Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

مقال "سقوط العلوية السياسية في سورية فهل ننجو من مفاهيم الاجتثاث و الطائفية بعد عقود من تغييب الوطن و المواطنة ؟!......." بقلم الكاتب الشاعر المهندس (ياسين الرزوق زيوس ) سورية حماة

الثّلاثاء 10 ديسمبر 2024 5:27 مساءً - بتوقيت القدس

ياسين الرزوق زيوس

سقوط العلوية السياسية في سورية فهل ننجو من مفاهيم الاجتثاث و الطائفية بعد عقود من تغييب الوطن و المواطنة ؟!.......

في عام 2012 تمّ سوقنا كبشر سوريين إلى فرع المخابرات الجوية في حماة ربّما كنّا وقتها لا مواطنين من الدرجة الموضوعة تحت إمرة العلوية السياسية غير الوطنية حينما يتعامل معك عنصر ضئيل في المخابرات أو ضابط تحت ضئيل في أقبية هذه المخابرات كغنمة أو كخروف موضوع دوماً على مذبح الاتهامات فقط لأنّهم كأناس مريضين موبوئين مارسوا الاستقواء بالسلطة إلى حدّ جعل المواطنة موضع سمسرة و بيع و شراء ، و هنا نتحدّث عن ممارسات سلطوية أمنية يحتلّ معظم مراكزها المستخدمون في تعميق طبقية العلوية السياسية آنذاك تلك الطبقية التي جعلتهم يستخدمون مصطلحات الوطنية البعيدة عن عقولهم و نفوسهم و تصرفاتهم كعباءة فضفاضة لاحتجاز الجميع و تخوينهم و البطش بهم من خلالها مع أنّهم هم من يقول صانعهم الأول (لنعزّز إنسانية الإنسان بوصفها قيمة كبرى !) و ما الإنسانية لديهم إلّا كمصطلح تجاري لتعبئة الجيوب المحلية و الدولية و هم من الإنسانية براء !....
أتذكّر حينها مقولة أحد المحقّقين الأوباش عندما قال (أستاذ أنتو طبقة المثقفين بالبلد و لازم تعرفوا قيمة الحرية!) فقلت له كما أذكر و هل هكذا تعرف قيمة الحرية بالضرب و الدعس و الشحط كمجرمين إلى أقبية المخابرات؟!، كما أذكر كيف يشبحون الناس في دورات المياه و كيف يضعون أناساً شبه عراة مربوطين على سرير من اليدين و القدمين و يفرّغون عليهم الأوساخ و القمامة و المياه الملوّثة و الدنس و كلّ ما لوّثوا به معاني العلوية السياسية فتحوّلت في نظر الفصائل المقاتلة و في نظر الشعوب العربية بعد الضخ الإعلامي الكثيف إلى نصيرية يجب اجتثاثها وفق ما يرون و كردود فعل عنيفة على ما تمّت ممارسته بحقّهم و حقّ أبناء جلدتهم ؟!....

أتذكّر أيضاً إحدى مرات ذهابي إلى دورات المياه في الأمن الجوي و كيف شاهدت شخصاً مشبوحاً هناك قد تغوّط على نفسه نتيجة البرد نوعاً ما في بداية الشهر الثالث و نتيجة الضغط اللا إنساني عليه فقال لي أحد الأوباش (أستاذ هاد مجرم لا يوجعك قلبك عليه !) و في مقام آخر هناك شخص قد جرّدوه من ثيابه تماماً في مظهر بعيد عن أيّ معنى من معاني الإنسانية و ليتهم يحتجزون المجرم حقّاً بقدر ما يعتقلون أناساً بريئين في حين أنّ من يتحدّثون عنهم من مجرمين هم شركاء وجودهم في الفساد و الإفساد و الإجرام بحقّ الدولة و مؤسّساتها و مواطنيها ؟!
أنا دوماً كنت أقول و ما زلت أقول أنّ وطننا السوريّ يتعرّض للمؤامرات من كلّ حدبٍ و صوب من محاور و قوى تتصارع على الرؤى السياسية و الاقتصادية و الديموغرافية لهذه المنطقة لكن لماذا لم نكن يوماً محصّنين في وجه هذه المؤامرات ؟! الجواب واضح تماماً ألا و هو الفشل في اجتثاث من سرقوا الدولة ففرّغوها من معانيها و المواطنة فاجتثوها من المؤمنين بها ليفضّلوا عليها حكم الشيطان بدلاً من حكم من يتاجرون بالإنسان مهما كان حجم و مقاس الشعارات القومية و العالمية !.......
لقد مارس الرئيس السابق حافظ الأسد العلوية السياسية الأمنية لكنّه لم يجرّد سورية من اقتصادها و لا من قرارها بينما اجتمعت كلّ الظروف في عهد الرئيس السابق الهارب بشّار الأسد لترسّخ أقصى درجات الفشل في عيش و ممارسة فكرة العلوية السياسية و القومية العربية لأنّ حزب البعث في سورية لم ينجب إلّا المتسلّقين و الانتهازيين إلى حدّ بيع كلّ شيء حتّى الوطن في مزادات الفساد و النفاق السياسي المفضوح !..
من حقّ الشعوب أن تقاوم داخل أوطانها قبل أن تصدّر مفاهيم الثورة و المقاومة إلى الخارج و لا أدري كيف كان رئيس كبشّار الأسد يؤيّد أن يقاوم من الخارج مع قوى تنظّر بهذه المفاهيم بينما شعبه جائع و مسحوق في الداخل حيث أنّ المقاومة مفهوم تصاعدي من الداخل إلى الخارج و ليست مفهوماً تنازلياً من الخارج إلى الداخل فمن يريد أن يقاوم في الخارج يجب أن يبني بيته كما يجب في الداخل و أن لا يتركه وسط الزوابع و العواصف العالمية في مهبّ ريح التقلبات ! .......

الآن وصلت الفصائل إلى حكم سورية و باتت أمراً واقعاً ولا أدري إذا كانت ستمارس السنية السياسية بعد فشل العلوية السياسية الذريع ، و علينا كقوى سورية فاعلة أن نتيح و نغلّب مفاهيم الوطن على الانتقام و العيش الحقيقي على التعايش المصطنع و المواطنة على المساومة و العدالة الوطنية على الطبقية اللا وطنية ، و إذا ما قدّر لوطننا أن يكون في مهبّ التقاذف الدولي من جديد ما علينا إلا تثبيته بنا كشعب واحد ينتظره مصير واحد نتمنّاه أن يكون بعيداً ما أمكن عن القسمة الدولية و التقسيم العالمي ، و البيت الذي لا تخفق فيه أرواح مواطنيه بالعدالة الاجتماعية لن يقاوم الصهيونية بالتنظير البائس !.......
سورية في مؤسّسة القيامة السوريّة الفينيقيّة تعيش أدقّ مراحل التحوّل بعد سقوط العلوية السياسية الطائفية الفاسدة البائدة و التي كانت سائدة ممثّلة بالأسد الابن فهل تجتاحها رياح التقسيم والأصولية أم أنّها ستنجو من جديد بالفكر الواحد و اللغات الصامدة الوطنية بعيداً عن الانتهازيين و الانتهازية حيث يجد عبّاس بن فرناس ذيول القضية و أجنحة التشاركية ؟!.......

بقلم
الكاتب الشاعر المهندس
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الثلاثاء 2024/12/10
الساعة 10.00 صباحاً

إقرأ المزيد لـ ياسين الرزوق زيوس ...

أسعار العملات

الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%60

%40

(مجموع المصوتين 364)