شاركُ عددٌ من الوزارات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص بمجموعة من المشاريع والتقنيات التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة والحفاظ على البيئة في المعرض المُصاحب للمُلتقى الهندسي الخليجي الرابع والعشرين الذى اختتم اعماله بالدوحة الخميس .

وقال مُشاركون في تصريحات خاصة لـ الراية: إن هذه المشاريع تهدف إلى إعادة تدوير المُنتجات واستخدامها مرة أخرى في المشاريع المُختلفة اوإطلاقها كمُنتجات جديدة، لا سيّما في تدوير مخلفات الإطارات والإسفلت والبلاستيك والمعادن والبطاريات والإلكترونيات وزيوت الطبخ المُستخدمة في الطهي وإنتاج حوائط صديقة للبيئة عازلة للحرارة والصوت ومقاومة للحريق إلى جانب إعادة تدوير المُخلفات الطبية قريبًا. ولفت هؤلاء إلى استخدام أجهزة تُحَقق الاستدامة وتُحافظ على البيئة كأجهزة قياس نسب الغازات الخطيرة التي تخرج من المداخن وفحص جودة المياه، إلى جانب أجهزة كشف شدة الضوضاء في البيئة الصناعية والسكنية والتجارية.

مجموعة شاطيء البحر :

إعادة تدوير 300 طن من البلاستيك شهريًا

أشارت أروى سلامة من مجموعة شاطئ البحر إلى مُشاركة المجموعة بالمُلتقى عبر قطاع إعادة التدوير والاستدامة، من خلال التعريف بمصانع إعادة التدوير التي تتبع المجموعة، وأهمية المُحافظة على البيئة وتحقيق الاستدامة، وفقًا لرؤية قطر 2030، مثل تدوير مخلفات البلاستيك والمعادن والبطاريات والإلكترونيات وزيوت الطبخ المُستخدمة، موضحة البدء في إعادة تدوير المخلفات الطبية قريبًا.

وقالت: يتم إعادة تدوير 300 طن شهريًا من البلاستيك وإصداره كمنتج نهائي، ونحن المصنع الوحيد في قطر الذي يكمل سلسلة إعادة تدوير مخلفات البلاستيك، حيث يمر البلاستك ب 7 مراحل للوصول إلى المنتج النهائي، حيث يتم إعادة تدوير جميع عبوات المياه PET إلى أشرطة تغليف بدايةً بجمع النفايات وفرزها ومُعالجتها وتصريفها واسترجاع المواد وتحويلها للمصانع.

وتابعت: نحاول من خلال الملتقى توعية أفراد المُجتمع حول أهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة وإعادة التدوير لجميع فئات المُجتمع، حيث تحرص المجموعة على توعية طلاب المدارس عبر الورش التوعوية والمُحاضرات التثقيفية، وعلى مستوى الأهالي والشركات إلى جانب الأطقم الإدارية والأكاديمية، كما يتم إجراء حملات تنظيف سواء للشواطئ أو المناطق الأثرية.

المهندس عمر أحمد:

حوائط عازلة للحرارة والصوت ومقاومة للحريق

أشارَ المُهندس عمر أحمد من مصنع جرين وول للألواح ثلاثية الأبعاد إلى إنتاج المصنع حوائط صديقة للبيئة عازلة للحرارة والصوت، ووزنها خفيف ومقاومة للحريق لأنها من ألواح البولسترين العازلة مع شبك حديد تسليح مجلفن من الجهتين يتم تركيبها في الموقع ومن ثم وضع طبقة من البلاستر (الإسمنت والرمال). وقال: تكلفته كالطابوق العادي، لكنه يوفر عزلًا حراريًا، بمواصفات أعلى من الطابوق الخفيف والطابوق العازل، بداية من تكاليف نقله من المصنع للموقع وتوفير العمالة المطلوبة لتركيبه وكميات الرمل والإسمنت المستخدمة في المبنى بوجه عام، موضحًا السهولة والسرعة في تنفيذ عمل تمديدات الكهرباء والمياه والخدمات بدون تكسير في الموقع، وتكون الجودة المستخدمة أعلى من الطابوق العادي بشكل كبير.



وتابعَ: المُنتج يؤثر بشكل مباشر في توفير تكاليف الإنشاء والوقت والجهد، واستخدام الطاقة الكهربائية، خاصةً المكيفات مع تحقيقه نسبة عزل 100% مقارنةً بالطابوق العادي حيث يوفر 16 سم من الفوم العازل لكل سمك 20 سم في الحوائط، وهو ما يتجاوز كثيرًا مواصفات البلدية لمواصفات العزل الخارجي للمباني بثلاثة أضعاف بدون أي جهد إضافي أو أي مصاريف إضافية ، مُشيرًا إلى تطبيق استخدامه في العديد من المشاريع الحكومية والخاصة، لا سيما أنه يتماشى مع التوجه العام لتوفير الكهرباء أو الترشيد، موضحًا حصوله على جائزة أفضل مُنتج محلي مُستدام في مُسابقة ترشيد «كهرماء».

