فلسطين
الخميس 14 ديسمبر 2023 9:47 صباحًا - بتوقيت القدس
الفرح المقدسي الغائب
القدس - "القدس" دوت كوم - منير الغول
انتشرت مظاهر الافراح المقدسية خلال السنوات القليلة الماضية بشكل لافت وتحولت الى مهرجانات يحضرها مئات وآلاف المواطنين الذين يقدمون واجبهم الاجتماعي نحو بعضهم البعض.
أضحت هذه المظاهر ثقيلة من ناحية مادية على عاتق العريس او صاحب المناسبة، واذا كنا الآن بصدد مناقشة موضوع آخر فاننا سنتطرق للمصاريف والتكاليف الباهظة في تحقيق لاحق، ولكن ما يهمنا الان هو الحديث عن الفرح المقدسي الغائب تضامنا مع غزة كوقفة اجتماعية مهمة تؤكد على حجم الوفاء والتعاضد بين ابناء الشعب الواحد.
خلال ثلاث سنوات فقط توقف الفرح المقدسي في حادثتين منفصلتين ولا صلة بينهما على الاطلاق، الأولى خلال جائحة كورونا بسبب ضرورات التباعد والالتزام بالتعليمات الصحية، والثانية منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من اكتوبر الماضي.
فرضت الاجواء خلال جائحة كورونا على الجميع الالتزام خشية نقل العدوى وانتشار المرض فاغلقت قاعات الفرح ابوابها في كل مكان ولكن الظرف الحالي يختلف، فالقرار ذاتي ومن الوازع الداخلي لكل مواطن وتقديرا منه لما يحدث في غزة. ومن هنا ضجت وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب بمئات المنشورات التي قرر فيها اصحاب الفرح تأجيل مناسباتهم الى اشعار اخر وقرر اخرون اقامة افراحهم بشكل صامت بدون مظاهر بهجة ومن وراء ابواب مغلقة، وفي ذلك توجه مقبول من اجل غايات اجتماعية لا تتعارض مع تعاليم الدين ولا تخرج عن نطاق خرق العادات والتقاليد التي اعتاد عليها المواطن الفلسطيني.
رغم ما تقدم، الا ان بعض الافراح خرجت الى النور وبعضها تم ترويجه عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وهذه قضية تحتاج لتسليط الضوء عليها ونقاشها بشكل معمق، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام: هل يعتبر هذا التصرف لائقا في ظل هذه الظروف؟
استطلعنا آراء بعض الشخصيات المقدسية، حيث وجهنا سؤالين:الاول- هل انت مع اقامة الافراج بشكل طبيعي، والثاني- هل انت مع اختصارها بعيدا عن اي مظهر فرح؟
يقول القيادي المهدس عدنان الحسيني ان الافراح يجب ان تكون عبارة عن اجتماع للعائلة بشكل مختصر لاستكمال اجراءات الزواج وبدون اي مظاهر فرح لا تتماشى مع ما نحن به.
وقال الدكتور القاضي اياد العباسي انه ليس مطلقا مع الرأي الاول القائل باقامة الاعراس والافراح بشكل طبيعي لأن الاخوة الدينية المنبثقة من قول الله تعالى (انما المؤمنون اخوة) ومن قول الله تعالى ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض)، ومن قول النبي عليه الصلاة والسلام " المسلم اخ المسلم" تفرض علينا ان نتضامن في مشاعرنا وأفكارنا وسلوكياتنا ومناسباتنا مع اخواننا المعذبين المستضعفين الذين تزهق أرواحهم وتهدم بيوتهم وتقصف مدنهم وتباد عائلاتهم.
اننا لا نستطيع ان نفرح بشكل طبيعي، فنغني ونرقص ونبتهج ونقيم الولائم الكبيرة وهناك قطعة منا تعيش ظروفا مأساوية غير مسبوقة في تاريخنا الفلسطيني والعربي والاسلامي.
ولذلك فاحتراما لنضالهم ودمائهم وعذاباتهم واحتراما لانفسنا ايضا فأنا مع الرأي الثاني الذي يقول باختصار المناسبات الاجتماعية وخاصة الافراح في أضيق نطاق٠
وضم المطران عطا الله حنا صوته للرأي الثاني مطالبا باختصار المناسبات لأضيق الحدود.
وأوضح انه من الأفضل ان يتم تأجيل الافراج لنهاية الحرب، ولكن اذا لم يكن هناك مجال لذلك، فالأولى بشكل مختصر بعيدا عن مظاهر الفرح والاحتفالات، واضاف ان حياتنا الطبيعية فيها افراح ومناسبات اخرى لكن المفروض ان ناخذ بعين الاعتبارات معاناة ابناء شعبنا في قطاع غزة.
ورغم تزكيده ان هذا الامر يعتبر من خصوصيات كل مواطن وان له الحق بتقييم الحالة والتصرف حيالها، الا انه تمنى ان نبتعد عن الافراح وتوفير أموالها لصالح من يفتقدون الاموال جراء الحرب وآثارها.
وأيد رجل الاعمال صلاح عطا الله، قنصل فلسطين الفخري لدى بولندا وعضو الهيئة الادارية لجمعية مستشفى المقاصد، الرأي الثاني مؤكدا ان الفرح يبقى منقوصا نظرا للاوضاع في غزة، والافضل اقامتها على نطاق ضيق جدا وعلى مستوى العائلة المصغرة.
رجل الاصلاح العشائري الحاج عبد السلايمة ضم صوته لمن سبقه من الشخصيات التي تحدثنا اليها واشار الى ضرورة اختصار هذه الظاهرة الاجتماعية واقامتها على نحو مقلص جدا.
وكان للتاجر المقدسي محمد فتيحة، عضو ادارة فريق يلا نمشي المقدسي، رأي مشابه. وقال انه مع إقامة الفرح بشكل مختصر بدائرة أهل العريس والعروس وبشكل غير موسع اطلاقا بهذا الظرف الاستثنائي.
ولم يختلف رأي عبد القادر فيصل الحسيني عضو مجلس ادارة مؤسسة فيصل الحسيني الناشط في مجالات اخرى عديدة مع من سبقوه، وركز على ضرورة الابتعاد كليا عن مظاهر الفرح وإقامتها في إطار عائلي بسيط ومتواضع.
دلالات
فلسطيني قبل 12 شهر
نفرح عندما يندح الاحتلال عن غزة ونفرح بعودة الاقصى لنا ونفرح عندما يصيب الظالمين اذى
الأكثر تعليقاً
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
أي شرق نريد؟
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
الأكثر قراءة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
الفيتو في مجلس الأمن.. أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أي شرق نريد؟
أسعار العملات
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 122)
شارك برأيك
الفرح المقدسي الغائب