فلسطين
الأحد 21 يوليو 2024 8:14 صباحًا - بتوقيت القدس
فقها لـ"القدس": الاحتلال يحاول ترهيبنا حتى نرحل من خربة البرج لكننا ثابتون
تلخيص
جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي
معركة الصمود والثبات الفلسطيني في وجه المخططات الإسرائيلية، لم تتوقف يوماً، منذ نكسة حزيران عام 1967 في طوباس والأغوار الشمالية، ولعل خربة "البرج" شرق طوباس تشكل نموذجاً يجسد صور الصمود والتحدي لمواجهة القيود والقوانين والسياسات الاحتلالية التي لم تقتصر على حملات الهدم والاقتلاع والتدمير، بل شملت كل الانتهاكات والإجراءات التي تجعلها تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
لكن كل ذلك لم ينل من عزيمة ومعنويات الأهالي، كما قال ممثل أهالي خربة البرج في مجلس قروي المالح مهيوب فقها الذي قال لـ"لقدس:" أنه بسبب طبيعة الخربة وموقعها، استهدفها الاحتلال منذ بداية عقب حرب 1967، فاستخدم كل الطرق والأساليب لنهب ومصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات على حساب أراضينا، وفرض علينا حياة مأساوية بقيوده وحملاته وممارساته التوسعية.
وأضاف: "الاحتلال صادر حريتنا، ونعيش كل لحظة صور معاناة رهيبة، وقد دفعنا الثمن غالياً لصمودنا وثباتنا وافشال كافة محاولات اقتلاعنا، وما زلنا نتمسك بالأرض وندافع عنها ولن نتخلى عنها أبداً".
معطيات وحقائق
تقع خربة "البرج" في وادي منطقة "المالح"، وتبعد عن محافظة طوباس 10 كيلومترات، ويحدها من الشمال الشرقي معسكر المالح، ومن الشرق معسكر سمرة، ومن الجنوب يرزا ومعسكر تياسير، وبحسب فقها، فإن الاحتلال قدم الدعم والميزانيات الضخمة لتطوير وتعزيز وتوسيع حدود المستوطنات، وتوفير كل الإمكانيات لينعم المستوطنون بحياتهم برفاهية ورغد، فيما أطلق لهم العنان للتنكيل بالأهالي وملاحقة الرعاة وطردهم وحرمانهم من حقهم في الحياة والعمل على أرضهم.
ويواجه كل هذه العدة والعتاد الاسرائيلي المدعوم بالجيش والدبابات والآليات العسكرية، 40 عائلة يبلغ عدد أفرادها 150 نفراً، وتعتمد في معيشتها على الثروة الحيوانية في الدرجة الاولى والزراعة والتي تأثرت وتراجعت بسبب سيطرة الاحتلال على منابع المياه وتحويلها للمستوطنات، وقد تزايدت هذه الممارسات والاعتداءات منذ 7 تشرين أول الماضي بعد الحرب على غزة.
سرقة المياه وتدمير الزرع
ويتحسر أهالي خربة "البرج"، على أراضيهم التي كانت مزدهرة بالمزروعات والخضروات وكافة مقومات الحياة بعدما حرمهم الاحتلال من المياه. وقال فقها " لولا الاحتلال وقلة المياه لكانت أرضنا اليوم مزدهرة وغنية بالانتاج الزراعي، فمنطقتنا تتميز بتربتها الخصبة والصالحة لكافة أنواع الزراعة، وقد اشتهرت على مدار التاريخ بزراعة القمح والشعير والبيكا والحمص وجميع البقوليات، كونها منطقة غنية بالمياه".
وتابع: "بشكل تدريجي، دمر الاحتلال القطاع الزراعي بعدما استولى على منابع المياه التي كانت تنعم بها المنطقة، فتراجعت الزراعة التي اعتمد عليها السكان كمصدر ثانٍ في معيشتهم". وأضاف: " لم يكتف الاحتلال بذلك، فنحن كنا نتعب ونشقى في زراعة الأرض ورعايتها وهو يدمر، فقد تعمد نشر الكلاب الضالة والخنازير البرية التي دمرت الأراضي والمحاصيل وكبدتهم خسائر فادحة".
