلال جملة العمليات الهجومية الضخمة (تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي مروراً باغتيال قادة فرقة الرضوان، وانتهاءً باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورفاقه في مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية)، في حين أراد الحزب من البداية مجرد مواجهة منضبطة تضغط على إسرائيل لتخفيف الضغط على أهلنا في قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إبادةٍ غير مسبوقة، ودفع الإسرائيليين للقبول بوقفٍ لإطلاق النار، نحن إذن أمام تصعيد إسرائيلي واقع".
وتساءل عبد الجواد: هل سيكون هناك تصعيد أكبر للمواجهة؟ موضحاً أنه "علينا هنا استحضار مقولة المفكر العسكري الاستراتيجي الألماني كلاوزفتز "الحرب هي استمرار للسياسة"، أي عندما تفشل الوسائل الدبلوماسية فإنك تلجأ للحرب والعنف".
وأشار إلى "أن الإسرائيليين أرادوا أن يفك حزب الله ربطه بين جبهة غزة وجبهة جنوب لبنان وعودة نازحي مستوطني وبلدات الشمال، ولما رفض نصر الله الأمر بشدة في خطابه الأخير تم الضغط على الزر".
ولفت إلى "أن الإسرائيليين يفضلون أن يتم تحقيق هذه الأهداف بطرق دبلوماسية إن أمكن، لأنهم يعرفون أن أي مواجهة هي مكلفة اقتصادياً وبشرياً، ناهيك عن تردي سمعة إسرائيل بفعل القتل الوحشي للمدنيين، وفي ظل الضربات التي تلقاها الحزب وأضعفته بالتأكيد، رفع الإسرائيليون من سقف مطالبهم، ومن ذلك عدم وجود عسكري لحزب الله جنوب الليطاني، وحتى تجريد الحزب من السلاح"، معرباً عن اعتقاده أنهم يراهنون على موقف الحكومة اللبنانية والضغوط الدولية، خاصة الأمريكية، لتحقيق خرق دبلوماسي.
وقال: "إن لم يحصل الإسرائيليون على هذه المطالب أو بعضها، فإنني جازم أننا سنكون أمام تصعيد جديد إضافي كمي ونوعي".
أما بالنسبة لشن عملية برية، فأوضح البروفيسور عبد الجواد: "إن الإسرائيليين متخوفون من ذلك، خصوصاً أن الضربات الجوية حققت جزءاً من أهدافها، وهم لم ينسوا بعد تجربة دخولهم البري عام 2006، وهم يعرفون أن حزب الله ما زال قوة كبيرة يُحسب لها ألف حساب، بالرغم من الضربات التي تلقاها في مجال السيطرة والقيادة (control & command)، ولهذا إن شنت عملية برية فستكون محدودة نسبياً (لن تكون على غرار اجتياح لبنان عام 1982 الذي قاد إسرائيل إلى كارثة في نهاية الأمر)".
أما بخصوص إيران، فقال عبد الجواد: "علينا أن نعلم أن إيران جادة في دعمها لشعب فلسطين ولبنان، لكن إيران لديها استراتيجية هادئة وصبورة بعيدة المدى، ولا تريد التورط في مواجهات غير محسوبة أو محسومة تُجهض هذه الاستراتيجية".
وأضاف: لم يكن الإيرانيون على علم بهجوم السابع من أكتوبر، بل إن معلوماتي تفيد أنهم كانوا محرجين منه خوفاً مما يحدث الآن ومن مخاطر التورط في حرب إقليمية كبيرة يعرفون أن الولايات المتحدة ستكون طرفاً فيها في ظل عدم وجود حلفاء دوليين موثوقين.
وذكر عبد الجواد أن إيران أساساً لم ترد عملياً على اغتيال قاسم سليماني وعلمائها النوويين، لهذا فإن الموقف الإيراني مفهوم وأعتقد أنه حكيم.
وقال: "هذا لا يعني أن إيران لن تتضرر على صعيد مكانتها وسمعتها، وحتى علاقتها بحزب الله، لكن هذا شيء آخر".
