فلسطين

الثّلاثاء 10 سبتمبر 2024 8:15 صباحًا - بتوقيت القدس

عذابات أطفال غزة خيّمت على جلسات "حماية التعليم" بالدوحة

الدوحة- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم- محمد أبو خضير-

الشيخة موزا: لقد خذلناكم يا أطفال غزة فلم يحمِكم قانون دولي ولا شرعية أممية ولا اتفاقيات دولية

-     أنا غاضبة من حجم الجرائم في غزة وفرط الصمت الفاضح 

- غزة تطيح بادعاء تحضُّر المجتمع الدولي وتعلن احتضاره

- انقضى عام وحل آخر ولا تزال الأدراج في الصفوف تنتظر طلبتها

- شاهين: لا بد من وضع حد للكارثة الإنسانية في غزة وباقي الأراضي المحتلة فوراً 

- منظمات أممية و10 دول بينها فلسطين شاركت في اليوم الدولي لحماية التعليم 


 قالت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة: إن الهجوم على التعليم لا يعني سوى الانقضاض الهمجي على حياة التلاميذ ومعلميهم، حتى لا يتبقى سوى الدمار والفراغ والظلام مخيماً بعباءته القاتمة على أحلام بُعثرت وآمال خُيبت، مشيرة إلى أن من يستهدفون التعليم يدركون بلا شك ما يفعلون ويقصدونه مع سبق الإصرار.


وأضافت الشيخة موزا، أمس، خلال احتفاء مؤسسة التعليم فوق الجميع باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات الذي أُقيم هذا العام تحت عنوان " التعليم في خطر: التكلفة الإنسانية للحرب": "عندما أتحدث عن الهجوم على التعليم لا أقصد، بطبيعة الحال، المعنى المجرد للتعليم، وإنما دلالته الشاملة، فالتعليم يعني صفوفاً تكتظ بأطفال أبرياء يحلمون، ويحلم أهاليهم، بمستقبل يريدون من مركب التعليم أن يحملهم إليه، التعليم يعني أيضاً معلمين يُسخّرون علمهم ويبذلون قصارى جهودهم من أجل تأهيل هؤلاء الأطفال لتحقيق أحلامهم وأحلام أهاليهم".


وشددت الشيخة موزا بنت ناصر على أن "التكلفة الإنسانية” للحرب على غزة لا يقبلها ذو ضمير وأخلاق ومبادئ إنسانية، وقالت: "إنني واحدة من الذين ينتابهم الغضب حيال ما يرتكب من جرائم بحق الفلسطينيين وبحق القانون الدولي".


وعبرت عن غضبها مما يجري بالقول: "أنا غاضبة من حجم وعدد الجرائم التي تُرتكب في غزة، غاضبة من فرط الصمت الفاضح لإنسانيتنا التي هربت من واقع الفجيعة وانخرطت في ما يتعارض مع نبل مبادئها، غاضبة من مجتمع دولي يدعي أنه متحضر فإذا بغزة تطيح بادعائه وتعلن احتضاره، غاضبة من زعماء دول انتفضوا غضباً لحرب وصمتوا طويلاً عن أُخرى، غاضبة من زعماء دول يتحدثون كثيراً عن حقوق الإنسان وولاية القانون الدولي ويسكتون عما يجري في غزة من إبادة جماعية، غاضبة من زعماء كثيراً ما سمعناهم يقولون إن فلسطين قضيتهم المركزية ولا نرى شيئاً من هذه المركزية في مواقفهم. غاضبة لهند (طفلة فلسطينية استشهدت برصاص الاحتلال واستشهد المسعفون الذين ذهبوا لإنقاذها وظلت في السيارة 12 يوماً حتى رحلت قوات الاحتلال عن المكان) ومن رحل قبلها وبعدها، غاضبة والغاضبون كثر وغضب الرب ليس ببعيد، ومن يحلل عليه غضب الرب فقد هوى".


وأشارت الشيخة موزا إلى أن "ما يحدث في غزة أماط اللثام عن وحشية عالم زعم أنه متحضر وظنناه كذلك وخاب ظننا. ولا أقصد هنا من يرتكبون الجرائم ويقتلون الأطفال والنساء فحسب، بل كل من دعم هذا العدوان الغاشم بالمال والعتاد ومن اختار الصمت أو التفرج على ما يجري في غزة، ومن شجع على العدوان بشكل سافر أو مستتر. وبعد سقوط أقنعة البعض وغياب المرجعيات القيمية والثقافية لم تتبق لنا سوى مرجعية غزة: نساء وأطفالاً، يذكروننا بأن الله حق، والدين حق، والوطن حق، وأن إنساناً بلا كرامة لا يستحق الحياة".


