حذر محلل استخباراتي عسكري أميركي سابق من أن إسرائيل تخاطر بحرب كبرى في لبنان من أجل البقاء السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

واستقال الرائد السابق بالجيش الأميركي هاريسون مان من وكالة المخابرات الدفاعية التابعة للبنتاغون في وقت سابق من هذا العام بسبب دعم الولايات المتحدة للمذبحة الإسرائيلية للفلسطينيين في غزة، وكان يتحدث علنًا ضد سياسة الرئيس بايدن المتمثلة في الدعم الكامل لإسرائيل.

وفي تصريحاته لصحيفة الغارديان، قال مان: "نحن نعلم على وجه التحديد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجب أن يستمر في كونه قائداً في زمن الحرب إذا كان يريد إطالة أمد حياته السياسية والبقاء خارج المحكمة، بحيث يكون هذا الدافع موجوداً".

وتعكس تعليقاته تقريرًا لصحيفة واشنطن بوست نُشر في بداية العام. وأضافت أن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق من أن نتنياهو قد يعتبر الحرب في لبنان أساسية لبقائه السياسي.

وقال مان إنه يتوقع أن تستهدف إسرائيل المناطق السكنية في جنوب لبنان في حالة نشوب حرب شاملة، وهو تكتيك يعرف باسم "عقيدة الضاحية"، الذي سمي على اسم أحد أحياء بيروت التي قصفتها إسرائيل عام 2006.

وقال مان، وهو أميركي يهودي ك"إنها ليست مثل عقيدة مكتوبة فعلية، ولكن أعتقد أنه يمكننا أن نكون مرتاحين للغاية عند تقييم أن قصف المراكز المدنية كوسيلة لإجبار العدو هو بوضوح اعتقاد مقبول ومشترك في الجيش الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية؛ لقد رأيناهم للتو يفعلون ذلك في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية".

وحذر من أن حزب الله سيكون قادرا على الرد بقوة على إسرائيل. "ربما لديهم القدرة على التغلب جزئيًا على الأقل على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وضرب البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء البلاد، وإلحاق مستوى من الدمار بإسرائيل لست متأكدًا من أن إسرائيل شهدته حقًا في تاريخها - وبالتأكيد ليس في حربها الأخيرة".

وقال مان إن القصف العنيف للمدن الإسرائيلية من شأنه أن يزيد من احتمال تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر. وأضاف: "من المحتمل أن تكون مشاركتنا الأقل تصعيدًا هي ضرب خطوط الإمداد أو الأهداف المرتبطة بها في العراق وسوريا للمساعدة في قطع خطوط الاتصال والأسلحة المتدفقة إلى حزب الله". "لكن هذا في حد ذاته أمر محفوف بالمخاطر، لأنه إذا بدأنا في القيام بذلك، فإن بعض الأشخاص الذين نضربهم يمكن أن يكونوا من حزب الله، ولكن يمكن أن يكونوا من الحرس الثوري الإيراني".

ولقد حذرت إيران إسرائيل من أن أي هجوم واسع النطاق على لبنان سيؤدي إلى "حرب طمس" في المنطقة. ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران ستتدخل بشكل مباشر، لكن من المحتمل أن تتدخل الميليشيات الشيعية المتحالفة معها في العراق وسوريا.

وقال مان إنه لا يتوقع أن تختار إدارة بايدن استهداف إيران مباشرة، لكنه حذر من أن خطر نشوب حرب مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران سيزداد بشكل كبير. وقال: "أنا على ثقة من أن الإدارة لن تفعل ذلك، لكنني أعتقد أنه بيننا وبين الإسرائيليين الذين يضربون أهدافاً إيرانية خارج إيران، فإن خطر التصعيد سوف يصبح أعلى بكثير".

وتدعي الولايات المتحدة أنها تعمل جاهدة لتجنب الحرب في لبنان، لكنها تواصل تقديم دعم قوي لإسرائيل، الأمر الذي قد يشجع نتنياهو على تصعيد الوضع. وأفاد الإعلام الأميركي الأسبوع الماضي أن مبعوث الرئيس آموس هوشستين أبلغ لبنان بأنها ستدعم إسرائيل في نهاية المطاف إذا اندلعت حرب شاملة أثناء زيارته الأخيرة لكل من لبنان وإسرائيل.