حذرت جمعية التنمية الزراعية – الإغاثة الراعية- من المخاطر التي تستهدف البيئة الفلسطينية حيث تعاني من إشكاليات وتحديات متعددة بدءًا من غياب الثقافة البيئة والتعديات المجتمعية ، وعدم الالتزام بالقوانين والتشريعات الخاصة بالمصلحة العامة، وتراجع تحمل المسؤولية البيئية، وتأجيل قضاياها واعتبارها ليست أولوية وصولا الى استهدافها سواء كان بصورة مباشرة او غير مباشرة.

وأوضحت الإغاثة الزراعية في ورقة سياسات حول تحسين البيئة الفلسطينية، أن غياب القانون الخاص بالبيئة والمحاسبة والمتابعة البيئية على ثقافة السكان تجاه البيئة والتي تترجم عبر سلوكيات وممارسات عملية وخصوصا تجاه الحفاظ على البيئة بعناصرها المختلفة أثر على البيئة الفلسطينية.

وبينت الإغاثة الزراعية ان البيئة الفلسطينية تفتقر الى وجود الناظم الذي يجتمع عليه الكل من اجل وضع الخطط لمواجهة الانتهاكات البيئة مشيرة الى انها تتعرض لانتهاكات من قبل الاحتلال الذي يعمل على تدمير ممنهج للبيئة الفلسطينية من خلال القاء القنابل الفسفورية وانعكاساتها القاتلة ليس فقط على الانسان بل والبيئة فوق الأرض وفي باطنها، وسياسة حرق التربة، ورش المبيدات والتجريف ، وفتح السدود.  

وتطرقت الورقة الى الجانب الحكومي المتمثل في غياب القوانيين الناطمة للبيئة الفلسطينية حتى وان وجدت فإنها غير مطبقة على ارض الواقع مما يساهم في تدمير الكثير من مكونات البيئة ، وتمثل الجانب الثالث في مؤسسات المجتمع التي تعنى في مجال البيئة اذ ان اهتمامها مقتصر على فترات زمنية معينة ويتضح ذلك من غياب برنامج بيئي متكامل يمتد لأعوام بهدف تعزيز الممارسات البيئة والسلوك البيئي الايجابي .

وأوضحت ورقة السياسات ان الغاية من هذه الممارسات هو نشر مفهوم وثقافة التعامل الأمثل مع البيئة، وتغيير السلوك اليومي للأفراد وإيصال رسائل مهمة متعلقة بضرورة إنجاح فكرة النهوض بالواقع البيئي.

ولفتت ورقة السياسات الصادرة عن برنامج "العدالة البيئية والمناخية في فلسطين تنفيذ " ائتلاف المؤسسات الأهلية الزراعية الفلسطينية "PAIC “الممول من: القنصلية السويدية في القدس وبالشراكة مع مؤسسة وي إيفيكت (We Effect) السويدية ان المواطن يساهم بصورة في تدمير البيئة وإلحاق الأذى بها من خلال الممارسات التي ينتهجها يوميًا، مما ينعكس سلبا على واقع البيئة الفلسطينية

وأوصت الورقة بتعزيز الثقافة البيئية وتفعيل القوانيين الخاصة وتفعيلها والتشبيك بين المؤسسات ذات العلاقة للوصول الى رؤية بيئة سليمة يمكن تطبيقها والعمل على اعداد الدراسات والأبحاث المختصة بالشأن البيئي ، وافتتاح تخصصات في الجامعات حول البيئة والتعرف على تجارب الدول في المحافظة على البيئة وتبني مبادرات بيئية يشارك فيها افراد المجتمع .

ودعت الورقة الى تشكيل منتديات إعلامية متخصصة في الشأن البيئي والاستثمار الأمثل للإعلام الرقمي في تعزيز السلوكيات البيئة الإيجابية والعمل على انشاء مبادرات وطنية بعنوان "سلامته في بيئتك"، سيما وأن المتتبع للإعلام لن يجد اعلامًا متخصصًا في الشأن البئي الا الشيء اليسير الذي لا يتناسب وحجم الكارثة البيئة.