Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 14 يوليو 2024 9:35 صباحًا - بتوقيت القدس

تسكين الألم

تلخيص

ترجو زهرة المدائن من أبنائها الحفاظ على قداستها الروحانيّة بعد أن زرعت في أعماق ضمائرهم على مرّ التاريخ الولاء لها والوفاء. تنوح "زهرة المدائن" وتبكي نفسها وأبناءها الأعزّاء الذين يعانون بشدّة من طوق الاحتلال وقسوته، وتخشى من قساة الرّقاب سلبهم لتراثها، وتمزيقهم لهويّتها المقدسيّة الأصيلة، وتهويدهم للمكان والزمان بعد أن تهوّدت أسماء المعالم الفلسطينيّة، وتمّ الاستيلاء على المقدّسات بذريعة الصلاة والعبادة، وحذف الماضي من المناهج الدراسيّة والكتب المدرسية!


في الأوضاع المُزرية التي نعيشها في بلادنا خاصة والعالم العربي عامة، ما أحوجنا إلى علاج شاف، يُزيل عنّا التوتّر ويُخفّف أوجاعنا الجسديّة والنفسيّة، بما أنّ الدواء الذي يستعمله المريض لا يأتي غالبًا بالفائدة المرجوّة، فتتدهور صحّته باستمرار.


لذلك يؤكّد علماء النفس بعد أبحاث وتجارب وخبرات كثيرة أنّ المؤمن الذي يسلك طريق البِرّ بلا رياء، يتمتّع بصحّة جيّدة أكثر من غيره. وينصح الأطبّأء بالتغذية الصحيحة، وبرياضة المشي، وبممارسة تمارين رياضيّة تتناسب مع حالة كلّ شخص ووضعه الصحّيّ وعمره، حتّى لو كانت الرياضة من النوع المعتدل الخفيف، أمّا السبب الرئيسي لفوائد الرياضة الصحيّة فهو هرمون "الإندورفين":


هرمون الإندورفين هو المسبب الرئيسي لحالة الشعور بالسعادة التي يحسّ بها الرياضيّون وممارسو التمارين الرياضيّة بمختلف أنواعها، بداية بتسلّق الجبال إلى الغوص في قعر المياه، والسباحة والجري.. إلخ، والسبب في ذلك أنّه لدى ممارسة الإنسان للرياضة البدنيّة يُفرز جسمه مادة الإندورفين، فيشعر بحالة من السرور ناجمة عن إفراز تلك المادّة. لذلك يوصي الأطبّاء بممارسة التمارين الرياضيّة لتحسين الصحّة وتعديل المزاج.


يُفرز الإندورفين استجابة للجهد البدني معتدل الشدّة الذي يدوم لمدّة ثلث ساعة أو أكثر، ويفرز أيضًا في حالة الجهد البدني الأقلّ شدة إذا استمرّ الجهد لفترة طويلة. أمّا في أثناء الجهد البدني العنيف الذي يستغرق فترة وجيزة، كعدو المسافات القصيرة أو رفع الأثقال، فلا يغيّر من تركيز الإندورفين في الدم.


ويُفرَز الإندورفين استجابة للألم أو الإجهاد، ويعمل على تخفيف الشعور بالألم، وخفض الإجهاد، وتعزيز الجهاز المناعي، ومن تأثيرات إفراز الإندورفين تحسّن المزاج لدى المرء والشعور بالهدوء النفسيّ والاسترخاء.


هرمون الإندورفين من أهم مسكّنات الألم التي يفرزها جسم الإنسان بشكل طبيعي (أفيون الجسم الطبيعي).


لقد تمّ اكتشاف هذا الهرمون عام 1975م بمحض الصدفة، وهو عبارة عن مادّة موجودة في الجهاز العصبي، ويتكوّن من سلسلة "مجموعة البيبتيدات" polypeptides (سلسلة من الأحماض الأمينيّة).


ويعتقد العلماء أنّ الإندورفين وبعض المواد الكيميائية المماثلة له، تكوّن جزءاً من مجموعة كبيرة من مركّبات شبيهة بالمورفين التي تساعد على تخفيف الآلام وتعطي شعوراً بالراحة، لذلك فإن الإندورفين يشكّل جزءًا من نظام "تسكين الألم" في الجسم.


عند إفراز الإندورفين من خلايا الدماغ أو من الغدّة النخامية، يرتبط بالمراكز التي تستقبل الألم في الدماغ ويسكّن الألم، ولا يُدمن الإنسان عليه كما هو الحال مع الأدوية المخدّرة أو المسكّنة لأنّه يُفرَز طبيعياً من الجسم. وأنواع الإندورفين كثيرة وأكثرها فعاليّة ما يسمّى "بيتا إندورفين" الذي يتكوّن من ثلاثين حمضاً أمينياً.


مشكلة الشرّ والألم تلازمنا دومًا وتحمل رسالة رومية (8 : 28 ) بعض التعزية لكلّ من يمرّ بأوقات صعبة "ونحن نعلم أن كلّ الأشياء تعمل معًا للخير للّذين يحبّون الله، الذين هم مدعوّون حسب قصده". واختبر داوود في زمانه نفس آلام الكثيرين اليوم حينما هتف في المزمور (22 : 1-8 ): "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" أمّا المدينة المقدّسة، فقد بكاها إرميا النبيّ في المراثي (1 : 1) ، نعم! وما أشبه اليوم بالأمس، عندما قهرها البابليّون: "كيف جلست وحدها، المدينة كثيرة الشعب، أمسَت كأرملة، العظيمة في الأمم، سيّدة البلدان باتت تحت الجزية ؟!"

خاتمة
تبقى المعاناة لغزاً صعباً في حياتنا إلى يوم القيامة. ويعرف السيّد المسيح ما في قلوبنا من ضيق لذلك يدعونا كي يمنحنا الراحة والسلام: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين وثقيليّ الأحمال وأنا أريحكم" (متّى 11: 28) .

دلالات

شارك برأيك

تسكين الألم

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)