أقلام وأراء
السّبت 06 يوليو 2024 9:57 صباحًا - بتوقيت القدس
مع السلطة والمقاومة وضدهما
تلخيص
ينقسم الجمهور العربي الفلسطيني ومن حوله البعض من الجماهير في الدول العربية بين مؤيد للمقاومة، ومؤيد للسلطة دون توضيح أو تمييز، وكأنهما عدوان لدودان، فإما أن تكون هنا، وإما أن تكون هناك، وعليك كل اللعنات والاتهامات والشتائم.
المؤيدون للمقاومة أو الكفاح مجموعات مختلفة، فقد يكون المقصود لدى بعضها هنا المقاومة أو الكفاح أو الثورة المحدودة بشكل/ وسيلة محددة، أو المقاومة بمعنى انحصارها حزبيًا في فصيل معين، أو بفكرة الجهاد والثورة والنضال والمقاومة والكفاح بكافة الأشكال، ولربما لا يستطيع الكثيرون الفصل بين المفاهيم الثلاثة فيسقطون أنفسهم هم من فئة المناضلين أوالمكافحين أو المقاومين. كما تفعل "الدعائية الإعلامية" فعلها في حصر الثورة أو المقاومة وفق توجهاتها الحزبية، لكن في جميع الأحوال يقف بعض هؤلاء موقف المعادي لما يرونه "عدوًا" أي السلطة الوطنية الفلسطينية.
بالمقابل يتوه الكثيرون في تعريف "السلطة"، لذا فمجرد سماع المصطلح تبدأ عندهم الشتائم ولا يتورعون عن الاتهامات والتقبيح حتى لو كانوا هم أو أبناؤهم –للغرابة- من الموظفين في أطر الحكم الذاتي أو السلطة الوطنية الفلسطينية!
الفهم السليم باعتقادي لمعنى المقاومة أو الثورة الفلسطينية، أو الجهاد أو الكفاح الوطني هو أنها سِمة الشعب العربي الفلسطيني كله، فكل الشعب الفلسطيني مناضل ومقاوم وثائر بكافة الأشكال المتاحة لديه، ومنذ بداية القرن العشرين أو قبل ذلك بالأحرى.
فمن يحصر الفعل المكافح بشخصه البائد فقط أو بفصيله هو يحتقر نضالات وبطولات الشعب الفلسطيني الذي أنجبه، أو أنه ينفعل باللحظة ويزهو! وما هو الا نتيجة نضالات من سبقوه من سنوات طوال وعقود وليست مقصورة عليه أو فكره أو تنظيمه أونظرته ووسيلته.
لننظر إلى العدو اللدود! لدى "الثوار والمقاومين" الافتراضيين وليس الفعليين، أولئك "ثوار المؤخرة" من نشطاء الجهالة أوالتهييج والاتهام، أو ثوار لوحة المفاتيح، وما وراء الهاتف الجوال الذين لا يفارق أيديهم فقط، فتكيل ألسنتهم-دون أي فعل- التهم والشتائم لما يسمونها السلطة الكافرة أو العميلة أو الاستسلامية أو ما شئت من اتهامات.
بنفس منطق الفصل في مفهوم المقاومة أو الثورة بين الفكرة والوسيلة والأشخاص في الحزب، يمكننا القول أن فكرة إدارة أو قيادة أو سلطة أو حكم أي شعب ومنه الفلسطينيون سواء أكان مؤقتا (حكماً ذاتياً) أو دائماً (بإطار الدولة) هو ما لا غنى عنه مطلقًا، لأن بديل إدارة البلد من أصحابها هو الفوضى أو الحكم الإسرائيلي. لذا لنترك هذه الفكرة للـتأمل حيث أن من حق الفلسطينيين حكم أنفسهم بأنفسهم وضمن السلطة الوطنية الفلسطينية (المؤقتة والممر الإجباري للدولة، والتي عليها ما عليها ولها ما لها). وبدليل أن هذا الفهم المشترك "للسلطة" الواجبة استقر لدى كل الفصائل ومنها "حماس" التي شاركت استعداداً في الانتخابات التي تم تأجيلها عام 2021، وخاضت فيها مفاوضات مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح وكادت تتفق معها أن تكون ضمن قائمة واحدة بين الفصيلين، بل وبرّرت دخولها الانتخابات التي سبقت انقلابها عام 2007 بأن (اتفاق أوسلو) انتهى، لذا نحن ندخل الانتخابات! وعليه فإن فكرة ضرورة وجود سلطة/ حكم/ قيادة ولو محلية مؤقتة للشعب الفلسطيني بالداخل هي فكرة مقبولة لدى جميع الفصائل مهما كان الاختلاف معها.
المفهوم الثاني للسلطة مرتبط بواحد أو اكثر من المكونات الثلاثة التالية السلطة بمعنى أداء السلطة الهزيل ومنه ما يسمونه "التنسيق الأمني" حسب مفهومهم، رغم تطبيق "حماس" له بنفس المعنى في قطاع غزة – أسموه "الضبط الميداني"- فترة حقائب نتنياهو-العمادي المالية، أو السلطة بمعنى الأشخاص الذين عليهم نقاط سلبية وفشل أو عجز وملفات تدينهم، أو السلطة باعتبارها نتاج اتفاق يعتبرونه انتهى.
من التوضيح السابق فنحن نتفق ونختلف! نتفق على مفهوم الكفاح والنضال فهو حق لأي شعب واقع تحت الاحتلال، ولنا أن نختلف حول الأسلوب أو التوقيت والقيادة ما دامت مفترقة، ولنا أن نراجع إدارة النضال وقياداته السياسية كلها، وواجب علينا أيضاً الانتقاد لتقويم أو تغيير الوسائل أوالشخوص أو المسار، وليس التساوق مع الانحدار (ونتابع).
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
مع السلطة والمقاومة وضدهما