أقلام وأراء
الأربعاء 04 يناير 2023 10:38 صباحًا - بتوقيت القدس
الجماهير والثورة والقيادة
بقلم: الأسير قتيبه مسلم - أبو حمدي
في ذكرى انطلاقة شرارة الثورة الفلسطينية المعاصرة الثامنة والخمسين تندفع الجماهير الفلسطينية الهادرة في كافة ساحات الانتشار الفلسطيني لإحياء هذه الذكرى المباركة والمجيدة ذكرى النور الفلسطيني الكفاحي الذي أضاء عتمة ليل المنفى والشتات والغربة ونبضَ في قلوب الباحثين عن النجاة والحرية والعودة ونار الثورة اللهابة التي تحرق خرافات الاستعمار وجنون ومشروع المستعمرين المستوطنين بتضحيات الفدائيين من آمنوا بالله أولاً وعشقوا أرض الوطن فلسطين ونذروا أنفسهم قرابين لأجل مواجهة هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني العدواني الذي يستهدف كل تفاصيل الحياة الفلسطينية المتجذرة والأصلانية.
مسيرة طويلة منذ الفاتح من كانون عام 1965حيث أطلقت طلائع فتح الثورة رصاصاتها وشعلة الفداء والحرية والكرامة والعودة متجاوزين كل الارهاصات والأفكار والأيديولوجيات وهويات الأحزاب المتناحرة والتي استثمرت طاقة الشباب الفلسطيني الباحث عن الحرية والهوية والاستقلال في معارك ثانوية جانبية لتكون فتح الثورة المعبر الحقيقي عن طموحات وآمال أبناء الشعب الفلسطيني وحاملة رسالته الوطنية و أهدافه وطموحاته التحررية لأنها انطلقت من الشعب وللشعب تقدم وتضحي.
فكانت الثورة شرارة رفض للهزائم والنكبة والاستعمار والصمت العربي بأقل الإمكانيات المتوفرة مستندة على إرادة الجماهير الحرة وإيمان الثوار وصبر الثائرين الفدائيين نحو التحرير.
وما بين لحظة الانطلاقة الثورية المظفرة قبل ثمانية وخمسين عاماً ولحظة إحياء هذه الذكرى المباركة هناك معارك وبطولات وجراح وتضحيات وشهداء وأسرى وتاريخ بطولي محتشد بالعطاء والتضحية والإيثار وأيضاً هناك العديد من الكبوات والإخفاقات والسلبيات والتناقضات لكن فتح الثورة رغم كل سهام الاستهداف والحصار والتركيع والاستيعاب بقيت عصيةً على التشرذم والانقسام تقبل التكابل والتفاضل والتنافس في خنادق الفعل الثوري وميدان التضحية والشهادة والبناء الوطني وترفض السير في دولاب الأنظمة الدكتاتورية والخنوع لإرادات الدول الكبرى الحامية للمشروع الاستعماري في أرض فلسطين الغالية.
ورغم التباينات الفكرية والسياسية بين مكونات منظمة التحرير الفلسطينية كإطار جبهوي نضالي يمثل الكيان الشرعي الممثل لإرادة الفصائل والشعب الفلسطيني فإن الحد الأدنى من التفاهم والحوار وروح الأخوة بقيَ حارساً للعلاقة الكفاحية والثورية داخل هذا الإطار الشرعي القيادي.