ونبهت الشيخة موزا خلال الاحتفاء الذي أقيم أمس بمركز قطر الوطني للمؤتمرات بالقول: "لا بدء أكثر إلحاحاً وواقعية وأخلاقية من الاستهلال بغزة التي تتعرض لقصف وحشي يمثل إمعاناً في الإبادة الجماعية بمجازر يومية متكررة كان من فظائعها المجزرة التي قتل فيها أكثر من مائة نازح فلسطيني كانوا يحتمون بمدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج.. ولو أقدمت أيّ دولة في آسيا أو أفريقيا على ارتكاب هذه المجزرة لسارع المجتمع الدولي، بلا تردد، إلى حصارها ومعاقبتها".


وأضافت أنه منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي سجل استشهاد أكثر من 10000 طالب في غزة، وما لا يقل عن 400 مدرس، وتدمير 93% من المدارس التي كان معظمها بمثابة سكن في حالات الطوارئ ويحتمي بها النازحون الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الحرب، وفي هذا السياق، نتذكر أن تسعة عشر خبيراً ومقرراً أممياً مستقلاً حذروا ببلاغة، في أبريل الماضي، من "إبادة تعليمية متعمدة" في قطاع غزة.


ومضت بالقول: "لقد انقضى عام وحل آخر، ولا تزال الأدراج في الصفوف تنتظر طلبتها، دون أن تعلم من سيعود إليها ومن لا يعود، فمنهم من قضى نحبه استشهاداً، ومنهم من على فراش المرض مبتور الساعدين أو القدمين ومنهم من ينتظر قدره المجهول الذي يحاصره الموت من كل جانب ويتضاءل فيه الأمل بالسلام والحرية والعدالة.. لقد خذلناكم يا أطفال غزة، فلم يحمكم قانون دولي ولا شرعية أممية ولا اتفاقيات دولية".


وتساءلت الشيخة موزا: "فماذا بعد؟ هل وصلنا إلى هذه الحال؟ وأيّ حال؟ هل استسلمنا إلى الحد الذي جعلنا نشاهد مدنا بأكملها تدمر وسكانا يستهدفون بالرصاص ويحرمون من العلاج الطبي ويعذبون ويجوعون، دون أن تكون لنا ردة فعل تناسب ما يحدث؟ هل وصلت بنا الحال أن نترك الأطفال وحيدين خائفين أسرى لشبح الموت في المستشفيات لم يبق فيها لا دواء ولا مداوٍ؟ هل وصلت بنا الحال بحيث نسمح للمدارس المليئة باللاجئين اليائسين أن تستهدف عمداً بالقصف الجوي وإطلاق النار؟


وأشارت إلى أن "الهجمات على التعليم تتواصل دون انقطاع، حيث تتضرر المدارس من الحروب ويتشرد ملايين الطلبة، كما يحصل في السودان وأوكرانيا، ويدفع الطلبة الأبرياء في نيجيريا والكونغو الديمقراطية وكولومبيا وغيرها ثمناً باهظاً للانقسامات المريرة.. لقد فشلنا كمجتمع دولي في حماية التعليم وفشلنا في حماية الطلبة".


وقالت الشيخة موزا: "ليس بيننا من لا يعرف السياسات التي يدار بها العالم والآليات التي تنفذ بها هذه السياسات، ولكل ما نشهده نجد دائماً تفسيراً ما، ولكن ما لا نجد له تفسيراً أن يسمح المجتمع الدولي للمعتدين على التعليم بتنفيذ هجماتهم وأن يفلتوا من العقاب دون أن يردعهم ردعاً حاسماً كما يفعل في حالات أخرى! وسوى ذلك، هناك تكاليف مادية بالمليارات تتطلبها إعادة إعمار البنى التحتية، بما في ذلك المدارس والجامعات في غزة واليمن وسوريا وأوكرانيا وميانمار وغيرها، الأمر الذي يوجب توحيد المواقف والرؤى في أن الدول التي ترتكب التدمير تتحمل المسؤولية القانونية الكاملة لإعادة إعمار ما خلفه تدميرها بمنظومة التعليم".


وبينت أنه "في ظل كل هذه الأحوال التي تصدر اليأس، يبقى الأمل الوحيد مرهونا بالشباب، فهؤلاء الطلبة الذين يواصلون الاحتجاج ضد الحرب والمعاناة في جميع أنحاء العالم يرمزون إلى الفطرة السليمة لإنسانيتنا قبل أن تشوه بأجندات المصالح والبرغماتية السياسية".


