أقلام وأراء
الإثنين 08 يوليو 2024 10:16 صباحًا - بتوقيت القدس
لماذا يرفض نتنياهو صفقة تبادل الأسرى؟
تلخيص
في معادلة التوصل لصفقة تبادل الأسرى، هناك العديد من الأطراف الأساسية في رسم معالم تلك الصفقة، في مقدمتها نتنياهو، وهو العامل المقرر والأساسي في إتمام هذه الصفقة أو عدم إتمامها، وهو أيضاً الذي يلعب مع شركائه من الفاشية اليهودية دور الكابح لها، رغم كل المرونة التي أبدتها حماس، من أجل اتمام الصفقة. فهي لم تعد تشترط الوقف الدائم لإطلاق النار، ولا الانسحاب الشامل في المرحلة الأولى من الإتفاق، وكذلك المقاومة الفلسطينية معنية بهذا الاتفاق، استجابةً للمطالب الشعبية ولهموم الناس واحتياجاتهم، والعمل على رفع الحصار، وإعادة ترميم قوتها وقدراتها، والاستفادة من فترة الراحة والهدوء، والسعي للقيام بعملية الإعمار.
وكذلك الإدارة الأمريكية الحالية التي تريد إتمام هذه الصفقة، كي توظفها في رفع رصيد مرشحها بايدن الانتخابي، على ضوء الظهور الضعيف له في المناظرة الانتخابية مع ترامب، والتي دفعت بالعديد من قادة الحزب الديمقراطي للمطالبة باستبداله كمرشح رئاسي للحزب، وحزب الله اللبناني، الذي بات يمسك بورقة الشمال، وبمصير المستوطنين المهجرين، والذي يعتبر عودتهم رهن بوقف الحرب على قطاع غزة. ولا ننسى كذلك المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين اللتين تريا أن الجيش بعد تسعة شهور وصل إلى حد الاهتراء والهلاك، وعدم القدرة على خوض الحرب بالطريقة السابقة، فهناك النقص الحاد في العنصر البشري، ونقص الكفاءة والقدرات والقذائف، وتراجع المعنويات، وانخفاض الدافعية، والتمرد والاستقالات، ورفض الالتحاق بالخدمة.
من الواضح بعد الرد الذي قدمته حماس على مقترح بايدن، والذي تنازلت فيه عن مطلبها بوقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي شامل في المرحلة الأولى، على أن يجري التفاوض على تلك الشروط عبر استحداث مرحلة وسيطة بين المرحلتين الثانية والثالثة، بحيث لا يجري إطلاق سراح أي عسكري اسرائيلي دون الوصول إلى اتفاق يتعلق بوقف إطلاق نار دائم وانسحاب اسرائيلي شامل، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وكذلك الانسحاب من محور "نتساريم" الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، والانسحاب من محور فلادلفيا ومعبر رفح. هذا الرد من حركة حماس باسم المقاومة الفلسطينية، شكل ضغطاً إضافياً على نتنياهو، وعمّق من مأزقة، خاصة أن المؤسستين العسكرية والأمنية تقفان إلى جانب إتمام صفقة تبادل الأسرى، حتى لو كان الثمن بقاء حماس في السلطة، فالجيش لم يعد قادراً على الاستمرار في الحرب بالشكل السابق، وكذلك الاحتجاجات الشعبية التي يقوم بها أهالي الأسرى تتصاعد يوماً بعد يوم، والتهديدات بأن تمتلىء الشوارع والساحات بأكثر من مليون متظاهر، إذا لم يستغل نتنياهو هذه الفرصة ويوافق على صفقة التبادل، ناهيك عن أن المعارضة السياسية هي الأخرى تقف إلى جانب إتمام الصفقة، وتتفق مع المتظاهرين على مطالب سياسية، مثل إجراء انتخابات مبكرة عامة سادسة، وإسقاط حكومة نتنياهو. نتنياهو في مأزق عميق، ويفقد الشرعيتين السياسية والشعبية، ولكن هاجسه وخوفه من فقدان الشرعية البرلمانية، فعنق قراره السياسي بات ممسوكاً من قبل شركائه من الصهيونية القومية والدينية، بن غفير وسموترتش.
وقال بن غفير في اجتماع المجلس الأمني والسياسي "الكابينت" لنتنياهو:" نحن لسنا في المزهرية لديك، واذا ما ذهبت لصفقة تبادل الأٍسرى، وأوقفت الحرب على قطاع غزة، فيجب أن تعلم بأنك ستبقى وحدك، وسنسقط الحكومة من داخلها. إسقاط الحكومة يعني بالنسبة لنتنياهو الذهاب إلى انتخابات تبكيرية سادسة، وتشكيل لجنة تحقيق، معروف بأنها ستحمله المسؤولية عن الفشل الأمني والاستخباري في السابع من أكتوبر2023، بالإضافة إلى الهزيمة التي حصلت في تلك العملية، وكذلك التهم المنظورة ضده أمام القضاء الإسرائيلي، الرشوة، وسوء الائتمان، وخيانة الأمانة. الخلافات بين المؤسستين العسكرية والأمنية مع المؤسسة السياسية ستتصاعد، وستزداد التشققات والتصدعات والاستقالات، ورفض الالتحاق بالخدمة في المؤسسة العسكرية، ولذلك نتنياهو ملزم في ظل تلك الأزمات بالسير على حبل رفيع، لكي لا يسقط، وينتهي مستقبله السياسي والشخصي، ويقضي بقية حياته في السجن، ولذلك يبقى خياره المماطلة، والتسويف، والمراوغة، وإطالة أمد المفاوضات، وتحميل حماس المسؤولية عن عدم الوصول إلى اتفاق وصفقة تبادل أسرى. سيبقى يتابع نتائج الإنتخابات الإيرانية الرئاسية ومن فاز فيها، وكذلك المناظرة الرئاسية الأمريكية بين العجوز المتلعثم بايدن وبين ترامب الوقح، وبات على قناعة تامة بأن إطالة أمد بقائه السياسي، وإطلاق العنان لجموحه الإقليمي، سيتحقق فقط من خلال فوز ترامب في تلك الانتخابات. وبفوز ترامب يتحدد شكل المرحلة الرابعة من الحرب وخطورتها ومدى توسعها. ولذلك فإن خيار نتنياهو لكي لا يذهب للسجن بسقوط حكومته من داخلها، شن حرب شاملة على الضفة الغربية والقدس لحسم الصراع والسيادة عليهما، و"المطمطة" والمراوغة، وإطالة أمد التفاوض لحين قدوم ترامب، فهناك قضايا خلافيّة سيطول حولها التفاوض، مثل الإنسحاب الإسرائيلي من محوري صلاح الدين "فلادلفيا"، ومحور "نتساريم" الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ومعبر رفح، وكذلك التفاوض حول أسماء وهوية وأعداد الأسرى من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، الذين سيطلق سراحهم في تلك الصفقة، ومكان الإفراج ، هل سيعودون إلى أماكن سكناهم، أم سيتم إبعادهم إلى قطاع غزة، أو الخارج. هي قضايا سيطول حولها التفاوض. إن استمرار الحرب سيشكل طوق النجاة لنتنياهو.
خيار نتنياهو لكي لا يذهب للسجن بسقوط حكومته من داخلها، شن حرب شاملة على الضفة الغربية والقدس لحسم الصراع والسيادة عليهما، و"المطمطة" والمراوغة، وإطالة أمد التفاوض لحين قدوم ترامب.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
لماذا يرفض نتنياهو صفقة تبادل الأسرى؟