Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 23 مارس 2024 9:28 صباحًا - بتوقيت القدس

جولة بلينكن السادسة لتغيير طبيعة الحرب واهدافها

تلخيص

يبدو أنه مع دخول الحرب شهرها السادس، وفي ظل عدم قدرة اسرائيل على تحقيق اهداف هذه الحرب، أو تحقيق نصر أو صورة نصر يخرجها من مأزقها وازماتها وإنقساماتها العميقة المتداخلة والمركبة، السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والتي باتت بلا مخرج، وفي ظل الإنتقادات الحادة عالمياً لأمريكا ودورها المشارك عسكريا ومالياً في هذه الحرب، والموفرة لحماية قانونية وسياسية لاسرائيل في كل المحافل الدولية، وفي ظل كل الصور المرعبة والمخيفة عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة والموت جوعاً، بسبب عدم وصول المساعدات بشكل كاف لسكان غزة، والإنتقادات والإتهامات لاسر ائيل من قبل قادة اوروبيين غربيين ومؤسسات دولية، بأن اسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في الحرب، وهذا جعل صورة أمريكا المتغنية بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحماية الأطفال والنساء، تتأكل أمام الرأي العام العالمي والعربي والإسلامي، بالإضافة الى فقدان الثقة بها بأن تكون راعيا لعملية سلام في المنطقة، في ظل تماهييها مع المواقف والأهداف الإسرائيلية.

بايدن في ظل المفاضلة في المصالح والأولويات، ومع اتضاح ان شعبيته في انخفاض، ارتباطاً بالحرب التي تشارك فيها أمريكا على قطاع غزة، بات يرى بأنه لا بد من ممارسة ضغوط اكبر على نتنياهو، تجنبه السقوط في الإنتخابات الرئاسية القادمة، والتي تنذر بدخول أمريكا في حرب اهلية وانقسامات عمودية وأفقية، خاصة وان المرشح الجمهوري ترامب، يهدد بان يحول أمريكا الى بحر دماء ،إذا لم يجر انتخابه لولاية رئاسية ثانية.

امريكا تضغط على اسرائيل، رغم الإتفاق على أهداف الحرب، لتغيير طبيعة هذه الحرب واهدافها، فبدلاً من عملية عسكرية صاخبة في رفح، تكون هناك عملية امنية مشتركة، ويتم استحضار الشركاء الإقليميين للمشاركة فيها، بما في ذلك العرب من دول النظام الرسمي العربي الوظيفي، وبدل القضاء على المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها حركة حماس، والتي يصعب القضاء على الفكرة عبر الحرب، فحماس ليست فندقا او شارعا او بناية، بل هي جزء متجذر في الشعب الفلسطيني لها حضورها وشعبيتها، فالإستطلاع الأخير الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، وأظهر بشكل واضح أن الشعب الفلسطيني، رغم كل الدمار والخراب، ما زال يلتف حول خيار ونهج المقاومة، ولذلك يجري إستبدال هذا الهدف بالعمل على منع أن تشكل المقاومة وحماس خطرا على اسرائيل كما حصل في 7 اكتوبر، وفيما يتعلق بالأسرى، بدل الوصول اليهم واستعادتهم بدون مفاوضات. هذه القاعدة التي كسرتها المقاومة الفلسطينية، حيث جرت صفقات تبادل بعد المرحلة الأولى من هذه الحرب، من موقع الندية مع اسرائيل، يجري العمل على استعادتهم من خلال المفاوضات .

يبدو ان الأوضاع والتطورات سريعة ومتلاحقة في هذه المنطقة، واذا لم يجر اتفاق في الدوحة حول وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، فالحرب ستتوسع على أكثر من جبهة، وستصل الى حرب إقليمية شاملة.

واضح من جولة بلينكن السادسة الى المنطقة، واللقاءات التي عقدها مع قادة السعودية ومصر والسداسية العربية، وكذلك لقاءاته مع القادة الإسرائيليين، رغم القناعة بأنه لن يكون هو هناك إنقلاب استراتيجي في المواقف الأمريكية من اسرائيل والحرب العدوانية على قطاع غزة، فبلينكن جاء والشعار الذي يرفعه، مع اسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، ولكن يبدو ان حالة الإستعصاء والمراوحة في المكان، وعدم القدرة على تحقيق اسرائيل لأهداف الحرب، والتي أصبحت إطالتها، فقط تخدم المصالح الخاصة لنتنياهو، حتى يضمن الإستقرار السياسي لحكومته، ويمنع سقوطها وتغيبه عن المشهد السياسي بالمحاكمة والسجن، ولذلك فان بلينكن في هذه الجولة وإن كان سيستمر في الترويج لنفس البضاعة الفاسدة التي حملها في جولاته الخمس الماضية للمنطقة، ولكن هذه المرة، لم يعد وقف إطلاق النار مقروناً بالقضاء على حركة حماس، بل بالعمل على إطلاق سراح الأسرى، وطبعاً المقصود هنا ليس الأسرى الفلسطينيين، فهؤلاء مجرد أرقام لا عناوين ولا وجوه ولا عائلات لهم، حتى لو قضى البعض منهم 30 عاماً فما فوق في سجون اسرائيل.

