Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 26 مايو 2024 8:32 صباحًا - بتوقيت القدس

مفاوضات التهدئة.. هل تنجح هذه المرة في تجاوُز عقبات نتنياهو؟

تلخيص

رام الله - خاص بالـ "القدس" دوت كوم -

حرب: الجميع معني بإيقاف الحرب.. ونتنياهو يُناور ويعرقل الوصول إلى أي اتفاق

أبو غوش: موقف فلسطيني حقيقي موحد من شأنه إرغام إسرائيل على وقف الحرب

غياظة: الولايات المتحدة تسعى لحفظ ماء الوجه لإسرائيل في أي اتفاق مرتقَب

بشارات: المفاوضات جاءت رد فعل على تحوُّلاتٍ دوليةٍ كبيرةٍ تجاه القضية الفلسطينية



 مرةً أُخرى ينعقد لقاءٌ جديدٌ في العاصمة الفرنسية باريس، من أجل محاولة إحياء مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، وهو اللقاء الثالث منذ بداية حرب الإبادة على القطاع، دون تحقيق أي اتفاق حتى الآن، وفي كل مرة يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعطل الاتفاق، وهذ المرة، بحسب متابعين، قد تكون مثل الجولات السابقة، إلا أن هذا اللقاء يأتي في وقتٍ حساسٍ ومحرجٍ لإسرائيل.


اللقاء الثالث الذي كشف عنه موقع "أكسيوس"، إثر زيارة مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز لباريس، أول أمس الجمعة، سيبحث فيه بيرنز الملف في لقاءات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع، إذ إن بيرنز يعمل على صياغة خطوط عريضة لمحادثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.


ويأتي اللقاء الثلاثي بالتزامن مع لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه في باريس وفد اللجنة الوزارية المكلف من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وبحث معهم تطورات الحرب على قطاع غزة، علماً أن اللجنة الوزارية شُكلت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بقرار من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض آنذاك لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة.


ومنذ نهاية كانون الثاني الماضي، عُقدت جولات مفاوضات غير مباشرة في باريس والقاهرة والدوحة، بشأن التوصل إلى هدنة في غزة تتضمن تبادل الأسرى، لم تسفر حتى الآن عن اتفاق مماثل لهدنةٍ جرت أواخر العام الماضي، وشهدت تبادل عدد من الأسرى، فيما يأتي اللقاء عقب إعلان مكتب نتنياهو قبل أيام الموافقة على العودة إلى المفاوضات، بعد تلويح رئيس هيئة الاستعلامات في مصر ضياء رشوان بإمكانية الانسحاب من الوساطة رداً على ما وصفه بــ"الإساءات".


ويقضي مقترح جديد تقدم به مسؤول إسرائيلي، ويتم الحديث عنه، بتقديم تنازلاتٍ بشأن عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين سيُفرَج عنهم، والاستعداد الضمني لمناقشة إنهاء الحرب، وعودة النازحين إلى منازلهم بشكل كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر نتساريم وسط قطاع غزة.


وتوقفت المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" وتل أبيب بعد جولتها الأخيرة في القاهرة، مع إصرار إسرائيل على المضي في هجومها على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، حيث بدأ الهجوم بعد ساعات من إعلان حماس في السادس من أيار الجاري قبولها بمقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار، الذي قالت إنه يحقق مطالب الشعب الفلسطيني بوضع حدٍّ للعدوان على غزة وعودة النازحين وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى.


ويرى كتاب ومحللون في حديث لـ"ے" أن اللقاء الجديد في باريس يكتسب أهمية خاصة في ظل الضغوط الدولية على إسرائيل، التي زادت من عزلتها، حيث صدرت 3 قرارات كانت صفعة قوية لإسرائيل، وهي: قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن التوصية بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، واعتراف إسبانيا والنرويج وإيرلندا بدولة فلسطين، والقرار الثالث بشأن مطالبة محكمة العدل الدولية إسرائيل بعدم اجتياح رفح، فيما يعتقد أولئك الكتاب والمحللون أنه، ورغم ذلك، فإن نتنياهو يناور مجدداً لإضاعة الوقت وإفشال أي اتفاق ولاستمرار الحرب، بما يحقق له البقاء في الحكم.