واعتبرت الشيخة موزا أنه "مع تزايد تحديات تغير المناخ والأمراض والحروب التي يواجهها هذا العالم الهش، فإنه يجب الاستفادة من موهبة وقدرة كل طفل وشاب لإطلاق إمكانياتهم، ومواصلة تعليمهم، وتأهيلهم للتدريس والقيادة والدفاع عن حق الأطفال والشباب بالسلام والتعليم..  بالقول "قبل كل شيء: إننا بحاجة إليهم أحياء".


 هذا ونظمت مؤسسة التعليم فوق الجميع، واحدة من أكبر المؤسسات العالمية في مجال التنمية والتعليم، حدثًا بارزًا بمناسبة الذكرى الخامسة لليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات وبمشاركة مؤثرة من قبل  الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس أمناء المؤسسة، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك في مركز قطر الوطني للمؤتمرات أمس، وشهد الحدث حضوراً لافتاً لعدد من الشخصيات البارزة وممثلين عن الأمم المتحدة ومناصري قضايا الشباب، حيث أكدوا جميعاً الحاجة الماسة والمتزايدة لالتزام موحد نحو حماية التعليم في مناطق النزاع، وأظهروا التفاني الثابت في التصدي للتحديات العالمية التي تهدد سلامة وإمكانية الوصول إلى التعليم، وخاصة في المناطق التي مزقتها الحروب، مما يعكس عزمهم الراسخ على رفع مستوى الوعي ودعم الجهود الدولية لتوفير حمايات أكثر فعالية للتعليم.


ويأتي الاحتفاء باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات بناء على مسودة قرار قدمته دولة قطر وبمبادرة من الشيخة موزا بنت ناصر للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74، بدعم من 62 دولة حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع للاحتفاء باليوم التاسع من شهر سبتمبر كل عام يومًا دولياً لحماية التعليم من الهجمات، ويُعد هذا اليوم مناسبة سنوية للتأكيد على الحاجة الملحة لحماية التعليم في حالات الصراع وفي ظل الحواجز التقليدية الأخرى التي تعترض التعليم.


 وانطلق المؤتمر بكلمة افتتاحية للشيخة موزا وجلسة نقاشية رفيعة المستوى شارك فيها دولة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، رئيس الوزراء بالجمهورية اليمنية، والدكتورة وان عزيزة بنت وان إسماعيل حرم رئيس وزراء ماليزيا، والسيدة روزانغيلا لولا دا سيلفا، حرم رئيس جمهورية البرازيل، وفاطمة مادا بيو، حرم رئيس جمهورية سيراليون، وميريلّا بيشيروفيتش، حرم رئيس دولة البوسنة والهرسك، و فاتوماتا باه بارو حرم رئيس جمهورية جامبيا، والسيدة فيليبا كارسيرا كريستودوليدس، حرم رئيس جمهورية قبرص، وسارة بيسولو نيانتي، وزيرة الشؤون الخارجية الليبيرية، والدكتورة فارسين أغابيكيان، وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، وسعيدة ميرضيائيفا، مستشارة رئيس جمهورية أوزبكستان، وفيرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح.


شاهين: نثمن الجهود القطرية


بدورها، قالت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين د.فارسين اغابيكيان شاهين وباسم دولة فلسطين في كلمتها :" نشكر قطر وخاصة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، كما نثمن الجهود التي بذلتها قطر الشقيقة وقادت من خلالها مبادرة الاعتراف باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات"، مشيرة

إلى أن "هذا اليوم يكتسب أهمية خاصة، لأنه يتماشى مع المبادئ المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2601، الداعي إلى حماية التعليم في مناطق النزاع ويدين الهجمات على المدارس والطلاب والمعلمين، ويشكل القرار تذكيراً قوياً بأن التعليم ليس حقاً من حقوق الإنسان فحسب، بل إنه أيضاً ركيزة أساسية للسلام والاستقرار والتنمية".


وأكدت شاهين خلال المؤتمر أن "الحق في التعليم إلى جانب حقوق الإنسان الأخرى، لا يزال يتعرض للانتهاك الصارخ في العديد من أنحاء العالم. ففي دولة فلسطين، لا يزال المواطنون الفلسطينيون، خاصة الأطفال منهم، يعانون بشدة مع استمرار إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، لاحتلالها الاستعماري وتدابيرها وإجراءاتها العقابية غير القانونية، وعلى مدى خمسة عقود من هذا الاحتلال ارتكبت إسرائيل جرائم حرب تشكل انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وتشمل هذه الجرائم التدمير واسع النطاق والمتعمد للمباني المخصصة للأغراض التعليمية والفنية والعلمية والدينية، وكذلك المعالم التاريخية".


