أدى النمو السكاني المرتفع وزيادة مستويات المعيشة والنمو الصناعي السريع إلى زيادة الطلب على الطاقة في الأراضي الفلسطينية في السنوات الأخيرة، يختلف وضع الطاقة في فلسطين بشكل كبير مقارنة بالدول الأخرى في الشرق الأوسط بسبب عدم توفر الموارد الطبيعية والأزمة المالية والوضع السياسي غير المستقر.

وتعتمد فلسطين بشكل كبير على إسرائيل لتلبية احتياجاتها من الوقود الأحفوري بنسبة 100% ونحو 87% من وارداتها من الكهرباء، ويتم استيراد كافة المنتجات البترولية تقريبًا عبر شركات إسرائيلية، تسيطر إسرائيل على واردات الطاقة إلى فلسطين، يعد إجمالي استهلاك الطاقة في الأراضي الفلسطينية هو الأدنى في المنطقة ويكلف أكثر من أي مكان آخر في الشرق الأوسط.

ويتبين أن مصادر الطاقة المتجددة الرئيسية في الأراضي الفلسطينية هي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحيوية، إن استخدام مصادر الطاقة المتجددة المتاحة في الأراضي الفلسطينية قد يقلل بشكل كبير من اعتماد الطاقة على الدول المجاورة ويحسن وصول السكان الفلسطينيين إلى الطاقة. 

وتشير التقديرات إلى أن مصادر الطاقة الشمسية لديها القدرة على تلبية 13% من الطلب على الكهرباء وطاقة الرياح بنسبة 6.6%، إن تحويل النفايات الحيوانية إلى غاز حيوي لديه القدرة على تلبية احتياجات 20% من سكان الريف، ومن الممكن أن يحل تحويل المخلفات الزراعية غير المستخدمة إلى وقود الديزل الحيوي محل 5% من وقود الديزل المستورد.

السيناريو الحالي

أصبحت الطاقة على نحو متزايد غير ميسورة التكلفة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الفلسطينية بسبب تفشي الفقر والبطالة على نطاق واسع، ومن المفارقات أن تكاليف الوقود والطاقة بالنسبة للفلسطينيين هي من أعلى المعدلات في المنطقة خاصتا بعد ارتفاع قيمة دولار شيكل حيث يعتمد قطاع الطاقة الفلسطيني بشكل كامل على إمدادات الطاقة المستوردة 88% من إسرائيل و3% من الأردن ومصر، وتقوم مصر بتوريد 17 ميجاوات فقط من الطاقة الكهربائية إلى قطاع غزة، في حين يتم توريد 20 ميجاوات إلى أريحا من قبل شركة المرافق العامة الأردنية. 

إن استغلال موارد الطاقة المتجددة أمر مطلوب على المستوى الجماهيري لضمان مصدر طاقة رخيص ومستدام للفلسطينيين، مصادر الطاقة المتجددة الرئيسية في فلسطين هي الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الحيوية، تعمل سلطة الطاقة الفلسطينية حاليًا على إطلاق مناقصة لرسم خرائط موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتحليل الجغرافي المكاني.

هناك إمكانات عالية للطاقة الشمسية في فلسطين، حيث يبلغ متوسط الإشعاع الشمسي اليومي 5.4 كيلووات ساعة/م2، وهو ما من شأنه أن يشجع استخدامه في التطبيقات الجماعية مثل الطهي والتدفئة الصناعية والمنزلية وضخ المياه وكهربة الريف وتحلية المياه وما إلى ذلك. 

على الرغم من أن الطاقة الحرارية الأرضية لم يتم تحديد الإمكانات الكامنة في فلسطين بعد، إلا أن هناك قدرًا كبيرًا من الاهتمام بالطاقة الحرارية الأرضية نتيجة للجهود الرائدة التي تبذلها شركة الطاقة الحرارية الأرضية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومقرها رام الله، كونها مجتمعًا زراعيًا تمتلك فلسطين كمية كبيرة من السماد الحيواني ومخلفات المحاصيل والنفايات الصلبة التي يمكن استخدامها لتوليد طاقة الكتلة الحيوية.

الطاقة الشمسية

يمكن للطاقة الشمسية أن تكون مساهما رئيسيا في إمدادات الطاقة الفلسطينية في المستقبل مع إمكاناتها العالية في المنطقة، حيث تستقبل فلسطين حوالي 3000 ساعة من ضوء الشمس سنوياً ويبلغ متوسط الإشعاع الشمسي 5.4 كيلووات ساعة/م. 

يستخدم تسخين المياه المنزلي بالطاقة الشمسية (SWH) على نطاق واسع في فلسطين حيث أن ما يقرب من 70% من المنازل والشقق لديها مثل هذه الأنظمة، في الواقع تعتبر فلسطين واحدة من الدول الرائدة في مجال الصحة الشمسية للأغراض المنزلية، ويتم تصنيع المياه الساخنة محلياً في الضفة الغربية وقطاع غزة بمعدل إنتاج يبلغ حوالي 24000 وحدة سنوياً وهو ما يعتبر كافياً للسوق الفلسطينية، لم يتم بعد تنفيذ أنظمة الطاقة الشمسية الحرارية والكهروضوئية في المناطق الفلسطينية بسبب التكاليف المرتفعة المرتبطة بهذه الأنظمة.

الطاقة الحيوية

تُستخدم طاقة الكتلة الحيوية في الغالب لأغراض التدفئة وتشكل حوالي 15% من إمدادات الطاقة الفلسطينية، ولكون فلسطين اقتصاد زراعي فإن لديها إمكانات قوية لطاقة الكتلة الحيوية، هناك إمكانية جيدة لتوليد الغاز الحيوي من السماد الحيواني وفضلات الدواجن ومخلفات المحاصيل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الجزء العضوي من النفايات الصلبة البلدية يمثل أيضًا مصدرًا جيدًا للطاقة الحيوية في فلسطين، حيث ينتج قطاع غزة وحده ما يزيد عن 1300 طن من النفايات الصلبة.

الخاتمة

يمكن لفلسطين تقليل الاعتماد على ناقلات الطاقة المستوردة من خلال نشر أنظمة الطاقة النظيفة، وخاصة الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الحيوية، تتمتع المناطق الفلسطينية بإمكانات كبيرة للطاقة البديلة والتي يمكن تسخيرها من خلال سياسة الطاقة المستقبلية والاستثمارات واسعة النطاق والمساعدات الاستراتيجية من الدول المجاورة مثل الأردن ومصر، يمكن للطاقة المتجددة أن تضع أساسًا قويًا لقيام دولة فلسطينية مستقلة وتولد فرص العمل وتخفف من حدة الفقر وتوفر نهجًا ثاقبًا لتحقيق أحلام الشباب الفلسطيني.