عامل الوقت بات ضاغط على امريكا وعلى اسرائيل، وحجم التحولات الكبير في الرأي العام العالمي، والإختراقات الكبيرة للسيطرة الإسرائيلية– الأمريكية والأوروبية الغربية الإستعمارية على الفضاءين الإعلامي والثقافي، والتي لعبت بها وسائل التواصل والمنصات الإجتماعية والمناصرون للقضية الفلسطينية دوراُ كبيراً في نشر الرواية والسردية الفلسطينية، وكذلك نقل صور حجم الدمار والخراب والجرائم المرعبة المرتكبة بحق المدنيين، أحدثت زلزالا على المستوى الشعبي الأوروبي وحتى الأمريكي نفسه.

وكذلك العامل والمتغير الأساسي في هذه الحرب، بعد حالة الإستعصاء وعدم قدرة اسرائيل على ربح الحرب التي دعمتها أمريكا بالسلاح والمال وبحماية قانونية وسياسية، والتي قادت الى فشل ذريع، ومثلت تداعياتها فشلاً استراتيجياً أميركياً في البحر الأحمر خصوصاً، وعامل الوقت الذي لا يعمل لصالح مواصلة الحرب سواء في استهلاك ما بقي من صورة للردع الأميركي، أو مزيد من الغرق الإسرائيلي في عمليات عسكرية بلا جدوى، أو المزيد من ارتكاب المجازر التي تشعل الشارع الأميركي وصارت خطراً على المصير الانتخابي للرئيس الأميركي جو بايدن، وترجمة لهذا التوجه أعلن بلينكن «قدمنا بالفعل مشروع قرار وهو معروض الآن أمام مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الاسرى".

ما يدفع بالأمريكي الى تكثيف جهوده من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى والوصول الى هدن مؤقتة، قد تتحول الى وقف إطلاق نار شامل، هو الخوف من الغرق الأمريكي في مستنقع المنطقة، في ظل خسارة كبرى للحرب على اوكرانيا، والتي حسمت نتائجها روسياً، ولم تنفع كل العقوبات الأمريكية، لا في إنهيار الإقتصاد الروسي، ولا في خلق تململ شعبي يطيح بالرئيس بوتين، الذي حقق فوزا ساحقا في الإنتخابات الرئاسية الروسية للمرة الخامسة، وليعلن بأن روسيا تزاحم اليابان على المركز الرابع إقتصادياً، وبأن روسيا القوة الأولى عسكرياً.

المعادلة الإستراتيجية التي خلقها اليمن في الموانىء والمضائق البحرية، والتي تنذر بتحول اليمن الى كوريا الشمالية في الجزيرة العربية، والتي افقدت أمريكا هيبتها وقدراتها على التحكم بأمن الموانيء والبحار والممرات المائية والتحكم بخطوط الطاقة، وباتت كلمة اليمن " أنصار الله" معادلة لأمريكا في أمن البحر الأحمر ومضيق عدن، ولم تعد أمريكا قادرة على الردع والتعطيل أو شن حرب شاملة على اليمن (أنصار الله)، رغم كل ما تملكه من اساطيل وبوارج ومدمرات وصواريخ وطائرات، ولم تعد اليمن (انصار الله) تستهدف السفن التي تنقل البضائع الى اسرائيل في إطار حربها الإسنادية لقطاع غزة، بل وسعت من هذه الحرب بإستهداف البوارج والمدمرات والسفن الأمريكية والبريطانية التي تعتدي على اليمن، ووسعت أيضاً من نطاق الحرب، بإستهداف تلك السفن في المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، وباتت جبهة اليمن الإسنادية الأخطر على المصالح الأمريكية في المنطقة، وشكلت حصارا اقتصاديا استراتيجيا على اسرائيل، وكذلك الجبهة الإسنادية الأخرى، جبهة الجنوب اللبناني، حيث العجز عن شن حرب شاملة على حزب الله، وعدم القدرة على إعادة المستوطنين النازحين عن مستوطنات الشمال بالتهديدات العسكرية لمستوطناتهم، والحرب هنا على حزب الله لن تكون نزهة ومخاطرها كبيرة ووجودية على اسرائيل، وقد تدفع بالمنطقة نحو حرب إقليمية شاملة.

الصمود الأسطوري الفلسطيني، وحالة الإستعصاء وعدم قدرة اسرائيل على تحقيق اهداف الحرب المتطرفة التي شنتها على غزة بشرا وحجراً وشجراً، وتعمق مأزقها والمأزق الأمريكي معها، يدفع بامريكا من أجل ان تنقذ اسرائيل من ذاتها، نحو تغيير أهداف الحرب وطبيعتها، دون المس بالتحالف الإستراتيجي معها.

دلالات

شارك برأيك

جولة بلينكن السادسة لتغيير طبيعة الحرب واهدافها

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)