عربي ودولي
الثّلاثاء 13 أغسطس 2024 9:21 صباحًا - بتوقيت القدس
طهران بين مطرقة الضغوط للانتقام وسندان التوازن في الرد
تلخيص
واشنطن – "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات
لقد مر أكثر من 13 يوما منذ أن تعهدت إيران بالانتقام في نهاية الشهر الماضي بعد أن قامت إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، في بيت الضيافة التابع للحرس الثوري الإيراني، بواسطة مقذوف صغير الوزن (سبعة كغم بحسب التصريح الرسمي الإيراني) الذي وجه إلى غرفة نوم هنية ، مما دفع العديد في إسرائيل إلى الخوف من هجوم وشيك.
ورغم مرور قرابة أسبوعين دون أي رد واسع النطاق، إلا أن الولايات المتحدة في حالة ترقب واستعداد، بينما تقبع إسرائيل والشرق الأوسط على نطاق أوسع تحت حالة من التوتر.
وتأتي الأزمة في لحظة حساسة بشكل خاص في إيران، والتي يقول المحللون إنها تحاول صياغة رد لا يسمح بمرور الاغتيال الذي نفذ على أراضيها دون عقاب، مع تجنب حرب شاملة ضد خصم قوي، مساند إسنادا كاملا من الولايات المتحدة التي أرسلت حاملة الطائرات أبرهام لينكولن لتنضم إلى حاملة الطائرات ثيادور روزفلت وما يرفقهما من أساطيل وغواصات.
كما يأتي تفاقم الأزمة في الوقت الذي تولت فيه حكومة جديدة في طهران السلطة، مما قد يبطئ اتخاذ القرار بشأن كيفية الرد.
وقبل ذلك بيوم واحد، اغتالت إسرائيل فؤاد شكر، أحد كبار القادة في حزب الله، في غارة جوية إسرائيلية في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن الضربة كانت رداً على صاروخ أطلق من لبنان وسقط على ملعب لكرة القدم في مرتفعات الجولان المحتل ، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل، معظمهم من المراهقين والأطفال. ونفى حزب الله أن يكون له أي علاقة بحادثة مجدل شمس.
ولكن اغتيال هنية كان بمثابة الضربة الأكبر لطهران لأنه وقع في قلب العاصمة الإيرانية، طهران. ورداً على ذلك، أصدر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أمراً لإيران بضرب إسرائيل بشكل مباشر، وفقاً لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر.
لماذا لم ترد إيران حتى الآن؟
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعان، إن "معاقبة إسرائيل ضرورية"، وهو ما كرر تعليقات كبار المسؤولين الإيرانيين الآخرين. لكنه قال أيضاً إن "طهران ليست معنية بتصعيد الصراعات الإقليمية".
وعلاوة على ذلك، لم تتم الموافقة بعد على حكومة الرئيس الجديد، بما في ذلك وزير الخارجية، وهو ما من المرجح أن يؤدي إلى تباطؤ المداولات الداخلية، وفق ما قالته سنام فاكيل، محللة شؤون الشرق الأوسط في تشاتام هاوس، وهي مجموعة بحثية في لندن (بحسب نيويورك تايمز).
وفي الوقت نفسه، قد يحاول بيزيشكيان، الذي يُنظر إليه على أنه إصلاحي، الموازنة بين الحاجة المتصورة لإظهار القوة والمصلحة الأوسع لحكومته في تخفيف آثار العقوبات الاقتصادية الغربية والحول دون أن تصبح إيران أكثر عزلة على المستوى الدولي، وفق ما قالته نسام فاكيل لصحيفة نيويورك تايمز.
وقالت فاكيل: "يجب أن تكون الاستجابة محسوبة بعناية حتى لا تغلق (إيران) باب المفاوضات مع الغرب التي قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات المحتملة".
وقال بدوره علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية تتخذ من واشنطن مقرا لها، إن الرد العسكري الذي يُنظر إليه على أنه رمزي إلى حد كبير محفوف بالمخاطر من منظور طهران، ولكن من غير المرجح أن يردع إسرائيل عن شن المزيد من الهجمات، بل "من المرجح أن يؤدي هذا بدوره إلى استفزاز رد إسرائيلي أكبر - ولن تتمكن طهران من السيطرة على دورة التصعيد التي قد تلي ذلك" وفق ما قاله علي فايز للصحيفة.
