"توقف البنوك الفلسطينية عن إيداع عملة الشيكل: الآثار الاقتصادية والقانونية المترتبة على ذلك"
الثّلاثاء 04 يونيو 2024 10:25 مساءً - بتوقيت القدس
كتابة: د. بيرم غزال ، د. أسماء عبدالله
من المعروف ان العملة المعتمدة في فلسطين هي عملة الشيكل الاسرائيلي، حيث وبموجب برتوكول باريس 1994 والذي جاء لتنظيم العلاقات الاقتصادية بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني، أوصى باستخدام الشيكل الإسرائيلي كعملة رسمية في الأراضي الفلسطينية إلى جانب الدولار الأميركي والدينار الأردني.
وفي هذا السياق، تشهد البنوك الفلسطينية في الفترة الأخيرة تزايداً في رفض الإيداع بالشيكل الإسرائيلي، مما أثار استياء العديد من المواطنين. فيما يلي نظرة حول الأسباب والآثار الاقتصادية والقانونية المحتملة لهذا الوضع.
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الأزمة الاقتصادية الحالية. ومنها؛ القيود السياسية والاقتصادية، حيث تفرض سلطات الاحتلال ضغوطاً تعيق قدرة البنوك الفلسطينية على التعامل بحرية مع الشيكل، وذلك من خلال سياسات مالية وضريبية تقييدية للاقتصاد الفلسطيني. بالإضافة، تعاني المنطقة من أزمات مالية حالية بسبب نقص السيولة بالشيكل، بسبب زيادة الطلب وتقييد الواردات، مما يصعب تلبية احتياجات العملاء للإيداع والتحويل. وأيضا، تزيد التحديات الأمنية والسياسية تعقيداً، إذ تؤدي التوترات إلى إغلاق البنوك أو تقليص ساعات العمل، ما يقلل من قدرة التعاملات اليومية بالشيكل.
تتمثل الآثار الاقتصادية على الشركات والأفراد بما يلي؛ تواجه الشركات، خاصة الصغيرة والمتوسطة، صعوبة في إيداع الشيكل، مما يعطل عملياتها اليومية ويؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، ويضطر العديد منها إلى تقليص حجم أعماله أو الإغلاق، مما يفاقم البطالة والفقر. بالإضافة أنه، تؤدي مشاكل التأخير في نقل الأموال إلى قلة ثقة العملاء بالنظام المصرفي، مما يدفعهم إلى سحب أموالهم وحفظها خارج البنوك، ويعيق قدرة البنوك على تقديم الخدمات المالية. كما يؤدي نقص السيولة النقدية إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، مما يثقل كاهل المواطنين ويقلل من قدرتهم الشرائية. وتؤدي قلة السيولة وصعوبة التحويلات المالية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، مما يعيق الاستثمار ويؤخر التنمية.
اما بشأن الآثار القانونية لذلك، نشيرُ بدايةً أن البنوك العاملة في فلسطين تخضع للقرار بقانون رقم (9) لسنة 2010 بشأن المصارف، وبموجب المادة 12 منه، نجد أنه يحظر على البنوك انهاء او تعليق اعمالها او التوقف عن أداء بعض أو كل أعمالها بما فيها قبول الودائع دون الحصول على الموافقة الخطية المسبقة من سلطة النقد، ولسلطة النقد الحق أن تضع الإجراءات بما يحقق الحفاظ على حقوق المودعين واستقرار الجهاز المصرفي.
لذا نجد ان تصرف البنوك في التوقف عن استقبال الشيكل يمثل تصرفاً غير قانونياً يستوجب التعويض ويتحمل في ذلك كامل المسؤولية القانونية جراء أي اضرار قد تلحق بالمواطنين نتيجة رفض الايداع ويرتب ذلك اثار بما فيها تأثر الشركات والافراد من صعوبة تسوية التزاماتهم محددة الدفع بالشيكل؛ ما يؤدي الى نقض او تأخر التنفيذ، كما يُعرض ذلك المؤسسات المالية لمخاطر الملاحقة القضائية من قبل العملاء المتضررين.
الخلاصة:
تواجه البنوك الفلسطينية تحديات كبيرة في التعامل مع العملة الإسرائيلية، مما يؤثر سلبا على الاقتصاد الفلسطيني ككل. الحلول الممكنة تتطلب تعاونا سياسيا واقتصاديا واسع النطاق لضمان استقرار النظام المصرفي ودعم النمو الاقتصادي، وتخفيف الأعباء عن الشركات والمواطنين على حد سواء.
إقرأ المزيد لـ د. بيرم غزال ...
الأكثر تعليقاً
محدث:: إحراق منزلين و3 مركبات ومحلاً تجارياً وهدم منشأتين في نابلس
استشهاد مسن بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه جنوب نابلس
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
مصطفى: يجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بوقف العدوان وتأمين المساعدات
هل أتاك حديث الجنود؟
يرجى الانتباه.. "الإعصار" يقترب!
الأكثر قراءة
وزير الخارجية الإسرائيلي: مؤشرات على تقدم صفقة الأسرى ومرونة من حماس
حماس تعلن مقتل 33 أسيرا إسرائيليا وتوجه رسالة لنتنياهو
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 177)