أقلام وأراء
الثّلاثاء 26 ديسمبر 2023 11:10 صباحًا - بتوقيت القدس
سرقوا المسيحية منا
لم يكن السيد المسيح ابن روما، بل ابن فلسطين، ولد في بيت لحم، وبشارته السماوية وقيامته تمت في فلسطين، وعماده على نهر الأردن، فالأردن وفلسطين موطنه، وأتباعه، ورسالته.
لم يكن أوروبياً، لا من موسكو، ولا من لندن، لا صلة له بالفاتيكان، أو أي من موقع آخر خارج منطقته، مع التسليم أن رسالته عابرة للحدود، أتابعه لدى كافة الشعوب والقارات والمواقع، كما هو الإسلام عابر للحدود والقوميات، وأتباعه لا تقتصر مواطنتهم على الجزيرة العربية بل تشمل خارطة الوطن العربي، والقارات جميعاً من آسيا إلى إفريقيا إلى أوروبا إلى الأميركيتين، فالدين لا وطن له، بل يمتد في مسعاه، ليشمل كافة الوجود البشري، لأن الدين رسالة السماء إلى بني الإنسان، أينما وجد ورحل وعاش.
الغرب سرق المسيحية من بلادنا، من شعبنا، كما فعلوا بفلسطين، تمت سرقتها علناً بوعد بلفور من قبل الاستعمار البريطاني، لجمع الأجانب من اليهود وتسهيل رحيلهم وتوطينهم عنوة على أرض الفلسطينيين وعلى حسابهم، ومهما كبرت المستعمرة الإسرائيلية وقويت ولكنها لن تملك شرعية الاغتصاب، طالما أن شعب فلسطين حي منتج ونساؤه ولّادة، رجاله يحملون الاستعداد للعمل والتضحية والتمسك بوطنهم وكرامتهم وحقوقهم غير القابلة للتبديد أو التلاشي أو النسيان بالتقادم.
سرقوا المسيحية من بلادنا، كما سرقوا فلسطين، ولهذا لم يتوقفوا أمام هول الاغتصاب والقتل والتدمير لشعب وأهالي ومدن وقرى وأحياء قطاع غزة، وهم سبق وأن فعلوا ذلك عام 1948، ولكن بدون مراقبة وتصوير ومتابعة، فالفعل واحد موروث من قبلهم، وفعلوا بالشعب الفلسطيني كما فعلت القيصرية الروسية، والنازية الألمانية، والفاشية الإيطالية بهم.
سرقوا المسيحية منا، ولهذا لم يتوقف البطاركة والمطارنة أمام أفعال قوات المستعمرة بالمسيحيين والمسلمين في فلسطين، بلد السيد المسيح، مع أن كنائس الفلسطينيين الثلاثة: المهد والبشارة والقيامة، تحزن لحزن شعبها وأتباعها في فلسطين، لأن شعبهم وكنائسهم ومدارسهم ومستشفياتهم وبيوت عائلاتهم، في غزة، كما ذكر قداسة البابا في رسالته الميلادية عن هول الفاجعة التي تمس شعب فلسطين على يد المستعمرين الإسرائيليين.
شعب فلسطين يواجه الموت والقتل والإعدام والتدمير، ويواجه في نفس الوقت الجوع والحرمان وفقدان حق الحياة، لا كنائس الفاتيكان ولندن وموسكو وامتدادهم، يشعرون بوجع المسيحيين والمسلمين وآلامهم من شعب فلسطين.
أعياد الميلاد، للسيد المسيح الفلسطيني الأول، الفدائي الأول، المتفوق بالتضحية ونكران الذات والرحيل المبكر، يوم عيده وميلاده، بلا فرح، لأن شعب فلسطين كما هو السيد المسيح مصلوب على أرض وطنه، بفعل التحالف ما بين الاستعمار الروماني آنذاك وخيانة الأسخريوطي، وكما هو اليوم حيث قساوة المستعمرة وعنصريتها وفاشيتها وأفعالها المشينة، وخيانة قيم الإنسان من قبل من يقف مع المستعمرة، ومن يؤيدها، ومن يدعمها، ويوفر لها الغطاء السياسي والحماية من المساءلة، كما تفعل الإدارة الأميركية التي وفرت أحمال 230 طائرة شحن و30 سفينة نقل بهدف توفير السلاح والقنابل والأدوات التدميرية التي تقتل الفلسطيني سواء كان من أتباع السيد المسيح أو من المسلمين الذين يحترمون رسول المحبة والسلام كما يحبون كافة الرسل والأنبياء وفي طليعتهم نبي المسلمين ورسولهم.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
سرقوا المسيحية منا