تعدد الجبهات ووحدتها لتخفيف الضغط على غزة
وقالت د. خلود العبيدي، المختصة بالعلوم السياسية والقانون الدولي من العراق لـ"ے" إنه "منذ طوفان الأقصى اعتمدت المقاومة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على أكثر من جبهة، حتى وصل عددها إلى ثماني جبهات، وإن وحدة الجبهات كانت تهدف إلى تقليل الضغط على قطاع غزة وإسناد المقاومة الفلسطينية".
وأشارت إلى أن "لبنان كانت من الجبهات المهمة، خاصة أنها شاغلت الجيش الإسرائيلي وأدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المستوطنين شمال فلسطين وإغلاق المدارس، ولذلك توجه نتنياهو للقيام بعمليات لا يمكن وصفها إلا بأنها غير أخلاقية لتصفية جبهة شمال فلسطين".
وقالت: "بعد اغتيال قيادات من حزب الله والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وتدمير مخازن لأسلحته، أصبح اجتياح لبنان غير مبرر، فالجيش الإسرائيلي يحتاج إلى تعبئة جديدة، لا يمكن تصور أن الفِرق الخمسة في غزة جاهزة للحرب بعد هدوء جبهة غزة، الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد توسيع الحرب أيضاً. الحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم رئيس الوزراء والجيش، ليس من مصلحتهم القيام بمغامرة جديدة قد يخسرون فيها المكاسب التي حققتها لهم عملية تصفية قيادات حزب الله، خاصة أن ميزان القوة يبدو لصالح إسرائيل في الوقت الحاضر".
العراق الجبهة الحرجة.. وأكثر من اتجاه إيراني
وتابعت العبيدي: "ثم إدارة الحروب التي قامت بها إسرائيل تعتمد على ما يسمى بالجيل الخامس من وسائل التسليح التي تعتمد على التكنولوجيا العالية، في حين أن احتلال لبنان يحتاج إلى قوات تقليدية، أضف إلى ذلك أن تحقيق النصر في طوبوغرافية جبلية مثل لبنان صعب على الجيش الإسرائيلي". لذلك توقعت العبيدي هدوء الجبهة اللبنانية في الفترة المقبلة، وقالت: "العراق يمثل الجبهة الحرجة في الوقت الحالي، إسرائيل تخطط لضرب العراق العزيز، أحذر من ذلك وبكل أسى، فالعراقيون لا يقوون على رؤية بلادهم تُستهدف وتُضرب بالصواريخ في حرب جديدة".
ورأت أن "إيران لديها أكثر من اتجاه في الحكومة، فالاتجاه المحافظ الذي يمثله خامنئي يقابله الاتجاه الليبرالي الذي يدعو إلى التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يمثله رئيس الجمهورية بزشكيان".
وأشارت إلى أنه "في بداية الحرب صرح المسؤولون الإيرانيون بأنهم لن يتدخلوا وهذا موقف جيد يعبر عن استقلالية قرار المقاومة، وليس تخلياً عنها، وفي فترة المفاوضات أعلنت إيران دعمها للمقاومة لتقوي موقفها التفاوضي".
وأكدت أن "الرئيس الإيراني يسعى الآن في الولايات المتحدة للحصول على مكاسب أو غنائم بالوسائل الدبلوماسية، والدول تتصرف بشكل مختلف عن حركات المقاومة، لذلك إيران تتصرف كدولة عليها واجبات ومسؤوليات تتحملها في القانون الدولي، وهي لا تحتاج أن تضع نفسها في موقف تدان فيه ويتم تشديد العقوبات عليها"، لافتة إلى "أن إيران تستخدم وسائل توزيع الأدوار في السياسة الخارجية، ولديها نفوذ، والبعض يعتبره تبعية من الأذرع المسلحة الموجودة في لبنان واليمن والعراق".
