يعتقد الخبراء أن الرئيس الأميركي جو بايدن، بإعلانه عن اقتراح لوقف إطلاق النار يوم الجمعة الماضي، 31 أيار 2024 ، قال أنه مقترح إسرائيلي ، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في موقف محرج، خاصة وأن نتنياهو رفض منذ بداية الحرب تقديم جدول زمني لإنهاء الحرب على غزة، وهو موقف يعتبره منتقدوه تكتيكًا سياسيًا من أجل الإبقاء على موقعه.

وبحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الإثنين، فإنه "لطالما نجح نتنياهو، وهو محافظ (يميني الميل)، في التوفيق بين المصالح الشخصية والسياسية والوطنية المتنافسة. ويبدو الآن أنه يواجه خياراً صارخاً بين بقاء حكومته المتشددة والصقور وإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة ، بينما يضع نفسه وإسرائيل على مسار جديد بعيداً عن العزلة الدولية المتنامية".

وبحسب الصحيفة، فإن منتقدو نتنياهو يصورونه على أنه غير حاسم ويقولون إن هناك اثنين من نتنياهو، وإن أحدهما يعمل بشكل عملي في حكومة الحرب الصغيرة التي شكلها مع بعض المنافسين الوسطيين، لمنحها الشرعية العامة. أما الآخر فهو رهينة فعلياً لدى أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، الذين يعارضون أي تنازل لحماس والذين يضمنون بقاءه السياسي.

يشار إلى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، قال في رده على سؤال مراسل "القدس" دوت كوم، بخصوص تقلب مواقف نتنياهو وفق أي وزارة يقودها (وزارة الحرب أو الوزارة الأوسع)، أقر حرج اللحظة التي يواجهها نتنياهو، وقال : "في النهاية، إن هذا لمقترح إسرائيلي، وهو أيضا مقترح يطابق  الذي وافقت عليه حماس (يوم 6 أيار) ".

وأضاف ميلر  : "إن هذا الاقتراح ÷و أمام حماس كي توافق عليه؛ حماس هي صاحبة القرار الآن بشأن ما إذا كان يمكنها المضي قدمًا أم لا. الآن، بعد قولي هذا، لقد أوضحنا تمامًا أننا سنواصل التحدث إلى الجمهور الإسرائيلي، والتحدث إلى الحكومة الإسرائيلية بأن هذه الصفقة هي في مصلحتهم ولماذا، يجب أن نحصل على صفقة الآن، والانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، وأن ذلك يصب في مصلحتهم، ولماذا سيكون المزيد من التكامل مع جيرانهم في مصلحتهم. ولكن اسمحوا لي أن أكون واضحا: إن العائق الآن أمام وقف إطلاق النار ليس إسرائيل؛ إن العائق أمام وقف إطلاق النار هو حماس".

وحدد الرئيس الأميركي بايدن الشروط العامة التي قال إن إسرائيل عرضتها على الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين الذين كانوا يضغطون من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن في غزة. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الشروط تتطابق مع اقتراح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حكومة الحرب الإسرائيلية ولكن لم يتم تقديمه بعد إلى الجمهور الإسرائيلي.

ويقول المحللون إن الوقت الآن هو وقت عصيب بالنسبة لنتنياهو خاصة وان بايدن بتصريحه عن صفقة محتملة لوقف إطلاق النار ، ملمحا أن هذا هو اقتراح نتنياهو، واضعا بذلك علامة استفهام عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلتزم بما قدمه هو.

وقد تعهد زعيما حزبين يمينيين متطرفين في الائتلاف – بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، وإيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي – بإسقاط حكومة نتنياهو إذا وافق رئيس الوزراء على الصفقة التي أعلنها بايدن.  

وفي الوقت نفسه، هدد بيني غانتس وجادي آيزنكوت، وهما قائدان عسكريان سابقان انضما إلى حكومة الطوارئ الحربية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، بسحب دعم حزب الوحدة الوطنية الوسطي بحلول الثامن من حزيران إذا فشل نتنياهو في طرح رؤية واضحة لخططه في الحرب على غزة "وطريق واضح للأمام" وفق قولهم.

يتضمن اقتراح وقف إطلاق النار ثلاث مراحل. وبموجب الخطة، سيتم إطلاق سراح مجموعات من المحتجزين الإسرائيليين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وسيتحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وسيتم إطلاق جهد مدعوم دوليًا لإعادة بناء غزة.

وقد تم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة بموجب صفقة محدودة في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني 2023. ولا يزال ما يقدر بنحو 125 شخصاً محتجزين لدى حركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، رغم أنه يعتقد أن العشرات قد لقوا حتفهم.