Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الثّلاثاء 04 فبراير 2025 9:14 صباحًا - بتوقيت القدس

توجهات ترمب في المنطقة والعالم.. سياسيون يُشخّصون الحالة الترَمبيّة

خـاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم

د. محمد أبو كوش: سياسات ترمب لن تُطبق بسهولة لأن أمامه أربع سنوات لا تكفي لإحداث تغييرات جذرية على مستوى العالم

البروفيسور جون ضبيط: ترمب لا يحكم وفق استراتيجيات سياسية واضحة بل وفق أهوائه ومصالحه الشخصية ولا يمكن الوثوق به

د. خلود العبيدي: سياسات ترمب تضر بمصالح عديدين في أمريكا وخارجها ولذلك يجب أن نفهم سياسته بعيداً عن الدعايات الإعلامية

د. رفعت سيد أحمد: الدولة العميقة في أمريكا هي القوة الحقيقية التي تتحكم في توجهات السياسة الخارجية وليس الرئيس

د. محمد نجيب بو طالب: أمريكا تشهد تراجعاً سياسياً وأخلاقياً والديمقراطية باتت شعاراً يُخفي نزعات التعالي والفردانية والغرور

أسامة الشريف: ترمب نرجسي وكاره للغير ويؤمن بتفوق الرجل الأبيض فضلاً عن نزوعه إلى الحكم بأسلوب استبدادي

 

لم يتأخر القادم الجديد إلى البيت الأبيض دونالد ترمب عن إدهاش العالم بكل ما يصدر عنه من مخططات وتوجهات وتهديدات لا توفر حليفاً أو عدواً، أو تابعاً فهو يريد كندا الجارة وإحدى الدول المؤسسة لحلف الناتو الولاية الخمسين للولايات المتحدة، ويريد أن يشتري عنوة جزيرة غرينلاند من الدنمارك، والاستيلاء على قناة بنما، وفرض رسوم جمركية على دول أوروبا والصين، وبناء جدار على حدود المكسيك، وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر "وتقشيط" المملكة العربية السعودية تريليون دولار تحت مسمى الاستثمار في بلاده.


دبلوماسيون وكتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" قالوا إن ترمب لا يحكم وفق استراتيجيات سياسية واضحة بل وفق أهوائه ومصالحه الشخصية ولا يمكن الوثوق به، وإن الولايات المتحدة تشهد تراجعاً سياسياً وأخلاقياً والديمقراطية باتت شعاراً يخفي نزعات التعالي والفردانية والغرور، فيما اعتبر البعض أن سياسات ترمب لن تُطبق بسهولة لأن أمامه أربع سنوات لا تكفي لإحداث تغييرات جذرية على مستوى العالم.

 

ترمب يتصرف كأنه "سيد العالم"

 

حذّر د. محمد أبو كوش، السفير الفلسطيني السابق لدى الأمم المتحدة في جنيف، من أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في ولايته الثانية تكرارٌ لنهجه في الولاية الأولى، لكنه أصبح يتصرف وكأنه "سيد العالم"، فارضاً قراراته على الدول الأخرى بأسلوب فوقي ومتسرع.


وأوضح أبو كوش أن ترمب يتعامل بقرارات غير حكيمة، مستشهداً بتصريحاته حول ضم كندا كولاية أمريكية، وهو أمر غير واقعي قوبل بالرفض الكندي.


 كما أشار إلى محاولته الاستحواذ على جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك، دون إدراك أن مستوى المعيشة هناك يفوق ما تقدمه الولايات المتحدة في مجالات الصحة والتعليم والتقاعد، فضلاً عن وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الدنمارك في مواجهة هذه المحاولات.


وأضاف: "ترمب يسعى لفرض ضرائب على الاتحاد الأوروبي ومنع استيراد السيارات الألمانية لصالح المنتجات الأمريكية، مما يؤجج التوتر مع الدول الحليفة له". 


واعتبر أن هذه السياسات لن تُطبق بسهولة، خاصة أن الرئيس الأمريكي أمامه أربع سنوات فقط لا تكفي لإحداث تغييرات جذرية على مستوى العالم.

 

مخطط تهجير سكان قطاع غزة

 

وتطرق أبو كوش إلى محاولات ترمب تنفيذ مخطط تهجير سكان قطاع غزة، تماشياً مع رغبة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في السيطرة على ثروات القطاع من الغاز والبترول. 


