أقلام وأراء

السّبت 17 يونيو 2023 10:31 صباحًا - بتوقيت القدس

هل اقتربت المواجهة الروسية الاميركية الاوروبية ؟ .. علامات ومؤشرات

لاشك بأن العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا أضحت اليوم حربا تدور بين روسيا وخمسين دولة تدعم اوكرانيا وإن أخذت طابعا غير مباشر، الا أن ما تقدمه هذه الدول من دعم مالي (٤٤٣ مليار دولار خلال عام ٢٠٢٢) وعسكري (أحدث انواع السلاح والمعدات العسكرية والتدريب والاستخبارات وتجنبد المقاتلين )ودعم معنوي، لن يبقى على حاله وسيتحول الى دعم وتدخل مباشر ومشاركة في القتال بالميدان، لاسيما وأن على رأس هذه الدول الولايات المتحدة الاميركية وتدفع بهذا الاتجاه.


فهناك قناعة عند الرئيس الاميركي بايدن بأن الحرب ستستمر واستنزاف القدرات الروسية سيستمر تحت ذريعة أنه طالما أن روسيا يقودها الرئيس فلاديمير بوتين، وهو ما يهدد زعامة الولايات المتحدة للنظام العالمي الجديد، كونها القوة العظمى المتبقية، وهو ما يحاول بايدن اقناع معارضي الدعم الاميركي لاوكرانيا بذلك، حيث وجّه نحو 14 شخصية سياسية ودبلوماسية خطاباً مفتوحا للرئيس جو بايدن، نشرته يومية "نيويورك تايمز" في 16 أيار الماضي، يناشدونه التزام الحل الدبلوماسي وإنهاء الحرب في أوكرانيا، مذكّرين بتعهّد حلف الناتو للرئيس السوفياتي غورباتشوف بعدم التمدّد شرقاً. واعتبرت المجموعة حلف الناتو بأنه "أحد مظاهر عسكرة السياسة الخارجية الأميركية الموصوفة بأحادية التوجّه وتغيير النظم وشن الحروب الاستباقية". وقد تضاعف عدد المعارضين خاصة بعد تسريب "مذكّرة بالغة السريّة" من البنتاغون، انتشرت بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، فحواها عدم تحقيق أوكرانيا أهدافها بعد إطلاقها للهجوم المضاد ("واشنطن بوست"، 10 نيسان 2023)، لذلك سيسعى بايدن ومعه دول الناتو الى ما تعتبره موسكو خطا أحمر وهو:


اولا : تزويد الولايات المتحدة الاميركية نظام كييف بطائرات "أف ١٦". وهذا يعني ان يصبح لدى كييف ذراع طويلة تشكل خطرا جديا على موسكو وتعتبره سلاحا كاسرا للتوازن.


ثانيا : أ. تحديد مصير اوكرانيا في حلف الناتو واقرار عضويتها خلال قمة الناتو التي ستعقد في ليتوانيا في ١٢،١١ تموز القادم. وهذا القرار إن اتخذ فانه يتيح للناتو الدفاع عن اوكرانيا بمشاركة جنود اميركيين ويتيح لهما مزيدا من النشاط العسكري على اعتاب موسكو.
ب. أو بتشجيع ودعم اميركي اتخاذ قرار في حلف الناتو بتوسيع الحرب في اوكرانيا لتضم دول اوروبا الشرقية . وهذا تطوير لقرارات قمة مجموعة السبع التي عقدت في هيروشيما باليابان التي اثمرت عن زيادة الدعم لكييف وتشجيعها على الهجوم المضاد الذي لم ينجح .


