Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 11 أغسطس 2024 9:36 صباحًا - بتوقيت القدس

في العقل الباطن

تلخيص

يؤكّد خبراء علم النفس أنّ تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعيّة السليمة يخلّص الإنسان من أمراض نفسيّة كثيرة وأهمّها مرض الاكتئاب. أمّا الإنطواء والإنكماش على الذات، بمعنى آخر، الإنعزال عن الناس بدل المخالطة فيزيد من حالات الإصابة بالكآبة وغيرها من الاضطرابات النفسيّة، كما أنّ الالتزام الخلقي يحافظ على صحة الإنسان الجسديّة والنفسيّة.


ومن أكثر أمراض هذا الدهر وعصر الضلال: "العلل النفسيّة" حينما يميل الإنسان إلى الشرّ ويتّخذه سمة من سماته البشريّة، ويحيد عن تعاليم التوبة ليفسّر كلّ الأمور على هواه ورغبته، ويحبّ ذاته وينسى أو يتناسى وجود الله عزّ وجلّ. كما ورد في ( 2تيموثاوس 3: 2-5 ): "واعلم أنّه ستأتي في الأيام الأخيرة أزمنة عسيرة يكون الناس فيها محبّين لأنفسهم وللمال، صلفين متكبّرين شتّامين، عاصين لوالديهم ناكري الجميل فُجّارًا، لا وُدّ لهم ولا وفاء، نمّامين مُفرطين شرسين أعداء الصلاح، خوّانين مُتهوّرين، أعمتهم الكبرياء، مُحبّين للّذّة أكثر منهم لله، يُظهرون التقوى ولكنّهم يُنكرون قوّتها".


في المزمور( 13 الآية 3و4 ) من سفر المزامير (الزابور) والّتي كتب داود النبي غالبيّتها، ورد ما يلي: "إلى متى (يا ربّ) أُحمّل نفسي الهموم؟ وقلبي الحزن ليلاً ونهارا؟ .. أنِر عينيّ كي لا أنام نومة الفناء" (من كتاب سفر المزامير تعريب الأب العلاّمة الراحل د. بيتر مدروس). وهناك مزامير أخرى تشجّع المؤمن على أن لا يستسلم لليأس والقنوط، بمعنى آخر آيات تُذكّرنا بالرجاء أي التفاؤل عن قناعة، ومجابهة الصعوبات بحكمة ورويّة مع الحمد والشكر له تعالى. "والذي ينظر إلى بلوة غيره تهون عليه بلوته" كما نقول بالعامية. أمّا القدّيس بولس رسول الأمم فقد كتب عن أبي المؤمنين إبراهيم خليل الله: "رجاء على غير رجاء" وتبرّر بالإيمان. واختار بولس الرسول إبراهيم بالذات، ولم يختر غيره من الأبرار لأنّ الله اختاره أن يكون أبًا لعدد كثير من الأمم.


إن لم يكن الإنسان متفائلاً بحكم مزاجه الطبيعي، فإن هرمون "السيروتونين" يحسّن من صحته النفسيّة فيتغلّب على الاكتئاب، ويمنحه دفعة من المناعة الذاتيّة أمام جميع مسبّبات الاكتئاب ويُشعره براحة الأعصاب. وهناك علاقة وثيقة بين الأطعمة التي نتناولها والشعور بالراحة والسعادة، وبعض ممارسات حياتنا اليوميّة. أو لم يقل "أبقراط" الطبيب اليوناني والملقّب "أبو الطب": "ليكن الغذاء دواءك، وليكن الطب غذاءك" ؟... موضحًا ضرورة الاهتمام بالغذاء نظرًا لارتباطه بصحة الإنسان بشكل مباشر.


الاكتئاب كما نعلم يؤدّي إلى الأرق والعزلة والإحساس بالحزن والتعب وفي الحالات المتأخّرة التفكير بالانتحار. ويؤكّد الخبراء مفعول بعض الأغذية في تحسين مشاعر الإنسان الإيجابيّة. ومن الأطعمة التي تؤثر إيجابيًّا على حالة الإنسان المزاجيّة الأطعمة المشبعة بالأحماض الدهنيّة "أوميغا 3" والتي تعالج عمليّة تدفّق الدم في الأوردة والشرايين ومن ثمّ تهدّىء الأعصاب. وهذه الأحماض موجودة في الأسماك البحرية خاصة السلمون والتونا وأيضاً زيت بذور الكتّان، وتفعّل إفراز هرمون السعادة "السيروتونين" الذي يقاوم الاكتئاب ويقضي على فكرة الانتحار والقلق وعدم انتظام النوم .


وكذلك فيتامين (أ) وفيتامين (ب) المركّب والكاروتين الموجودة في أوراق الملوخية، وقد صنع اليابانيّون من الملوخيّة عقاقير مقاومة للاكتئاب. وأيضًا فاكهة الكرز الغنيّة بـ "الأنثوسيانين" وهي بدورها تمنح الإنسان شعوراً كبيراً بالسعادة من خلال تأثيرها على الجهاز العصبي وتنقية الدم، لذلك أطلق عليها العلماء "الأسبرين الطبيعي".


 ثمّ ثمار الموز، والقرع الأصفر، والترمس الذي يُعدّ من بين أفضل الأغذية التي تبث في الإنسان روح المرح والغبطة، بسبب زيادة إفراز هرمونات السعادة في الدماغ مثل "السيروتونين". لذلك يفوق الترمس في ميزاته الفول السوداني والمكسّرات والحمّص.

خاتمة
وفي حين قال أحد قدماء الرومان – وهو يوفيناليس- "العقل السليم في الجسم السليم"، يمكن القول: "الجسم السليم من الروح السليمة"، وفي القول صدى لكلمات القدّيس بولس الإناء المختار: "إنّ التقوى تنفع في كلّ شيء إذ لها مواعيد الحياة الحاضرة والآخرة".

دلالات

شارك برأيك

في العقل الباطن

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 87)