وأكد أن ترمب يسعى إلى أن تحل الشركات الأمريكية محل البريطانية في عمليات الاستكشاف، لتحقيق مكاسب اقتصادية كبرى.


وشدد أبو كوش على أن التهجير القسري لشعب غزة أمر غير منطقي ومتناقض مع مواقف ترمب نفسه المناهضة للمهاجرين داخل الولايات المتحدة. 


وأوضح أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم، وقد جربوا اللجوء في عامي 1948 و1967 ويدركون معاناته، مما يجعلهم أكثر إصراراً على رفض أي محاولة لإفراغ القطاع من سكانه.

 

أبناء غزة مستعدون للتضحية بأرواحهم دفاعاً عن أرضهم

 

وأشار إلى أن الدول العربية والمجتمع الدولي يدركون استحالة تنفيذ هذا المخطط، وأن الفلسطينيين في غزة مستعدون للتضحية بأرواحهم دفاعاً عن أرضهم، وهو ما يجعل فكرة التهجير غير قابلة للتطبيق.


وفي سياق متصل، أكد أبو كوش أن المقاومة المسلحة للاحتلال حق مشروع وفق البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، وأن حرب الإبادة التي شنها نتنياهو فشلت في القضاء على المقاومة الفلسطينية أو تهجير سكان غزة.


ولفت إلى أن ترمب، الذي لا يؤيد الحروب المفتوحة، فرض على نتنياهو القبول باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لكنه يسعى لتحقيق هدف التهجير بأسلوب آخر يخدم إسرائيل دون اللجوء إلى العمل العسكري.


وختم أبو كوش بالتأكيد على أن صمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم أفشل وسيُفشل أي مخطط يستهدف وجودهم في وطنهم.

 

تعيينات ترمب الجديدة في إدارته تعكس توجهاته المتطرفة

 

من جانبه، قال البروفيسور جون ضبيط، عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي في ولاية أيوا الأمريكية: "يوم 20 يناير كان استثنائياً في الولايات المتحدة، حيث شهد تنصيب الرئيس دونالد ترمب لولاية جديدة، تزامناً مع إحياء ذكرى مارتن لوثر كينج، وسط أجواء من الحزن على رحيل الرئيس الأسبق جيمي كارتر".


وأوضح ضبيط أن خطاب ترمب خلال حفل التنصيب لم يكن سوى محاولة لتبرير سياساته السابقة خلال ولايته الأولى (2016-2020)، والتي حملت توجهات مثيرة للجدل.


وأشار إلى أن الأيام الأولى من ولايته الثانية شهدت سلسلة من القضايا القانونية التي رفعت ضده، أبرزها دعوى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ضد قراره بإلغاء حق الجنسية بالولادة لأبناء المهاجرين غير الشرعيين، وهو قرار يتعارض مع التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي.


وأضاف ضبيط: إن تعيينات ترمب الجديدة في إدارته تعكس توجهاته المتطرفة، مشيراً إلى تصريحات مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون الذي وصف هذه التعيينات بأنها "الأسوأ في التاريخ".


ولفت إلى أن بعض المسؤولين الجدد في إدارة ترمب لهم تاريخ حافل بالاتهامات المتعلقة بالتحرش الجنسي والعنصرية، إلى جانب مواقفهم العدائية تجاه القضية الفلسطينية.


وضرب أمثلة، وزير الخارجية الجديد ماركو روبيو، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكبي، الذي صرح علناً بـ"عدم وجود شيء اسمه الشعب الفلسطيني"، إضافة إلى السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أليس ستيفانيك، المعروفة بمواقفها المتطرفة تجاه الحقوق الفلسطينية.

 

ترمب بدأ ولايته الثانية بروح انتقامية ممن عارضوه

 

وأشار ضبيط إلى أن ترمب بدأ ولايته الثانية بروح انتقامية، حيث أقال العديد من المسؤولين الذين عارضوه سابقاً، بمن فيهم موظفون في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).   


وأضاف: إن ترمب لا يحكم وفق استراتيجيات سياسية واضحة، بل وفق أهوائه ومصالحه الشخصية، ما يشكل خطراً على الاستقرار الداخلي والدور الأمريكي العالمي.


وحذر ضبيط من أن ترمب ينظر إلى الأزمات بمنظور تجاري بحت، مستشهداً بمخطط تهجير أكثر من مليون ونصف فلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن، في إطار مشروع لتحويل القطاع إلى منطقة سياحية. 