المهندس محمد عبدالعظيم :

أجهزة للتفتيش على المداخن والمياه والضوضاء

استعرضَ المُهندسُ محمد عبدالعظيم من إدارة الرصد والتفتيش البيئي بوزارة البيئة والتغير المناخي، الأجهزة التي تستخدمها الإدارة للحفاظ على جودة البيئة ومنها جهاز لقياس انبعاثات المداخن، وذلك لقياس نسب الغازات الخطيرة التي تخرج منها، وقال: نستخدم أيضًا جهازين لفحص جودة المياه حيث يتم من خلالهما الحصول على الخصائص الفيزيائية للمياه، من درجة الحرارة ونسبة الأكسجين بشكل سريع، ليتم الاستدلال إذا ما كان الماء مُلوثًا، ومعرفة ما إذا كانت النسبة الفيزيائية مخالفة للقانون، ومن ثم أخذ عينات إلى المختبرات المركزية لفحصها، وجهاز آخر لقياس نسبة الكلور في المياه، عبْر أخذ عينة من المياه ووضع بودرة كاشفة بها، تتفاعل مع الكلور بحيث إذا كانت نسبته عالية تتحول إلى اللون الوردي وبناءً على درجة نسبة اللون وقوته يتم الحصول على نسبة الكلور بالمياه ويتم استخدامها في مياه التبريد بالمصانع.

وتابعَ: نستخدم أيضًا جهازًا لكشف شدة الضوضاء، حيث إن القانون حرص على أن تكون هناك محددات للضوضاء في ثلاثة أماكن كالبيئة الصناعية والبيئة السكنية والبيئة التجارية بحيث تكون أقل ضوضاء في المناطق السكنية ومسموح بضوضاء بنسبة أعلى في التجارية وبنسب أعلى وأعلى في البيئة الصناعية، وبكل الأحوال لا تزيد عن نسبة تؤدي إلى الإضرار بالإنسان، وتم ربطها في البيئة الصناعية بمدة العمل وعدد الساعات التي يتعرض لها العامل من الضوضاء.

الجازي المنصوري :

استخدام نفايات الإسفلت في الخرسانة
نوَّهت الجازي المنصوري من قسم المختبرات بهيئة الأشغال العامة «أشغال» بالعديد من الأبحاث الناجحة في إعادة التدوير، ومنها استخدام مطحون المطاط الذي يتم الحصول عليه من إطارات السيارات التالفة وخلطه بالخامات الإسفلتية، مما حسَّنها بشكل كبير، لا سيما أنه يوجد ما لايقل عن 1.9 مليون إطار مُستهلك يتم التخلص منها كل عامين إلى أربعة أعوام في مكب الإطارات.

ولفتت إلى نجاح اختبار استخدام 15% من نفايات الإسفلت في الخرسانة الإسفلتية المُعاد تدويرها، ويعمل المختبر حاليًا لرفع النسبة في حدود من 40% إلى 50% ليتم استخدامها في الخرسانة الإسفلتية ضمن مشاريع الهيئة.

نور الحميدي :

تخطيط عمراني لخلق حياة عمرانية مستدامة

أشارت نور الحميدي – من التخطيط العمراني – إلى توفير تخطيط عمراني لخلق حياة عمرانية مُستدامة، وذلك عبر وضع القوانين التي تُحقق تطوير المدينة بشكل عام سواء التشريعات الخاصة بالبلديات إلى جانب التفاصيل الصغيرة التي تختص بتطوير المشاريع سواء الواجهات والشوارع التجارية وغيرها. وقالت المُهندسة لبنى خلف، من التخطيط العمراني: هناك طابع معين للواجهات المعمارية لكل منطقة بما يُحافظ على الهُوية القطرية، وتُحافظ على ثقافة الفرد بما يُحقق خلق البيئة المستدامة والبيئة الخضراء والنظيفة وذلك عن طريق استبعاد عنصر السيارات لتنظيف المدينة للوصول لبيئة مناسبة للإنسان وتعكس الثقافة على حد سواء. ولفتت إلى توجيه المعايير التخطيطية الخاصة بنسب البناء وعدد الطوابق والارتدادات لتُحافظ على السلامة والصحة للفرد المُستخدِم لتلك المباني وطريقة الوصول إليها وتحافظ على البيئة الداخلية للفرد سواء فتحات النوافذ والإضاءة ومقاسات الغرف الداخلية، حيث إن المسكن هو أبرز الاهتمامات الاستراتيجية.

وأضافت: على سبيل المثال هناك العديد من المباني الإدارية التي استخدمت في بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، تم تحويلها إلى شقق فندقية وشقق سكنية، وهو ما تحقق من خلال استخدام كود البناء بما يخدم الاستخدامات العديدة للمباني.