حديث القدس
أكدت التقارير الطبية ان الشهيد ناصر ابو حميد كان في أيامه الأخيرة منذ شهر أيلول الماضي، وطالبت مؤسسات انسانية كثيرة بضرورة الافراج عنه ليكون مع عائلته قبل رحيله، والكشف عن اصابته بسرطان في الرئة، لكن الاحتلال رفض كل هذه المطالب وأصر على استمرار أسره واحتجازه في سجن الرملة الى ان استشهد صباح أمس.

والشهيد ناصر رغم رحيله، ظل هو المنتصر وكانت ابرز رسائله الاخيرة قوله «أنا ذاهب الى نهاية الطريق وانا فلسطيني وافتخر تاركاً خلفي شعباً عظيماً والتحق بقافلة الشهداء وجزء كبير منهم رفاق دربي». ومن المعروف ان الشهيد ناصر عانى من الاهمال الطبي الذي هو نوع من القتل البطيء، وهناك نحو ٦٠٠ من الاسرى المرضى بينهم اكثر من عشرين أسيراً مصاباً بالسرطان.

وقبل أيام قامت اسرائيل بإبعاد الاسير صلاح الحموري الى فرنسا التي يحمل هويتها بالاضافة لهويته الفلسطينية في مخالفة قانونية وتجاهل مطلق للحقوق الانسانية، وقد أكدت مفوضية الامم المتحدة إدانتها لترحيل هذا المواطن، لأن الحموري كان يعمل بنشاط في مجال حقوق الانسان وإبعاده يعني اعتداء صارخاً على كل العاملين في هذا المجال.

وناصر أحد أفراد أسرة مناضلة بقوة عن حقوقنا وأرضنا وله أكثر من أخ أسير أو شهيد وقد أثار استشهاده ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية واسعة وقد عمّ الاضراب المناطق الفلسطينية انتصاراً لهذا الشهيد واستنكاراً لممارسات الاحتلال وتجاهله المطلق لكل الحقوق والقوانين الدولية والانسانية، وسيظل ناصر رغم رحيله هو المنتصر والباقي ذكره بقوة في قلوب وعقول الأهل والاقارب والاصدقاء وكل المواطنين.

وفي هذا السياق فإن التساؤل القوي هو أين العالم من هذه الممارسات التي يقوم بها الاحتلال ولماذا لا تتم محاسبته على ما يقوم به والتوقف عن مجرد إصدار البيانات اللفظية التي لم يعد الاحتلال يستمع اليها أو يهتم بها منذ عدة سنوات ويواصل القيام بها؟

في كل الاحوال فإن ناصر وأمثاله من الشهداء والجرحى والاسرى سيظلون القامة الوطنية الشامخة وستظل بطولاتهم أو استشهادهم، الراية الخفاقة في سماء فلسطين وبين أبناء شعبها والاحتلال الى زوال سواء طال الزمن أو قصر ..!!