وختمت د. العبيدي بالقول: "في الحقيقة إيران يشار إليها بأنها سبب ما حصل لحزب الله، ما حصل خيانة واضحة، لكن.ي أعتقد أن المسألة يجب أن لا تشغلنا. ألم ندعُ إيران إلى الابتعاد عن المنطقة، فلماذا نلومها عندما تتخلى عن حزب الله؟ السؤال في نظري: لماذا لا نبادر باحتواء حزب الله وأذرع المقاومة عربياً؟ إيران لا تصرف الكثير من الأموال على الأذرع، وبإمكانية جهات عربية كثيرة أن تحتضن أذرع المقاومة العربية".
استبعاد سيناريو الاجتياح البري
من جهته، قال الكاتب والمحلل في علم الاجتماع السياسي الدكتور محمد نجيب بو طالب من تونس لـ"ے": "إنه من التجارب السابقة وبسبب موازين القوى وطبيعة هذه القوى يبدو من المستبعد أن يدخل الجيش الاسرائيلي جنوب لبنان، خاصة في ظل تفوقه في طيران الكشف والقصف".
وأشار إلى أنه من الناحية التكتيكية ثمة تفوق اسرائيلي أيضاً بسبب الدعم الأمريكي و الغربي. كما أن" تقديرات الحرب البرية إن وقعت فالمؤشرات تميل لصالح حزب الله والمقاومة الوطنية والإسلامية والفلسطينية بلبنان، ولإسرائيل ذكريات مريرة بالجنوب اللبناني".
وأكد أن بو طالب أن "إيران فهمت أن تدخلها في الحرب رغم ما تلقته من ضربات موجعة في طهران و في مواقع حلفائها لن يكون سوى استدراج لها لتدميرها بدعم أمريكي معلوم. و نرى في هذا الموقف كثيرا من الحنكة باعتبارها ستكتفي بدعم حلفائها في المنطقة”.
أما من الناحية الاستراتيجية، فأشار بو طالب إلى أن "انجرار إسرائيل إلى شن الحرب على غزة وعلى لبنان بطريقة همجية ليس لصالحها نهائياً لأنها لأول مرة خسرت عدة أوراق، أهمها: دولة السلام و الدولة الديمقراطية في المنطقة، سقوط الأيديولوجيا الصهيونية والتهديد العملي لمعاقل الدولة التي بنتها، وادعت لمدى عقود أنها محصنة، ارتفاع الخسائر الاقتصادية (السياحة و الصناعة و التجارة) والاجتماعية (الهجرة المضادة خارجياً والهجرة والنزوح الداخلي من الجنوب ومن الشمال إلى الوسط)، خسارتها لجزء كبير من الرأي العام العالمي، بما في ذلك في العالم الغربي.
وأشار بو طالب إلى المشكل الديمغرافي في إسرائيل، فهي تعرف عجزاً كبيراً في أعداد المجندين، ما دفع بها إلى الاستعانة بالمتشددين اليهود و بالمتدينين بكل الإغراءات من المأجورين و العملاء.
إسرائيل قد توسع عملياتها العسكرية في لبنان
وتوقع المحلل السياسي المصري هاني الجمل أن عملية اغتيال السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، قد تكون مقدمة لعملية عسكرية واسعة النطاق تقودها إسرائيل ضد حزب الله، مشيراً إلى أن هذه العملية قد تبدأ بإعلان إسرائيلي عن هجوم بري محدود، ولكن سرعان ما ستتوسع لتشمل مناطق أوسع من الأراضي اللبنانية.
وأشار الجمل في حديث لـ "ے" إلى أن " سلاسل الإمداد لحزب الله، والتي تأتي من الشمال، تمثل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، ما سيدفعها لنقل عملياتها العسكرية من الجنوب إلى الشرق، وربما تستهدف إسرائيل مواقع استراتيجية مثل مطار رفيق الحريري أو مرفأ بيروت.
واعتبر المحلل المصري أن الاغتيال قد يكون جزءاً من مخطط إسرائيلي لتوسيع السيطرة على المنطقة وإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، قد تمتد إلى ما وراء نهر الليطاني، وذلك بالتوازي مع غياب الردع اللبناني الرسمي في ظل الفراغ الرئاسي الذي تعيشه البلاد.
