تعتزم نائبة الرئيس كاملا هاريس الكشف، اليوم الثلاثاء، عن مرشحها لمنصب نائب الرئيس، وهو أول قرار كبير تتخذه كمرشحة رئاسية عن الحزب الديمقراطي وخطوة أخرى في سعيها للفوز بالانتخابات الأميركية المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل.

وبحسب "رويترز" قلصت هاريس في وقت متأخر من يوم الإثنين، قلصت قائمة مرشحيها للمنصب لتنحصر بين حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، وحاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، بعد النظر في مجموعة نهائية من المرشحين من الرجال البيض الذين لديهم سجل بالفوز بأصوات الناخبين البيض أو المستقلين أو من سكان المناطق الريفية.

وقال مسؤول في الحملة إنه لم يتم إجراء أي اتصالات بشأن الاختيار، مساء الإثنين، مما يعني أن هاريس لم تخبر المرشحين المحتملين بمن سيحصل على فرصة الترشيح.

ومن المتوقع أن تظهر هاريس مع رفيقها في السباق خلال فعالية بفيلادلفيا مساء الثلاثاء.

وسيعد اختيارها انعكاسا لطريقة تفكيرها بشأن أفضل طريقة يمكن أن تدعم فوزها بالرئاسة، كما سيوضح من تعتقد أنه سيكون شريكا فعالا لها في الحكم إذا نجحت في التغلب على منافسها الجمهوري ترامب.

من هما:

حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو: فاز حاكم ولاية بنسلفانيا في فترة ولايته الأولى بأهم الولايات المتأرجحة بنحو 15 نقطة في عام 2022، ويمكنه مساعدة هاريس في تعديل صورتها. في عام 2020، أثناء ترشحه لمنصب المدعي العام للولاية، تفوق على بايدن، وفاز بأصوات أكثر من أي مرشح آخر على مستوى الولاية في التاريخ. يمكن لهاريس أن تضعه في ولايته الأصلية وحزام الصدأ الأوسع والاستفادة من علامته التجارية الفريدة داخل الولاية. خلال حملته الانتخابية لمنصب الحاكم، أظهر شابيرو (وهو يهودي مناصر لإسرائيل) قدرة على خوض الحملات الانتخابية والتفاعل في المناطق الريفية من ولايته.

وقد خرج فصيل نشط في الحزب الديمقراطي بقوة ضد شابيرو بسبب دعمه الصريح لإسرائيل. لقد انتقد حكومة بنيامين نتنياهو ولكنه لعب أيضًا دورًا في تفكيك المخيمات المؤيدة للفلسطينيين في حرم جامعة بنسلفانيا. قد يؤدي وجود شابيرو في التذكرة إلى تفتيت مساحات واسعة من الائتلاف الديمقراطي.

حاكم ولاية مينيسوتا تيم والتز: يحمل حاكم ولاية مينيسوتا الودود - وهو محور الجدار الأزرق، أي الديمقراطي - سيرة ذاتية لرجل متمرس يمكن لبعض الأميركيين أن يجدوها مطمئنة وقابلة للتعاطف: وهو مدرس، ومدرب كرة قدم في المدرسة الثانوية، وكان عضو في الكونجرس قبل أن يصبح حاكما، وعضو رفيع المستوى في الحرس الوطني. والتز، الذي خدم لمدة 12 عامًا في الكونجرس، يعرف طريقه في واشنطن، وبصفته حاكمًا، أظهر القدرة على سن أجندة تقدمية في مينيسوتا.

إن سجل والتز في سن سياسات تقدمية في مينيسوتا من شأنه أن يعزز تقدمية هاريس بطريقة يمكن للحزب الجمهوري أن يجعلها قضية، بما في ذلك دعم الكليات المجانية ووجبات الغداء المدرسية الشاملة.

في الجانب السلبي، يعتبر والتز غير معروف نسبيًا على المستوى الوطني باستثناء بين الديمقراطيين الأكثر انخراطًا. وبينما يطمح ترامب إلى قلب ولاية مينيسوتا، إلا أنها ليست واحدة من أكثر ساحات المعارك تنافسية - مثل ولاية بنسلفانيا التي يرأسها شابيرو.

وأظهر استطلاع "سي.بي.إس نيوز" الإثنين أن هاريس تتقدم على دونالد ترامب بنقطة واحدة على المستوى  الوطني العام، وتعادله غي الولايات الحاسمة.

وبحسب آخر الاستطلاعات، وبفضل الناخبين الديمقراطيين الأصغر سنا والسود الذين أصبحوا أكثر مشاركة واحتمالا للتصويت، وبسبب اعتقاد النساء بشكل حاسم أنها ستفضل مصالحهن بشكل أكبر، أعادت نائبة الرئيس كامالا هاريس ضبط سباق الرئاسة لعام 2024. 

كما تمكنت من استرجاع عدد مهم من الذين كانوا قد هجرو خيمة بايدن بسبب دعمه غير المحدود للحرب الإسرائيلية على غزة، حيث يأمل هؤلاء الآن أن هاريس ستضع نهاية للحرب والإبادة الجماعية للفلسطينيين.

من ناحية أخرى، تتمتع هاريس بمزايا إضافية مع الناخبين الأوسع نطاقًا لم يكن لدى  بايدن: فهي تتفوق على ترامب في اعتباره يتمتع بالصحة المعرفية للخدمة، وهو مقياس كان بالطبع محوريًا للحملة قبل تنحي السيد بايدن.

وفيما يتعلق بالسياسة بشكل عام، يُنظر إلى هاريس على أنها مختلفة قليلاً عن بايدن، مما يفتح بعض الاحتمالات لتحديد مواقفها للناخبين الآن، على أي حال.

وتجد هاريس نفسها تحت ضغط عقارب الساعة الآن لاتخاذ أول قرار رئيسي لها كمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة ، باختيار نائب لها يجلب زخما سياسيا للحملة، ويضعها أمام ترامب في السباق، وفي البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة.