أنهت اللجان المتخصصة ، التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني الشامل تحت شعار " نحو تطوير أليات جديدة قابلة للتطبيق لمواجهة حكومة "حسم الصراع " الصهيونية تحوز على الاجماع الوطني ، والذي تنظمه مؤسسات وفعاليات مخيم جنين في قاعة نيسان .

وأفاد الناطق الرسمي باسم المؤتمر فتحي خازم " أبو الرعد " ، في حديث لمراسل الـ "القدس" دوت كوم، أن المؤتمر سيجمل كافة القوى والفصائل والاحزاب والمؤسسات الفلسطينية من كافة الطيف الفلسطيني من كافة أرجاء الوطن ، للتاكيد على أن فلسطين أكبر من الجميع ، للبحث والنقاش والوصول لتوصيات ووثيقة اجماع وطني شاملة .

وأوضح خازم ، أن فكرة المؤتمر تأتي انطلاقاً من الاوضاع الفلسطينية الداخلية والمخاطر التي يتعرض لها المشروع الوطني، بدءاً من أنسداد أفق حل الدولتين والانقسام وعدم تحقيق خطوات عملية باتجاه المصالحة ، إضافة لغياب برنامج عمل وطني فلسطيني لمواجهة التحديات، وعلى رأسها برنامج لمواجهة حكومة "حسم الصراع" الاسرائيلية والتي يضاف لها ، اهتزاز المنظومة الاجتماعية، وتصاعد أعمال القتل والجرائم في المجتمع الفلسطيني، وتنامي المصاعب الاقتصادية التي تفرض وتعاني منها كل شرائح شعبنا، وغياب الحلول الديمقراطية والانتخابات، وتنامي حالة المقاومة باشكالها المختلفة في الاوساط الشعبية، وصعود الصهيونية الدينية ومخططاتها ضد شعبنا .

 وأضاف " أمام كل هذه العناوين والمعطيات الهامة ، تداعت المؤسسات والفعاليات والشخصيات الوطنية لتبني فكرة عقد مؤتمر وطني ، في ظل الحاجة لتطوير وأنتاج أليات جديدة قابلة للتطبيق تحوز على الاجماع الوطني وبالشراكة بين السياسيين والاكاديميين والنخب الفكرية لمواجهة حكومة حسم الصراع عبر استراتيجية وطنية جامعة" .

اهداف المؤتمر :

من جانبه ، أوضح الدكتور نضال أبو ناعسة من منسقي المبادرة ، أن المشاركين في المؤتمر الذي تشارك فيه قيادات وشخصيات ونخب فلسطينية تمثل كافة القوى، سيناقشون المعوقات والتحديات التي تواجه اطلاق حوار وطني فلسطيني شامل بين كل قطاعات شعبنا ، اضافة لتطوير اليات ووسائل لتذليل الصعوبات بالشراكة بين النخب الفكرية والاكاديمية والسياسيين ، وصولاً للخروج باليات عمل واضحة تصون وحدة الموقف الفلسطيني على قاعدة الثوابت المشتركة، وانجاز وثيقة وطنية جامعة بمحاورها الاربعة :سياسية واجتماعية واقتصادية وقانونية ، لتشكل قاعدة للانطلاق نحو العمل المشترك ، وتشكيل لوبي ضاغط لدفع المستوى السياسي والحزبي، لتبني الوثيقة الوطنية التي ستخرج عن المؤتمر ، والاجابة على سؤال "كيف نستطيع توحيد شعبنا لمواجهة المشروع الصهيوني الديني المتطرف الذي انتج حكومة حسم الصراع ؟".

ركائز المؤتمر ..
قال رمزي فياض من منسقي المؤتمر ، انه يستند الى التفاهمات والاتفاقات الوطنية ، ولايعتبر نفسه بديلا عنها ، وهدفه اقتراح اليات عملية تخدم وتقود تطبيق الاتفاقات الوطنية ، مؤكداً أن مشاركة المستوى السياسي بمختلف مستوياته أساسي ومهم ، لاجراء نقاش معمق مع النخب الثقافية والعلمية والمجتمعية للوصول الى اليات خلاقة وعملية قابلة للتطبيق من الكل الفلسطيني .

وقال فياض " ما يمارسه الاحتلال من عدوان ومجازر وسياسات قمعية ، واستهداف محافظتي جنين ونابلس تحديداً ، وارتقاء المزيد من الشهداء ، يدعونا جميعا ً للتحرك ، باتجاه انجاز مصالحة فلسطينية تستكمل من خلالها مسيرة الوفاء لدماء شهداءنا و الحفاظ على حياة ابناء شعبنا وتحويلها لانجازات "، وأضاف " لدينا قناعة ويقين ، انه بدون وحدة وطنية فلسطينية جامعة وحقيقة ، لانستطيع ايصال رسالتنا عبر المحاكم الدولية، ولن يكون لدينا مناعة وقوة لمواجهة المحتل ".

ومن المقرر ، أن تنطلق فعاليات المؤتمر صبيحة يوم غد السبت في مخيم جنين ، وقال الناطق باسمه أبو رعد " المؤتمر ،عمليا دعوة لابناء شعبنا لمواجهة هذه الهجمة التي تستهدف الانسان والمقدسات والارض والاسرى، وبالتالي جهود المؤتمر، التي قام فيها فريق متنوع سياساً على مدار فترة طويلة جدا ، هدفه الاساسي التأسيس لاجراء حوار وطني شامل لتذليل الازمات والعقبات امام مصالحة فلسطينية "، وأضاف " الحملة الشرسة للاحتلال ، تستدعي اعلان حالة اشتباك نضالي وسياسي وقانوني مع محتل انحلالي وعنصري لقائم على القتل والتشريد والتهويد والاستيطان ، وهذه المسائل تدعونا تماما لانجاز وحدة وطنية تمكن شعبنا الصمود على ارضه ومواجهة المخاطر التي باتت تحيط فيه ".