Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 16 مارس 2024 10:49 صباحًا - بتوقيت القدس

الذكاء الإصطناعي محراب رقمي جديد!

تلخيص

مع حلول شهر رمضان المبارك يبدأ الناس، كما هو معهود دائماً، بالتوجه لطرق أبواب علماء الدين في سؤالهم عن الفتاوى الشرعية التي تتعلق بأمور حياتهم اليومية، وخصوصاً خلال شهر رمضان المبارك.
ولكن لأن ما قبل الذكاء الاصطناعي ليس كما بعده، بدأت العديد من الأنظار تتجه نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في إصدار الفتاوى، والإجابة على الاستفسارات، وطلب إبداء الرأي من منظور ديني، وهذا ما جسدته بعض الدول الإسلامية من خلال تبني الذكاء الإصطناعي في إصدار الفتاوى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إيران، وكذلك دولة الامارات العربية في العام 2019، والتي أطلقت منصة تحمل اسم "إمارة دبي منصة إفتاء إلكترونية"؛ تهدف إلى الإجابة على الاستفسارات الدينية بواسطة الذكاء الاصطناعي بدون أي تدخل بشري.
لم يقتصر الحال على استخدامات الذكاء الاصطناعي في إصدار الفتاوى، والإجابة على الاستفسارات، أو حتى إصدار الإرشادات الدينية والتوعوية؛ بل تخطى ذلك إلى تجسيد الذكاء الاصطناعي على شكل إلاه وله أتباع كما حصل في اليابان في معبد كودايجي البوذي، حيث تم إزاحة الستار عن مجسم الإله الذي يعبدونه، ويحمل اسم ميندار "Mindar"، وهو يعبر لديهم عن إله الرحمة، وكان في السابق مصنوعاً من الرخام.
أما اليوم أصبح "روبوتًا" لديه أجهزة استشعار يعمل بالذكاء الاصطناعي، ويتحمل وظيفة كهنوتية يقدم بها محاضرات دينية بلغات متعددة.
كما أنه تم تسخير "روبوت" يعمل بالذكاء الاصطناعي في ألمانيا بأحد الكنائس، وأطلق عليه اسم "BlessU-2" يتحدث خمسة لغات، وقادر على الحديث بنبرتي صوت ذكر وأنثى، بحسب اختيار المستخدمين له، ويجيب على أسألتهم واستفساراتهم، ويعمل على إرشادهم بتعاليم الدين.
ولكن علينا هنا التوقف، ونطرح العديد من التساؤلات عن مدى دقة الذكاء الاصطناعي في فهم طبيعة الأسئلة الدينية التي توجه له؟ وماهو تقييم مقدرته بالمفاضلة بين الحقوق والواجبات؟ وهل المصادر التي يستند إليها موثوقة؟ وعلى أي مذهب أو طائفة يحتكم لتشريعاتها وتعاليمها؟
والأهم من ذلك كله، علينا أن نتوقف على مسألة جوهرية تتعلق بأمن المعلومات الخاصة بهذه الأنظمة، ومدى أمنها وتحصينها من الهجمات السيبرانية، وأساليب الهندسة الاجتماعية؛ كي لا يتم اختراقها، أو العبث في قواعد البيانات التي تستند إليها في إجاباتها، وما يصدر عنها، وهل سوف تكون قادرة على الاحتفاظ بخصوصية المستخدمين لديها؟ بحيث تبقى بيانتهم ومعلوماتهم واستفساراتهم محض السرية والكتمان، وكذلك ضرورة التحقق من عدم استغلال هذه التقنية في توجيه الناس لسولكيات تخدم مصالح جهات معينة، من خلال العبث في البرمجيات التي تعتمد عليها هذه التقنية مثل توجيه الناس نحو شراء منتج معين أو انتخاب جهة معينة.. إلخ.
إن دخول الذكاء الاصطناعي في المعتقدات الدينية يشكل مؤشراً خطيراً يتطلب من جهات الاختصاص وأصحاب المصلحة وضع المعايير والمقاييس المناسبة له، بحيث يتم ضمان الاستخدام الآمن له، والنتائج الصحيحة التي تصدر عنه، والتحقق من مدى أمن الأنظمة التي يستند إليها.


أسعد سالم.. باحث ومتخصص بالأمن السيبراني

دلالات

شارك برأيك

الذكاء الإصطناعي محراب رقمي جديد!

المزيد في أقلام وأراء

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

مصير الضفة الغربية إلى أين؟

عقل صلاح

كيف نحبط الضم القادم؟

هاني المصري

هل من فرصة للنجاة؟!

جمال زقوت

تحية لمن يستحقها

حمادة فراعنة

قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!

عيسى قراقع

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)