وأكد المحلل الجمل أن الولايات المتحدة تدعم هذه الخطوات الإسرائيلية، مستشهداً بتصريحات تشير إلى أن اغتيال نصر الله يمثل ضربة لإحدى "أهم العناصر الإرهابية" في المنطقة.
وأشار إلى احتمال توسيع العمليات الإسرائيلية لتشمل سوريا بهدف القضاء على عناصر حزب الله والقوات الإيرانية الموجودة هناك.
وبخصوص إيران، يرى الجمل أن إيران قد تفضل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وبرنامجها النووي على الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، خاصة بعد اغتيال شخصيات بارزة مثل إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية دون أن تقوم برد فعل كبير.
وأكد المحلل المصري الجمل أن إسرائيل تسعى لتغيير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط بما يتماشى مع الرؤية الأمريكية لـ"الفوضى الخلاقة"، ما قد يؤدي إلى القضاء على حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتعزيز فكرة "إسرائيل الكبرى".
استمرار الحرب النفسية
ويرى المحلل السياسي الأردني أسامة الشريف أن الدور الاستخباري الإسرائيلي لعب دوراً حاسماً في توجيه ضربات موجعة لحزب الله، سواء ميدانياً أو تنظيمياً، ما غيّر معادلة الردع التي كانت قائمة منذ حرب 2006، في حين أن هذا النجاح الاستخباري مكّن إسرائيل من تحقيق مكاسب مهمة على حساب محور المقاومة دون تكبد خسائر كبيرة.
وأشار إلى أن الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل ضد محور المقاومة ستستمر، والهدف منها هو زرع الشك واليأس في صفوفه، إضافة إلى إثارة الفوبيا من قدرة إسرائيل على تنفيذ اختراقات مماثلة داخل إيران.
وعبر عن اعتقاده أن طهران تدرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول استدراجها إلى رد عسكري وتصعيد الموقف، إلا أن استراتيجية إيران الحالية تركز على استيعاب ما حدث في لبنان وتجنب تكراره على أراضيها.
وأضاف الشريف لـ"ے": إن هدف إسرائيل الحالي لا يقتصر على تحقيق انتصارات عسكرية، بل يتعدى ذلك إلى تدمير البيئة الحاضنة للمقاومة الإسلامية في لبنان.
وتسعى إسرائيل، بحسب الشريف، إلى إشعال فتنة طائفية قد تدفع لبنان نحو حرب أهلية ثانية، يمكن أن تنتهي بتقسيم البلاد على أساس طائفي وإنهاء الدولة اللبنانية كما نعرفها.
وحذر الشريف القوى السياسية اللبنانية من هذا الخطر الحقيقي الذي يهدد البلاد، مشيراً إلى أن إسرائيل ليست بحاجة إلى تدخل بري واسع في الوقت الحالي، لأن أهدافها تتحقق عبر وسائل أخرى، منها الاستخبارات والحرب النفسية.
إسرائيل تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين
بدوره قال المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو لصحيفة "ے": إن التصعيد في المنطقة مرجح للزيادة، في ظل سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لتحقيق هدفين رئيسيين، الهدف الأول هو إطالة عمره السياسي، حيث يسعى نتنياهو إلى تأكيد قدرته على قيادة إسرائيل، بعد أن ادعى أن اغتيال نحو 20 من قادة حزب الله خلال أسبوعين أمر مستحيل من دونه، ويعزز بذلك مكانته في الداخل الإسرائيلي من خلال تأمين إسرائيل، بما في ذلك حماية الرهائن وسكان الشمال.
أما الهدف الثاني، فيتمثل في تكثيف الضغط الميداني على "محور المقاومة" من خلال توسيع التحركات العسكرية الإسرائيلية.
وأوضح أوغلو أن إيران لا تسعى للانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، بل تعمل على تحقيق أهدافها في المنطقة عبر وكلائها من الحركات والجماعات العربية التي تنفذ أجندتها القومية.
ورغم التصريحات الإيرانية المتكررة بدعم حزب الله، فإن أوغلو يرى أن هذا الدعم يظل مقتصراً على التصريحات فقط، وأن إيران ترغب في تجنب الانخراط في هذه الأزمة بشكل مباشر.
