متى تنصف الصحافة الغربية صحفيي غزة؟!
الجمعة 09 أغسطس 2024 6:20 مساءً - بتوقيت القدس
أدت الحرب الإسرائيلية البشعة على قطاع غزة إلى مقتل عدد من الصحفيين، والذين قدر عددهم بالأكبر من أي صراع آخر في الذاكرة الحديثة، ورغم سقوط ناقلي الأحداث والشاهدين على جرم إسرائيل أمام أعين العالم أجمعه، إلا أن الصحافة ووسائل الغربية نجحت في ممارسة سياسية التعتيم الكبير على قتل الصحفيين رغم أن الحرب تكشف عن مآساة كبيرة.
يبدو أن وسائل الإعلام الغربية تتعانب بازدواجية المعايير بشأن الحرب على غزة وخاصة قتل الصحفيين الفلسطينين بنيران إسرائيل، ورغم توافر المعلومات وتأكيدها بأن الاحتلال قصد استهداف حاملي الكاميرات والشاهدين على المجازر اليومية التي ارتكبها على أرض غزة، إلا أن إعلام الغرب صمت عما يجري، فلماذ لم يمارس تضامنا يجب أن يكون على نطاق أوسع في حضم هذه المأساة التي هزت الإنسانية.
ما بين مشهد تشييع جثمان الصحفي في قناة "الجزيرة" إسماعيل الغول، الذي قُتل مع مصوره رامي الرفاعي في غارة إسرائيلية أثناء تغطيتهما لمخيم الشاطئ للاجئين في غزة، في يوليو 2024، ومشهد مراسل الجزيرة يقاطعه صاروخ أو قذيقة إسرائيلية وسط القطاع، ومشهد
اغتالت الصحافة الغربية أيضا شهداء الصحافة في فلسطين كما اغتالهم إسرائيل بدم بارد، ومشهد بكاء وائل الدحدوح على فقدان أسرته، ومشهد رحيل معتز عزايزة لوطنه، بكى الجميع وسجلت الصحافة العربية أقوى البطولات لأصحاب الكاميرات وناقلي الحرب، لكن وقف الإعلام الغربي بعيدا مواصلا سياسته التي تحابي إسرائيل وتدافع عن جرمها التاريخي في حق الشعب الفلسطيني المظلوم.
وبلغة الأرقام، ارتفع عدد استهداف الصحفيين في غزة على يد إسرائيل إلى 113 صحافياً على الأقل، وكأن إسرائيل تريد إبادة الحقيقة أو ناقليها كما تبيد الشعب الفلسطيني، لكن وواقعيا لم يسجل التاريخ الحديث مثل هذه المجزرة ضد الصحافيين بهذا العدد الكبير في أي دولة في العالم.
التاريخ أيضا يقول أن لديها مشوار طويل في استهداف الصحفيين بعنف، وهذا يعني أن هذا العدد الذي نتحدث عنه ليس مفاجئًا بل هو منهج إسرائيلي متبع لقتل الحق والحقيقة، وهنا يأتي دور الإعلام الغربي وخاصة إعلام الولايات المتحدة الأمريكية- التي تعرف بأنها إحدى قلاع حرية الرأي والتعبير- ليناصر إسرائيل ويدافع عنها باستماتة على حساب الشعب الفلسطيني.
وبالعودة للوراء وتحديدا في أعوام 2018 و2019 و2020، كشفت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل أطلقت النار عمداً على اثنين من الصحفيين الفلسطينيين في عام 2018، مما أدى إلى مقتلهما، وفي ستة 2022، استهدفت أيضا الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية وقتلتها، ورغم ذلك تتبرأ من جرائمها رغم أن كل الأدلة المصورة كانت ضدها.. فكيف يصمت الإعلام الغربي أو حتى الصحافيين في الغرب عن قتل زملائهم في الشرق الأوسط دوم رحمة!
وإذا افترضنا أن الغرب غير منفصل عن التفاعل مع الأزمة الإنسانية في غزة، إلا أن التعاطف وحده في لا يكفي وخاصة إن كان من جانب منظمات المراقبة مثل لجنة حماية الصحفيين.
التضامن الصحفي الغربي أيضا مطلوب ومهم في هذا الظرف التاريخي الصعب للشعب الفلسطيني والأحداث الملتهبة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، فمن المهم أن توظف حرية الصحافة في التعبير عن واخدة من أقسى مآسي التاريخ الحديث في غزة.
وإذا تخلينا، اغتباا الصحفيين في الغرب أو في أوكرانيا على يد روسيا، فهل تسكت الصحافة الغربية عن التنيديد والتصعيد ضد بوتن ورفاقه؟ وهل تتجاهل التغطية الإعلامية هذه الأحداث؟.. خاصة وأنها لم تفعل ذلك أبدا تجاه صحفيي غزة، وشرعت في إعطاء إسرائيل فرصة الشك، كما صورت عمليات القتل على أنها إصابات غير مقصودة، ناهيك عن الاعتماد على المصادر المؤيدة لإسرائيل!
إن ما يحدث ليس إلا تهديدًا مباشرًا للحق في حرية التعبير، وقدم تكون إسرائيل استخدمت نفوذها ونقودها في الغرب لتوجيه والسيطرة على روايات الأخبار الغربية حول الحرب، لكن في النهاية.. دعنا نتساءل متى تنصف الصحافة الغربية شعب غزة أو حتى صحفيي الميدان؟!
أمينة خليفة
إقرأ المزيد لـ أمينة خليفة ...
الأكثر تعليقاً
يِخرب بيتك!
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
لقاء بين "فتح" و "حماس" في القاهرة
الرئيس عباس يصل القاهرة غدًا ويلتقي السيسي في زيارة ستستمر ليومين
تقديرات إسرائيلية: إدارة بايدن ستضغط لإنهاء الحرب بغزة
الدفاع المدني بغزة: أكثر من 100 ألف مواطن في الشمال بلا طعام أو شراب أو دواء
مستوطنون يحرقون 20 مركبة ويخطون شعارات عنصرية في رام الله
الأكثر قراءة
فتح وحماس تبحثان بالقاهرة إنشاء لجنة لإدارة غزة
الشاباك يؤكد اعتقال موظفين بمكتب نتنياهو والأخير ينفي
الرئيس يتسلم دعوة للمشاركة في قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض
نجاة قائدي منطقتي الشمال والضفة بجيش الاحتلال
حماس توضح بخصوص ما نشرته وسائل إعلام حول محمد الضيف
والحركة تنعيه.. جيش الاحتلال يعلن اغتيال عضو مكتب سياسي من حماس في خان يونس
نتنياهو يحاول الدفاع عن نفسه أمام التسريبات الأمنية الخطيرة
أسعار العملات
الثّلاثاء 05 نوفمبر 2024 8:35 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.75
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.29
شراء 5.27
يورو / شيكل
بيع 4.08
شراء 4.06
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 54)