Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 31 ديسمبر 2022 10:58 صباحًا - بتوقيت القدس

كانت فكرة فأصبحت ثورة فخلقت كينونة متجددة

بقلم : حسين الشيخ


لم تكن حركة "فتح" ديانة او مذهباً لكنها سكنت النفوس والعقول وآمن بها الملايين، ولم تكن قنبلةً لكنها ارعبت اعداءها، ولم تكن ذكرى فإنها ذاكرةُ شعبٍ وامةٍ بأكلمها.
‎ولأن حركة "فتح" وثورتها تعجز عن وصفها الكتب فإن صفحةً واحدةً لا تنصفها ولا تختزلها، فتجف انهر الحبر أمامها.
‎وبعد مُضي "58 عاما" على أنبل فكرةٍ وظاهرةٍ في التاريخ تسير حركةُ "فتح" بخطى ثابتة نحو هدفٍ واحدٍ وقد اقسمت أن لا تضلَ الطريق الذي رسمه ابناءها وقادتها الشهداء منذ ميلادها الى اليوم.
‎وأمام المؤامراتِ عليها فانها لم تُخلق عبثاً بل من أجل هدفٍ واحدٍ في ليلةٍ حالكة من أبنائها الشرفاء المؤمنين بالحرية والنصر في ظل المؤامرات والمكائد السياسية ضد فلسطين الوطن والهوية والهوى الذي لم يمل سوى لها.
‎ورغم ما مرت به ورغم وعورةِ ما سلكت فإن عودها اشتد بهمة ابنائها اصحاب الهامات التي لم تنحنِ الا لله وحده، وهي تنفضُ اليوم الغبارَ عن نفسِها وتجددُ شبابها بوعدها الحر،وإن كانت طريقها ليست مفروشةً بالورود فأنها ستبقى هي الامُ الجامعةُ والموحدة التي تدافعُ عن ارضها وابنائها.
‎ولا ضيرَ في أن هناك من اختلفوا معها، فإنهم لم يختلفوا عليها فهي الحصن المنيع حامية المشروع الوطني والقلعةُ الكأداء الشامخة والمنارة التي تنير الدروب الى التحرير.
‎وان حاولَ بعض الغربان والغرباء النيلَ منها سرعان ما فشلوا بفعلِ صمودها وإسقاطها للمشاريع المشبوهة قولا وفعلا من الميلاد حتى الان بتمسكها بالثوابت الوطنية التي لا تسقط بالتقادم طال الزمنُ او قصر.
‎وفي عامها الثامن والخمسين وفي ذكرى انطلاقة المارد الاسمر تقفُ بعزٍ وشموخٍ بشيبها وشبانها الذين عاهدوا الله بالحفاظ عليها وتعزيز دورها في حماية الشعب الفلسطيني على إختلاف مشاربه.
‎بيد أن ولادتها لم تكن بالامر السهل فان الجرف الهادر في ذكرى انطلاقتها هو خيرُ دليلٍ على ديمومتها فأنها ولدت لتبقى ولتستمر لبلوغ غايتها بالتحرير وولوج الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس التي ضحى شعبنا من اجلها وقدموا الغالي والنفيس.
‎وان كانت حركة "فتح" صاحبة الطلقة الاولى، فانها سارت وسار قادتها بين حقول الالغام،فقادوا الثورة ومنهم من قادتهم للاستشهاد ومن ما زال منا ومنهم أحياء فانهم لم يتراجعوا قيدَ أُنملة رغم الضغوط فرفضوا الاملاءاتِ والتنازلاتِ رغم التهديداتِ التي وصلت حدود التصفية بشكل علني أو سري.
‎لكن هذه التهديدات لم تثن قادة "فتح" عن التمسك بثوابتها انطلاقا من مؤسسها الزعيم الخالد القائد ياسر عرفات ومن حمل الامانة من بعده بصدق اخيه القائد العام للحركة الرئيس محمود عباس الذي قال لأميركا "لا" واسقط صفقة القرن. فعندما خيروه بين قبولها او رفضها قال "أهلا بغضبِ أميركا"، فهو متسلح بالايمان بالله واحقية قضيتنا وحتمية النصر وفلسطين المؤتمن عليها وبحركة "فتح" المنفتحة على التاريخ والزمان والمكان.
‎وإن كان كل فلسطيني يولد مناضلا فلا يمكن انكار أن "فتح" ادخلت القضية الفلسطينية ضمن القضايا العادلة للشعوب وبلورت الهوية الوطنية وفرضت فلسطين على الخارطة الدولية وأدخلتها للمحافل الدولية، وحافظت على النسيج الوطني في أرض البدايات والنهايات وفي بوابة الأرض الى السماء.
‎ومما لا شك فيه فان "فتح" بمسيرتها الطويلة التي شارفت على العقد السادس، حافظت على تحالفاتها واصدقائها رغم التحديات الجسام لتبقى جسدا موحدا محافظا على إرث الشهداء والجرحى والاسرى واللاجئين الذين ينتظرون العودة الحتمية.
‎وفي ذكرى انطلاقتها، ستبقين الاعظم يا من صنعتِ كينونتنا المتجددة فوق الارض وتحت رقعة السماء، فأنت الجبل الذي لا تهزه الرياح وكذلك أبناء "فتح"، فمن ولدوا في العواصف لا يخشون هبوب الريح.
‎*امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

دلالات

شارك برأيك

كانت فكرة فأصبحت ثورة فخلقت كينونة متجددة

-

عبدالله قبل ما يقرب من 2 سنة

العدو الاسرائيلي حيد فتح بالكامل بإتفاقيه اوسلو وجعل مقاوميها رجال سلطه فاسده خلقت لخدمه امن إسرائيل والتنسيق المقدس.

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)