واشنطن – "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - بررت وزارة الخارجية الأميركية الغارة المميتة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة، على اعتبار أنها "جزء من حق دفاع مشروع عن النفس لإسرائيل"، في تباين واضح عن رد فعل الوزارة للمداهمات السابقة لجيش الاحتلال.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، ردًا على سؤال مراسل "القدس" دوت كوم، عن موقف الإدارة الأميركية من مداهمة جيش الاحتلال لمخيم جنين مساء الثلاثاء التي أدت إلى استشهاد سنة مواطنين فلسطينيين وجرح 26 آخرين، وما إذا كان يعتقد أن رئيس وزراء إسرائيل يحاول تصدير أزمة حكومته بالانتقام من الفلسطينيين : "بخصوص هذا الموضوع  نحن نتفهم أن الجيش الإسرائيلي الذي قال علنًا إنه كان يلاحق منفذًا قتل مدنيين إسرائيليين في ما لا يمكن وصفه إلا بأنه هجوم مروع في أواخر الشهر الماضي إن إسرائيل كما أوضحنا من قبل لها الحق المشروع في الدفاع عن شعبها وأرضها ضد جميع أشكال العدوان، بما في ذلك بالطبع اعتداءات الجماعات الإرهابية" متبنيا بذلك إدعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

واضاف برايس "ولقد رأينا، كما ذكرت للتو الكثير من الأمثلة الحية للتهديد الإرهابي الذي تواجهه إسرائيل، بما في ذلك في الأيام الأخيرة. ما زلنا نشعر بقلق عميق إزاء الارتفاع الحاد في العنف في الضفة الغربية، ونواصل حث الأطراف على اتخاذ خطوات فورية لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، كما رأيتم في قراءة من مناقشة وزير الخارجية أمس مع الوزير (رون) ديرمر (وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة نتنياهو) و مستشار الأمن القومي (هنغبي) ..كانت تلك رسالة كررها الوزير في هذا السياق أيضًا".

وأكد برايس "لقد قلنا هذا مرات عديدة من قبل، لكننا ما زلنا نعتقد أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار؛ هذا يبقى هدفنا، ويظل هذا هدفنا بعيد المدى، في المقام الأول لإبقاء احتمالات حل الدولتين المتفاوض عليه حيا على طريق تحقيق ذلك، أما الهدف على المدى القريب هو الهدف الذي نستمر في التأكيد علنا وسرا، على أنه يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين اتخاذ خطوات على أساس عاجل لتهدئة التوترات، واستعادة الهدوء، ووضع حد لدوامة العنف هذه التي أودى بحياة الكثير من الجانبين".

وفي رده على سؤال مراسلنا، بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في ضوء اعتبار إسرائيل لكل الفلسطينيين "إرهابيين" وكل احتجاجاتهم على الاحتلال جزءً من الإرهاب، قال برايس "كما قلت قبل قليل هدفنا في المقام الأول الحفاظ على احتمالات حل الدولتين المتفاوض عليه، وفي النهاية المساعدة في تحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه. إن الغاية النهائية التي نسعى إليها، والتي سعت إليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والتي تسعى إليها الدول في جميع أنحاء العالم هي دولة مستقلة للشعب الفلسطيني، حيث يمكن أن يعيش مع تدابير متساوية من الأمن والازدهار والاستقرار والحرية والديمقراطية، والأهم من الكرامة".

وكانت سلطات الاحتلال قد أرسلت قوات عسكرية كبيرة من جيش الاختلال قدرت بنحو 40 آلية عسكرية مدعومة بقوات خاصة قد تسلل جنودها إلى مخيم جنين بزي مدني، وحاصروا منازل في شارع مهيوب شرق المخيم، وقصفت هذه القوة أحد المنازل بصواريخ في حين كانت مروحيات ومسيرات تشارك في الهجوم.

وفي رده على سؤال مراسل "القدس" دوت كوم، عن اقتحام المستوطنين يوم أمس في "عيد المسخرة اليهودي" لبلدة حوارة بحامية ومشاركة جنود الاحتلال الإسرائيلي قال برايس: "لقد تحدثنا بوضوح عن هذا الأمر. لقد شجبنا جميع أشكال العنف. نحن على دراية بتقارير عن هجوم آخر على حوارة من قبل مستوطنين بالأمس، كما أشرت. ويأتي ذلك بعد أسبوع واحد فقط من الهجمات غير المقبولة تمامًا وإحراق الممتلكات في نفس القرية. نحن قلقون للغاية من هذه الأحداث والعنف المستمر في إسرائيل والضفة الغربية. إننا نقدر بشدة تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس هرتسوغ وآخرين في إسرائيل الداعية إلى وقف أعمال العنف الأهلية. يجب متابعة المساءلة والعدالة بنفس القدر من الصرامة في جميع حالات العنف المتطرف ، وتخصيص موارد متساوية لمنع مثل هذه الهجمات وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".

وأضاف برايس "إن الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة تؤكد لنا هشاشة الوضع في الضفة الغربية والحاجة الملحة لزيادة التعاون لمنع المزيد من العنف. لقد أعربنا عن قلقنا بشأن رفاهية السكان المدنيين في حوارة، وكما قلنا مرارًا، يستحق الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء العيش في أمان".