واستعرضت شاهين التقارير والإحصاءات التي تظهر ما تعرض له قطاع التعليم في فلسطين جراء استمرار الاحتلال الاسرائيلي وارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات، خاصة حرب الإبادة المستمرة ضد شعبنا في قطاع غزة، وأشارت ووفقاً لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية إلى أن 9839 طالبًا و522 من كوادر التعليم استشهدوا في قطاع غزة، بسبب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة، بينما أصيب الآلاف غيرهم، وأصيب العديد منهم بإعاقات تغير حياتهم وصدمات نفسية عميقة. وبالإضافة إلى ذلك، استشهد 105 أساتذة، وقُصفت جميع الجامعات الـ 12، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل أو جزئي. وعلاوة على ذلك، مُنع 620 ألف طالب في مدارس غزة من مواصلة تعليمهم، فيما استشهد في الضفة الغربية 76 طالبًا مدرسيًا و34 طالبًا جامعيًا وموظفان من كوادر الجامعات.


وأكدت شاهين أن الاستهداف المتعمد والواسع النطاق للمؤسسات التعليمية والثقافية في قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، هو مظهر آخر من مظاهر جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهراً. ودعت في كلمتها إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تعزز الدعم لأطفال فلسطين لضمان سلامة مدارسهم، واستمرار تعليمهم نحو مستقبل مزدهر.


وذكرت أن الحال في قطاع غزة "لا يختلف" عن واقع حال التعليم في القدس الذي لا يزال تحت وطأة سياسات فرض هوية الاحتلال والتهويد. 


وطالبت وزيرة الدولة بتوفير الحماية لحقوق الأطفال في فلسطين، والتي يجب أن تكون على سلم الأولويات، ووضع حد لمنع تفاقم الكارثة الانسانية التي سببها الاحتلال بحق شعبنا، كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل قولا وفعلا، والوفاء بالتزاماته القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية. وأكدت أن استهداف الاحتلال المتعمد وواسع النطاق للمؤسسات التعليمية والثقافية في قطاع غزة هو مظهر آخر من مظاهر جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهراً، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفعلي العاجل، والوفاء بالتزاماته القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية.

  

رسالة من غوتيرش


وبعث أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، برسالة للمشاركين في احتفاء هذا العام أكد خلالها أن كلفة الأزمات والتبعات القاسية التي يعاني منها الأطفال، لا يمكن احتسابها، مذكراً بآثار الحرب على أجساد وعقول، وأرواح هؤلاء الأطفال الصغار من القتل إلى الاغتصاب الجنسي، إلى التجنيد في الحروب والتهجير، وفقدان الفرص.


وأوضح أن التعليم ليس حقاً إنسانياً أساسياً بحد ذاته، لكنه شرط لتحقيق كل حقوق الإنسان، داعيا كل البلدان إلى الاستثمار في التعليم، وألا تدخر جهداً لحماية الطلبة والمعلمين على حد السواء، ومعاقبة المسؤولين عن الهجمات على أماكن التعليم، كما حث كل البلدان على تبني الإعلان الخاص بسلامة المدارس، والوقوف إلى جانب كل الجهود لضمان مواصلة الأطفال للتعليم في أوقات الأزمات، وبعد انتهاء القتال.


وختم الأمين العام للأمم المتحدة رسالته بالقول: "دعونا نحمي التعليم من الهجمات، ونحمي الحق الأساسي في التعليم الذي هو حق لكل طفل ولكل شاب، ويافع في كل مكان".


وقد تضمن الحدث جلسات فنية متخصصة تناولت مواضيع مهمة مثل " دور الثقافة قي تسد الفجوات"، و"التخفيف من التبعات الإنسانية والمالية للنزاعات"، و"العدالة وسيادة القانون: الحقوق والقانون والمساءلة".


 وشارك في هذه الجلسات ممثلون حكوميون من نيجيريا وماليزيا وجنوب أفريقيا، إضافة إلى ناشطين في مجال أهداف التنمية المستدامة، والشباب من البلدان المتضررة من الصراع مثل غزة والسودان والمن، فضلاً عن ممثلين من اليونسكو واليونيسف وممثلي مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.