وأشار إلى أن تغيير القيادة الإيرانية، بما في ذلك استبدال الرئيس الإيراني ووزير الخارجية، يعكس رغبة طهران في الابتعاد عن التصعيد مع إسرائيل، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس الإيراني حول الانفتاح على الولايات المتحدة تشير إلى أن إيران تفضل التركيز على مصالحها، وعلى رأسها الملف النووي، بدلاً من التورط في مواجهة خطيرة مع إسرائيل.
وأكد أوغلو أن التدخل الميداني الإسرائيلي في لبنان يهدف إلى إرسال رسالة لحزب الله تؤكد أن إسرائيل قادرة على توغل بري محدود وسريع لإثبات قوتها، ولكنها لا ترغب في الانخراط في عملية برية واسعة. ومع ذلك، إذا تمكن حزب الله من تحقيق أهداف ضد إسرائيل خلال هذا التوغل، فقد يشهد جنوب لبنان تصعيداً خطيراً يدفع ثمنه المدنيون كالمعتاد.
رفع الغطاء الإيراني عن حزب الله
وقال المحلل السياسي اللبناني الدكتور عبد الله نعمة في تصريح لـ"ے": "نعلم جميعاً أن اغتيال السيد حسن نصرالله هو عمل استخباري إسرائيلي تم التخطيط له منذ فترة طويلة، وقد اعترف بذلك جيش الاحتلال الإسرائيلي، توقيت الاغتيال ليس صدفة، ومن الواضح أن حزب الله والسيد حسن نصر الله تُركا وحيدين في مواجهة مصيرهما، وهو ما شعر به اللبنانيون في آخر كلمة للسيد نصرالله قبل اغتياله، خاصة بعد التصريحات الإيرانية في الأمم المتحدة التي أظهرت تقارباً مع الأمريكيين".
وأضاف نعمة: "هناك خلاف واضح بين إيران وحزب الله، حيث أن إيران لا تريد الحرب مع إسرائيل، بينما السيد حسن نصرالله يخوض هذه الحرب. كما أن نتنياهو معروف بصعوبة التفاهم معه، واغتيال السيد حسن نصرالله جاء بعد رفع الغطاء الإيراني عنه، وهو جزء من الترتيبات الجارية بين إيران وأمريكا بشأن الاتفاق النووي".
وأكد أن "الشعب اللبناني اليوم يقف موحداً في تضامنه مع المقاومة وحزب الله، ونحن اللبنانيين جميعاً ضد إسرائيل التي تستمر في تدمير وقتل اللبنانيين، وصراعنا معها بدأ قبل وجود حزب الله.
إسرائيل لن تتوقف عن الاعتداء علينا منذ عام 1948، وهذا الصراع لن ينتهي.
صحيح أن حزب الله يعاني بعد سلسلة الضربات المتتالية، واغتيال السيد حسن نصر الله كان زلزالاً له، لكن عزيمة أعضاء حزب الله والشعب اللبناني على مقاومة إسرائيل لا تزال قوية".
وختم نعمة قائلاً: "نحن لم نعتد يوماً على الانحناء أمام هذا الكيان المجرم. حربنا مع إسرائيل طويلة، ويجب علينا التضامن والتكاتف لنحمي أنفسنا وبلدنا. حمى الله لبنان والشعب اللبناني، من المؤكد أن إسرائيل ستقوم باجتياح بري جزئي في الجنوب، خاصة أنها فرضت حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على لبنان البارحة".
دلالات
ابو حمزة المهاجر قبل حوالي 2 شهر
خنزير وفطس لعنة الله عليه الى جهنم وبئس المصير يا مشرك يا قاتل اطفال المسلمين .
الأكثر تعليقاً
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال.. محاولة للتعمية على الجريمة الـمُدوّية
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 79)
شارك برأيك
السيناريوهات المتوقعة للمواجهة.. هل تذهب إسرائيل إلى حرب برية مزهوة باغتيال نصر الله؟