السيسي ينتظر مصير الأسد على يد الإخوان
الأحد 15 ديسمبر 2024 8:22 صباحًا - بتوقيت القدس
نعلم جميعاً أن ما حدث في مصر عام 2011 لم يكن تغييراً فعلياً للنظام، وإنما لجزءٍ منه، فيما بقي هيكله قائماً بما يكفي للحفاظ على المصالح الإسرائيلية في البلاد، ومنها حصار غزة وتأمين الحدود الإسرائيلية، إضافةً إلى غير ذلك من المصالح الاقتصادية للكيان على أرض مصر.
لكن الجماعات التكفيرية أثبتت اليوم أنها أكثر ولاءً للصهيونية من الأنظمة الحاكمة، كما أنها أكثر استعداداً للتنكيل بأعداء الكيان من الجيوش النظامية، وما نراه في سورية خير شاهد على ذلك، وما مصر ببعيدة عن نهاية مشابهة، ليس لتقصيرٍ من قبل السيسي في خدمة الكيان، بل لأن مصلحة الكيان تقتضي وجود من هو أرخص منه على أرض الكنانة، وسيضطر عندئذٍ إلى حزم حقائبه والتوجه إلى بلاد الروس، حيث سيقضي أيامه الأخيرة بين الصقيع والجليد.
وفي حال راهن السيسي على إسناد السعودية والإمارات، فقد راهن على ذلك قبله الأسد وخاب رهانه في يومٍ وليلة. أما إذا راهن على مصالحة مع جماعة الإخوان، فهو أمر حدث من قبل في عهدي مبارك والسادات وانتهى الحال بهما إلى السجن والقتل، والسبب أن الجماعة لا ترى الدين إلا في التفاصيل الصغيرة جداً، أما السياسة فتنظر لها بمنظر براغماتي انتهازي بحت، وهي على استعداد أن تبدل مواقفها عشرات المرات في اليوم والليلة خدمةً لمصالح دول أخرى، منها قطر وتركيا، ومن يقف ورائهما من الداعمين الغربيين.
ولا ننسى أن جماعة الإخوان ذهبت إلى البيت الأبيض في أبريل 2012 لتقديم عهود الولاء والطاعة لواشنطن مقابل أن تمنحها حكم مصر، وبالفعل تم لها ذلك مؤقتاً، قبل سقوطها المدوي بعد عام واحد وحسب، وعبر أيادي أخرى موالية للبيت الأبيض.
والجماعة لا تزال على حالها في الولاء للغرب، ولأهل الكتاب عموماً، رغم أن ذلك يتعارض مع دينها الإسلامي الذي تدعيه، وهي اليوم أكثر استعداداً لتقديم المزيد من التنازلات، وأهمها الذهاب بعيداً لحماية مصالح الكيان الصهيوني.
وإذا كانت الجماعة قد نجحت في سورية، فإنها في مصر أقوى، حيث منِشأها الرئيسي وقاعدتها الشعبية الأكبر في العالم، وقد تتغير الأوضاع فجأة هناك كما سبق وتغيرت في بلاد الشام، وسنرى نظام السيسي وجيشه يسقط في غضون أسبوع أو اثنين، على يد مسلحي "هيئة تحرير بلاد الكنانة".
وإذا كان الأسد قد لقي من يتعاطف معه بسبب مواقفه الإيجابية الداعمة للقضية الفلسطينية والمقاومة في غزة ولبنان، فإن نظام السيسي مبلسٌ تماماً من هذه الناحية، فلا بواكي في مصر وغير مصر لمن حاصر غزة، وسمح لليهود وساندهم في إبادة أطفالها ونسائها، وهو ما يجعل الانتصار الإخواني هناك أكثر ابتهاجاً من سورية.
وليس لمثل السيسي الجرأة أن يغير مواقفه ليتجنب النهاية المأساوية الوشيكة له ولجيشه، ولن يقدم خلال المرحلة المقبلة أي خطوات لحماية مواقع مصر العسكرية ومقدراتها، وسيتركها مكشوفة للطيران الصهيوني ليستبيحها كيفما شاء، كما سيترك قادة الجيش وذويهم فريسةً سهلة لسكاكين الإخوان والمسلحين القادمين من أقاصي الأرض بحثاً عن الدماء المصرية، وبتمويلٍ قطريٍ واضح، وهي التي لا تقل عداءً للجيش المصري ولنظام السيسي، بشهادة قناة الجزيرة والتي بدورها تمهد منذ سنوات طويلة لإسقاط مصر، كما فعلت من قبل في سورية.
السياسية || محمد محسن الجوهري
https://www.alsyasiah.ye/409786
https://t.me/AljawharyM/815
إقرأ المزيد لـ محمد محسن الجوهري ...
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
"الرئاسة": نشر الخرائط الإسرائيلية مرفوض ولن يحقق الأمن في المنطقة
أحمد غنيم في الذكرى الستين للانطلاقة.. "فتح" نجحت في توحيد الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه
قرار قضائي بحجب المواقع الإلكترونية لشبكة الجزيرة
أيرلندا تنضم إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائي
سموتريتش يدعو لإبادة نابلس وجنين بالضفة مثل جباليا بغزة
الأكثر قراءة
بلينكن يقول إنه لا يخشى أن يعتقد العالم أنه دعم إبادة جماعية
قرار قضائي بحجب المواقع الإلكترونية لشبكة الجزيرة
ترامب يقول إنه "أفضل صديق" لإسرائيل على الإطلاق، ويكرر التهديد لحماس
حماس توافق على قائمة من 34 محتجزا قدمتها إسرائيل ونتنياهو ينفي... بحث "اتفاق شامل مرحليّ"
إعلان "حماس" تسليم القاهرة تشكيلة لجنة الإسناد.. كُتّاب ومحللون يُحذرون من غياب التوافق بين الفصائل
الشرطة تباشر إجراءات البحث والتحري في ملابسات وفاة فتاة بنابلس
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%60
%40
(مجموع المصوتين 364)