وفي اطار الاحتفاء باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، زار وفد رفيع المستوى مدرسة السلم الأولى، للاطلاع على جهود مؤسسة التعليم فوق الجميع من خلال مشروعها " سوياً" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وعدد من الشركاء داخل الدولة، على مواصلة التعليم النظامي للطلبة القادمين من مناطق الحروب والنزاعات وسوء الأوضاع الاقتصادية، حيث يستفيد الطلاب التدريب المهني وريادة الأعمال للطلاب الأكبر سنًا، كما يتم توفير التسهيلات والاستشارات لذوي الإعاقة للطلاب لضمان سلامتهم البدنية والعاطفية.


وبحسب تقرير صادر عن التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات للعام 2024 فقد شهدت الهجمات على التعليم زيادة بنسبة 20% مقارنةً بالسنوات السابقة، وعلى مستوى العالم، قُتل أو جُرح أو اختُطف أو أُصيب أكثر من 10 آلاف طالب ومعلم في السنوات السابقة بسبب الهجمات على التعليم في عامي 2022 و2023، واستُخدمت الأسلحة المتفجرة في ثلث الهجمات على التعليم في عامي 2022 و2023، وكانت فلسطين والسودان وأووكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار أكثر البلدان تضرراً.


وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 72 مليون طفل حول العالم محرومون من التعليم بسبب النزاعات، حيث تشكل الفتيات 53% من هذا العدد، و17% يواجهون صعوبات وظيفية، بينما تم تهجير 21% منهم قسراً، كما ان التهديدات التي يتعرض لها التعليم لا تقوض عملية التعلم فحسب، بل تؤثر على حياة الناس وتؤدي إلى عواقب غير مستدامة على المدى القصير والطويل.


وفي هذا الإطار، تعد جهود مؤسسة التعليم فوق الجميع ضرورية للحد من تلك الهجمات على التعليم، ويُشكل اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات أهمية خاصة لجهود المناصرة التي تبذلها دولة قطر، والتي تعزز الوصول العالمي بهدف تحديد القضايا المتعلقة بالتعليم والعمل على دعمها والالتزام بها.


وتلتزم مؤسسة التعليم فوق الجميع بحماية التعليم خلال أوقات الأزمات، وفي هذا الصدد، دعمت مؤسسة التعليم فوق الجميع أكثر من سبعة ملايين طفل غير ملتحقين بالمدارس تأثروا بالنزاعات في 25 دولة، بما في ذلك مشاريع نشطة في أوكرانيا وغزة وأفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، حيث يشكل الصراع وعدم المساواة عوامل رئيسية تعيق الوصول إلى التعليم.


وتتبنى برامج مؤسسة التعليم فوق الجميع الخمسة منهجيات عالمية متعددة القطاعات، وتعتمد على الابتكار والشراكات لمعالجة مختلف العوائق التعليمية، بما في ذلك الفقر، التمييز الجنسي، الإعاقات، وتغير المناخ، وقد قدمت المؤسسة الدعم لأكثر من 19 مليون مستفيد حول العالم بمعدل إدراج واستكمال الدراسة بلغ 89.5%. 


وعقب انتهاء الجلسة رفيعة المستوى تضمن احتفاء مؤسسة التعليم فوق الجميع باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات جلسات فنية متخصصة تناولت مواضيع مهمة مثل "دور الثقافة في سد الفجوات"، و"التخفيف من التبعات الإنسانية والمالية للنزاعات"، و"العدالة وسيادة القانون: الحقوق والقانون والمساءلة"حيث شارك فيها مسؤولون حكوميون من نيجيريا وماليزيا وجنوب أفريقيا، وناشطون في مجال أهداف التنمية المستدامة، وشباب من البلدان المتضررة من الصراع مثل غزة والسودان واليمن، فضلاً عن ممثلين من اليونسكو واليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.


وأكد المشاركون في الختام الحاجة الماسة والمتزايدة لالتزام موحد نحو حماية التعليم في مناطق النزاع، وأظهروا الرغبة الصادقة في التصدي للتحديات العالمية التي تهدد سلامة وإمكانية الوصول إلى التعليم، وخاصة في المناطق التي مزقتها الحروب، ما يعكس عزمهم الراسخ على رفع مستوى الوعي ودعم الجهود الدولية لتوفير حمايات أكثر فعالية للتعليم


دلالات

شارك برأيك

عذابات أطفال غزة خيّمت على جلسات "حماية التعليم" بالدوحة

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي شهر واحد

بارك الله بدولة قطرنظاما وشعبا الذي نحسهم منا ونحن منهم لكن أين الدول الإسلامية والعربية الكبرى واين حقوق الإنسان الدولية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.82

شراء 3.8

دينار / شيكل

بيع 5.39

شراء 5.37

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.17

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%17

%83

(مجموع المصوتين 351)