جددت وزارة الخارجية الأميركية تأكيدها على "حل دولتين لشعبين" كالحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ، ماثيو ميلر، في إطار رده على سؤال يخص تصريحات سفيرة إسرائيل في لندن ل"سكاي نيوز" أنه  لن يكون هناك دولة فلسطينية بأي شكل من الأشكال وأن إسرائيل لن تسمح أبدًا بإقامة دولة أخرى بين نهر الأردن والبحر" في ما يبدو كتحدٍ علني لسياسات الرؤساء الأميركيين (منذ 40 عاما)، قال ميلر "لقد رأينا عددًا من التصريحات المختلفة من مسؤولين مختلفين داخل الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالدولتين. سوف نستمر في توضيح ماهية سياستنا وما نعتقد أنه السياسة المناسبة للمضي قدمًا. وأنا أقول هذا كسياسة مناسبة ليس فقط لمصلحة الشعب الفلسطيني، بل لمصلحة الشعب الإسرائيلي، ولصالح استقرار وأمن إسرائيل على المدى الطويل".

وقال ميلر "ينبغي أن تكون هجمات 7 تشرين الأول بمثابة دعوة للاستيقاظ (من النوم) للجميع بأن الوضع الراهن القائم منذ عدة سنوات ليس في مصلحة إسرائيل، وأنه يجب أن يكون هناك حل للمضي قدمًا يلبي التطلعات المشروعة لإسرائيل، والشعب الفلسطيني مع توفير الأمن للشعب الإسرائيلي. ونعتقد أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي إقامة دولة فلسطينية مستقلة. لقد أوضحنا ذلك تماما. إننا نوضح ذلك سرًا، ونوضح ذلك علنًا، وهذا أمر سنواصل العمل مع الحكومة الإسرائيلية بشأنه".

وحول استمرار واشنطن في دعمها الكامل لإسرائيل، عسكريا وسياسيا وماليا، رغم تحديها للولايات المتحدة، وما إذا كان ذلك يمثل تناقضا كبير بين القول والفعل، قال ميلر  " لذا، لا أعتقد أنه يمكنك استخلاص هذا الاستنتاج في هذه المرحلة. إننا ندعم إسرائيل في حملتها الرامية إلى ضمان عدم تكرار هجمات 7 تشرين الأول. لكن هذا لا يعني أنه ليس لدينا خلافات معهم على طول الطريق. نحن دولة ذات سيادة، وإسرائيل دولة ذات سيادة. نحن لا نتفق على كل شيء".

وأضاف ميلر "أحد الأشياء التي سمعتم الرئيس (الأميركي جو بايدن) يقولها هو أن لدينا علاقة طويلة الأمد مع إسرائيل حيث أننا أصدقاء مقربون. وكأصدقاء مقربين، يمكننا إجراء محادثات صريحة وصريحة جدًا وأحيانًا صعبة للغاية. وسوف نستمر في القيام بذلك بشأن هذا الموضوع، وأنا متأكد من العديد من المواضيع الأخرى".

خلال الأيام الماضية وجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيلا من الانتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، والتي قوبلت بردود من نتانياهو وحلفائه في التيار اليميني في إسرائيل، مؤكدين عدم التراجع عن أهدافهم بالقضاء على حماس، ورفضهم إعادة طرح سيناريو "حل الدولتين"، أو ما وصفه نتانياهو بـ "خطا أوسلو".

ومنذ اليوم الأول دعمت واشنطن حملة القصف المدمر التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول استتبعتها بهجوم برية، ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي ، تقول إسرائيل أن بينهم 311 جندي، والبقية من المدنيين.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية على غزة عن مقتل ما يناهز 18800 شخص، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

ودفع ارتفاع أعداد القتلى بين المدنيين واشنطن إلى تغيير نبرتها بصورة طفيفة في الأيام الأخيرة، مع تشديد العديد من المسؤولين على ضرورة التخفيف من وطأة الحرب على المدنيين الفلسطينيين.

التصريحات من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين تظهر من بعيد وكأنها خلافات حول رؤية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما يظن الخبراء أن أي خلافات أو مواقف لا تعني تخلي واشنطن عن إسرائيل أو وقف الدعم لها بأي شكل من الأشكال.

وقال الرئيس الأميركي، بايدن، الخميس، إنه يريد من إسرائيل التركيز على إنقاذ أرواح المدنيين، وذلك عند سؤاله عما إذا كان يريد من إسرائيل تقليص نطاق هجومها على غزة بحلول نهاية هذا العام.

وقال بايدن ردا على سؤال من صحفي: "أريدهم أن يركزوا على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين، لا أن يتوقفوا عن ملاحقة حماس، لكن بأن يكونوا أكثر حذرا".

وكرر الرئيس الأميركي في تصريحاته الأخيرة، انتقاده من الأضرار الجانبية الناجمة عن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد 18 ألف شخص من سكان غزة، وتسببت في تهجير السكان، وتدهور غير مسبوق على الصعيد الإنساني.