قطعان المستوطنين باتوا يتمادون في اعتداءاتهم على المواطنين واراضيهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، الامر الذي ينذر بالخطر الشديد على ابناء شعبنا خاصة القريبين من المستوطنات وكذلك الذين يسيرون على الشوارع والطرقات التي تمر منها هذه القطعان، والتي تلقى الدعم ليس فقط من قوات الاحتلال التي تحرسها وتحميها، بل ايضا من قبل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، حيث يعتبر المسؤولون وقادة كيان الاحتلال ان هؤلاء اي قطعان المستوطنين يشكلون خط الدفاع الاول عن دولة الاحتلال في مواجهة المواطنين الفلسطينيين.

فأمس فقط، قام مستوطن بدهس شقيقين من مخيم قلنديا ، بالقرب من مفرق زعترة عندما كانا يصلحان سيارتهما التي اصابها العطب بجانب الشارع واستغل المستوطن وجودهما خارج سيارتهما وقام بدهسهما بصورة متعمدة ما ادى استشهاد احدهما واصابة شقيقه بجروح خطيرة نقل على اثرها على مستشفى في الداخل لتلقي العلاج.

واذا كان هذا الحال قبل قدوم حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف بل الاكثر تطرفا ويمينية وعنصرية من كل الحكومات الاسرائيلية السابقة، ان هذه الحكومات ابدعت في قتل الفلسطينيين والتنكيل بهم ويكفي ان هذا العام هو من اكثر الاعوام السابقة الذي شهد سقوط شهداء على ايدي قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.

فالحكومة القادمة والتي اعلنت وبشكل واضح انها ستدعم قطعان المستوطنين وتضيق الخناق ، الضائق اصلا، على المواطنين الفلسطينيين، فان معنى ذلك ان قطعان المستوطنين سيواصلون ارتكاب الجرائم امام مرأى ومسمع العالم قاطبة بدعم الحكومة القادمة، دون اي اعتبار للعالم ولا القوانين والاعراف الدولية.

وفي هذا السياق لا ننسى ما قام به قطعان المستوطنين في دوما وحرق عائلة دوابشة وحرق الطفل محمد ابو خضير وغيرهم الكثير الكثير الى جانب قوات الاحتلال.

اننا نعيد ونكرر ان مواجهة قطعان المستوطنين الذين هدفهم ارغام شعبنا على الرحيل عن ارضه، هو مواصلة الصمود، ومواجهة هذه القطعان من خلال اعادة احياء لجان الحراسة الليلية وفي النهار، وتوسيعها لتشمل المزيد من الشبان الذين لا يتوانون في الدفاع عن اراضيهم وممتلكاتهم ومزروعاتهم.

وعلى الجانب الفلسطيني دعم المواطنين ولجان الحراسة والدفاع التي تضم خيرة الشباب وتوفير كافة المستلزمات التي يطلبونها لمواجهة جرائم قطعان المستوطنين، خاصة وان الايام القادمة سيتم خلالها تزويد هذه القطعان بالمزيد من السلاح في محاولات يائسة لارهاب شعبنا ولكن شعبنا قدم ولديه الاستعداد التام لتقديم المزيد من التضحيات وصولا الى احقاق كامل حقوقه الوطنية الثابتة.

وعلى القيادة الفلسطينية عدم هدر دماء شهيد مخيم قلنديا والعمل بكل الوسائل والطرق لمحاسبة المعتدي على جرمه.