Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

سورية.. الميليشيات المسلحة تتجاهل العدوان الصهيوني

السّبت 14 ديسمبر 2024 7:16 مساءً - بتوقيت القدس

محمد محسن الجوهري

منذ سقوط العاصمة السورية دمشق بيد الفصائل المسلحة، يستبيح العدوان الصهيوني البلاد براً وبحراً وجواً، ويدمر منشآتها العسكرية والمدنية، وينفذ حملة اغتيالات ضد العلماء والمفكرين السوريين، بينما الحكام الجدد مشغولون بحرق الأضرحة، والانتقام من رموز النظام السابق، خاصة في مناطق العلويين الساحلية، إضافة إلى تنفيذ ممارسات طائفية بحق الأقليات الدينية في سورية.

استعراض العضلات من قبل مسلحي النصرة وداعش اقتصر فقط على السوريين، وتجاهل تماماً العدوان الإسرائيلي الواسع على دمشق، وكأنهم جزء من المخطط الصهيوني في البلاد، مشغولون معاً (الدواعش والصهاينة) بتدمير البلاد وشن الحملات الانتقامية ضد أعداء إسرائيل في الماضي، وهو ما يؤكد أن سورية اُحتلت بأدوات داخلية وخارجية، وأن إسرائيل تدير تلك الجماعات حسب مصالحها بما يضر المصلحة الوطنية لكل السوريين، فيما تتكفل قطر وتركيا بتكاليف الاحتلال والتدمير.

وعلى نفس النسق، تمضي قناة الجزيرة وسائر الإعلام العربي في المبالغة في مساوئ نظام الأسد وشيطنته على مدار الساعة، والاستعانة بمشاهد رخيصة لإثبات صحة الشائعات التي روجت لها منذ عام 2011، بينما تمر مرور الكرام عن جرائم إسرائيل الجديدة في سورية، وكأن قصف مئات المنشآت العسكرية والمدنية، وتدمير مخزون سورية الاستراتيجي من السلاح والمعدات، مجرد خبر عارض لا يستحق الوقوف عليه، كل ذلك لعدم إحراج الحكام الجدد، وإظهارهم في موقف العميل الرخيص للكيان الصهيوني.

أما الأنظمة الأخرى، فهي تتجاهل عمدًا ما يحدث في سورية، رغم أنها تعلم يقيناً أن الدور قادم عليها، وأن طموح إسرائيل لا يقتصر على بلدٍ عربي دون آخر، لكنها مضطرة لانتهاج سياسة الخنوع حتى يأتي دورها، وعندئذٍ ستبدأ في الحديث عن نظرية المؤامرة، في أحسن الأحوال ستتدخل في سورية لتعقيد الأوضاع، وحتى لا تطمح شعوبها بإسقاطها هي الأخرى.

وبما أن السيناريو هو نفسه في العراق وليبيا واليمن وغيرها، فإن خوف النظام السعودي بالذات سيدفعه إلى إرسال المئات من السيارات المفخخة إلى شوارع دمشق والمدن السورية الأخرى، وخلط الحابل بالنابل وتدمير أي رؤية قد تعيد البلاد إلى حالة القوة الماضية، وسيذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، وكل ذلك لردع الشعب السعودي من المطالبة بالحرية والانعتاق.

أما الإمارات، فستبدأ بتجنيد ميليشيات مسلحة من أفراد الجيش السوري، كما فعلت أيضاً في السودان وليبيا، وستمدها بالمال والسلاح للدخول في صراع مفتوح وحرب أهلية مع الفصائل الأخرى الموالية لقطر وتركيا، وستنقسم البلاد بذلك إلى دويلات متناحرة، ربما خمس دول، لتحقيق المخطط الفرنسي الرامي لتجزئة بلاد الشام منذ بداية القرن العشرين.

ورغم أن الخسائر السورية ستكون كبيرة جداً، وستكون القضية السورية هي الأكثر دموية في العالم، إلا أن الوضع قد ينقلب في أي لحظة، خاصةً إذا ظهرت فصائل مسلحة مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وبدأت بتنفيذ عمليات جهادية لتحرير الأراضي السورية من الاحتلال، خاصة في ريف دمشق والقنيطرة والجولان، وهذا هو المسار الصحيح الذي ينبغي أن يتوحد عليه السوريون كافة، ولن يعارضه إلا الجماعات الموالية للكيان الصهيوني، كالإخوان وغيرهم.

باختصار، فإن وضع سورية اليوم لا يختلف عن وضع البلاد العربية الأخرى، وفي أحسن الأحوال ستنتسخ النموذج اللبناني الذي برز للواجهة بعد 15 عاماً من الاقتتال الداخلي، لكنه ضمن وجود حزب الله الذي نجح أخيراً في تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال، وجعل من بلاده قوة عظمى تحسب لها إسرائيل ألف حساب.

السياسية || محمد محسن الجوهري
https://www.alsyasiah.ye/409617
https://t.me/AljawharyM/812

إقرأ المزيد لـ محمد محسن الجوهري ...

أسعار العملات

الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%60

%40

(مجموع المصوتين 364)