أقلام وأراء

الثّلاثاء 20 ديسمبر 2022 10:18 صباحًا - بتوقيت القدس

القضية الفلسطينية والإنجاز القطري يتوجان في مونديال 2022

بقلم:فتحي احمد


بعد المونديال انكسرت معادلة القطب الأوحد لكاس العالم وسياسة الاحتكار الكروي، لقد استمتع العالم باسره باللقاء الرياضي لكرة القدم في قطر والذي اعتبره بعض المراقبين في الشأن الرياضي بأنه أفضل نسخة لكأس العالم منذ بداية تدشينه قبل حوالي قرن من الزمن، فالحدث الرياضي في الدوحة هو حدث سياسي إذا ما استبعدنا الرياضة، تناجى الغرب في فترة المونديال وتهامسوا حول الإنجاز العمراني والقدرة الفائقة على تنظيم مونديال 2022 هل هي البداية لسحب السجادة من تحت اقدامهم؟ وهذا مرهون بالاستمرارية بنفس الوتيرة، كما إن البعد الأمني منقطع النظير في المونديال كان له حضوره القوي وهذا جانب مهم لا يجب اغفاله البتة، حتى كتابة هذا المقال سارات الأمور على ما يرام، دون أن يسجل أي خروقات امنية تذكر.
القضية الفلسطينية الحاضرة في المونديال
فلسطين التي كانت تحتل الصدارة على مدرجات الملاعب في قطر شكلت صفعة لإسرائيل والتي هرولت تطبع مع بعض العرب مما جعلها تعيد حساباتها جيداً، صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقول المنتصر الحقيقي في مونديال قطر هي فلسطين بغض النظر عن الدولة الفائزة بالبطولة، مراسل القناة “12” العبرية "بالنسبة للجماهير العربية الحاضرة في قطر، ففلسطين أهم شيء في المونديال جاؤوا من أجلها لا من أجل البطولة، حيث تراهم منشغلون بالمشاركة في التظاهرات المؤيدة لفلسطين خلال اليوم الذي ستلعب به منتخباتهم، عدا عما يقوموا به على المدرجات من رفع شعارات داعمة للفلسطينيين". الشعب العربي الذي وصف زورا بأنه جرى وراء بعض حكوماته قطع الشك باليقين ونبذ التطبيع، فهذه الصورة التي نقلها شاب سعودي عندما قال للصحفي الإسرائيلي لا يوجد هنالك إسرائيل بل فلسطين تعبر عن حضور القضية الفلسطينية في الوجدان العربي والإسلامي.
نستطيع القول بأنها صفعة من الصفعات التي تلقاها الاعلام الإسرائيلي في الدوحة، وثمة عينات أخرى جرت عليها دراسة استطلاعية إسرائيلية الذي قصد منها الإعلام الإسرائيلي أن يجري بحثا لكي يخرج ليقف على مدى ما حققه التطبيع من نتائج تتوافق والهدف الإسرائيلي فكانت ردة الفعل بعد جولة من الاستطلاعات حيث رفضت عينة البحث المقابلات مع التلفزيون الإسرائيلي، وبالتالي انتم غير مرحب بكم هنا على الاطلاق، فهذه رسالة المستوى الإعلامي الإسرائيلي لقيادته السياسية بأن هذه العينة اصولا تعمم على الشعوب العربية قاطبة حسب ابجديات البحث العلمي .

الشعوب العربية تعيد سيرتها الأولى
استدعى الغرب ابواقه الإعلامية لكي يصطاد في الماء العكر رغم محاولة الماكنة الإعلامية الغربية دس السم في العسل بين حين واخر، لكنه فشل وتبددت نظرة الاستعلاء عنده، ووقفوا على اعتاب الحقيقة المرة انهم أي الغرب لم يعد بعد اليوم هو رائد الحضارة والمدنية التي سرقوها من العرب والمسلمين منذ قرون، لقد عادت الأمانة لأصحابها بعد طول انتظار. فأتت الرياح بما لا تشتهي سفنهم، وهذا يعني انه دخل في مرحلة الصدمة النفسية وتفاجأ كثيرا بالعقل العربي المدبر والذي إذا قال فعل ، فالرياضة التي جرت احداثها في قطر ساهمت بشكل كبير في إن العالم العربي لم يمت اكلينيكيا بل هنالك صحوة حضارية تسير بسرعة الضوء أحدثت صدمات كثيرة مزعجة تلاقها الغرب وأيضا الاحتلال الصهيوني الذي يجمعهم مع بلاد العم سام في رؤيته عن العرب، لكن كأس العالم القطري غير الصورة البشعة عن الشعوب العربية التي يحملها المستعمر القديم الذي ينعت العرب في كتبهم المدرسية وفي اعلامهم بأنهم متخلفون يرعون الإبل في الصحاري ويعتمروا الكوفية ومتعطشون للدماء وهم بالتالي رفقاء الصحراء وضد المدنية .

