ندد البيت الأبيض بقصف تل أبيب بمسيرة على يد الحوثيين الجمعة، وحذر   متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتبر الهجوم هو "الأحدث على ما يبدو في أفعال الحوثيين المتهورة و المزعزعة للاستقرار".

وقتل شخص في تل أبيب بهجوم تبناه الحوثيون اليمنيون ونُفّذ بمسيرة فشلت منظومة الدفاع الإسرائيلية في اعتراضها الجمعة مستهدفة مبنى قريباً من ملحق تابع للسفارة الأميركية.

وأعلن الحوثيون أنهم نفذوا العملية في إطار دعمهم للفلسطينيين الذين يواجهون وضعا كارثيا جراء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 تشرين الأول الماضي.  

وأكد الجيش الإسرائيلي إن الهجوم الذي حدث الساعة 03,12 (00,12 بتوقيت غرينتش)، نُفذ "بمسيرة كبيرة جدا يمكنها التحليق لمسافات طويلة". وقال إن المسيرة رُصدت لكن "خطأ بشريا" تسبب في عدم انطلاق منظومة  التي تُشغَّل تلقائيا.

وتحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حول الهجوم الأخير الذي وقع في تل أبيب على مبنى سكني على بعد بناية واحدة من مكتب فرع السفارة الأميركية. "وأعرب الوزير عن تعازيه للمواطن الإسرائيلي الذي قُتل وجرح آخرين في الهجوم وأكد مجددا التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل وحق إسرائيل في الدفاع عن النفس" بحسب بيان وزارة الدفاع الأميركية.

من جانبه، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بجعل الحوثيين "يدفعون ثمن" الهجوم.

وقال غالانت إنه أمر "بتعزيز أنظمة الدفاع الجوي" في اجتماع لقادة الجيش، مضيفا عبر حسابه على منصة إكس أن "النظام الأمني سيجعل كل من يحاول إيذاء دولة إسرائيل، أو يرسل الإرهاب ضدها، يدفع الثمن بطريقة حاسمة ومفاجئة" .

قصفت طائرة بدون طيار إيرانية الصنع أرسلها المتمردون الحوثيون في اليمن، تل أبيب يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين في أول ضربة مميتة للجماعة داخل إسرائيل.

ووقعت الغارة الجوية في وسط المدينة بالقرب من السفارة الأميركية، مما تسبب في تساقط الشظايا وانتشار شظايا الزجاج على مسافة نصف قطرها كبير.

واعتبر الخبراء أن الضربة التي وجهت إلى أكبر مدينة إسرائيلية مذهلة لأنه يبدو أن الطائرة بدون طيار قد عبرت جزءًا كبيرًا من البلاد من خلال الدفاعات الجوية متعددة الطبقات التي اعترضت تقريبًا جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقها الحوثيون اليمنيون تجاه إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة.  

في السابق فشلت المسيرات الحوثية في الوصول إلى مدينة إيلات الواقعة في أقصى جنوب إسرائيل، على البحر الأحمر، على بعد حوالي 270 كيلومترًا جنوب تل أبيب، ما يجعل ضربة يوم الجمعة سابقة خطيرة.

ودعت مجموعة من المشرعين الأميركيين يوم الجمعة وزارة الخارجية إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO)، وهو تصنيف رسمي من شأنه أن يسهل على الولايات المتحدة "استهدافهم ومعاقبتهم". وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أضاف الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو القرار الذي ألغاه الرئيس جو بايدن بعد وقت قصير من توليه منصبه، بحجة أن اعتبار الحوثيين منظمة إرهابية من شأنه أن يزيد من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين المحتاجين.

"إن الضربة القاتلة بطائرة بدون طيار على إسرائيل من قبل الحوثيين المدعومين من إيران بالقرب من القنصلية الأمريكية في تل أبيب تثير قلقًا عميقًا وغير مسبوق. وقال السيناتور جاكي روزين (ديمقراطية من ولاية نيفادا) لموقع جويش إنسايدر : "إنه تذكير قاتم بأن الحوثيين منظمة إرهابية وحشية يجب محاسبتها".

وأضافت روزين ، وهي من أهم أنصار إسرائيل في مجلس الشيوخ "في وقت سابق من هذا العام، دعوت إدارة بايدن إلى تصنيف الحوثيين رسميًا كمنظمة إرهابية أجنبية حتى نتمكن من قمع مصادر أسلحتهم وتمويلهم بشكل كامل، وهذا الهجوم الأخير يوضح أننا لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك".

من جهته ، صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية، الجنرال تشارلز براون بأن الأزمة في البحر الأحمر لا يمكن حلها من خلال استخدام القوة العسكرية وحدها ضد حركة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية.

وقال القائد الأميركي متحدثا في المنتدى الأمني السنوي الذي ينظمه معهد "أسبن": "سيتطلب الأمر أكثر من مجرد الضربات العسكرية لتغيير الحوثيين. وسيتطلب الأمر أكثر من مجرد جهود مشتركة بين الوكالات الحكومية الأميركية. وسيتطلب الأمر المزيد من الجهد الدولي للضغط على الحوثيين لوقف ما يفعلونه"، ووفقا له، في هذه الحالة ستكون هناك حاجة إلى شيء "أكثر من مجرد حملة عسكرية".