ويشير الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب إلى أنه رغم أن تلك القرارات جاءت قبل عقد اللقاء، لكن المفاوضات الجديدة تعطي نتنياهو وحكومته غطاءً بالاتجاه نحو استمرار الحرب، وتعطيل مسار الوصول إلى اتفاق، حيث يتلاعب نتنياهو بهذه الخطوة بالوساطة المصرية القطرية، بالرغم من أن الجميع معني بإيقاف الحرب سوى نتنياهو، فهو يضيع الوقت لأجل استمرار الحرب، كما أنه لا يجد معارضة قوية في الشارع الإسرائيلي.


ويشير حرب إلى أن مصر معنية بوقف الحرب لاعتبارات أمنها القومي، كما أن إدارة الرئيس جو بايدن معنية بإيقافها بسبب اقتراب الانتخابات الأميركية، وقطر معنية بوجود انفراجة وتضغط باتجاه ذلك، لتكون وساطتها ناجحة، في مقابل رفض نتنياهو الذي يعرقل الوصول لأي اتفاق، فيما يلفت حرب إلى أن أميركا ترغب بإخراج الحكومة الإسرائيلية من ورطتها، وهو ما عبر عنه اتصال بايدن بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والاتفاق بعد ذلك بين السلطة ومصر على نقل دخول المساعدات لغزة مؤقتًا عبر معبر كرم أبو سالم، كون التجويع جزءاً من الإبادة الجماعية، والإدارة الأميركية تحاول مساعدة إسرائيل بطرق مختلفة.


ويتابع حرب: بالرغم من تلك المحاولات، فإن الحكومة الإسرائيلية غير راغبة في مساعدة نفسها، على رغم وجود 3 قضايا شكلت صفعة لإسرائيل، بدءًا من التوصية بقضية مذكرتَي اعتقال نتنياهو وغالانت، واعتراف 3 دول بدولة بفلسطين، والقرار الأخير بشأن عدم اقتحام رفح، وهي قضايا تعزل إسرائيل دولياً وتسحب منها الحصانة، وهو أمر تاريخي بتراجع إسرائيل لأول مرة منذ 80 عاماً، وهي لم تعد كما كانت قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي نهاد أبو غوش أن الإطار التفاوضي في باريس ومنذ بداية الحرب لم يتغير، مع الإشارة إلى غياب الطرف الفلسطيني عن المفاوضات، بسبب اعتبارات الأميركان وإسرائيل بأن المقاومة إرهابية، كما أن هناك غياباً حقيقياً من القيادة الرسمية الفلسطينية، كونها ليس لها نفوذ في القطاع.


ويشير إلى أن إسرائيل حاولت أن تنقض كل ما جرى الاتفاق عليه، إذ إن نتنياهو لا يريد إبرام أي اتفاق، وما يحاول فرضه هو إبرام اتفاق يضمن إدخال المساعدات الإنسانية دون الانسحاب، ورغم وجود اقتراح جديد من عضو مجلس الحرب الإسرائيلي نيتسان ألون، المسؤول عن ملف الأسرى الإسرائيليين في الجيش الإسرائيلي، بأنه يمكن القبول بتهدئة مستدامة، وليست هدنة، لكن موقف نتنياهو يبقى متصلبًا، رغم أن إسرائيل في مأزق، ويقودها نتنياهو إلى العزلة الدولية.


ويشدد على أن المطلوب فلسطينياً خلال الفترة المقبلة استثمار التضامن العارم مع القضية الفلسطينية، وذلك يتم عبر وحدة موقف فلسطيني حقيقي، وأن يكون هناك انسجامٌ بين كافة أشكال الصراع عبر خطوات دبلوماسية وسياسية، وتضافر جهود النضال الميداني، وهو أمر يمكّن الفلسطينيين من التأثير على الموقف العربي ليكون أكثر فاعلية، وبالتالي إرغام إسرائيل على وقف الحرب، وملاحقة مجرمي الحرب، وفتح مسار سياسي بديل عن أوسلو.


ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت أ. عماد غياظة أن النجاح ممكنٌ لإبرام اتفاق من خلال لقاء باريس، بالرغم من كل مقومات النجاح، حيث إن الوقت مناسب حيث تعرض عائلات الأسرى أشرطة لأبنائهم المحتجزين في غزة، وكذلك قرارا محكمتي الجنايات والعدل الدوليتين، إلا أن نتنياهو سيسعى إلى إفشال أي اتفاق.