كيف يمكن أن يبدو الرد الإيراني؟
بحسب الخبراء، يمكن لإيران أن تضرب إسرائيل من اتجاهات متعددة وبأشكال مختلفة. حيث تحتفظ طهران بشبكة من الحلفاء الأقوياء ، خاصة حزب الله اللبناني وميليشيا الحوثي في اليمن، مما يمنحها القدرة على مهاجمة أهداف من شمال إسرائيل إلى البحر الأحمر.
في 13 نيسان الماضي، هاجمت طهران إسرائيل بحوالي 300 صاروخ وطائرة بدون طيار، ردًا على ضربة إسرائيلية واضحة على مجمع القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، دمشق. وأسقطت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطاني وفرنسا معظم هذه المسيرات والصواريخ . وكان هذا أول هجوم مباشر تشنه إيران بعد حرب سرية مع إسرائيل استمرت لسنوات براً وبحراً وجواً وفي الفضاء الإلكتروني.
يشار إلى أن الهجوم الذي وقع في شهر نيسان، تسبب في أضرار طفيفة بقاعدة جوية إسرائيلية في صحراء النقب، ولكن إسرائيل تستعد الآن إلى هجوم أكبر بكثير بحسب كل التوقعات.
وطلبت السلطات الإسرائيلية من الناس تخزين الطعام والماء في غرف آمنة محصنة، ووضعت المستشفيات خططاً لنقل المرضى إلى أجنحة تحت الأرض. وفي الوقت نفسه، تم نشر فرق الإنقاذ في المدن.
وكان لدى الدبلوماسيين ومسؤولي الأمن الأميركيين والإسرائيليين بعض المعرفة المسبقة بمدى وشدة الهجوم الإيراني يوم 13 نيسان، الأمر الذي سهّل الاستعدادات الدفاعية. وعلى نحو مماثل، سمح الأسبوعان اللذان مرا منذ اغتيال هنية بوقت كاف لزيادة الاستعداد في إسرائيل.
وقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "مستعدة للدفاع، فضلاً عن الهجوم".
ومع ذلك، يقول المحللون العسكريون إن إيران وحزب الله قد يتمكنان من التغلب على دفاعات إسرائيل بإطلاق عدد كافٍ من الصواريخ في وقت واحد. كما يمكنهما إطلاق أسراب من الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض، مما يجعل من الصعب اكتشافها وتدميرها.
ولكن كيف تستجيب الولايات المتحدة وغيرها من الدول؟ يخشي الدبلوماسيون ومنذ أشهر عدة من أن تتصاعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران إلى صراع إقليمي من شأنه أن يفاقم الحرب في غزة والصراع على حدود إسرائيل مع لبنان. ونتيجة لهذا فقد عملوا على منع أو تقليل رد فعل إيران.
وقد سافر وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، إلى طهران الأسبوع الماضي، فيما عقدت المملكة العربية السعودية اجتماعاً طارئاً لمنظمة التعاون الإسلامي ، حيث وصفت (المجموعة) اغتيال هنية بأنه انتهاك لسيادة إيران بينما حثت جميع الأطراف على خفض التصعيد.
وقد عززت الولايات المتحدة من استعداداتها العسكرية. فقد أمر وزير الدفاع لويد أوستن بإرسال طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية وغواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط رداً على التهديدات، سواء لتعزيز قدرة إسرائيل على إحباط أي هجوم محتمل أو لتعزيز الرسالة التي مفادها أنها ستدعم إسرائيل عسكرياً.
في الوقت نفسه، سعت إدارة بايدن إلى تسريع محادثات وقف إطلاق النار في غزة. وتخطط إدارة بايدن والوسطاء العرب لعقد اجتماع في المنطقة يوم الخميس لمحاولة التوصل إلى اتفاق. وقالت إسرائيل إنها سترسل مفاوضيها، لكن حماس لم تقل ما إذا كانت ستشارك، وأعلنت أن الحركة وافقت على المقترح الأميركي الذي أعلنه الرئيس جو بايدن يوم 31 أيار الماضي.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
طهران بين مطرقة الضغوط للانتقام وسندان التوازن في الرد