وأكد أن هذا المخطط يخدم المصالح الاقتصادية لترمب وحلفائه، لكنه لن يتحقق نظراً لصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه رغم 75 عاماً من الاحتلال.


وشدد ضبيط على أن ترمب أثبت خلال ولايته الأولى انحيازه الكامل للاحتلال الإسرائيلي، حيث كسر الخطوط الحمراء في السياسة الأمريكية عبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. 


وأكد أن التجربة السابقة أثبتت أن ترمب لا يمكن الوثوق به، إذ تتناغم مصالحه مع مصالح الاحتلال، وليس مع الحقوق الفلسطينية.


وأكد ضبيط في ختام تصريحه على ضرورة التعامل بحذر مع إدارة ترمب، مشدداً على أهمية عدم بناء أوهام حول إمكانية أن يكون منصفاً للقضية الفلسطينية، رغم أهمية التواصل السياسي المستمر لضمان عدم تمرير سياسات تمس الحقوق الفلسطينية.

 

فهم ترمب من خلال كتبه وسياساته الخارجية

 

من جهتها، قالت د. خلود العبيدي، المختصة في العلوم السياسية والقانون الدولي من العراق: "علينا الحذر من وسائل الإعلام المعادية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والتي تصفه بأنه مزاجي ولا يمكن التنبؤ بقراراته".


وأوضحت أن الرئيس ترمب لديه أعداء كُثر، إذ إن سياساته تضر بمصالح جهات عديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها. لذلك، يجب أن نفهم سياسة الرئيس ترمب بعيداً عن الدعايات الإعلامية.


وأشارت إلى أن هناك أكثر من وسيلة لفهم سياسة ترمب، أولاً: فهم اتجاهات وميكانيكية السياسة الخارجية الأمريكية، وثانياً: قراءة كتب ترمب، حيث صرّح فيها عن سياساته الخارجية منذ تسعينيات القرن الماضي.


وشرحت العبيدي أن السياسة الخارجية الأمريكية تميزت، منذ نشأة الولايات المتحدة، باتباع اتجاهات متباينة. ففي البداية، دعا الرئيس جورج واشنطن إلى الابتعاد عن مشاكل أوروبا، وهي ما عُرفت بسياسة العزلة. إلا أن وزير الخزانة، ألكسندر هاميلتون، اختلف معه، إذ كان معجباً بالنموذج البريطاني، الذي كان يمتلك أسطولاً بحرياً قوياً يسيطر على العالم.


وأضافت: "سياسة هاميلتون استمرت حتى يومنا هذا، وتمثلت في السياسة الليبرالية التي سادت منذ الحرب العالمية الثانية، حيث انشغلت الولايات المتحدة بالتدخل في الحروب وسياسات العولمة، ما أدى إلى تدهور مكانتها. فالولايات المتحدة دولة استعمارية، ولكنها كلما انكفأت خارجياً، تعود إلى سياسات العزلة مجدداً.

 

دور كبير للرئيس الأمريكي في سياسات بلاده الخارجية 

 

وأوضحت أن رئيس الولايات المتحدة يلعب دوراً كبيراً في تحديد سياسات بلاده الخارجية، لذا غالباً ما تُنسب هذه السياسات إلى أسماء رؤسائها. فعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1969 عن "مبدأ نيكسون"، والذي ركّز على التحول من التدخل العسكري المباشر إلى اختيار حلفاء تدعمهم الولايات المتحدة اقتصادياً وعسكرياً ليكونوا وكلاءها في العالم. وفي المنطقة العربية، اختارت الولايات المتحدة إيران والكيان الصهيوني ليكونا حارساً على مصالحها، إلا أن كلا الدولتين تخلقان متاعب لها حالياً.


وأكدت العبيدي أن سياسة الرئيس ترمب تهدف إلى إعادة مكانة الولايات المتحدة، حيث يدعو إلى بناء قوة عسكرية للردع، وليس لخوض حروب تستنزف جيشه بلا جدوى. في الوقت ذاته، يسعى لأن تبقى الولايات المتحدة أقوى دولة اقتصادياً وتكنولوجياً لتحقيق سيادتها على العالم. وهو اتجاه انعزالي من حيث ابتعاده عن الحروب، لكنه شعبوي، إذ يضع مصالح الولايات المتحدة أولاً.


