عبرت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين عن قلقها إزاء استخدام ذخائر الفسفور الأبيض.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ، ماثيو ميلر، ردا على أسئلة الصحفيين عن استخدام قذائف الفسفور الأبيض في قصف مواقع لبنانية :" أننا نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن استخدام الفسفور الأبيض. ومن الواضح أن هناك استخداماً عسكرياً مشروعاً للفسفور الأبيض، لكن ذلك لا يشمل استخدامه ضد المدنيين. ويعني ذلك أنه إذا استخدمتها، عليك أن تفعل كل ما بوسعك لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين. في أي وقت نقدم فيه مواد مثل الفوسفور الأبيض أو أي شيء آخر إلى جيش آخر، فإننا نفعل ذلك مع توقع أنه سيتم استخدامه لأغراض مشروعة وبما يتفق تمامًا مع القانون الإنساني الدولي وقانون النزاعات المسلحة. لذلك نحن نبحث في هذا ونبحث عن معلومات إضافية".

وكانت قد ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين أن إسرائيل استخدمت ذخائر الفسفور الأبيض التي قدمتها الولايات المتحدة في هجوم على جنوب لبنان أدى إلى إصابة تسعة مدنيين.

يمكن للجيوش استخدام الفوسفور الأبيض كستار من الدخان أو كسلاح كيميائي حارق يمكن أن يحرق المباني أو جلد الإنسان عند ملامسته، وفي بعض الحالات حتى العظام.

وعثر صحفي يعمل في صحيفة واشنطن بوست على بقايا ثلاث قذائف مدفعية من الفسفور الأبيض عيار 155 ملم في الدهيرة بلبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وأدى الفسفور الأبيض إلى حرق أربعة منازل على الأقل، واضطر ثلاثة من بين المدنيين التسعة الذين أصيبوا في الهجوم إلى نقلهم إلى المستشفى.

أظهر رمز الإنتاج الموجود على القذائف أنها تم إنتاجها في الولايات المتحدة. ومن غير الواضح ما إذا كانت ذخيرة الفوسفور الأبيض قد تم توفيرها لإسرائيل كجزء من مليارات المساعدات العسكرية السنوية التي تتلقاها كل عام من الولايات المتحدة أو إذا كانت جزءًا من شحنات الأسلحة الجديدة التي يرسلها البنتاغون بشكل شبه يومي منذ 7 تشرين الأول.

ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه يستخدم الفوسفور الأبيض فقط لخلق ستائر من الدخان لحماية قواته، لكن لم يكن هناك جنود إسرائيليون على الجانب اللبناني من الحدود عندما تم إطلاق السلاح الحارق على الديرة. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تحققت منها الصحيفة سقوط الفسفور الأبيض على الديرة في 16 تشرين الأول.

وتطالب جماعات حقوقية بالتحقيق في الهجوم على الديرة باعتباره جريمة حرب. وقالت هيومن رايتس ووتش إنها تحققت أيضاً من مقاطع فيديو تظهر استخدام الفسفور الأبيض في غزة في تشرين الأول الماضي.

وفي 15 تشرين الأول، قبل يوم واحد من هجوم الضيرة، سُئل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان عن استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض، فقال إنه ليس من وظيفته رسم "خطوط حمراء" للجيش الإسرائيلي.

وقال الناطق ميلر أن "إسرائيل منخرطة في حملة عسكرية صعبة للغاية ضد منظمة إرهابية تقول إنها تريد تكرار هجمات 7 تشرين الأول ، وقرر الوزير (آنثوني بلينكن) أنه فيما يتعلق بهذا البيع، كانت هذه ذخيرة يحتاجون إليها بشكل عاجل، ولذا فقد استلزم الحصول على تصريح طارئ لتوفير تلك الذخائر. لكن هذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من التزامها بالعمل في ظل الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي".