Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 25 يوليو 2023 1:52 مساءً - بتوقيت القدس

الاوضاع المعيشية في غزة بين الحقيقة القاسية وتصريحات المسؤولين المتفائلة

في احدث واخر صرخات الاحتجاج على الاوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة نظم عدد من المواطنين يوم الاحد الموافق ٢٣ تموز الجاري وقفة احتجاج في بعض احياء قطاع غزة واشعلوا خلالها الاطارات سخطا وغضبا من اوضاعهم المعيشية المأساوية التي يحيون خلالها تحت خط الفقر دون وجود مقومات لحياة طبيعية وكريمة ..


والاحتجاجات في قطاع غزة ليست جديدة فمنذ بداية الحصار الاسرائيلي قبل ١٧ عاما وغزة ترزح تحت ظروف اقتصادية ومعيشية واجتماعية مقلقة للغاية وعادة ما تخرج مسيرات  جماهيرية حاشدة بدعوة من الحراك الشبابي الفلسطيني للاحتجاج على سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتفاقم أزمة الكهرباء بسبب الحصار المفروض على القطاع.


ويردد المشاركون في المسيرات هتافات رافضة لاستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وتطالب السلطة الفلسطينية والقوى السياسية بالعمل على رفع المعاناة عن القطاع وإلغاء العقوبات المفروضة عليه بشكل كامل، وتوفير حياة كريمة لسكانه.


ويرفع المشاركون في المسيرات لافتات تحمل عناوين (إلى أين نحن ذاهبون؟" و"كفى حصارا"، ويطالبون برفع الحصار وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.


وبموازاة هذه المسيرات التي هدأت نسبيا في الاعوام القليلة الماضية بعد ان قامت الاجهزة الامنية لحكومة حماس بالتصدي لها فان التصريحات الصادرة عن مسؤولي حماس والجهاد الاسلامي والتي يتم من خلالها تقديم صورة معبرة ومتفائلة عن الاوضاع في قطاع غزة لا تعكس الصورة الحقيقية للاوضاع القاسية على الارض حيث يعاني  قطاع غزة للعام السابع عشر  على التوالي من أوضاع اقتصادية وإنسانية، لطالما وصفتها تقارير أممية ودولية بأنها الأسوأ في العالم.


وبدأت الأيام الأولى لحصار غزة عندما فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع إثر نجاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، ثم عززت إسرائيل الحصار في منتصف يونيو/حزيران 2007 إثر سيطرة حماس على القطاع عسكريا ومنذ هذه التواريخ حتى يومنا هذا يتعرض القطاع الى هجمات اسرائيلية بعضها كان واسع النطاق وتسبب في تدمير البنية التحتية وخنق فرص الامل لمواطني غزة بالحصول على حياة كريمة فيها كبرياء وهو ما يتناقض مع التصريحات الاخيرة لزعماء ومسؤولي الجهاد الاسلامي عقب العدوان الاخير على القطاع بان الحياة في القطاع مقبولة وجيدة ، فالاوضاع على الارض مغايرة تماما وما الاحتجاجات الاولية التي انطلقت يوم الاحد بشكل مقلص الا رسالة مفادها ان المواطن في غزة سئم العيش في ظروف معيشية مزرية وان من حقه الحصول على حياة كريمة كما يحياها ابناء القيادات والزعماء والمسؤولين وهذا ما ظهر من خلال الهتافات التي رددها المشاركون في الاحتجاجات ..


وتتفاقم صورة الاوضاع المأساوية تدريجيا في القطاع بسبب ارتفاع الاسعار والغلاء وفرض الضرائب والجمارك وهذه المعضلات اضافة للمشاكل المترتبة على الحصار الاسرائيلي دون بارقة امل كفيلة بتحريك مشاعر الغضب لدى السكان المحليين اذا لم تتدارك حكومة حماس الموقف قبل وقوع ما لا يحمد عقباه ..


صحيح ان الهدوء النسبي المرتبط بالحالة الامنية في قطاع غزة يوفر الامن والامان للمواطنين لكنه لا يمكن باي شكل من الاشكال ان يؤمن لهم الماء والطعام والدواء والكهرباء او يخلق  فرص عمل جديدة فالامور لا زالت على حالها دون اي انفراجة في المباحثات والمفاوضات التي تجري من وراء الكواليس والتي تهدف الى فتح مشاريع عمل امام المواطنين وبناء مرافق ومدن اقتصادية وانشاء ميناء عصري والسماح بحرية الحركة والتنقل الى الخارج ومد القطاع بشبكات حديثة للكهرباء والماء وغيرها من الامور المتعلقة بالبنية التحتية ،وفي كل محاولة  للتقدم تجد الكرة عادت الى الملعب الخلفي بسبب مواجهة او صدام او توتر فالى متى؟ 


عنوان استراتيجي يرفعه ويصرخ من اجله مواطن القطاع الفقير ويقول الى متى سنبقى رهينة للحصار والانقسام الذي يخنقنا ويعزلنا عن العالم؟


أن اوان ان تتحرك المياه الراكدة وان تتدفق بغزارة لتحقيق احلام وتطلعات مواطني قطاع غزة خشية اندلاع موجة قاسية من مظاهر الاحتجاج تؤخر ولا تقدم شيئا في حياة المواطنين وتفرض مجددا صورة قاتمة لواحدة من اكثر بقاع العالم فقرا ومأساوية .

دلالات

شارك برأيك

الاوضاع المعيشية في غزة بين الحقيقة القاسية وتصريحات المسؤولين المتفائلة

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 94)