أقلام وأراء
الجمعة 05 يوليو 2024 9:50 صباحًا - بتوقيت القدس
لا مكان آمنا في غزة ولا مقومات للحياة!
تلخيص
لا مناطق آمنة ولا مكان صالحاً للحياة في غزة، بعد أن دمرتها الحرب وأنهكتها أيام الإبادة الجماعية المستمرة، وفصول المذابح والمجازر والمجاعة والحصار والتعب والفقد. حرب الإبادة المستمرة من دون توقف، جعلت كل قطاع غزة عبارة عن أرضٍ محروقة لا تصلح للعيش الآدمي، وليس فيها مقومات للحياة، والناس يعيشون ظرفًا استثنائيًا، في خيال الصورة وحقيقة الألم الذي يطاردهم كل لحظة.
يقول أحد الناجين حتى اللحظة من ويلات الحرب والقصف، وقد التقط أنفاسه لدقيقة أمام عين الكاميرا، هذه المرة العشرين التي أنزح فيها، فإلى أي جهة أذهب ولا مكان آمناً في غزة، لا الشمال ولا الوسط ولا حتى الجنوب، منذ خرجنا من الشمال ونحن نبحث عن مكان آمن، ولم يعد بمقدورنا مواصلة الحياة في نزوح يتبع نزوح، والقصف يطاردنا من البر والجو والبحر. كان يحمل على ظهره حاجياته البسيطة ويمشي نحو مجهول لا يعرفه، فهو لا يعرف إلى أي جهة وفي أية منطقة سوف يستقر مؤقتًا، طلبًا للأمن والأمان المفقود، ولا يدري إن كان سيصل قبل أن تقصفه الطائرات. بكى ومشى وغابت عنه عين الكاميرا.
صورة الرجل المسن المتعب من قهر الأيام، هي صورة كل غزة، شبابها وشيبها، فواقع الحال يفوق حدود التصور والخيال، وحقيقة المعاناة تزداد صعوبة كل يوم، ولا ملاذ آمناً في غزة، وطريق النجاة مستحيل في ظل الواقع وهذا الصمت الدولي المريب، الذي تعدى كل الحدود وكل ما هو مفهوم. ففي كل الحروب هناك مناطق آمنة، وهناك مواقع مخصصة للمدنيين تستثنى من عمليات القصف، إلا في غزة، فكل الأماكن قصفت، وكل المناطق عرضة لقصف متجدد، وكل الناس مستهدفون.
الخراب يلف مناطق القطاع من كل الجهات، والخوف يملأ الطرقات والأزقة ومخيمات النزوح ومراكز الإيواء، ولم يعد للحياة أي معنى وسط هذه الظروف الصعبة والمخيفة والمستحيلة، فمن واقع المجاعة الصعب، حيث لا ماء ولا غذاء ولا دواء، إلى واقع القهر والألم والموت، وعمليات القصف التي تتم كل دقيقة، فيرتفع أعداد الشهداء والمصابين، ويزداد بؤس الخراب الذي أصاب كل حي وكل شارع وكل مخيم، وهذا حال غزة بعد كل هذه الأشهر التسعة التي مضت، ولا تزال الحرب عليها مستمرة، ولا يزال الصمت الدولي يراوح مكانه، بينما واقع الحال في غزة يزداد صعوبة.
تسعة أشهر كاملة، بأيامها وساعاتها وثوانيها المستحيلة، وقد صبر الناس صبرًا أكبر من صبر أيوب، حتى أنهم أكلوا الصبر لملء بطونهم التي لم تجد الغذاء والطعام، وناموا في العراء، واحتملوا برد الشتاء وقسوته، وهاهم يحتملون حرَّ الصيف ودرجات حرارته المرتفعة، والقصف يطاردهم في خيام النزوح ومراكز الإيواء، والطائرات تلقي عليهم حمم النار والدبابات تقصف في كل الجهات، والناس يبحثون عن بقعة آمنة في غزة التي لم تعد آمنة، ولم تعد تصلح للحياة بعد كل ما أصابها من تدمير ممنهج وخراب كبير.
ما تلتقطهُ عين الكاميرا ليس الصورة كاملة، فالمشهد في غزة أكثر ألمًا وبؤسًا وفقدًا، وأكثر معاناةً في الحقيقة التي لا تنقلها الكاميرا كلها، بل تنقل أجزاءً منها، لهذا فإن واقع الحال وما يعيشه الناس هذه الأيام يفوق حدود التصور والتوقع، كما يفوق كل مقدرتنا على الكلام عنه.
صورة الرجل المسن المتعب من قهر الأيام، هي صورة كل غزة، شبابها وشيبها، فواقع الحال يفوق حدود التصور والخيال، وحقيقة المعاناة تزداد صعوبة كل يوم، ولا ملاذ آمناً في غزة، وطريق النجاة مستحيل في ظل الواقع وهذا الصمت الدولي المريب.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 89)
شارك برأيك
لا مكان آمنا في غزة ولا مقومات للحياة!