ثالثا: تمهيدا لما جاء في الفقرة السابقة اجرت الولايات المتحدة الاميركية ودول حلف الناتو ومشاركة دولية واسعة (٥٠ وحدة) مناورات عسكرية بألمانيا، وُصفت بالتدريبات الجوية الأضخم منذ تأسيس الحلف. وتتزامن هذه المناورات التي تهدف لإظهار القدرة على الانتشار السريع والفاعل، مع مناورات أخرى مستمرة في رومانيا تحت تسمية "ديفندر 23" بمشاركة عشرات آلاف الجنود من 25 دولة.


رابعا: اتخاذ قرار بتزويد اوكرانيا باحدث منظومات الاسلحة وبمدفعية بعيدة المدى وتشجيعها على قصف اهداف حيوية في عمق الاراضي الروسية. وذلك خلال اجتماع وزراء دفاع الناتو المنعقد في بروكسل .


خامسا: توسيع رقعة تنفيذ العمليات الهجومية في اكثر من محور اضافة لما يجري ضد اقليم بيلغورود في الاراضي الروسية.


سادسا: تزويد اوكرانيا بقذائف مدفعية مزودة باليورانيوم المنضب والقذائف المحرمة دوليا.


سابعا: الغاء الطلب من اوكرانيا بعدم استخدام الاسلحة الاميركية في هجمات على الاراضي الروسية ورفع الحذر عنها.
ثامنا: دعم محاولات اغتيال الرئيس بوتين على غرار ما جرى في شهر ايار الماضي اثناء قصف مقره في الكرملين بالمسيرات او بوسائل وأساليب أخرى.


تاسعا: دعم الجماعات المناهضة للرئيس بوتين وتدريبهم وتسليحهم ودعمهم بشكل واسع وتشجيعهم على شن هجمات ضد الداخل الروسي كما فعلوا في عدد من الدول العربية.


عاشرا: المشاركة بتنظيم انقلاب داخلي وقد جاء في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية: تاريخ روسيا حافل بالانقلابات على رأس السلطة فهل ينجو بوتين ؟ وتاريخ اميركا ودول الناتو حافل بالتدخل والانقلابات مثلما جرى ضد رئيس جورجيا ادوارد شيفرنادزة عام 2003 وفي اوكرانيا ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عام 2014 حين انتهت سلسلة من الأحداث العنيفة التي شارك بها متظاهرون وشرطة مكافحة الشغب ومسلحون مجهولون في العاصمة كييف ، بطرد الرئيس الاوكراني المُنتخب، فيكتور يانوكوفيتش ، وإسقاط النظام الأوكراني.



اميركا والغرب معها يدركون بان انتصار روسيا يشكل خطرا عليهم ويدركون أكثر بأن هزيمة روسيا تشكل خطرا أكبر عليهم وعلى العالم، وهو ما يشكل عنصر الردع بيد الرئيس الروسي بوتين، الذي يؤكد دائما جاهزية واستعداد الجيش الروسي لاستخدام السلاح الذي يتناسب وحجم التهديدات بما فيه السلاح النووي ، فاذا ما استخدمت الولايات المتحدة الاميركية السلاح النووي ضد هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 فربما يستخدم هذا السلاح أو أي سلاح دمار شامل آخر ضدها في بداية الصدام مع روسيا نتيجة اخطائها وعنادها وسعيها لهزيمة روسيا.
*خبير ومحلل عسكري

دلالات

شارك برأيك

هل اقتربت المواجهة الروسية الاميركية الاوروبية ؟ .. علامات ومؤشرات

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو وفيتو صفقة التبادل

حديث القدس

هل ما زالت ألمانيا تكره الحروب؟

وليد نصار

مكاسب استراتيجية للفلسطينيين

حمادة فراعنة

دورنا في مواجهة المعادلات الجديدة في ظل عجز أمريكا وأزمة إسرائيل

مروان أميل طوباسي

حماس وطوفان الأقصى.. والإكراهات الجيوسياسية

ماجد إبراهيم

رفح ثغر الشعب و حبل الصرة مع الأمة

حمدي فراج

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%5

(مجموع المصوتين 165)

القدس حالة الطقس