أقلام وأراء
الجمعة 08 مارس 2024 10:18 صباحًا - بتوقيت القدس
مع المقاومة الفلسطينية
معركة المواجهة الحادة الشرسة، وهجوم المستعمرة الفاشي النازي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يتوقف، وحصيلة ذلك ان المعركة لم تنته، ونتائجها الميدانية العسكرية لم تحسم بعد.
المستعمرة الإسرائيلية تعمل من أجل تحويل إنجازها الوحيد بقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنى التحتية من شوارع، ومدارس، ومستشفيات، ومخابز، وجعل أحياء بكاملها، بل ومدن إلى حالة من الخراب، غير مؤهلة للسكن، وترحيل سكانها وأصحابها من مناطق شمال قطاع غزة إلى الوسط وإلى الجنوب، وحشر حوالي مليون ونصف مواطن فلسطيني في مخيمات ورقعة محدودة من ارض صحراوية في رفح محاذية للحدود المصرية، تفتقد للخدمات والضروريات بعد أن تضاعف عدد الساكنين بسبب النازحين من الشمال والوسط إلى عشرة أضعاف سكانها الأصليين.
تسعى المستعمرة عبر مواصلة هجماتها المركزة المقصودة ضد المدنيين إلى فرض حالة الاستسلام، من خلال المعركة السياسية والدبلوماسية حيث تسعى حكومة نتنياهو واجهزتها إلى فرض شروط مهينة لعلها من خلالها تعوض فشلها في:
1- مبادرة عملية أكتوبر المفاجأة، وأوجدت حالة صدمة للمجتمع الإسرائيلي ولكافة مؤسساته العسكرية والأمنية والحزبية والسياسية، 2- تداعيات الرد الإسرائيلي على عملية أكتوبر بالهجوم الشامل على قطاع غزة، لم تحقق من خلاله أهداف الهجوم بالقتل والتدمير، لم تحقق غرضها في إبادة المقاومة واجتثاث قياداتها، كما لم تتمكن من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، ولهذا تسعى لتحويل إخفاقها وفشلها العسكري إلى حالة انتصار سياسي عبر المفاوضات ووساطة واشنطن والدوحة والقاهرة.
المقاومة الفلسطينية من جهتها تمكنت من خلال عملية أكتوبر الهجومية تسجيل سابقة من الإنجاز على العدو المتفوق عسكرياً وتكنولوجياً، كما سجلت بعد أربعة أشهر من الاجتياح الإسرائيلي من الصمود واستنزاف غير متوقع لقوات الاحتلال وعدد كبير من ضباطه الميدانيين، والتحدي الذي يواجه المقاومة كيف يمكن لها تحويل التضحيات والأثمان الباهظة التي دفعها المدنيون من الشعب الفلسطيني، وتحويل الصمود إلى حالة انتصار تجني ثمارها، برحيل قوات الاحتلال عن كامل أراضي قطاع غزة، وفك الحصار الظالم المفروض منذ سنوات، وفرض عملية تبادل يتم من خلالها إطلاق سراح قيادات المقاومة الفلسطينية مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية، وغيرهم من قيادات حماس والفصائل الأخرى.
المعركة لم تتوقف، حيث أن مصلحة الفاشل نتنياهو استمرار هجوم قوات الاحتلال، لتشمل منطقة رفح لعله يتمكن من قيادات المقاومة، ويجد الأسرى الإسرائيليين ويحقق إنجازاً، لم يتمكن منه طوال الأربعة أشهر السابقة.
اذن المعركة بشكليها العسكري والسياسي، لم تتوقف، فالمستعمرة الإسرائيلية في هجومها لم تهزم بعد، والمقاومة الفلسطينية في مبادرتها وصمودها لم تنتصر بعد، وهذا ما يعكس التعقيدات والمعيقات والفجوة بين طلبات طرفي الصراع عبر الوسطاء.
الذين يوجهون انتقاداتهم لحركة حماس، غير موفقين، في التوقيت وفي المضامين، وعلى الأقل يجب أن يكون ذلك مؤجلاً، وأن يتم عبر قيادات الفصائل الفلسطينية، وخاصة بعد اجتماع موسكو أوائل شهر آذار 2024، وهم الأقدر على تقييم نتائج عملية أكتوبر وتداعياتها. صحيح أن الأثمان باهظة مدنياً، ولكن اختراق المجتمعات الأوروبية والأميركية مكاسب استراتيجية لصالح فلسطين وضد "قدسية" التعامل الأوروبي الأميركي مع رواية المستعمرة ومشروعها الاستعماري التوسعي.
الشعب الفلسطيني يدفع ثمن حريته واستقلاله، ومعركة أكتوبر في محطته الرابعة في مسيرة الكفاح: 1- ولادة منظمة وانطلاق الثورة الفلسطينية قبل عام 1967، 2- الانتفاضة الأولى عام 1987 ونتائجها اتفاق أوسلو ونقل العنوان الفلسطيني من المنفى إلى الوطن، 3- الانتفاضة الثانية ورحيل قوات الاحتلال عن قطاع غزة بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال، 4- معركة أكتوبر وتداعياتها وتجلياتها في المكاسب المتوقعة، وأهمها خلخلة التماسك الإسرائيلي وكشف عوراته السياسية أمام المجتمعات الأوروبية والأميركية، لصالح مشروعية النضال الفلسطيني وحقوقه المشروعة وتطلعاته العادلة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 79)
شارك برأيك
مع المقاومة الفلسطينية