عربي ودولي

الإثنين 09 سبتمبر 2024 4:03 مساءً - بتوقيت القدس

رد واشنطن الفاتر على قتل إسرائيل لمتظاهرة أميركية يثير انتقادات حادة

واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات

واجهت إدارة بايدن موجة من الانتقادات بسبب ردها الفاتر على مقتل المواطنة التركية الأميركية عائشة نور إزجي إيجي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن امتنعت عن إلقاء اللوم على إسرائيل ووصفت عملية القتل المستهدفة بأنها "مأساوية".


وذكرت شهود العيان لأجهزة إعلام متعددة إن عائشة نور كانت ضمن مجموعة من الناشطين الذين شاركوا في مظاهرة ضد توسيع المستوطنات الإسرائيلية في بلدة بيتا الفلسطينية يوم الجمعة عندما أصيبت برصاصة في رأسها.


وبحسب ما نسب لشهود عيان في الإعلام الأميركي فإن المحتجين بدأوا في التراجع قبل وقت قصير من مقتل عائشة نور، عندما أطلق الجنود الغاز المسيل للدموع على الحشد.


وقال شاهد العيان إن طلقتين من الذخيرة الحية أطلقتا على المجموعة، أصابت إحداهما إزجي إيجي في رأسها.


وقال شاهد عيان لموقع "ميدل إيست آي" (طلب عدم الكشف عن هويته): "عندما أُطلق عليها الرصاص، كانت واقفة هناك ولم تفعل شيئًا على الإطلاق مع امرأة أخرى - لقد كانت طلقة متعمدة لأنهم أطلقوا النار من مسافة بعيدة جدًا جدًا".


وأضاف :"لقد كانت طلقة متعمدة في الرأس".


بعد اغتيال عائشة نور، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ستجمع المعلومات حول ملابسات مقتلها ثم تدلي بمزيد من التعليقات في وقت لاحق.


وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين خلال مؤتمر صحفي أثناء زيارته لجمهورية الدومينيكان: "نحن نأسف لهذه الخسارة المأساوية. الآن، أهم شيء يجب القيام به هو جمع الحقائق".


"أي إجراءات نتخذها ستكون مدفوعة بالحقائق. لذا أولاً وقبل كل شيء، دعونا نكتشف بالضبط ما حدث".


وأثار رد وزارة الخارجية الفوري غضب الأميركيين الفلسطينيين، الذين اتهموا البيت الأبيض بمعاملة وفاة الأميركيين الإسرائيليين باهتمام أكبر بكثير من الأميركيين الآخرين الذين قتلتهم إسرائيل.


واحتجت النائبة رشيدة طليب (من ولاية ميشيغان) وهي فلسطينية الأصل على قول الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر : نحن على علم بالوفاة المأساوية للمواطنة الأميركية آيسنور إيجي اليوم في الضفة الغربية. ونتقدم بأحر التعازي لعائلتها وأحبائها. ونحن نعمل بشكل عاجل على جمع المزيد من المعلومات حول ظروف وفاتها" دون أن يذكر من قتلها. وقالت في تغريدة على منصة إكس X (تويتر سابقا) " كيف ماتت يا ماثيو؟  هل كان سحرًا؟ من أو ما الذي قتل أيسينور؟"


فيما قال المحلل السياسي الأميركي الفلسطيني عمر بدار على منصة "إكس" ذاتها إنه من المرجح أن يقابل قتل إسرائيل بعواقب قليلة من قبل الولايات المتحدة.


وقال بدار بحزن: "نحن على وشك الحصول على عرض آخر لمن يمكنه قتل الأميركيين دون عقاب".


بدورها، دعت عائلة المواطنة الأميركية عائشة نور التي قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة الرئيس بايدن إلى إصدار أمر بإجراء تحقيق في إطلاق النار بدلاً من الاعتماد على إسرائيل للتحقيق بنفسها.


وقالت عائلة إيجي في بيان: "كانت أيسينور (عايشة نور، وهي مواطنة أميركية، تقف سلميًا من أجل العدالة عندما قُتلت برصاصة أظهر مقطع فيديو أنها جاءت من مطلق نار عسكري إسرائيلي".


يشار إلى إن التصريحات حتى الآن من الإدارة تتناقض بشكل صارخ مع التصريحات التي أعقبت عثور الجيش الإسرائيلي على جثة هيرش جولدبرج بولين، الأميركي الإسرائيلي الذي عُثر على جثته مع جثث خمسة رهائن آخرين في غزة.


أثار هذا الحادث تصريحًا مباشرًا من الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إنه "مدمر وغاضب" بسبب الوفاة.


وقال بايدن: "إنه أمر مأساوي ومذموم. لا تخطئوا، سيدفع قادة حماس ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة من أجل التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين".


وكانت عائشة نور إيجي ثاني مواطن أميركي يُطلق عليه النار من قبل القوات الإسرائيلية في بيتا خلال الأسابيع القليلة الماضية.


في الشهر الماضي، أفاد موقع "ميدل إيست آي" أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على المواطن الأميركي أمادو سيسون في ساقه أثناء انسحابه من منطقة تجمع جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال نفس المظاهرة التي حضرتها عائشة نور يوم الجمعة.


وبعد إطلاق النار وعودته إلى الولايات المتحدة، قال سيسون إن لا البيت الأبيض ولا أيًا من المشرعين في ولايته قاموا بالاتصال  معه.


في السنوات القليلة الماضية، توفي العديد من الأميركيين الفلسطينيين على أيدي الجيش الإسرائيلي أو قُتلوا على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي. وقد أثار كل قتل ردود فعل مماثلة من إدارة بايدن، حيث دعت إلى إجراء تحقيق لكنها لم تبذل أي محاولة واضحة للسعي إلى تحقيق العدالة للقتلى.


في عام 2022، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على شيرين أبو عاقلة، الصحفية المرموقة في قناة الجزيرة ومواطنة أميركية، وقتلتها خلال غارة عسكرية على مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة.


وقد أثار القتل إدانة دولية واسعة النطاق، وطالبت عائلة أبو عاقلة إلى جانب مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إدارة بايدن ببدء تحقيق مستقل في الأمر.


ومع ذلك، أعلنت وزارة الخارجية يوم 4 تموز 2022 استنتاجاتها بشأن القتل، قائلة إنه في حين أنه من المرجح أن يكون نيران إسرائيلية هي التي قتلت أبو عاقلة، فإن الولايات المتحدة "لم تجد سببًا للاعتقاد بأن هذا كان متعمدًا بل نتيجة لظروف مأساوية".


وقدمت منظمة الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن (داون) شكوى يوم الخميس ضد وزارة الخارجية الأميركية في محاولة لإجبارها على إصدار وثائق تتعلق بمزاعم انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الجيش الإسرائيلي - والتي يعود تاريخها إلى مقتل شيرين أبو عاقلة.


وقالت داون إنها قدمت الشكوى إلى المحكمة الفيدرالية في مقاطعة كولومبيا لجعل السجلات عامة بسبب فشل الوزارة في إصدار الوثائق.


ويمكن رفع دعاوى قضائية في المحكمة الفيدرالية للإفراج عن الوثائق التي لم يتم إصدارها من خلال طلبات قانون حرية المعلومات.

دلالات

شارك برأيك

رد واشنطن الفاتر على قتل إسرائيل لمتظاهرة أميركية يثير انتقادات حادة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 05 أكتوبر 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.82

شراء 3.8

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.4

يورو / شيكل

بيع 4.18

شراء 4.16

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%18

%82

(مجموع المصوتين 300)