استهداف الثروة الحيوانية
دافع أهالي الخربة بتحد وبسالة، عن مصدر دخلهم الرئيسي وهو الثروة الحيوانية. وقال فقها: "إن العائلات تعيش من تربية الثروة الحيوانية وما تنتجه من ألبان وأجبان وحليب، توزع في أسواق طوباس ومحافظات الضفة الغربية. وأضاف: "هذا القطاع يتعرض لاستهداف لا يتوقف من الاحتلال، ومربو الثروة الحيوانية والرعاة يعانون من مضايقات وحياة صعبة، فبعد إغلاق المراعي، تطارد دوريات الجيش والمستوطنين، الرعاة وتحتجزهم وتنكل بهم وتطردهم من المراعي المفتوحة بالكامل أمام المستوطنين. وأكمل فقها: "من الأساليب الاحتلالية، التدريبات والمناورات العسكرية التي تحاصر القرية من كافة الجهات، وبسبب الخوف من آثار ومخلفات الاحتلال، يضطر الأهالي لرعي مواشيهم في محيط أماكن سكناهم ولا يبتعدون عنها"، موضحاً أن التدريبات تنفذ على مدار أيام الأسبوع باستثاء يوم السبت، وقد أدت إلى نفوق الكثير من رؤوس الماشية.
تضييق وتهديد لاجبارهم على الرحيل
ورغم كفاحهم ونضالهم الدؤوب، رفض الاحتلال إصدار تراخيص بناء لسكان المنطقة الذين يعيشون في خيام من الخيش والبركسات والتي لم تسلم من التدمير بذريعة البناء دون ترخيص، وقال فقها: "سلطات الاحتلال تسمح ببناء وتوسيع المستوطنات التي تحيط بالتجمعات البدوية وتؤمن لهم كافة التسهيلات وسبل الرفاهية، بينما تدمر خيامنا دون مراعاة للأطفال النساء الذين يطردون ويشردون في العراء".
وأضاف: "بشكل مستمر نتعرض للتفتيشات العسكرية الليلية، حيث يقتحم العشرات من الجنود الخيام، ويخرجون الجميع ليلا في العراء وفي البرد القارس، ويهددوننا حتى نغادر هذه الأرض".
وأكمل قائلا: "قبل فترة، قامت جرافات الاحتلال بشق طريقً في منطقة البرج بطول كيلومتر تقريبا، بذريعة التدريبات العسكرية، لكن الحقيقة، إن الاحتلال يحاول ترهيبنا وتخويفنا من أجل الرحيل، ولكننا ثابتون وصامدون، ولن نبرح ترابها الذي سيبقى فلسطينياً لا محالة، وسنبقى على هذه الأرض وسنموت فيها حتى يأتي اليوم الذي تتحرر فيه من الاحتلال".
ولفت فقها إلى أن الاعتداءات تصاعدت بعد الحرب على غزة، ولم يعد يكتفي الاحتلال بمصادرة صهاريج المياه والأغنام بل بات يصادر المركبات التي تقضي حوائج الناس، موضحا، أن الجيش يعترض المركبات ويصادرها مع الجرارات الزراعية ويحتجزها ويرغم أصحابها على دفع غرامات مالية باهظة مقابل استعادتها.
أوضاع مأساوية
تفتقر البرج لأبسط مقومات الحياة والخدمات. وقال فقها: إن العائلات ما زالت تطهو الطعام على الحطب، وتستخدم غالبيتها القناديل وبعضها الطاقة الشمسية، كما تفتقر المنطقة للمياه فيضطرون لشرائها من المناطق المجاورة بمبالغ باهظة الثمن ومكلفة جداً للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية.
وأضاف: " في ظل هذه الهجمة، نعاني من الإهمال والتهميش، ونطالب الحكومة الفلسطينية بالوقوف معنا، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للأهالي لتعزيز صمودهم، وإفشال مخططات اقتلاعهم من أرضهم لصالح المستوطنين".
ووجه فقها دعوات لزيارة المنطقة التي تعتبر طبيعية وأثرية جميلة خاصة في فصل الربيع، حيث تكتسي بالخضرة والأزهار، موضحاً أن تسمية البرج مردها وجود برج أثري فيها يزيد عمره على 250 سنة، وجزء من أراضيها مملوك للبطريركية اللاتينية.
وطالب الحكومة وكافة الوزارات المعنية بتركيز الجهود على تلبية احتياجات والعمل على زيارة هذه المناطق لمؤازرة أهلها وتعزيز صمودهم للحفاظ عليها وحمايتها من المصادرة.
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
فقها لـ"القدس": الاحتلال يحاول ترهيبنا حتى نرحل من خربة البرج لكننا ثابتون