أقلام وأراء
الأحد 20 أغسطس 2023 10:08 صباحًا - بتوقيت القدس
مثلّث الاعتدال الشرق أوسطيّ: مصر - السعودية - تركيا
لدينا في الشرق الأوسط مثلّث اعتدال مدجّج بالإمكانيّات، وفي مجال الأوزان الدولية تمتلك أضلاعه الثلاثة مصر والسعودية وتركيا إمكانيات جدّية في التأثير على المعادلات، من داخلها ومن حولها.
مصر: عبقرية التاريخ
يُسمع أحياناً ما يُقال عن تراجع وزنها ومكانتها الإقليمية والدولية، وهذا قول ينطوي على سذاجة في قراءة القوى وأوزانها، وكأنّ مواجهة أزمات كالإرهاب والاقتصاد يُفقد المكانة ويحوّل الدولة الإقليمية العظمى إلى دولة هامشية.
مصر دائماً هدف مركزيّ لجميع القوى الطامحة إلى السيطرة على الشرق الأوسط، وهنالك تكالب دائم لهذه القوى، هدفه أن تظلّ دولة أزمات، ما إن تتجاوز واحدة حتى تواجه ثانية. غير أنّ الأزمات والحروب والخسارات لم تُضعف من مكانة مصر. تصيبها بجراح نعم، أمّا أن تلغي عبقرية المكان والتاريخ، فهذا أمر لا تنال منه العوارض مهما تكاثرت.
الخلاصة: يصعب أو يستحيل رؤية شرق أوسط بلا مصر كعمود أساس فيه، ومصر ينبغي أن تُقوَّم كما هي.. فهي كيان عصيّ على الإضعاف، وإلغاء المكانة والدور.
السعوديّة: "السياسة" الأساس
أرفض وصف المكانة التي وصلت إليها المملكة الآن بـ"الطفرة". فالأمر أعقد من ذلك وأعمق. ومثلما نُظر لمصر في مجال النفوذ الكوني والسيطرة، نُظر للسعودية. وكأنّ سيناريو واحداً يُستنسخ لجعل أهمّ دولتين عربيّتين مسلمتين في حالة حصار دائم، وحاجة مصيرية للآخرين. الطفرة المفاجئة والصدفة التاريخية لا مكان لهما في تحليل نشوء القوى واتّساع النفوذ. حين تُحصي دولةٌ ما لديها من إمكانيات، وبصورة لا تقليل فيها ولا تضخيم، وتضع سياسة داخلية وخارجية متناسبة بدقّة مع هذه الإمكانيات... ساعتئذٍ تؤسّس أرض نفوذها الصلبة، وتفتح الدروب والمسالك التي كانت مغلقة، لدخول الحياة الدولية ومؤسّسات صنع القرار فيها. لنتذكّر كيف وُجد وانتعش لوبي عملاق داخل الولايات المتحدة حمّل السعودية المسؤولية عن تفجيرات 11 أيلول في نيويورك، ووصل حدّ المطالبة بحصارها، وإعلان الحرب عليها، ولم تتجاوز السعودية هذا "المضيق الأميركي" إلا بإنتاج سياسة تتيح ذلك.
في الوقت الراهن.. ألم يسعَ الإرهاب بشتّى صنوفه إلى جعل المملكة من أقصى حدودها إلى قلبها ساحةً للتخريب والدمار وما يُنتجان من آثار هدفها إضعاف المملكة وإلغاء دورها الراهن والمستقبلي؟
لم تنجح السعودية في التغلّب على الإرهاب بدعم من أيّ جهة، ولم تتجاوز الحرب عليها ومن يقف وراءها بفعل طفرة أو صدفة، وإنّما بفعل سياسة داخلية وخارجية وفّرت ذلك. وفي هذا الزمن وفي كلّ الأزمان، لا تحصد غير ما تزرع، وما يزرعه الآخرون فهو لأنفسهم وبالتأكيد على حساب غيرهم.
تركيا: صفر أزمات
في لقاء ضَمَّني وأحد أهمّ مستشاري الرئيس رجب طيّب إردوغان على غداء دعانا إليه سفيرنا آنذاك في أنقرة السيد نبيل معروف، ولأنّني لم أكن رسمياً ولا مبعوثاً للرئيس، ولا أيّ شيء من هذا القبيل، قلت للرجل الذي يجيد العربية أفضل منّي: "للشرق العربي بما في ذلك مغربه مفاتيح لا يملك أحد مهما بلغت قوّته تجاوزها، وأهمّها مصر والسعودية، من دون التقليل من أهميّة دول عربية قويّة كالمغرب والجزائر وغيرهما"، وقلت بصريح العبارة إنّ "التضحية بالعلاقة مع مصر والسعودية استثمار مضمون الخسارة، ونصيحتي أن يبادر الرئيس إردوغان إلى العودة لسياسة صفر أزمات. خصوصاً مع هاتين الدولتين. وإذا كان من حرَج جرّاء التزامات تركيا مع الإخوان المسلمين، فلتذهب إلى الوساطة، وليس إلى الانحياز وبناء السياسات كما لو أنّ محطة تلفزيونية يمكن أن تُسقط النظام في مصر وتعيد مرسي إلى القصر الجمهوري".
كان المستشار يهزّ رأسه موافقاً.
ليس مطلوباً إعلان حرب على أيّ طرف من أطراف المعادلة الإقليمية والدولية، وليس مطلوباً حصار أحد والتدخّل في شؤونه لإحداث تغييرات فيه، وليس مطلوباً دخول تنافس عدائي يمكن أن يوصف بالصراع. المطلوب أن توظَّف الإمكانيات على نحو إيجابي لتحقيق استقرار في منطقة مثلّث الاعتدال، وفي شأن القضية الأساسية التي تُثبت كلّ مرّة أنّها مركزية، فأضلاع المثلّث تتّحد على موقف عقلاني يحترمه العالم وجزء كبير من إسرائيل، ولا يخرج عمّا قرّرته الإرادة الدولية بإجماع نادر من أجل حلّ هذه القضية، وليس صدفة ولا طفرة أن تكون المبادرة العربية للسلام بمضمونها السلمي المعتدل الأساس الدائم للحلّ.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
7 مجازر و120 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 96)
شارك برأيك
مثلّث الاعتدال الشرق أوسطيّ: مصر - السعودية - تركيا