مجزرة الخيام والجندي المصري.. ونهاية "حماس"
الثّلاثاء 04 يونيو 2024 3:27 مساءً - بتوقيت القدس
مجزرة جديدة تضاف لسجل الانتهاكات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وهي قصف مخيمات النازحين في منطقة رفح وإحراقها، فمازالت قوى الاحتلال الغشام تحاصر الشعب الغزاوي بكل وسائل القتل والإبادة لإنهاء أي وجود لأصحاب الأرض واحتلال كل شبر فلسطيني وتحويله إلى كيبوتس جديد ضمن المستعمرة الكبرى "إسرائيل".
ما حدث من قصف جيش الاحتلال لخيام النازحين في رفح وإحراقها بقاطنيها، هي واحدة من أبشع الجرائم في حق الإنسانية، فهناك وجهت أسلحة الاحتلال على أجساد الأطفال والنساء والشيوخ الفارين من ويلات الحرب في غزة، وحولتهم إلى أشلاء، وهذا بالتأكيد كشف عن وجه إسرائيل القبيح، ويشير بما لا يدع مجال للشك إلى أنها تبيد المدنيين وتضرب بالقوانين الإنسانية والعدالة الدولية وحقوق الإنسان عرض الحائط.. فمن يردعها؟!
واقعيا وعلى الصعيد الميداني فالوضع حقا أشبه بقنبلة، فلم تكتفي إسرائيل بقتل العشرات في الغارة الإسرائيلية على رفح وإجبار آخرين على مغادرة المنطقة بحثا عن مناطق آمنة، لكنها أصرت على تهديد المنطقة خاصة بعد أن استفزت مصر بقتل جندي مصري عند معبر رفح، فيبدو أن تل أبيب تريد احتلال المعبر وتنفيذ ما أعلنته سابقا بإسناد مهمة المعبر إلى شركة أجنبية تحت وصاية إسرائيلية.. لكنها تدرك جيدا أن الموقف المصري غير قابل للمناقشة، فعندما تعلق الأمر بأمن مصر القومي فالمسألة غير قابلة للمساومة، كما أن مصر غير مستعدة للتنازل عن إدارة معبر رفح حسابها أيا كان الثمن، وبالتالي قد يؤدي الأمر إلى تعليق مصر معاهدة السلام!
ومن الواضح أن من آمن العقاب أساء الأدب، فرغم ما تنفذه من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني وما تقوم به من إشعال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط إلا أنها لا تجد من يحاسبها، والدليل أنها تحدت بشكل صارخ حكم محكمة العدل الدولية وهي أعلى محكمة في الأمم المتحدة، الذي أمرها في 24 أيار/مايو بوقف هجومها العسكري على الفور في رفح، حيث كان يجب تطبيقه بشكل عاجل!.
لا يخفى على أحد أن منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف صعبة بسبب إسرائيل من قتل وتهجير وانتهاكات خطيرة ووحشية ضد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض من ناحية، وعدم الوصول لهدنة مع حماس تخمد نيران الحرب وتروي عطش المدنيين من ناحية ثانية، هذا بجانب الإصرار على استفزاز إسرائيل للجيش المصري وتهديد الأوضاع على الحدود المصرية مع فلسطين وفي منطقة معبر رفح وكذلك التهديد باحتلال محور فيلادلفيا، وكأنها تخرج لسانها للجميع وتقول أنا وبعدي الطوفان..!
ويبدو أن تداعيات الاستفزاز الإسرائيلي ستكون خطيرة، فمن ناحية مصر فقد تشهد الأيام المقبلة انتشارا قويا لقوات الجيش قرب معبر رفح، ومن الممكن أن تستغل مصر هذا الحادث الذي أسفر عن قتل جنديا، كورقة ضغط على إسرائيل رغم أن مصر تمتلك أوراقا للضغط أكبر من هذا الموقف بكثير، لكنه لن يؤدي إلى أحداثا خطيرة، وقد تقوم الدبلوماسية المصرية باختراع مخرج جديد يجلس تل أبيب على مائدة المفاوضات مجددا ويساهم بالتالي في تهدئة الأوضاع، وقد يتم التجاوز عما حدث وإنهائه بطريقة هادئة دون أي ردود أو صخب.
ومن ناحية جيش الاحتلال، فمن الواضح أنه يريد توسيع عملياته العسكرية في رفح الفلسطينية وفي المنطقة الحدودية مع مصر بينما ستتصدى له عناصر المقاومة الفلسطينية في محاولة لمنع زحفه نحو عمق المدينة، لكنه سيتوسع وينتشر على جثث المدنيين نحو غرب رفح حتى يحاصر المدينة ويفرض سيطرته عليها بالكامل ثم يعلنها منطقة خاضعة لسيطرته الكاملة.
وأخيرا، من ناحية المقاومة المتمثلة في حركة حماس، فقد تكون رفح هي آخر محطاتها.. ولكن بعد كل هذا، هل ستكون رفح محطة إسرائيل الأخيرة؟
إقرأ المزيد لـ Kkkkk ...
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
"الرئاسة": نشر الخرائط الإسرائيلية مرفوض ولن يحقق الأمن في المنطقة
أحمد غنيم في الذكرى الستين للانطلاقة.. "فتح" نجحت في توحيد الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه
قرار قضائي بحجب المواقع الإلكترونية لشبكة الجزيرة
أيرلندا تنضم إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائي
سموتريتش يدعو لإبادة نابلس وجنين بالضفة مثل جباليا بغزة
الأكثر قراءة
بلينكن يقول إنه لا يخشى أن يعتقد العالم أنه دعم إبادة جماعية
قرار قضائي بحجب المواقع الإلكترونية لشبكة الجزيرة
ترامب يقول إنه "أفضل صديق" لإسرائيل على الإطلاق، ويكرر التهديد لحماس
حماس توافق على قائمة من 34 محتجزا قدمتها إسرائيل ونتنياهو ينفي... بحث "اتفاق شامل مرحليّ"
إعلان "حماس" تسليم القاهرة تشكيلة لجنة الإسناد.. كُتّاب ومحللون يُحذرون من غياب التوافق بين الفصائل
الشرطة تباشر إجراءات البحث والتحري في ملابسات وفاة فتاة بنابلس
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%60
%40
(مجموع المصوتين 364)