عاد ماكرون بخفيه حنين
وفي سلسلة تغريدات كتبها بالعربية، عبر حسابه الرسمي على تويتر، بين شوطي مباراة منتخبي فرنسا والدانمارك خلال البطولة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الحفاظ على الروح الرياضية "في عالم يواجه سلسلة من الأزمات"، مشددا على أهمية استغلال كأس العالم "قطر 2022" كمساحة لتقارب الشعوب "حول القيم العالمية وهذا يعتبر بمثابة انتصار للمونديال القطري.
يفسر مجيء الرئيس الفرنسي ماكرون لقطر من اجل ان يسوق نفسه امام الحكومة القطرية، فعينه على فوز بلاده بكاس العالم الذي عاد بلا بطولة، والعين الأخرى ترنو لغاز قطر، وخصوصا في الوقت الحرج المتبقي على دخول فصل الشتاء، ربما يحمل في طياته كثيراً من المعاناة نتيجة نقص امداد الغاز.
قطر اخذت الجمل بما حمل

الحملات الصادرة من عدة دول أوروبية لها خلفيات سياسية محضة ولا علاقة لها بكرة القدم.ولكن أكثر هذه الحملات ضد قطر انطلقت من بريطانيا ثم ألمانيا بل واشتركت فيها حتى فرنسا، التي تربطها علاقات اقتصادية وتجارية ورياضية وأمنية متقدمة مع الدوحة، وانضم إلى جوقة المحرضين الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جوزيف سيب بلاتر، تفنن الإعلام الغربي في كيل التهم وشن الهجمات على قطر، إلى الدرجة التي دفعت وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن، إلى القول إن الحملة التي واجهتها بلاده "لم تواجهها أي دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة وهذا اعتراف أيضا بأن قطر فازت بكل شيء ظفرت بالسياسة والعمران والمدنية والحضارة بدأ الغرب يعترف بذلك ضمنيا رغم انه يقولها بالإيحاء فأنه لا ينكر حجم هذا الانتصار .
فشل الاعلام الغربي في تشويه صورة العرب
وتتجلى هذه الصورة النمطية من خلال صور كاريكاتورية، تظهر إحداها قطر كرجل يخفي تحت ردائه إرهابيا، وأخرى لاعبين قطريين في شكل إرهابيين، وثالثة قطر تتقاتل مع جيرانها بالسيوف وإيران في الطرف الآخر من الخليج تتربص بالجميع، بينما الفيفا تحت الصدمة، وصورة عديدة عن استعباد قطر للعمال، وأن المونديال سينظم على أنقاض العمال.ومن شأن المونديال أن يغير هذه الصورة النمطية المفزعة عن قطر، ودخول أكثر من مليون مشجع من مختلف قارات العالم، سيسمح بالتعرف على حجم التقدم الذي وصلت إليه قطر في مختلف المجالات من مطار حمد الدولي بالدوحة، الحاصل على أعلى الجوائز، إلى الفنادق الفخمة وشبكة الطرقات الحديثة، والتطور العمراني الرهيب، الذي ينافس عواصم أوروبية عريقة، خاصة من حيث نظافة الشوارع والمحيط، ناهيك عن توفر الأمن وسماحة شعبها.ومن شأن نجاح قطر في تنظيم المونديال تحويلها لعلامة تجارية واستثمارية وسياحية تستقطب السياح والشركات العالمية من مختلف أرجاء المعمورة.

دلالات

شارك برأيك

القضية الفلسطينية والإنجاز القطري يتوجان في مونديال 2022

المزيد في أقلام وأراء

قلق كبير على حياة الرئيس الإيراني

حديث القدس

أهل النقب المغيَّبون

حمادة فراعنة

خيارات إسرائيل الصعبة بعد رفح

أحمد رفيق عوض

التبني الغربي لإسرائيل

عقل صلاح

قمة المنامة تقدم في الشعارات وعجز مزمن في التنفيذ

راسم عبيدات

فصول النكبة تتواصل مع جرائم الحرب والصمود الأسطوري

نهى نعيم الطوباسي

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية

عبد المنعم سعيد

في زمن التيه

يونس العموري

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

هناك خطة للغد

غيرشون باسكن

إسرائيل تصارع اوهام النصر

حديث القدس

الاحتلال الإسرائيلي بين «الذكاء الاصطناعي» و«الغباء الفطري»

عماد شقور

المفاوضات بين حماس والمستعمرة

حمادة فراعنة

المحاكم.. مكان لاختبار الصبر!

سمر هواش

تأملات-- النساء الفاضلات كثيرات

جابر سعادة / عابود

هل هو تنازع على من يخدم إسرائيل أكثر؟

فتحي أحمد

التعافي من الفاقد التعليمي واستقرار منظومة التعليم

ثروت زيد الكيلاني

اليابان: غزة والشرق الوسط

دلال صائب عريقات

شكراً تونس

رمزي عودة

تأثير الحرب على التعليم.. دمار شامل بغزة وصعوبات كبيرة بالضفة

رحاب العامور

أسعار العملات

الإثنين 20 مايو 2024 10:57 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.02

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%9

%91

(مجموع المصوتين 94)

القدس حالة الطقس