روما- (شينخوا) بفضل الطقس الشتوي المعتدل وارتفاع معدلات التخزين، استقرت أسعار الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي حاليا عند المستويات التي شوهدت قبل بدء الأزمة الأوكرانية، لكن المحللين يعتقدون أن التحديات التي تواجه قطاع الطاقة الأوروبي لا تزال بعيدة كل البعد عن الانتهاء.

وفي الأسبوع الماضي، أغلقت أسعار الغاز في مرفق نقل الملكية الهولندي عند 65 يورو (69.3 دولار أمريكي) لكل ميغاوات ساعة، وهو أدنى سعر في البورصة منذ بداية الأزمة الأوكرانية. وبحلول يوم الجمعة، ارتفعت أسعار عقود الغاز لتسليم فبراير بشكل طفيف إلى 69 يورو لكل ميغاوات ساعة، لكنها لا تزال أقل بكثير من المستويات الأخيرة، وجزء بسيط من ذروة 342 يورو لكل ميغاوات ساعة المسجلة في أغسطس 2022.

وذكر دافيدي تاباريلي، أستاذ مساعد في الهندسة الصناعية في جامعة بولوغنا والمؤسس المشارك لمنظمة "إن إي- نوميسما إنرجيا"، وهي مؤسسة أبحاث لقطاع الطاقة، أنه من المهم وضع الانخفاضات الأخيرة في الأسعار في منظورها الصحيح.

وقال تاباريلي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه على الرغم من الانخفاض، فإن أسعار الغاز "لا تزال مرتفعة بشكل غير عادي مقارنة بالمتوسطات طويلة الأجل". وحذر من أن هناك "علامات على الركود قادمة بسبب ارتفاع الأسعار الناجم عن أزمة الطاقة هذه وارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ النشاط الاقتصادي".

وأفاد تاباريلي "ما زلنا في وسط صراع وظروف طاقة لم نكن نتخيلها في الماضي"، مبينا أن "التحديات لم يتم حلها بعد".

ويعتقد أنتوني فروغات، نائب المدير وكبير الباحثين في برنامج البيئة والمجتمع في تشاتام هاوس في لندن، أن مشاكل تخزين الغاز ستظل تمثل تحديا في المستقبل، حيث أن احتياطيات الغاز التي تعتمد عليها البلدان الآن مليئة إلى حد كبير بالغاز الروسي.

وقال إن "الغاز الروسي ساعد في تمكين الدول ... من الوصول إلى أهداف (التخزين) بنسبة 70 في المائة ... بحلول أكتوبر ثم في ديسمبر إلى 90 في المائة".

وأشار فروغات إلى أن ألمانيا وإيطاليا - وهما اقتصادان رئيسيان في الاتحاد الأوروبي يعتمدان بشدة على الغاز الروسي قبل الأزمة الأوكرانية - تسارعان إلى بناء محطات جديدة للغاز الطبيعي المسال لاستيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال من مصادر أخرى.

وأشار إلى أنه حتى لو تمكنت الدول الأوروبية من تجاوز هذا الشتاء دون مزيد من الارتفاعات في الأسعار، بسبب عدم اليقين في السوق، فقد تظل هناك تحديات لإعادة ملء أنظمة تخزين الغاز قبل الشتاء المقبل. (يورو واحد = 1.07 دولار أمريكي)