ويشير غياظة إلى أن هناك معطيات من الممكن أن تعطل ما يريده نتنياهو، فأي ضغط على الساحة الأميركية سيكون بمثابة ضغط على الاحتلال، أو ربما لا رتريد قيادة الجيش الإسرائيلي تنفيذ ما يريده نتنياهو، ويعتقد غياظة أن الولايات المتحدة من خلال أدواتها بدأت تضغط على نتنياهو.


ويلفت إلى أن الموقف الإسرائيلي ربما يتغير، إن كان هناك قرار من مجلس الأمن حول مشروع يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار وعدم اجتياح رفح ودون وجود "فتو" أميركي، كما أن المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين سيضع الولايات المتحدة في وضع محرج، إضافة إلى العوامل الداخلية الأميركية، كلها من شأنها أن تكون عوامل مساعدة بالضغط لإجبار حكومة نتنياهو على وقف إطلاق النار.


ويرى غياظة وجود إمكانية لحلحلة الأوضاع في غزة، خاصة ما شهدناه بالتشغيل المؤقت لمعبر كرم أبو سالم، وهو متغير جديد على الأرض، وإبرام أي اتفاق تريد فيه أميركا أن تحفظ ماء الوجه لإسرائيل، لكن أي اتفاق مرهون بعدم اجتياح رفح أو تنفيذ اغتيالات أو مجازر، لأنه من الصعوبة الذهاب نحو مفاوضات وهناك حدث كبير في الميدان.


من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات: "إن لقاء باريس جاء بعد القرارات الدولية الثلاثة في الجنائية والعدل الدوليتين، والاعتراف من قبل الدول الثلاث بدولة فلسطين، وبعد حراكٍ في الشارع الإسرائيلي، وهو أمر يدفع نتناهو إلى مناورة جديدة بجولة أخرى من التفاوض، فهناك محاولات من نتنياهو للتخفيف عن نفسه، وهذه النقطة الجوهرية حول موافقته قبل أيام على منح الوفد التفاوضي الموافقة، لكن من المهم أن نشير إلى أن صلاحيات الوفد فنية، ولا يستطيع إبرام صفقة دون الرجوع إلى نتنياهو، الذي يتدخل بالتفاصيل كافة، ويُفشل أي اتفاق".


ويُشير بشارات إلى أن أي مقترح جديد للتوصل إلى وقف إطلاق نار بما يُمكّن إسرائيل من القيام بعمليات عسكرية كفيل بأن يُفشل أيّ مفاوضات، وهذا المحدد الرئيس الذي لا ترغب فيه المقاومة الفلسطينية، إذا لم تكن هناك ضمانة تفضي من خلالها المباحثات إلى وقف نهائي للحرب.


ووفق بشارات، فإن نتنياهو يُصوّر أن وصول الجيش الإسرائيلي إلى محور فلاديلفيا صورة للانتصار، وربما يضع ذلك الأمر ورقة على طاولة المفاوضات، ويحاول أن يضغط على الفلسطينيين لفرض طرح جديد على الفلسطينيينن قد يكون من ضمنه محاولة القبول بفكرة وجود قوات دولية، بما يشبه فكرة الشريط العازل في جنوب لبنان، وهو حل يجد نتنياهو أصلاً صعوبة بتمريره على أركان حكومته.


ويشير بشارات إلى أن حكومة نتنياهو لن توافق على الانسحاب من قطاع غزة ما لم تتغير الصورة بتحقيق ما تعتبره إنجازًا لها على الأرض، بالرغم من أنها لم تحقق أهداف الحرب بإعادة أسراها أحياء، ولم تُنهِ المقاومة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن نتنياهو لن يشعر بضغطٍ فعلي لإنهاء الحرب سوى بوجود ضغطٍ حقيقي من الولايات المتحدة ومن اللوبي الصهيوني وتصاعد الضغط الداخلي الإسرائيلي.

دلالات

شارك برأيك

مفاوضات التهدئة.. هل تنجح هذه المرة في تجاوُز عقبات نتنياهو؟

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%51

%49

(مجموع المصوتين 98)