عربي ودولي
الخميس 27 أبريل 2023 1:06 مساءً - بتوقيت القدس
معارك عنيفة في العاصمة السودانية ودارفور على الرغم من الهدنة
الخرطوم - (أ ف ب)
تشهد مناطق في الخرطوم الخميس قصفا من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي لها على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعين، فيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان.
وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء، وافق الجيش السوداني مبدئيا على مبادرة للمنظمة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيغاد) بتكليف رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على حل الأزمة الحالية.
وبحسب بيان للجيش السوداني فقد شملت المبادرة "تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية" و"إيفاد ممثل عن القوات المسلحة وآخر عن الميليشيا المتمردة إلى جوبا بغرض التفاوض".
من جهتها لم ترد بعد قوات الدعم السريع على مقترح تكتل شرق إفريقيا.
وتدور المعارك منذ 15 نيسان/ابريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حربا بلا رحمة على السلطة، بعدما كانا حليفَين منذ انقلاب 2021 الذي أطاحا خلاله المدنيين.
وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات استمرت خلال الأيام الماضية على الرغم من هدنة بوساطة أميركية تم الاتفاق عليها الثلاثاء. ولا تزال الطائرات الحربية تحلق في سماء العاصمة وينخرط المقاتلون من الجانبين في قتال عنيف بالبنادق الآلية والأسلحة الثقيلة.
وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصًا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر.
كذلك أكدت نقابة الأطباء السودانية تعرض 14 مستشفى للقصف، وخرج من الخدمة بسبب الاشتباكات 19 منشأة طبية.
خارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد.
والخميس أفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بوقوع "اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة".
وفر مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، على ما أضاف الشهود.
وانتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة، بحسب بيان الأربعاء للأمم المتحدة التي قالت إن "نحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بعد تعطل دعم الغذاء بسبب القتال".
وفي طريقه إلى الحدود مع مصر المجاورة دعا أشرف وهو سوداني فر من الخرطوم، الضابطين المتناحرين إلى "وقف الحرب". وقال الرجل البالغ من العمر 50 عاما لفرانس برس في وسط الصحراء الشمالية إن "السودانيين يعانون ولا يستحقون هذا".
وأضاف "إنها حربكم وليست حرب الشعب السوداني".
ومع اشتداد حدة القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصرين في البلاد نقصا حادا في الغذاء والماء والكهرباء، فضلا عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر.
وتقدر الأمم المتحدة عدد الفارين بسبب الحرب في السودان إلى دول الجوار مثل جنوب السودان وتشاد بنحو 270 ألف شخص.
كما غامر عدد كبير من السودانيين بالخروج من العاصمة في رحلات شاقة وطويلة إلى مصر في الشمال وإثيوبيا في الشرق.
وقد تلقت الأمم المتحدة "تقارير تفيد بوصول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان".
ونظمت الحكومات الأجنبية من جميع أنحاء العالم في الأيام الأخيرة قوافل برية وطائرات وسفن لاجلاء الآلاف من مواطنيها من البلد الذي مزقته المعارك.
وفي هذا الإطار، أعلنت السلطات الفرنسية الخميس أن البحرية الفرنسية نقلت قرابة 400 أجنبي من السودان إلى السعودية ، ليرتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم باريس منذ بداية الأزمة إلى أكثر من 900 شخص.
وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي المواطنين البريطانيين الراغبين في مغادرة السودان إلى الرحيل "الآن". وكانت لندن قد أجلت 536 شخصا مساء الأربعاء على متن ست طائرات ، بحسب وزارة الخارجية
ومن المقرر أن تنظم رحلات أخرى الخميس قبل انتهاء الهدنة.
سادت حالة من الفوضى العارمة في السودان في ظل وقف إطلاق نار هش، بينما أعلن أحمد هارون أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول عمر البشير، الثلاثاء فراره من السجن مع مسؤولين سابقين آخرين. وأكد الجيش أن البشير نفسه محتجز في مستشفى نُقل اليه قبل بدء القتال.
وكان هارون مسجونا في سجن كوبر في الخرطوم. وهو مطلوب بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة" في إقليم دارفور في غرب السودان.
وأطاح الجيش عمر البشير تحت وطأة احتجاجات شعبية ضخمة ضده في العام 2019، وأوقف مع مساعديه وأبرز أركان نظامه.
وكان البشير في السجن نفسه. وفي 2021، وقّعت السلطات السودانية التي كان يشارك فيها آنذاك مدنيون، اتفاقا مع المحكمة الجنائية الدولية لتسليم البشير ومساعديه، لكن عملية التسليم لم تحصل بعد.
ونفّذ البرهان ودقلو في تشرين الأول/أكتوبر 2021 انقلابا أطاحا خلاله المدنيين.
وما لبث أن ظهر الصراع على السلطة بينهما، وصولا الى المعارك الدامية التي اندلعت قبل 13 يوما.
دلالات
الأكثر تعليقاً
"الدولة" التي تعبث بالعالم
إحياء الذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات في عدد من المحافظات
السعودية تُسلّم الدفعة الثالثة من الدعم المقدم لدولة فلسطين
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
الرئيس: الاستقلال هدف مركزي وحق مشروع نتمسك به ونضحي من أجله
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
الأكثر قراءة
خطة الحسم بدأت بالقضم قبل الهضم.. بدء العمل بالبنية التحتية لابتلاع الضفة الغربية!
القمة العربية الإسلامية المشتركة تدين جرائم الاحتلال المروعة والصادمة في قطاع غزة
تداعيات تخلّي قطر عن دور الوساطة على جهود إتمام الصفقة
مقتل 4 جنود إسرائيليين في معارك شمال قطاع غزة
وزير الاقتصاد الإسرائيلي: فليذهب القطريون للجحيم
نتنياهو: حين يصل ترمب سنضم الضفة
"الدولة" التي تعبث بالعالم
أسعار العملات
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 9:48 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.76
شراء 3.75
يورو / شيكل
بيع 3.99
شراء 3.98
دينار / شيكل
بيع 5.3
شراء 5.29
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 21)
شارك برأيك
معارك عنيفة في العاصمة السودانية ودارفور على الرغم من الهدنة