وترى المختصة في العلوم السياسية أن ترمب يعتبر نفسه رجل أعمال ناجحاً، ويستخدم أسلوب "الصفقات" في إدارة النزاع العربي الإسرائيلي، كما أوضح في كتبه. وبناءً على ذلك، فإنه يرى أن حماية الدول العربية هي "خدمة" يجب أن تدفع هذه الدول ثمنها.


وأشارت إلى أن ترمب يسعى أيضاً لدعم الكيان الصهيوني لاستعادة قوته، بعد تعرضه لهزائم متكررة، رغم كونه حليفاً مكلفاً.

 

إعمار قطاع غزة مشروع اقتصادي مهم للولايات المتحدة

 

ورأت العبيدي أن إعادة إعمار قطاع غزة مشروع اقتصادي ينبغي أن تستفيد منه الولايات المتحدة أولاً، حيث يسعى ترمب ليكون المهيمن وصاحب القرار الأول في هذا المشروع. لذا، إذا نجحت السياسة العربية في تأكيد تضامنها ورفضها لمشروع تهجير الفلسطينيين في غزة، فستُشكّل هذه الخطوة هزيمة أخرى للمشروع الصهيوني. أما إذا خضعت مصر والأردن لمطالب ترمب، فلن يكون هناك ضمان لحمايتهما.


وأضافت: "يعتقد كثيرون أن ترمب لن يتخلى عن الكيان الصهيوني، لكنني أرى أن ذلك ممكن".


وأكدت أن هناك أسباباً تدعوها إلى التفاؤل، ومنها أن رئيس الولايات المتحدة يكون أقل استجابة لضغوط اللوبيات وجماعات الضغط الصهيونية خلال ولايته الثانية.


كما أوضحت أن ترمب ليس على وفاق مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، مشيرةً إلى أن الكيان يعاني داخلياً من مشكلات كثيرة، كما أنه إقليمياً لم يعد قادراً على ادعاء التفوق المطلق.


وختتمت العبيدي حديثها بالتأكيد على أن ترمب يدرك أن تحقيق حلمه بسيادة الولايات المتحدة عالمياً يحتاج إلى دعم الدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا.

 

استراتيجية العصا والجزرة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية

 

من جهته أكد الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الاستراتيجي ومدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لا يقرر السياسة الخارجية الأمريكية بشكل كامل، وإنما يملك فقط هامشاً محدوداً من التأثير لا يتجاوز 20%، بينما تظل الدولة العميقة الأمريكية هي القوة الحقيقية التي تتحكم في توجهات السياسة الخارجية، لا سيما في مناطق النفوذ الرئيسية مثل أوروبا، والأمريكيتين، والشرق الأوسط.


وأوضح سيد أحمد أن الدولة العميقة، ممثلة في أجهزتها الاستخباراتية واللوبيات الكبرى، هي التي تحدد الاستراتيجيات الأمريكية، بينما يتميز ترمب بالوضوح والصخب، لكنه في النهاية ينفذ الأجندة التي تمليها عليه هذه المنظومة.


وأضاف: "الدولة العميقة لا ترى في اندفاعات ترمب حلاً لمشاكلها، بل تعتمد على استراتيجية العصا والجزرة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية".


وأشار إلى أن المصالح الأمريكية في المنطقة تتلخص في دعم إسرائيل، باعتبارها حاملة طائرات أمريكية متقدمة، إضافة إلى السيطرة على النفط والأسواق العربية، وتعزيز التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.


 ولفت إلى أن سياسات ترمب قد تتسم بالاندفاع، لكنها لا تخرج عن السقف المرسوم لها من قبل الدولة العميقة.


وبشأن القضية الفلسطينية، استبعد سيد أحمد نجاح مخططات ترحيل سكان غزة إلى مصر أو الأردن، معتبراً أن الشعب الفلسطيني، رغم الضغوط والتضحيات، متمسك بأرضه ولن يقبل بأي بديل عن وطنه.

 

الولايات المتحدة تدار بالمزاجية والخرف السياسي

 

ويرى الكاتب والمحلل في علم الاجتماع السياسي، الدكتور محمد نجيب بو طالب من تونس، أن الولايات المتحدة تشهد حالة من التراجع السياسي والأخلاقي، حيث أصبحت الديمقراطية مجرد شعار يخفي نزعات التعالي والفردانية والغرور.