ما يهمنا في هذا السياق ونحن نرى وعبر كافة المحطات والشاشات وخاصة محطتنا الفضائية الوطنية الرسمية فضائية فلسطين روح حريتنا وتواصلنا الزحف الجماهيري الثوري في رام الله البطولة وغزة الثورة التي لا تهدأ غزة النظام والمهنية والأداء التنظيمي الفتحاوي المميز وكل ساحات التواجد الفلسطيني الذي يعلن بكل جرأة وشجاعة أن قواعد وأنصار وأعضاء وهياكل حركة فتح وجماهير الشعب الفلسطيني هي القيادة الحقيقية وتسبق القيادة الرسمية في الانتصار لفتح ووحدتها وتماسكها وتؤكد بهذا الزحف الثوري النضالي والانتماء الواعي الرفض لكل محاولات المتربصين بفتح وحضورها وجماهيريتها وبرنامجها خارجياً وداخلياً والإصرار أن هذه الحركة الثورية لن تفقد البوصلة ميدانياً وشعبياً وتنظيمياً وهي بحاجة إلى علاج حقيقي وجذري لأمراض الجسم القيادي الأعلى الذي لا يرتقي بأدائه وسلوكه وفعله إلى مستوى تاريخ حركة فتح ونضالها وطموحات أبنائها وجيشها الثائر.
فالجماهير المحبة والمنتمية لفتح تعي خطورة المرحلة والمعارك الصعبة التي ستخوضها ضد الاحتلال دفاعاً عن الثوابت والأهداف الوطنية والزلازل القاسية للأسف التي يسببها عدم انضباط بعض القيادات لأصول القيادة الثورية والانسياق وراء نزاعات سلبية تخدم كل المتآمرين على فتح وتاريخها ورغم ذلك كان الرد الجماهيري التنظيمي الفتحاوي حازماً وقاطعاً خاصة في غزة الكبرياء والنظام والعطاء والشهداء والانتماء هذا المشهد الفتحاوي المميز في كافة الساحات الذي عكس روح فتح قيادياً وقاعدياً تنحني له الهامات ويحمي مشروع فتح ورسالتها.
إن الجماهير هي صاحبة السيادة والوصاية والقرار السيادي الديمقراطي وهي تتحرك بكل ضميرٍ ومسؤوليةٍ ومعرفةٍ وانضباط رغم العديد من التجاوزات والظلم الداخلي للعديد من الكوادر والأعضاء ومنطق الاستزلام الذي لا يليق بالحركات الثورية التحررية لتؤكد أن فتح ومكانتها وفكرتها ورياديتها ستبقى حصانة الوطن والمشروع الوطني.
هذه الجماهير التي هتفت في رام الله لتسمع صوت أبو الشهداء القائد أبو رعد حازم وأبو عمر ليلى وعدي التميمي ووالد الشهداء جواد وظافر الريماوي وكل الشهداء تعيد الاعتبار لشعلة المقاومة وبأن المقاومة بكافة أشكالها حسب قرارات الشرعية الدولية هي خيار الشعب المستَعمَر والمحتل الذي يواجه أعتى و أشرس أنواع الاستعمار الاستيطاني التفريغي.
وعلى القيادة المركزية في اللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري أخذ العبرة من قواعد الحركة وجماهيرها والارتقاء بمستوى العلاقة والأداء والتواصل إلى ما يليق بتاريخ هذه الحركة وتضحيات الشهداء والأسرى والجرحى لأننا لا نريد أن نكون كأسرى مجرد رموز عابرة أو شهداء للكسف الآني إننا جاهزون دوماً لنضحي ألف مرةٍ ومرة بأعمارنا وبكل ما نملك دفاعاً عن فلسطين والأقصى وعن حرية الأقصى والأرض والعودة والتحرير وفتح التي انتصرت دوماً بقانون المحبة و الأخوة والتفاني والإيثار الذي رسخه الشهيد القائد أبو جهاد الوزير تحتاج إلى جرأة قيادية تحترم إرادة الأعضاء وإرادة جماهير الحركة لرص الصف القيادي وتوحيده لأن المشكلة ليست بالجماهير والأعضاء التي لا زالت تقدم الدم والتضحيات لأجل الحرية والدولة والعودة ودفاعاً عن فتح وعن فكرة الشهداء وعن روح الشعب دوماً تنهض الجماهير عاصفة لا تهدأ وثورة إعصارٍ تحطم كل المؤامرات على الجميع أن يرتقي إلى ما يليق بحركة فتح ونضالها وتضحياتها.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 89)
شارك برأيك
الجماهير والثورة والقيادة