وقال: "إن العظمة التي تقوم على العربدة والتبجح والتباهي بالقوة، مع سقوط الأخلاق، مصيرها الكذب والتراجع عن الالتزامات وسيادة الأنانية المفرطة".


وأضاف: "هذا هو حال الولايات المتحدة اليوم، حيث أصبحت الديمقراطية مجرد شعار للواجهة، يخفي وراءه الكثير من نزعات التعالي والفردانية والغرور".


وأضاف بو طالب: "إن التراجع الذي تشهده واشنطن يعود إلى حالة سيكولوجية مضطربة لشخصيات تتصارع على الشهرة، وتسعى وراء النفوذ المالي والإعلامي، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعكس هذا الواقع من خلال قراراته المتناقضة وتصريحاته الاستفزازية، التي لا تستند إلى مبادئ وطنية أو حضارية، وإنما تحركها دوافع انتقامية ضد الخصوم داخلياً وخارجياً، فضلاً عن سعيه لإرضاء محيطه وداعميه خلال حملاته الانتخابية".

 

اعتماد التهديد والوعيد المباشرين كأسلوب دبلوماسي

 

وأشار إلى أن الدولة العظمى باتت تدار بأسلوب قائم على المزاجية والخرف السياسي، ما يؤدي إلى تناقض في المواقف وتجاوز للخطوط الحمراء، من خلال اعتماد التهديد والوعيد المباشرين كأسلوب دبلوماسي، وهو ما يتعارض مع تقاليد القادة الكبار وأخلاقيات السياسة الدولية.


وقال: إنها ثقافة لم نعهدها لدى القادة الكبار، فنحن أمام صنف متغطرس لا يؤمن بأخلاق السياسة ولا بضوابط الدبلوماسية.


وأكد بو طالب في ختام حديثه لـ"ے" أن هذا الواقع هو نتيجة حتمية لتراجع دور المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية والإنسانية في العالم اليوم، معتبراً أن مواجهة هذه النزعة المتغطرسة تتطلب توحيد جهود الأحرار والشرفاء حول العالم، وتأسيس هياكل وقوى جديدة تسعى إلى استعادة القيم الإنسانية وفرض أخلاقيات التعاون الدولي النزيه.

 

شخصية شعبوية انعزالية تسعى لتحقيق مكاسب شخصية

 

بدوره، قال المحلل السياسي الأردني أسامة الشريف: "إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ليس رئيساً عادياً، كما أظهرت حملته الانتخابية الأخيرة وولايته الأولى، ووصفه بأنه شخصية شعبوية انعزالية ديماغوجية ميكافيلية يستخدم الناس لخدمة مصالحه الشخصية".


وأوضح الشريف أن ترمب يعاني من عقدتي الاضطهاد وجنون العظمة، مما يدفعه إلى اتخاذ قرارات متسرعة دون حساب دقيق لعواقبها، مشيراً إلى أنه نرجسي وكاره للغير، خاصة الأقليات، ويؤمن بتفوق الرجل الأبيض، فضلاً عن نزوعه إلى الحكم بأسلوب استبدادي.


وأضاف: "النظام الانتخابي الأمريكي يعتمد على "المال الأسود"، في إشارة إلى التبرعات السخية التي يقدمها الأثرياء لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو أيديولوجية، وهو ما يدفع ترمب إلى التقرب من رجال الأعمال وأقطاب التكنولوجيا مثل إيلون ماسك للحصول على دعمهم.


وفي ما يتعلق بعلاقته بإسرائيل، أكد الشريف أن ترمب يستغل نفوذه لاسترضاء كبار المانحين، مثل ميريم أديلسون الصهيونية ، التي قدمت له دعماً مالياً يتجاوز مئة مليون دولار مقابل تعهدات بتسهيل ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية.


وختم الشريف حديثه لـ"ے" بالقول: إن الرئيس ترمب يعتقد انه رجل أعمال ناجح وان كل شيء سلعة يمكن أن تباع وتشتري. لا تهمه السياسة بقدر المال، مؤكداً أن سياساته تستند الى ما تحققه من مكاسب مادية آنية بغض النظر عن ضررها السياسي.

دلالات

شارك برأيك

توجهات ترمب في المنطقة والعالم.. سياسيون يُشخّصون الحالة الترَمبيّة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 554)